الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ريادة إماراتية في تمكين المرأة «برلمانياً»

ريادة إماراتية في تمكين المرأة «برلمانياً»
28 أغسطس 2021 06:11

ناصر الجابري (أبوظبي)

حصدت دولة الإمارات الريادة العالمية في وجود النساء بالعمل البرلماني، حيث جاءت الدولة في المركز الأول عالمياً، خلال العام الماضي في نسبة تمثيل المرأة بالبرلمان، وذلك وفقاً لمؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويعد قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 %، تجسيداً للدعم الذي توليه القيادة الرشيدة للمرأة للعمل في المجال البرلماني، وانطلاقاً من دورها المهم في دعم منظومة عمل المجلس الوطني الاتحادي، وتعبيراً عن نهج دولة الإمارات الداعم لتحقيق التوازن بين الجنسين في مختلف القطاعات، ومنها قطاع العمل البرلماني. 
وخلال الـ 15 عاماً الماضية، وتحديداً بعد إطلاق برنامج التمكين السياسي، قامت المرأة الإماراتية بجهود متواصلة لدعم المجلس الوطني الاتحادي، باعتباره سلطة مرشدة ومساندة وداعمة للسلطة التنفيذية، حيث برهنت على كفاءتها على المناقشة، وإبداء الرأي في مختلف القضايا الاجتماعية، ووجودها الفاعل في اللجان البرلمانية.
وتضمن مرسوم صاحب السمو رئيس الدولة رقم 6 لسنة 2007 بتشكيل المجلس الوطني الاتحادي في الفصل التشريعي الرابع عشر وجود تسع نساء تم انتخاب مرشحة واحدة منهن في انتخابات عام 2006 لعضوية المجلس، في التجربة الانتخابية الأولى التي شهدتها الدولة لتشكل نسبة النساء في المجلس الوطني 22.2 بالمائة.
وقال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، في خطاب افتتاح الدور الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر: «إن ما يميز مجلسكم اليوم هو التواجد القوي للمرأة، الأمر الذي يعكس الثقة اللامحدودة بقدراتها ودورها ومساهماتها الفاعلة في دفع مسيرة العمل الوطني نحو آفاق أرحب، وممارسة العمل التنفيذي والتشريعي بكل اقتدار».

وفي تعليق على مشاركة المرأة في الانتخابات الأولى قال سموه: «إذا كانت المرأة الإماراتية قد أثبتت حضورها في هذه التجربة الانتخابية الأولى، فإننا على يقين أن الإنجاز الذي تحقق للمرأة بدخول المجلس الوطني الاتحادي سيتعزز مضمونه من خلال إسهاماتها في مناقشات الدورة المقبلة، خاصة في القضايا التي تهم المرأة والبناء الاجتماعي للدولة». 
وتضمن تشكيل المجلس في فصله التشريعي الخامس عشر الذي بدأ في شهر نوفمبر عام 2011 وجود سبع عضوات واحدة منهن فازت بالانتخابات، وحصلت المرأة على منصب النائب الأول لرئيس المجلس، كما تضمن مرسوم تشكيل المجلس الوطني الاتحادي في فصله التشريعي السادس عشر الذي بدأ في شهر نوفمبر 2015 تسع سيدات واحدة منهن فازت بالانتخاب، وأصبح عدد العضوات ثماني عضوات بعد تعيين وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي من عضوات المجلس.
وشهد المجلس خلال الفصل التشريعي الماضي، تعيين أول امرأة وهي معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيسة للمجلس، فيما شهد التشكيل الخاص بالفصل التشريعي الـ 17 الحالي، العدد الأكبر من العضوات في منظومة عمل المجلس بوجود 20 امرأة ضمن مقاعد المجلس الوطني الاتحادي. 
ولا يقتصر نجاح المرأة على وصولها إلى المجلس الوطني الاتحادي، بل برهنت الاستحقاقات الانتخابية الماضية على مبادرة المرأة نحو المشاركة السياسية الفاعلة، حيث شملت الهيئة الانتخابية لعام 2006 وجود نحو ألف امرأة من إجمالي 6595 عضواً، كما تقدمت 65 امرأة للترشح من أصل 465 مرشحاً لعضوية المجلس الوطني أي بنسبة 14.25%.

  • دور لافت للمرأة في مناقشات المجلس الوطني
    دور لافت للمرأة في مناقشات المجلس الوطني

وفي عام 2011 واصلت المرأة تقدمها في المشاركة البرلمانية، حيث استحوذت الإناث على نسبة 46 بالمائة من إجمالي عدد أعضاء الهيئات الانتخابية الذي بلغ 135 ألفاً و308 أعضاء، فيما بلغ عدد اللواتي تقدمن بطلبات الترشح لعضوية المجلس الوطني الاتحادي 85 سيدة، وعقب صدور النتائج حافظت المرأة على نسبة تمثيلها بالمجلس البالغة 22% من مجموع الأعضاء.
واستمرت المسيرة في عام 2015، حيث تطورت مشاركة المرأة في انتخابات عام 2015، والتي حظيت بمشاركة كبيرة من المرشحين والمرشحات الذين وصل عددهم إلى 341 مرشحاً، وتمثلت نسبة المرأة في قائمة المرشحين 22% بواقع 76 مرشحة في جميع إمارات الدولة، كما أن نسبة تواجد المرأة في الهيئات الانتخابية بلغت 48%، مما يؤكد اهتمام قيادة دولة الإمارات بعملية تمكين المرأة لتتبوأ جميع المناصب القيادية في الدولة.
وخلال الانتخابات الماضية في عام 2019، شكلت نسبة المرأة في قائمة المرشحين النهائية 36.36% بواقع 180 مرشحة في جميع إمارات الدولة، كما ارتفعت نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في القوائم الانتخابية إلى 170 ألفاً و967 مواطنة، وهو ما يشكل 50.62% من إجمالي الناخبين البالغ عددهم 337 ألفاً و738 عضواً.
ووفقاً لتقرير الاتحاد الدولي البرلماني الدولي الصادر في العام الحالي، فإن 14 عضوة في المجلس الوطني الاتحادي، وبنسبة 70% ما بين عمر 21 إلى 50 عاماً، في حين 6 عضوات في الشريحة العمرية ما بين 51 إلى 60 عاماً، لتكون أصغر البرلمانيات في المجلس هي هند حميد خليفة العليلي.
وساهم المجلس الوطني الاتحادي منذ عام 1972، في إقرار التشريعات وطرح مختلف القضايا وتبني التوصيات التي عملت على تمكين المرأة للقيام بدورها في خدمة المجتمع، وتكفل لها حقوقها الدستورية وتتيح لها فرصة المشاركة في المؤسسات التشريعية والتنفيذية ومواقع اتخاذ القرار، مما يؤهلها للنهوض بمسؤولياتها إلى جانب الرجل في مختلف ميادين العمل الوطني.
وتضطلع المرأة الإماراتية من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي بدور متميز على الصعيد الداخلي بمشاركتها في جميع مناقشات المجلس وبطرح الأسئلة على ممثلي الحكومة، ومناقشة الموضوعات العامة، وترأست عدداً من اللجان الدائمة والمؤقتة، وكان لها دور فاعل من خلال مشاركتها في المؤتمرات الخارجية على الصعد العربية والإقليمية والإسلامية والدولية، حيث تشارك عضوات المجلس من خلال الشعبة البرلمانية الإماراتية في مختلف الفعاليات البرلمانية الخليجية والعربية والإسلامية والدولية، وضمن الوفود الزائرة، وتقوم بدور رائد من خلال عضويتها في مختلف اللجان الإقليمية والدولية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©