الإمارات الوجهة الأولى للاستثمارات النمساوية

يوسف العربي (أبوظبي)

تعتبر الإمارات الوجهة الأولى للاستثمارات النمساوية خارج الاتحاد الأوروبي، وأهم شريك اقتصادي لها في الشرق الأوسط.
وتشكل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محطة مهمة في سبيل توطيد علاقات الصداقة والروابط الاقتصادية التي تجمع الإمارات والنمسا على مدار الخمسين عاماً الماضية.
وتتصدر السياحة، والتكنولوجيا، وإكسبو، مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين في الوقت الراهن للاستثمار.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2020 حوالي 2.4 مليار درهم «540 مليون يورو»، فيما بلغ رصيد التدفقات الاستثمارية المباشرة من النمسا إلى الإمارات العام الماضي نحو 33.4 مليار درهم «7.5 مليار يورو» عام 2020، ما يجعلها سابع أكبر وجهة للاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم بالنسبة للنمسا. 
وخلال العام الماضي بلغ إجمالي استثمارات الإمارات في النمسا 20 مليار درهم «4.49 مليار يورو».
ويوجد العديد من الشركات النمساوية العاملة في الإمارات التي استفادت الشركات النمساوية من البنية التحتية الآمنة في الإمارات والعلاقات الاقتصادية المتنامية وتتوسع هذه الشركات في المنطقة، انطلاقاً من الإمارات.

السياحة 
يعتبر القطاع السياحي من أهم القطاعات التي تشهد تعاوناً مثمراً بين البلدين، نظراً للمكانة المرموقة التي تتمتع بها كل من الإمارات والنمسا على خريطة السياحة العالمية.   وتحافظ النمسا على موقعها كإحدى أهم الوجهات التي يفضلها السائح الإماراتي، بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي توفرها، فيما تعزز مدن الدولة حضورها على رأس قائمة الوجهات المفضلة للسياح القادمين من النمسا.
ويكتسب قطاع السياحة أهمية خاصة في دولة الإمارات، حيث حققت الدولة الكثير من الإنجازات لإعادة انتعاش السياحة، مع الالتزام بأفضل الإجراءات المطبقة لضمان أعلى معايير السفر الآمن في ظل جائحة كوفيد-19.
وعلى الرغم من التأثيرات التي فرضتها جائحة كوفيد على القطاع، فإن التوقعات تشير إلى العودة التدريجية لمستوى الرحلات بين البلدين، خصوصاً مع قرب استضافة معرض إكسبو، الذي يتوقع أن يعيد للقطاع تألقه من جديد.
وتسعى النمسا لاستقطاب سائحي دولة الإمارات، في إطار الاستعداد للترحيب بهم مرة أخرى في الوقت الذي تضاعف فيه عدد السائحين الوافدين من الدول العربية أكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2010 - 2019، لاسيما خلال أشهر الصيف، ومن المتوقع أن يشهد المعرض وصول وفود تجارية متنوعة من ولايات النمسا المختلفة إلى دبي. ويسهم التعاون بين البلدين بدفع عجلة الاقتصاد والاستثمار، ولا سيما في مجال السفر والسياحة.

أخبار ذات صلة

الإمارات أول دولة تصل مساعداتها إلى خان يونس في غزة

الإمارات.. نموذج ملهم في التلاحم المجتمعي

التكنولوجيا
 وتعتبر التكنولوجيا من أبرز مجالات التعاون بين الإمارات والنمسا، حيث يتزايد عدد شركات التكنولوجيا النمساوية التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، حيث تتوافر البيئة المحفزة على الابتكار. 
وتتركز مجالات التعاون التكنولوجي في مجال مصادر الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الهيدروجين، حيث تركيز دولة الإمارات على الطاقات المتجددة والمستدامة، ولدى مجموعة «OMV» النمساوية بالفعل تجارب جيدة للغاية مع شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك».
ويوجد عدد كبير من الشركات في النمسا والإمارات، لديها الكثير من الخبرة والمعرفة في هذا المجال، كما تقدم النمسا نفسها باعتبارها مركزاً للابتكار والتكنولوجيا الخضراء والاقتصاد الرقمي.

إكسبو 2020
تشارك النمسا بقوة في معرض «إكسبو 2020»، حيث يخطط الجناح النمساوي لإقامة أكثر من 100 فعالية متنوعة خلال معرض الذي تنطلق فعالياته أكتوبر المقبل وتستمر ستة أشهر وتتناول الفعاليات العديد من المحاور، منها العروض الثقافية، وفود الأعمال، المناقشات، دورات خاصة للشباب، فعاليات سياحية واليوم الوطني النمساوي في 19 نوفمبر، وغير ذلك الكثير.
 وتبلغ الميزانية المخصصة لمشاركة النمسا في الحدث الدولي المرتقب، 79.2 مليون درهم «17.8 مليون يورو»، بما في ذلك تكلفة تشييد الجناح.
وسيكون جناح النمسا في معرض «إكسبو 2020 دبي» موطناً لعشرات الشركات المستقبلية والمبتكرة في الحدث الدولي المرتقب، حيث إن الجناح لا يعكس صورة شاملة للنمسا الحديثة فحسب، بل سيستعرض أيضاً لمحات عن تاريخها الغني بالابتكار.
ويعتبر الاستخدام المستدام والمسؤول للموارد، تقليداً قديماً في النمسا وسيكون معرض «إكسبو 2020 دبي» أكبر حدث في العالم خلال العام الجاري، وبالتالي سيوفر منصّة عالمية للقضايا الرئيسة، وسيتم استخدام المنتدى لعرض سيناريوهات مستقبلية نموذجية للمباني المستقبلية ذات الكفاءة في استخدام الموارد والمناخ.
ومع شعار الجناح (النمسا توقظ الحواس)، فإنه يدعم رؤية (إكسبو 2020 دبي) لتنظيم واحد من أكثر المعارض العالمية استدامة على الإطلاق»، ويتم تحقيق هذه الخطوة، من خلال بناء جناح يحتاج إلى طاقة أقل بنسبة 70% من المباني التقليدية والمكيّفة في دولة الإمارات.
ويقع الجناح في منطقة الفرص، ويجمع بين المزايا البيئية والتكنولوجيا عالية المستوى، ما يجعله تجسيداً قوياً لأهمية حماية المناخ، كما أنه من ناحية ثانية يركز على الاستخدام الإبداعي للتكنولوجيا الرقمية، وهو ما أصبح ممكناً من خلال التعاون مع شركات التكنولوجيا النمساوية العالية الخبرة».
وتسعى الشركات النمساوية إلى أن تترك بصمتها الدائمة في موقع «إكسبو 2020 دبي» بفضل قوتها وابتكاراتها، مع التشديد على إمكانات البناء المستدام، من خلال إبداعاتها الموجهة نحو المستقبل.
ويمثل فرصة لإظهار إمكانات النمسا في مجال الابتكار على الساحة العالمية من خلال الرقمنة، والتحول الرقمي، والابتكار الرقمي، كما أنه يمثل فرصة فريدة لتقديم خبرات النمسا ونقاط القوة في مجالات مختلفة».

جناح مستدام
بني جناح النمسا في «إكسبو دبي» بأسلوب فريد مستدام صممته شركة «كويركرافت» من 38 مخروطاً أبيض موزعة بطريقة هندسية.
وهذه المخاريط مصنوعة من أجزاء إسمنتية مسبقة الصنع وترتفع بأطوال متفاوتة، وهي مستوحاة من أبراج الرياح العربية التقليدية.
ويجمع جناح النمسا بين أساليب البناء التقليدية - المستوحاة من أبراج الرياح العربية مع أحدث التقنيات ذات الطابع الفني، ليوفّر عرضاً تفاعلياً يُبرز قوة النمسا في مجال الابتكار والتنوّع، ويمنح الزوّار تجربة تثير كل الحواس».
سيكون الجناح النمساوي، الواقع في منطقة الفرص بمعرض «إكسبو 2020 دبي» مكاناً تلتقي فيه الأفكار المبتكرة والمبدعة، إضافة إلى كونه حلقة وصل بين مختلف الزوّار من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات. 
وستوفر المحطات المختلفة ضمن الجناح، الفرصة أمام الزوار لاختبار النمسا بشكل مباشر من خلال تجارب تحاكي حاسة النظر، السمع، الشم واللمس وذلك باستخدام تقنيات تكنولوجيا تفاعلية.