السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علاء النهري في حوار مع «الاتحاد»: الإمارات ودول كبرى في سباق حل ألغاز الكوكب الأحمر

علاء النهري في حوار مع «الاتحاد»: الإمارات ودول كبرى في سباق حل ألغاز الكوكب الأحمر
15 يونيو 2021 02:30

آمنة الكتبي (دبي) 
 
قال البروفيسور علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء - الأمم المتحدة:  إن الإمارات ودولاً كبرى تتسابق لحل ألغاز كوكب المريخ والتي ظلت ولا تزال غامضة حتى الآن، ومن أهم تلك الألغاز البحث عن الحياة في كوكب بديل للأرض، والتي ضاقت بسكانها، ومن عبث الإنسان الذي دمر بيئتها بنشاطاته الصناعية المتزايدة دون النظر للبيئة التي يعيش عليها، والتي أدت إلى تغيرات مناخية غير مسبوقة قد تعصف بكوكب الأرض.  وأكد في حوار مع «الاتحاد»، أن هناك ألغازاً علمية أخرى ملحة، وهي فهم ديناميكيات وأسباب تلاشي الغلاف الجوى للمريخ، وسيقوم مسبار الأمل الإماراتي بإتمام تلك المهمة وحل لغز طبيعة السطح للكوكب، ودراسه نشأته وتطوره، ومدى ارتباطه بنشأة وتكوين الأرض، وإمكانية وجود حياة بيولوجية فوق أو تحت سطحه.
وأضاف النهري: كما سيقوم المسبار الأميركي، والمسبار الصيني بتلك المهمة والاستعداد للاستكشاف البشري في المستقبل، وتقوم بتلك المهمة المسبارات الثلاث، بإجراء الدراسات في مدار الكوكب وعلى سطحه.
وقال: هناك أسباب اقتصادية تكمن في اعتبار الكوكب الأحمر محطة للانطلاق إلى حزام الكويكبات الموجودة بينه وبين كوكب المشتري، والتي يوجد في بعضها المعادن النفيسة، مثل كويكب سايكي 16 وهو كويكب بقطر حوالي 200 كم، ويحتوي على كميات مهولة من المعادن الثمينة كالذهب والبلاتينيوم.
وقال النهري: انطلقت ثلاث بعثات في رحلة استغرقت ملايين الكيلومترات، وتحمل المسبارات الثلاثة، والمتجهة إلى مدار وسطح المريخ مجموعة من أحدث الأدوات والأجهزة العلمية لاستكشاف الكوكب الأحمر، مشيراً إلى مهمة مسبار الأمل الإماراتي المداري، والذي يهدف لتحقيق الأهداف العلمية غير المسبوقة التي لم تتحقق في مدار الكوكب الأحمر، يحمل المسبار على متنه 3 أجهزة علمية مبتكرة، قادرة على نقل صورة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، ما يمنح المجتمع العلمي العالمي فهماً أعمق لديناميكية الغلاف الجوي لكوكب المريخ. مضيفاً أن مسبار الأمل يهدف ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ إلى توفير أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ. لذلك صممت أجهزته العلمية خصيصاً لإتمام هذه المهمة ودراسة الجوانب المختلفة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر.

المدار العلمي 
قال نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء: وصل مسبار الأمل إلى المرحلة الأخيرة في رحلته المريخية، وهي المدار العلمي، بعد أن قام باستكمال إنجاز المراحل السابقة والإطلاق والعمليات المبكرة والملاحة في الفضاء والدخول لمدار الالتقاط، وتبدأ أجهزته العلمية الثلاثة في العمل وعلى مدار سنة مريخية كاملة. 
وبين أن الأجهزة العلمية تتضمن كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضاً لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وعبارة عن كاميرا إشعاعية متعددة الطول الموجي، قادرة على التقاط صور بدقة 12 ميجا بكسل، مع الحفاظ على التدرج الإشعاعي اللازم للتحليل العلمي المفصل للماء المتجمد في الغلاف الجوي، وقياس مدى وفرة الأوزون.
وبالإضافة إلى المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS الذي يعمل في نطاق الأشعة تحت الحمراء، والذي يستهدف دراسة الغلاف الجوي السفلي للمريخ في نطاق الأشعة تحت الحمراء، فإنه سيوفر معلومات عن الغلاف الجوي السفلي، بالتزامن مع ملاحظات من كاميرا الاستكشاف، كما يقيس التباين في درجات الحرارة والتوزيع الجغرافي للغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وقد تم تطوير هذا الجهاز لالتقاط ديناميكيات الغلاف الجوي المتكاملة للمريخ، باستخدام مرآة المسح الضوئي لتوفير 20 صورة في الدورة الواحدة بدقة تبلغ من 100 إلى 300 كم لكل بكسل.
وقال البروفيسور علاء النهري: إن الجهاز الثالث هو المقياس الطيفي الذي يعمل في نطاق الأشعة فوق البنفسجية EMUS ويقيس الأكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ لمعرفة أسباب هروبهما خارج الغلاف الجوي للمريخ، وهو مقياس فوق بنفسجي مصمم لمراقبة التغيرات المكانية والزمنية للمكونات الرئيسة في الغلاف الحراري للمريخ (على ارتفاع ما بين 100 إلى 200 كم) والغلاف الخارجي (على ارتفاع 200 كم). 

3 بعثات فضائية
قال نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء: إن مهمة Tianwen-1 هي الثانية من بين ثلاث بعثات فضائية تم إرسالها إلى المريخ خلال نافذة إطلاق المريخ في يوليو 2020، مع بعثات أطلقت أيضاً من قبل وكالات الفضاء الوطنية في الإمارات العربية المتحدة (مسبار الأمل) والولايات المتحدة (مركبة برسيفيرنس وطائرة هليكوبتر Ingenuity) وهي مهمة بين الكواكب من قبل إدارة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA) لإرسال مركبة فضائية آلية إلى المريخ، سميت المركبة الفضائية الصينية متعددة المهام، حيث حملت ثلاثة مسبارات في مهمة واحدة شملت مسبار مداري Orbiter ومركبة هبوط وتحوي lander. 
وأوضح أن مهمة ناسا تضم مسباري المثابرة اللاندر والروفر، وهي مركبة جوالة تزن 1020 كج، وهليوكوبتر Ingenuity وتعني الإبداع، وهي مروحية المريخ التجريبية. تزن طائرة هليكوبتر إبداع 1.8 كج، وستكون الولايات المتحدة الأميركية أول من يحاول الطيران على كوكب آخر.
وأضاف: اعتمد بشكل كبير تصميم المسبار على تصميم مسبار «كيوريوسيتي» والذي يعمل الآن على سطح الكوكب، وهي مهمة ناجحة لوكالة ناسا هبطت على سطح المريخ في عام 2012، وتم تصميم واعتماد مصدر طاقة البلوتونيوم لتستمر لأكثر من عقد من الزمان. تحمل العربة الجوالة 19 كاميرا وجهازاً ومثقاباً لاستخراج عينات أساسية من الصخور.
وقال البروفيسور علاء النهري: ستبحث مركبة برسيفيرنس عن علامات الحياة الميكروبية القديمة، والتي ستدفع مسعى وكالة الفضاء الأميركية ناسا لاستكشاف قابلية العيش السابقة للمريخ، وتحتوي المركبة الجوالة على مثقاب مركب على ذراع آلية لجمع عينات أساسية من صخور وتربة المريخ، ثم تخزينها في أنابيب محكمة لنقلها في مهمة مستقبلية إلى الأرض لتحليلها بشكل مفصل، وسيختبر مسبار المثابرة أيضاً التقنيات الحديثة للمساعدة في تمهيد الطريق لاستكشاف الإنسان للمريخ.

المقياس الطيفي
وتابع: ويستهدف المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية تحديد مدى وفرة وتنوع أول أكسيد الكربون والأكسجين في الغلاف الحراري على نطاقات زمنية شبه موسمية، وحساب التركيب ثلاثي الأبعاد، والنسب المتغيرة للأكسجين والهيدروجين في الغلاف الخارجي.
وأكد النهري أن مسبار الأمل سيوفر معلومات غير مسبوقة ويجمع مسبار الأمل أكثر من 1000 جيجابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، بحيث يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات، وسيقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات التي ستكون متاحة للبشرية لأول مرة، ليتم بعد ذلك مشاركتها مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم، أكثر من 200 مركز بحثي في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية. 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©