عدد اليوم
شروق عوض (دبي)
أكد المهندس عبدالله الجنعان، مدير إدارة السلامة الغذائية في وزارة التغيّر المناخي والبيئة، استمرار دولة الإمارات باستيراد اللحوم الحمراء والدواجن المبرّدة والمواشي الحية من أستراليا، وفقاً لإجراءات واشتراطات الاستيراد والتصدير المتبادلة، لضمان سلامة الغذاء، والضوابط والمتطلبات الصحية المتفق عليها مع السلطات البيطرية الرسمية هناك.
وجاء تأكيد الجنعان لـ «الاتحاد» في معرض تعليقه على إعلان أستراليا، خلال العام الجاري، مباشرة سلطاتها في ولايات عدة بمكافحة أسراب الفئران التي عاثت في المحاصيل ومخازن الحبوب والحظائر والمساكن، ومناشدة مزارعيها بمنح إذن استخدام طارئ لمبيد مصنوع من «فوسفيد الزنك» للقضاء بأسرع ما يمكن على هذه القوارض، ومطالبة حكومة ولاية نيوساوث ويلز بالموافقة العاجلة على استخدام طُعم «البروماديولون» على نطاق واسع في الأراضي الزراعية لمكافحة غزو الفئران، علاوة على تصريحات خبرائها بأنّ سبب غزو «الفئران» مرده إلى تساقط أمطار صيفية غزيرة غير اعتيادية في شرق أستراليا بعد سنوات من الجفاف.
وذكر الجنعان بأنه ضمن استراتيجية وزارة التغير المناخي والبيئة، لتعزيز وتحقيق أعلى معدلات سلامة الغذاء، فإنها تتعاون بشكل دائم مع المنظمات الدولية المعنية بسلامة الصحة الحيوانية والأغذية، وأنّ فرق عملها المختلفة تتابع كافة التقارير والإخطارات الصادرة عن تلك المنظمات فيما يخص سلامة الغذاء.
لا إخطارات
وعزا مدير إدارة السلامة الغذائية في وزارة التغير المناخي والبيئة، الاستمرار باستيراد اللحوم والدواجن والمواشي الحية من أستراليا، إلى عدم تلقي الوزارة، خلال الفترة الأخيرة، أيّ إخطار من أستراليا بخصوص انتشار الفئران في بعض مناطقها، أو من دول أخرى بشأن أيّة إجراءات احترازية تم اتخاذها على الواردات من الحيوانات الحية والمنتجات الغذائية من أستراليا.
وحول تسبب مادة «البروماديولون» بمخاطر صحية على المحاصيل الزراعية من جهة والحيوانات الحية مثل المواشي والدواجن، والتي بدورها تتغذى على تلك المحاصيل من جهة أخرى، وكذلك الإنسان الذي يستهلك المنتجات الزراعية والحيوانية الأسترالية على حد سواء؟ أكد عبدالله الجنعان أنّ المادة الفعّالة (البروماديولون) تستخدم كمبيدات للقوارض، وتكون على شكل طعم للفئران وليست لرش الحقول والمحاصيل الزراعية.
منظومة متكاملة
وشدد الجنعان على أن الوزارة تطبق منظومة متكاملة لضمان سلامة الغذاء، سواء المنتج محلياً أو الوارد للدولة من مختلف الأسواق العالمية، بما يواكب العمل على استراتيجيتها لتحقيق أمن واستدامة الغذاء وضمان استمرارية توريد الغذاء، وتشمل المنظومة مجموعة من المحاور تضم على مستوى «الإنتاج المحلي للغذاء» تطوير آليات عمل النظام الإلكتروني لتسجيل واعتماد الأغذية (زاد)، وتحويله، بالتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين للوزارة من الجهات المعنية إلى منصة إلكترونية متكاملة، وزيادة آليات وحملات الرقابة على المزارع المحلية للوقوف على نوعيات المبيدات المستخدمة، والتأكد من كونها من النوعيات المعتمد والمصرح باستخدامها، ويتم الحصول عليها من جهات معتمدة.
وأضاف: «أما على مستوى الغذاء والمنتجات الغذائية الواردة للدولة، فتضم المحاور تطوير آليات عمل مختبرات الفحص ومراكز الحجر البيطري التابعة للوزارة في كافة منافذ الدولة الحدودية، ورفع كفاءتها وجودتها عبر توظيف أحدث التقنيات العالمية المتاحة، والارتقاء بمستوى الكوادر الفنية العاملة بها، وتطبيق أعلى معايير التقييم للمسالخ في مختلف دول العالم المسموح لها توريد المنتجات الغذائية، مثل اللحوم إلى الدولة وغيرها».
أنظمة رقابية
عن الآليات التي ارتكزت عليها وزارة التغير المناخي والبيئة أثناء اتخاذ قرار السماح باستيراد تلك الأنواع المشار إليها أعلاه وعدم حظرها؟ قال الجنعان: «وفقاً لإجراءات واشتراطات الاستيراد والتصدير المتبادلة، لضمان سلامة الغذاء، فقد سمحت الوزارة باستيراد اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن من المسالخ المعتمدة من هيئة التفتيش والحجر البيطري الأسترالية، والتي تمتلك أنظمة رقابية بما يضمن توريد لحوم سليمة وفق المواصفات واللوائح المعتمدة، كما سمحت الوزارة باستيراد المواشي الحية من أستراليا للدولة، وذلك وفقاً للضوابط والمتطلبات الصحية المتفق عليها مع السلطات البيطرية الرسمية فيها، بموجب مذكرة التفاهم المبرمة بين الجانبين، وبما يضمن توريد حيوانات خالية من الأمراض الوبائية والمعدية، وفقاً لإقرار المختصين الحكوميين في الشهادات الصحية المرافقة للإرساليات الواردة إلى الإمارات.
سلامة الإرساليات
أكد عبدالله الجنعان التزام السلطات المختصة في أستراليا بالرقابة على الإرساليات الحيوانية والغذائية المصدّرة للدولة ولسائر دول العالم، والتحقق من تطبيق المتطلبات الصحية المتفق عليها مع الدول المستوردة قبل التصدير، وإصدار الشهادات الصحية المرافقة للإرساليات كجزء من اختصاصات الرقابة والتفتيش الحكومي على عمليات التصدير، لافتاً أنه بالإضافة للرقابة الصحية في دولة التصدير، يتم اتخاذ كافة الإجراءات في المنافذ الحدودية في الدولة عند ورود الإرساليات من تدقيق الوثائق والفحوص الظاهرية والمخبرية، بما يضمن سلامة الإرساليات الحيوانية والغذائية الواردة.
