الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الفلج» في صرح «زايد المؤسس» موروث يروي شغف باني الدولة بالبيئة

«الفلج» في صرح «زايد المؤسس» موروث يروي شغف باني الدولة بالبيئة
29 يونيو 2021 04:20

أبوظبي (الاتحاد)

 يُعدُّ «صرح زايد المؤسس» وجهة استثنائية لمجتمع دولة الإمارات وزوّارها، حيث أنشئ ليكون تكريماً وطنياً دائماً للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، واحتفاءً بإرثه المُلهم وقيمه النبيلة.
يتيح صرح زايد المؤسس، لزائره التعرف عن كثب على شخصية الوالد المؤسس «طيب الله ثراه»، من خلال تفاصيله التي تروي مسيرة وفكر القائد الملهم، وتقديره العميق لتاريخ الأجداد وإرثهم الثقافي الأصيل، الذي واكب دأبه في شق مسيرة التنمية الشاملة، والهادفة لتوفير الحياة الكريمة لشعبه، وذلك من خلال منظومة من العناصر والروايات والصور والتجارب التي يقدمها بأسلوب شيق وفريد، يتيح التفاعل مع شخصيته الفذة.
يُعدّ «الفلج»، الواقع مقابل الثريا، في «صرح زايد المؤسس»، بتصميمه المعاصر أحد ملامح الصرح المتميزة التي تقدم للزائر نبذة عن تاريخ الأجداد العبق بدأبهم على التعايش مع ظروف البيئة الصعبة، والعمل على توفير المياه لمساحاتهم الزراعية بالتقنيات البسيطة المتاحة، لتحسين ظروف حياتهم، حيث يعد «الفلج» أحد أنظمة الري المبتكرة آنذاك، والتي اعتمد سكان الجزيرة العربية عليها في نقل المياه من منبعها-الذي كان في الغالب سفوح الجبال- لري مزارعهم، من خلال قناة مائية يتدفق فيها الماء معتمداً على قوة الجاذبية، وهو ما ينم عن براعة هندسية كبيرة.
ويرمز «الفلج»، في الصرح، لتقدير الوالد المؤسس العميق لتراث الأجداد، ولرؤيته النافذة وخطواته الثابتة السديدة حين أدرك منذ بدايات مسيرته الزاهرة، أهمية توفير المياه كعنصر رئيس ومهم في النهوض بالبلاد وتنميتها وتطويرها، حيث أمر، خلال حكمه مدينة العين عام 1946م، بتوفير المياه للمواطنين بالمجان، بعد أن كانت تكلفتها تثقل كاهل المزارعين، وفي هذا الإطار أطلق «طيب الله ثراه» برامج خاصة بترميم مصادر المياه، وصيانتها لا سيما الأفلاج.
ويرمز وجود «الفلج» في الصرح إلى جانب الحديقة التراثية، إلى شغف الوالد المؤسس بالطبيعة ودوره في حماية المصادر الطبيعية لدولة الإمارات، من خلال تطبيق رؤيته وسياساته الاستشرافية الحكيمة، حيث وضع خطط ومشاريع لحمايتها واستدامتها، وغرس تلك المفاهيم في نفوس الأجيال من أبناء الوطن، وظهر جلياً في جهوده البارزة في مشروع «تخضير الصحراء»، الهادف لجعل الصحراء منطقة قابلة للعيش، حيث اتسعت الرقعة الزراعية خلال فترة حياته، وزرعت ملايين الأشجار وسط الصحراء، وأنقذت الأنواع المهددة بالانقراض منها، وهي جهود ومنجزات تحكي إرادة قائد وبصيرة حكيم، اهتم بتأمين أفضل طرق التطوير الزراعي، مواجهاً قسوة البيئة الصحراوية، كما دلت أدواره الرائدة في تحقيق استدامة الموارد الطبيعية، على فكر ثاقب، ساهم في جعل الإمارات نموذجاً عالمياً فريداً يُحتذى في حماية الموارد الطبيعية للبيئة واستدامتها، وضمن أهم دول العالم وأكثرها تأثيراً في التصدي للتحديات البيئية التي تواجه العالم.
يذكر أن صرح زايد المؤسس دُشن خلال شهر فبراير 2018 تزامناً مع احتفاء الدولة بـ «عام زايد» الذي صادف مرور 100 عام على ذكرى مولد الشيخ زايد «طيب الله ثراه» والذي أسس نموذجاً ملهماً للتسامح والتعايش والتنمية، جعل الإنسان ركيزة في نهضة دولة الإمارات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©