الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حسن النابودة عميد كلّية العلوم الإنسانية بجامعة الإمارات لـ «الاتحاد»: ضرورة ربط تخصصات العلوم الإنسانية بالمستقبل بدلاً من الماضي

أعضاء هيئة التدريس في الخلوة التي نظمتها الكلية (من المصدر)
1 أغسطس 2021 03:00

محمد البلوشي (العين)

أكد الدكتور حسن النابودة، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، حرص الكلية علي تصميم المناهج الدراسية بحيث تُنمي وتصقل المهارات الأساسية المطلوبة لسوق العمل، مع التركيز على تنمية القدرات الإبداعية ومهارات التفكير الناقد لدى الخريجين، كما تبذل إدارة الكلية جهوداً حثيثة من أجل توفير جميع سبل الدعم اللوجستي والعلمي غير المحدودة لطلبة الكلية من أجل تشجيعهم على التفوق والبحث العلمي والتميز الدراسي. 
وأوضح أن الكلية تُعد واحدة من أربع كليات رئيسية شكلت اللبنة الأولى التي تأسست عليها الجامعة منذ نشأتها، وتتألف الكلية من اثني عشر قسماً علمياً تطرح منظومة متنوعة من التخصصات الفردية والبينية، فضلاً عن عدد من التخصصات الفرعية في شتى مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية. 

  • حسن النابودة
    حسن النابودة

وأضاف د. النابودة لـ«الاتحاد»: في شهر يونيو الماضي تم تنظيم خلوة للكلية لمناقشة مستقبل التخصصات ذات العلاقة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، فقد تم تشكيل أربع فرق أو لجان مع بداية العام الجامعي هي: لجنة مراجعة وتطوير التخصصات العلمية، ولجنة توقعات سوق العمل واحتياجاته من هذه التخصصات، ولجنة التوجهات العالمية للدراسة عن بُعد في ظل جائحة كورونا، ولجنة استقطاب الطلبة المتميزين، واستغرق عمل هذه اللجــان قرابة ستة أشهر، وفي هذه الخلــوة قدم رؤساء اللجان الأربعــــة المذكــــورة النتائج والتوصيات التي توصلوا إليها، وقد تمت مناقشتها، وهناك عدة توصيات سيتم إدراجها ضمن خطة الكلية للسنوات الأربع القادمــــة، وهــي تتماشـــى مع خطة الحكومة الاستراتيجية للتعليم.
وأشار إلى تضاؤل عدد طلبة العلوم الإنسانية في الجامعات، وغالباً ما يقلل المستشارون الأكاديميون من أهمية العلوم الإنسانية الحرة لسوق العمل بالنسبة للتخصصات الأكثر عملية، مثل العلوم والتكنولوجيا، لكن جوهر الأمر هو أن العلم والتكنولوجيا يهدفان إلى مساعدة البشر. والعلاقة بين البشر والتكنولوجيات المتقدمة قوية ولا غنى عن المنظور الإنساني في التكنولوجيا، ومن هنا فإن المستقبل يتطلب السعي إلى دمج الدراسات الاجتماعية والفنون الحرة بالعلوم والتكنولوجيا، ولا شك في أن البحوث والدراسات الأكاديمية حول التفاعل بين البشر والآلات سوف تجدد التخصصات التي أصبحت راكدة، وسوف تربط العلوم الإنسانية بمستقبلنا بدلاً من ماضينا.

التعليم بعد الجائحة 
وقال النابودة: سيعتمد التعليم بعد جائحة كورونا على التعلم الذاتي المرتبط بالتعليم الرقمي المعزز بالتكنولوجيا من خلال شبكة الإنترنت، ويتطلب ذلك أن تكون لدينا رؤية مستقبلية واضحة للتعلم الإلكترونيّ تتضمن تحسين وتطوير مناهجنا الدراسية بما يتوافق مع التطورات العالمية، وخلق جو جديد من الإبداع والتميز والمنافسة وتشجيع الطلبة على تقبل التعلم الإلكترونيّ وغير ذلك، وسيحتاج أصحاب العمل إلى التكيف باستمرار مع الظروف المتغيرة، بالإضافة إلى القدرة على تعلم أشياء جديدة بسرعة وكفاءة، نحن بحاجة إلى أن يتعلم طلبتنا كيفية التعلم. 
وفي عالم سريع التغير، يحتاج أصحاب العمل إلى خريجين يمكنهم حل المشكلات وتقديم الأفكار والمساعدة في تحسين وتطوير العمل في المؤسسات التي يعملون فيها.
وأضاف: لدينا في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية خطة طموحة جداً، تمت مناقشتها مع وزارة التربية والتعليم وهي تتماشى مع التوجهات المستقبلية للتعليم في الدولة والتي من أهم مرتكزاتها الذكاء الاصطناعي، والتعلم عن بُعد، وتطوير البرامج لمواكبة المستجدات التكنولوجية، واستقطاب خبرات عالمية وأساتذة من جامعات مرموقة تسهم في عملية التطوير وتحسين جودة التعليم والنشر العلمي.

مساقات
قال النابودة: إنه تم بالفعل وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم طرح ثلاثة مساقات ذات اعتماد مزدوج، هي التفكير الناقد ومبادئ الأخلاقيات المهنية وتاريخ العالم للطلبة المتميزين في الثانوية، وهي فكرة رائدة في المنطقة نشكر القائمين عليها في الوزارة. ويتولى تدريس هذه المساقات اثنان من أعضاء هيئة التدريس تم استقطابهما من جامعات مرموقة عالمياً، والتغذية الراجعة التي وصلت إلينا كانت رائعة، وكان من أهم نتائجها التفاعل القوي من قبل الطلبة وشغفهم وحبهم لتخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية. كذلك تقوم الأقسام العلمية بالتواصل مع قطاعات ومؤسسات مختلفة في المجتمع لمعرفة اهتماماتهم في حقول العلوم الإنسانية والاجتماعية. 
وكما تعلم أيضاً، فإنه وفي ظل جائحة كورونا ازداد الاهتمام بتخصصات علم النفس والخدمة الاجتماعية، لذلك فنحن نسعى لتحديث هذه البرامج وطرح برنامج دكتوراه في هذين التخصصين قريباً إن شاء الله. 
وقال د. حسن النابودة: تسعى الكلية في الأشهر المقبلة إلى إقامة علاقات تعاونية مع عدد من الجامعات الدولية المرموقة، وقد تم بالفعل التواصل وعقد اجتماعات مع عدد من الجامعات في بلجيكا وبريطانيا والولايات المتحدة، كان آخرها مع بعض ممثلي جامعة كيس وسترن ريسرف، حيث تم في هذا اللقاء مناقشة سبل التعاون بين كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وجامعة (Case Western)، إضافة إلى إمكانية التعاون في تطوير برنامج أو أكثر في تخصصات الخدمة الاجتماعية وعلم النفس في مرحلتي البكالوريوس والماجستير.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©