عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
في مطلع ستينيات القرن الماضي، وبالتحديد خلال عام 1962، كانت مدينة سياتل الأميركية، المطلة على المحيط الهادي، على موعد مع نسخة جديدة من معارض إكسبو الدولية، عُرفت بـ «معرض القرن الحادي والعشرين»، الذي أُقيم خلال الفترة من 21 أبريل وحتى 21 أكتوبر من العام نفسه، وكان موضوعه الرئيسي حول «رجل في عصر الفضاء»، وحضره ما يقارب 10 ملايين زائر من داخل أميركا وخارجها. ويعود الفضل في فوز مدينة سياتل الأميركية باستضافة معرض إكسبو 1962 إلى عمدة المدينة آنذاك الذي تبنى حملة ضخمة لإقناع مجلس المدينة بالموافقة على إصدار سندات بقيمة 7.5 مليون دولار لبناء دار الأوبرا والمركز الرياضي اللازمين للفوز باستضافة المعرض الدولي.
وشهد معرض إكسبو 1962 ظهور العديد من المشاريع المعمارية والهندسية، أبرزها مشروع «سبيس نيدل» أو الإبرة الفضائية، ومشروع «مونوريل»، إضافة إلى بعض الصروح الفنية والمنشآت الرياضية مثل مدرج ولاية واشنطون، ومبنى الفنون المسرحية. و«سبيس نيدل» أو إبرة الفضاء عبارة عن برج يصل ارتفاعه إلى 184 متراً أو ما يعادل 605 أقدام، ويبلغ عرضه 42 متراً أو ما يعادل 138 قدماً في أوسع نقطة، ويبلغ وزنه 9550 طناً، ويتكون الدرج الرئيسي من 848 خطوة، بدايةً من الطابق السفلي وحتى أعلى سطح البرج. وتعود فكرة تصميم برج الإبرة الفضائية إلى إدوارد ف. كارلسون، رئيس إحدى الشركات الفندقية، الذي اقترح بناء برج مع مطعم فوق قمته بمناسبة استضافة معرض إكسبو 1962، واستوحى الفكرة من زيارته لبرج شتوتغارت في ألمانيا، وهي الفكرة التي أشرف على تنفيذها المهندس المعماري، جون جراهام، صاحب تصميم «نورث جيت مول»، وهو من أعرق مراكز التسوق في مدينة سياتل الأميركية.
520 قدماً
تضم «سبيس نيدل» برجاً للمراقبة على ارتفاع 520 قدماً به شرفة زجاجية توفر للزائر رؤية بانورامية لمدينة سياتل والجبال والجزر والمناطق المحيطة بها، وفي السابق كان القرص المتحرك الخاص بالبرج يضم مطعمين على ارتفاع 500 قدم أو ما يعادل 150 متراً، وقد تم إغلاق أحدهما في العام 2000، وبقي مطعم دوار يسمى «سيتى سكاىي». وفي 15 مايو من العام 2007، استقبل برج الإبرة الفضائية الزائر رقم 45 مليوناً الذي حصل على رحلة سياحية مجانية لشخصين إلى باريس.
أطول مبنى
مع انطلاق فعاليات إكسبو 1962، استضافت مدينة سياتل ملايين الزوار من داخل وخارج أميركا، وكان برج الإبرة الفضائية محطتهم الأولى في جدول الزيارة، حيث جاء الملايين من شتى أنحاء العالم لمشاهدة أطول مبنى غرب نهر الميسيسبي، وكان يصعد إلى منصة المراقبة بالبرج 20 ألف شخص يومياً خلال أيام المعرض الدولي.
ومع مرور الوقت أصبح برج الإبرة الفضائية «أيقونة» مدينة سياتل الأميركية، وأحد أبرز معالمها المعمارية والسياحية، وظل لعقود طويلة أطول مبنى يقع غرب نهر الميسيسبى.
41 ثانية
يصل الزوار إلى قمة برج الإبرة الفضائية خلال 41 ثانية بوساطة المصاعد التي تسير بسرعة 10 أميال في الساعة أو ما يعادل 16 كم/ الساعة، وخلال الأيام العاصفة تسير المصاعد بسرعة 5 أميال في الساعة أو ما يعادل 8 كم/ الساعة.
