الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المدير التنفيذي لـ «الرصد والابتكار» في تنمية المجتمع لـ «الاتحاد»: مؤشرات تفاعل إيجابية بين الوالدين والأبناء بأبوظبي

المدير التنفيذي لـ «الرصد والابتكار» في تنمية المجتمع لـ «الاتحاد»: مؤشرات تفاعل إيجابية بين الوالدين والأبناء بأبوظبي
26 يوليو 2021 03:50

ناصر الجابري (أبوظبي)

أكدت الدكتورة ليلى الهياس، المدير التنفيذي لقطاع الرصد والابتكار الاجتماعي في دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، أن مؤشرات التفاعل بين الوالدين والأبناء في مجتمع أبوظبي إيجابية، وذلك بناء على استطلاعات دائرة تنمية المجتمع خلال جائحة كوفيد- 19، مشيرة إلى وجود حملات تثقيفية ستعمل على تحفيز وزيادة وعي الوالدين حول أهمية التفاعل، بما يرسخ من أهمية بناء علاقة ثقة بينهم، تجعل من الأسرة الملاذ الأول للأبناء في حالة التعرض للتحديات أو المشاكل، عوضاً عن اللجوء لصديق مجهول في عالم افتراضي.
وأشارت الهياس إلى أن الدائرة أطلقت مؤخراً بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، حملة «استمع أولاً»، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، حيث تستهدف الآباء والأمهات المعنيين بالقطاعات المختلفة، سواء كانت قطاعات تعليمية أو صحية أو اجتماعية، والذين يتعاملون مع الأطفال والمراهقين بدءاً من سن الولادة وحتى 18 عاماً. 

وقالت الهياس في حوار لـ «الاتحاد»: تستهدف الحملة رفع وعي الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية للأطفال في مختلف مراحلهم العمرية، حول أهمية الاستماع للأبناء وفتح باب الحوار والمناقشة معهم ودور ذلك في تعزيز العلاقة بين الآباء والأبناء والعلاقة بين كامل أفراد الأسرة، إضافة إلى تعزيز دور الآباء والأمهات في حماية ووقاية الأبناء من العديد من السلوكيات السلبية مثل التنمر والتدخين في سن مبكرة وتعاطي المواد المخدرة والإساءة، وغيرها من السلوكيات التي تتطلب تفعيل دور الوالدين والاستماع والتحاور والنقاش. 
وأضافت: تحتوي الحملة على مجموعة من المواد والمنشورات التثقيفية، وعرض مقاطع فيديو تعليمية تم العمل عليها، استناداً على أحدث الدراسات والأسس العلمية من قبل متخصصين في مجال الطفولة المبكرة وعلم النفس التربوي، حيث تناقش المواد التثقيفية علوماً عدة، أبرزها علم الصبر في التعامل مع الأبناء وعلم المدح والثناء وكيفية الإشادة بالجهد الذي يقدمه الأبناء، إضافة إلى محتوى تثقيفي حول علم الروتين اليومي حتى في أصعب الأوقات، ومواد تثقيفية تعليمية أخرى سيتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالدائرة ومختلف الجهات من القطاع الاجتماعي ومنصة اليوتيوب، بهدف الوصول لأكبر شريحة ممكنة. 
وأشارت إلى أن المرحلة الأولى من الحملة ستتضمن رفع وعي المعنيين من الوالدين حول المهارات الوالدية والاستماع للأبناء، عبر مواد تثقيفية ومقاطع تعليمية، أما المرحلة الثانية فستشمل التعاون مع المشغلين في القطاع الاجتماعي والقطاعات الأخرى المعنية بوضع البرامج التي تعنى بالمهارات الوالدية والأسرة. 
وأوضحت الهياس، أهمية الاستثمار في مرحلة الطفولة المبكرة وما بعدها، من خلال التركيز على غرس التجارب الإيجابية للأطفال عبر الوالدية الفعالة والصبر مع الأبناء والاستماع والتفاعل معهم، بحيث نكون جزءاً فعالاً في حياتهم، نظراً إلى أن الأسرة تعد خط الدفاع الأول في السلوكيات، وتمثل اللبنة الأولى والأساسية، وتسهم في تشكيل شخصية الطفل، وأن يكون متزناً ومستقراً نفسياً ومرناً ومساهماً في عجلة التنمية لدولة الإمارات. 
ورداً على سؤال حول تأثير فترة الجائحة الراهنة على العلاقات الأسرية، أشارت الدكتورة ليلى الهياس إلى وجود العديد من الدروس خلال (كوفيد 19)، حيث استمر العمل والتعليم ومنظومة الخدمات، وكانت الدولة سباقة في التعامل مع إدارة الأزمة، كما استفادت الأسرة خلال التواجد في المنزل في تحقيق التقارب بين أفراد الأسرة، عبر المشاركة في الوجبات وقضاء الوقت النوعي واللعب مع الأبناء، وهي الممارسات التي نأمل استمرارها خلال فترة التعافي من الجائحة، نظراً إلى أن الاستثمار في العلاقة الإيجابية يعد عنصراً من عناصر الحماية وله العديد من العوائد عليهم. 

علوم التعامل مع الأبناء
حددت دائرة تنمية المجتمع بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، مجموعة من علوم التعامل مع الأبناء، حيث تم تخصيص مجموعة من المقاطع التوعوية والمنشورات التعريفية حول كل علم. 
ويتمثل العلم الأول في علم المودة، حيث أثبت العلم أن التصرف بصورة دافئة ومحبة ومستجيبة من الإجراءات الهامة التي يمكن للأهل القيام بها لمساعدة أطفالهم على النمو، وتستمر فوائد المودة الجسدية طوال فترة الطفولة والبلوغ. 
ويتمثل العلم الثاني في علم الأنشطة الأسرية، عبر تعزيز الترابط والثقة والحب وتربية أطفال أكثر مرونة وثقة بالنفس، حيث تؤدي تمضية أوقات جيدة مع الأسرة إلى تعزيز التواصل المفتوح، فالأطفال الذين يقضون وقتاً أكثر نشاطاً مع والديهم هم أقل عرضة للانخراط في السلوكيات المحفوفة بالمخاطر وتعاطي المخدرات، كما تزداد لديهم المرونة وارتفاع التحصيل الأكاديمي وتحسين الصحة العقلية.
أما العلم الثالث فيشمل علم الانشغال، حيث يساهم الملل في قلق الأطفال وقد يزيد من السلوكيات التخريبية، ويتأقلم الأطفال بشكل أفضل عندما يكونون مشغولين ويساعدون الآخرين، بينما يقلل إبقاء الأطفال مشغولين من مخاطر بعض السلوكيات من مثل عدم الانتباه وفرط النشاط والتحدي والعدوانية وتعاطي المخدرات. 
ويتمثل العلم الرابع، في علم الاستماع، والذي يعد مهماً في أوقات التوتر وقد يقلل من الخوف والقلق، حيث يحسن الاستماع النشط العلاقات ويبني الثقة، ويظهر للأطفال أن الاهتمام بهم قد يساعد في الحد من الصراعات، بينما يمكن للطفل الذي يتم تجاهل عواطفه أن يصاب بحالة من التوتر الذي ينشّط الخوف ويضر بصحته النفسية والحركية. 
ومن جهته، يمثل الصبر العلم الخامس، حيث إن إظهار الصبر يجعل الأطفال يشعرون بالرعاية والمحبة، كما أثبت العلم أنه كلما كان أسلوب الوالدين أقل معاقبة كان ذلك أفضل للأطفال، كما يُظهر علم الأعصاب أن دماغ الطفل ليس ناضجاً بما يكفي للتعامل مع الإحباط بهدوء، بما يعزز دور الوالدين في التحلي بالصبر. 
ويتمثل النوع السادس في علم النشاط البدني، حيث أجرى العلماء توثيقاً واسع النطاق لفوائد النشاط البدني للأطفال، وأظهر أن النشاط يحفز نمو الدماغ والتطور الإدراكي ويحسّن التعلم والذاكرة ويساعد الأطفال على تحقيق نتائج أفضل في المدرسة، وينبغي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات المشاركة في اللعب النشط لمدة 3 ساعات على الأقل كل يوم.
ويتمثل العلم السابع في علم اللعب، حيث وجدت الدراسات أن الأطفال يركزون أكثر على عملهم الدراسي بعد العطلة، فاللعب يساعد الأطفال على التركيز والتغلب على التوتر والقلق، كما يفيد الصحة البدنية والعقلية، ويساعد في الحفاظ على بعض الأمور بصورة طبيعية في الأوقات الصعبة، كما يساعد على الترابط وفقاً للأبحاث التي بينت كذلك مساعدته في نجاح علاج اضطراب فرط الحركة.
أما العلم الثامن فهو المديح، والذي يعد إحدى أكثر الطرق فعالية لتحسين السلوك، ويؤدي إلى تحسين النمو النفسي والإدراكي لدى الأطفال، كما يطور سلوك الأطفال ويقلل مستويات النشاط المفرط وعدم التركيز، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال يطورون تقديراً أعلى لذاتهم عندما يعاملهم آباؤهم بحرارة، ولكن المبالغة في المديح قد تقلل من تقديرهم لذاتهم. 
ويتمثل العلم التاسع في علم المعلومات، عبر الحفاظ على تواصل المفتوح والصادق والحديث مع الأطفال عن الأخطار وحمايتهم من الآثار السلبية للإنترنت، حيث تشمل الأشياء التي يمكن لمقدمي الرعاية القيام بها، تمكين الرقابة الأبوية وتحديث برامج فحص الفيروسات والتأكد من إعدادات الخصوصية. 
أما العلم العاشر فهو علم الروتين، حيث يرتبط الروتين العائلي بكفاءة الأبوة والأمومة وقدرة الطفل على التكيف والصحة النفسية، كما تساعد الإجراءات الروتينية للوالدين على تخفيف التوتر وتقليل القلق وعيش حياة أكثر صحة وسعادة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©