الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشواطئ.. متعة لا تخلو من المخاطر

الشواطئ.. متعة لا تخلو من المخاطر
11 سبتمبر 2021 00:15

إعداد: فهد بوهندي

مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، تبقى السواحل والشواطئ ملاذاً يطفئ لهيب الشمس الحارقة، ومتنزهاً للأسر والشباب الباحثين عن تقضية أوقات ممتعة، بالقرب من أمواج زرقاء تلطف الأجواء وتنعش الأجساد. ويتناسى مرتادو الشواطئ الاحترازات الواجبة والضوابط التي تحمي من حوادث الغرق، ما يؤدي إلى الوقوع في المحظور، وقد وقعت حوادث غرق متفرقة بصورة واضحة في الفترة الماضية بسبب تجاهل التعليمات التي تحذر من خطر السباحة في بعض الأماكن الخطرة بفعل طبيعتها أو بسبب الأجواء غير المستقرة. التقت «الاتحاد» عدداً من مرتادي الشواطئ وأولياء الأمور للتعرف إلى أهم ملاحظاتهم عن المسببات الرئيسة التي تؤدي إلى حوادث الغرق، وما هي الإجراءات والوسائل المطلوبة التي تجعل السباحة آمنة، وكذلك الأسباب التي تمنع بعض المتنزهين وهواة السباحة من التقيد بالتعليمات.
أكد المواطن عبدالله محمد: «تكثر حوادث الغرق في فصل الصيف بصورة لافتة، والكل يعلم أن في فصل الصيف تشهد الشواطئ البحرية إقبالاً كبيراً من الأسر والعائلات في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ما يجعل السواحل قبلة للزيارات وأحد المتنفسات الآمنة بعيداً عن التجمعات التي حد انتشار فيروس كورونا منها، وهناك مسببات عديدة في رأيي تزيد من حوادث الغرق، حيث يأتي في المقام الأول إهمال الأسر الدور الرقابي، حيث يجب الاهتمام بأفراد الأسرة، خاصة الأطفال، حيث تجب متابعتهم وعدم الانشغال عنهم، إلى جانب الالتزام بالتعليمات التي وضعتها جهات الاختصاص، حيث هناك أوقات غير مخصصة للسباحة بفعل الأجواء وارتفاع الموج، كما أن هناك أماكن غير مسموح فيها بالسباحة، خصوصاً بالقرب من المناطق الصخرية ومناطق التيارات والسواحل الرملية الهشة، إلى جانب دور الأسرة الرقابي نجد أن الجهات المختصة لها دور أيضاً في المساهمة في تقليل حوادث الغرق بتخصيص أماكن آمنة للسباحة، وتوفير عدد كبير من المنقذين، وضرورة توفير أبراج المراقبة لتأمين السلامة لكل من يرتاد الشواطئ المخصصة لممارسة السباحة».

دور رقابي
ويرى محمد راشد، ولي أمر، أن مسؤولية حوادث الغرق تقع على عاتق الأسرة في المقام الأول لأن دورها الرقابي يحتم عليها الالتزام بكل الموجهات التي تضعها الجهات المختصة للحد من هذه الحوادث، حيث نلاحظ أن الأسرة تتجاهل كثيراً أوامر عدم السباحة في الأماكن غير المخصصة، وتتجاهل كثيراً التحذيرات من النزول إلى مياه البحر بسبب الطقس، وأحياناً تلجأ العائلات إلى اتخاذ أماكن للسباحة على البحر لا يوجد فيها منقذون أصلاً، لأنها بعيدة عن أي مجال لتقديم المساعدة، أو في أماكن لم تخصص للسباحة ولا تتوافر فيها أو بالقرب منها وسائل الإنقاذ السريع، مثل الدراجات المائية والعوامات، كذلك ينشغل الكبار عن الأطفال وتضعف مراقبتهم عند السباحة، وغالباً ما يكون الغريق طفلاً انشغلت عنه والدته أو والده ولا يجيد السباحة، ولم تحرص عائلته على ارتدائه السترة الواقية من الغرق عند اللهو بالماء، فيبتلعه البحر وتتحول الرحلة أو النزهة إلى أحزان ومآسٍ.

متطلبات عدة
وقالت مريم النقبي: «تتطلب السباحة في البحر إجراءات عدة، ويجب أن تتوافر متطلبات كثيرة حتى تكون آمنة وممتعة، منها اختيار الموقع المناسب الذي خصصته السلطات والتي لم تخصص هذه المواقع إلا بعد دراسة ميدانية ورؤية علمية لممارسة السباحة الآمنة في وجود منقذين، يعملون على سلامة الموجودين على الشاطئ ويسعفون من تعرض إلى الغرق، إلى جانب ضرورة الاستماع إلى إرشاداتهم وتوجيهاتهم بشأن تحديد أماكن السباحة وارتداء الملابس المساعدة لممارستها، ويجب على مرتاد الشواطئ ارتداء معدات السباحة حتى وإن كان يثق في قدراته وإجادته السباحة، ويجب ألا نغفل أهمية تزويد الأطفال بأطواق النجاة والسترات حتى وإن اقتصر جلوسهم على الشاطئ واللهو على الرمال، لأن الأمواج يمكن أن تضرب السواحل في أية لحظة وتجذب معها كل من على الساحل». 

أوقات الليل
يرى الغواص المتخصص عبدالله الحمادي أن ممارسة هذا النوع من الرياضة لا يتناسب مع أوقات الليل لضعف الرؤية، ما يصعب متابعة حركة الأمواج، وكذلك وصول المنقذين قبل التعرض للغرق.
وناشد الجهات المختصة بفرض إجراءات احترازية على كافة شواطئ الدولة المخصصة للسباحة للحد من تعرض مرتادي البحر ومحبي السباحة للغرق، من خلال تكثيف اللوحات الإرشادية ولوحات التوعية بأكثر من لغة لأن عشاق الشواطئ والبحر تتعدد جنسياتهم ولا يتكلمون لغة واحدة، وقد يجهل أكثرهم اللغات المكتوب بها الإرشادات، لافتاً إلى أن الأمر يتطلب تنظيم حملات توعية تهدف إلى إرشاد الأسر لأنها الأكثر تضرراً والأكثر ارتياداً للسواحل، ويكون أغلب الضحايا من الصغار نتيجة للإهمال والانشغال عنهم من قبل الأهل، إلى جانب تكثيف أبراج المراقبة وزيادة عدد المنقذين، حتى وإن دعا الأمر إلى الاستعانة بالمتطوعين بعد صقلهم وتدريبهم على متطلبات ومهام المنقذ، مع التشدد في فرض عقوبات وغرامات على المخالفين لتوجيهات المنقذين والمخالفين لأوامر منع السباحة في الأماكن المحددة وتعليمات المنع في بعض الأوقات، بسبب شدة التيارات البحرية في تلك الأماكن، وكذلك أوامر المنع في بعض المواقيت عند اشتداد الرياح على سبيل المثال.

دور البلديات
توفر البلديات منصات للمراقبين على الشواطئ ليقوموا بدورهم بمراقبة ممارسي السباحة في البحر، وإنقاذ أي شخص يتعرض للغرق. وقامت بلدية خورفكان بتوزيع أبراج مراقبة على طول شاطئ خورفكان الحيوي الذي يشهد إقبالاً كبيراً من قاصدي السباحة وممارسة هواياتهم البحرية، حيث قال أحد المراقبين والمنقذين: «نقوم برقابة صارمة على الشواطئ والمتابعة الكثيفة عن بُعد، دون إزعاج ممارسي السباحة، ونتدخل في حال تعريض الشخص حياته للخطر، أو وجود أطفال يحتاجون لمزيد من الرقابة، ويلاحظ الزوار انتشار المراقبين على طول شاطئ خورفكان وشاطئ الزبارة».

مبادرة
أعلنت القيادة العامة لشرطة الشارقة على حساباتها الرسمية حملة «بسلامتكم نسعد نحو صيف آمن»، أطلقتها إدارة شرطة المنطقة الشرقية، بالتعاون مع المجلس البلدي بخورفكان والجهات المختصة، وذلك تزامناً مع العطلة الصيفية، حيث تهدف المبادرة لتوعية مرتادي الشواطئ والمسطحات المائية في كافة شواطئ خورفكان، وتعريفهم بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر، والتقيد بالإرشادات والتعليمات الموضحة على اللوحات الإرشادية الموجودة على امتداد الشاطئ من أجل سلامة الجمهور.
وتم توزيع سترات النجاة لتعريف الجمهور بأهمية ارتدائها، لما لها من دور كبير في الوقاية والسلامة من حوادث الغرق.
ودعت القيادة كافة أفراد المجتمع للتعاون مع الأجهزة المختصة، واتخاذ كافة تدابير السلامة، تحقيقاً لأمن وسلامة الجميع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©