السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المدير التنفيذي للأرشيف الوطني لـ«الاتحاد»: حريصون على إعداد «أرشيفيين» متسلحين بالعلم

مقر الأرشيف الوطني (من المصدر)
23 مايو 2021 03:14

جمعة النعيمي (أبوظبي)

أكد الأرشيف الوطني أن الجهات الرسمية في الدولة تعمل على استقطاب المتخصصين في علم الأرشفة والتوثيق، وأن الأرشيفي أصبح يتمتع بالخبرة والتحصيل العلمي،  حيث بدأت الأرشيفات في الجهات الحكومية تهتم بشكل أكبر بالأرشيف وتنظيمه وحفظه، بعد متابعات مستمرة عبر الدورات التدريبية، وورش العمل التي نظمها  الأرشيف الوطني على أيادي عدد من الخبراء والمختصين، ونشر الكتب التثقيفية في هذا المجال.
وقال عبدالله ماجد آل علي، المدير التنفيذي للأرشيف الوطني لـ «الاتحاد»: «الجهات الرسمية في الدولة، تدرك تماماً أهمية الأرشيفات، والدرجة العلمية في مجال الأرشفة لدى الموظف، والتي لا تقلّ أهمية عن أي درجة أخرى في أي تخصص يراه المجتمع مهماً ولا غنى عنه. والدورة الأولى من شهادة البكالوريوس ستتخرج بعد أكثر من عامين، وهذه الفترة كافية بتضافر جهود الإعلاميين مع جهود الأرشيف الوطني للتعريف بهذه الشهادة العلمية وأهمية حامليها في حفظ الرصيد الوثائقي لدولة الإمارات، والجهات الرسمية ستستقطب الخريجين الذين يتميزون عن غيرهم علمياً، وبما حصلوا عليه في مجال متابعة التقنيات الحديثة في جميع جوانب الأرشيف، خاصة أن قطاع الأرشيف في الدولة يحتاج آلاف الأرشيفيين القادرين على تنظيم أرشيفات الدولة منذ قيامها في 1971 وحتى اليوم، والارتقاء بها وإتاحتها لتكون شاهداً على إنجازات الدولة وتطورها».

مستقبل الأرشفة 
ولفت إلى استفادة الأرشيفات من مرحلة انتشار فيروس كورونا، إذ أثْرَت محتوياتها بتفاصيل هذه التجربة التي خاضها العالم أجمع، وفي هذه المرحلة المهمة تميزت دولة الإمارات بتحركها كفريق واحد، وبأداء القيادة الرشيدة في إدارة أزمة «كوفيد-19»، وما منحته من ثقة وطمأنينة لأبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، ما ساند الجميع في عبور هذه الأزمة، وقال: «لقد وجدت الإمارات قاطبة الطمأنينة في توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي تفاؤله بأن الظروف الصعبة التي نشهدها ستمضي ونحن أكثر قوة وصلابة، وهذا ما جعل من هذه الأزمة تجربة خاضها الأرشيف الوطني بالإمارات بثقة، وهو يعمل بدأب للمحافظة على رصيده الوثائقي للأجيال. كما وقد سخر الأرشيف الوطني جهوده في مرحلة انتشار (كوفيد-19) لتوثيق النموذج المثالي الإماراتي في إدارة الأزمة ومواجهة فيروس (كوفيد-19)، وفي توثيق تضحيات الجيش الإماراتي الأبيض في مقارعة الفيروس».

  • عبدالله ماجد آل علي
    عبدالله ماجد آل علي

وأضاف: «بعد انقضاء مرحلة (كوفيد-19) ستتابع الأرشيفات اهتمامها بالحفاظ على الملفات والوثائق التاريخية، وستواصل التوثيق الرقمي الخاص بالجهات صاحبة القرار، وستولي عملية توسيع دائرة التواصل عن بعد أهمية أكبر بوصفه نموذجاً جديداً للتواصل البنّاء عبر الإنترنت، وستتابع الأرشيفات دورها في البحث والإبداع وتوفير المعلومات المهمة لأجيال المستقبل، وستهتم بتدريب الأجيال على استخدام التقنيات، وتحويل الوثائق التقليدية إلى رقمية، بعد أن لمست في مرحلة كورونا المستجد أهمية الماضي بالنسبة للأجيال التي تتطلع نحو آفاق المستقبل، وستتخذ الأرشيفات من المرحلة الراهنة فرصة لجمع مزيد من المعلومات التي تستفيد منها الأجيال القادمة التي ستنظر إلى هذه المرحلة على أنها درس وعبرة».
وتابع: لا يمكن تجاهل أهمية الأرشيف الرقمي للخليج العربي بالنسبة للباحثين والطلبة والمهتمين بتاريخ الإمارات في هذه المرحلة، إذ يعد هذا الموقع ابتكاراً أثبت جدواه بمحتواه لآلاف الوثائق التاريخية التي أتاحها للجميع مجاناً عبر الإنترنت، وقد كان من المواقع الأرشيفية التي أفادت عدداً هائلاً من رواد الإنترنت في هذه المرحلة، وستركز الأرشيفات على أهمية التواصل مع الجامعات والمكتبات في المستقبل حتى يستفيدوا من تجارب بعضهم.

الأرشيف ركن مهم 
قال: «من يتأمل واقع الأرشيفات في الجهات الحكومية قبل صدور القانون الاتحادي رقم 7 لعام 2008 سيلمس تطوراً واضحاً، فقد صار الأرشيف ركناً مهماً في كل جهة حكومية، وقد نفض عن نفسه غبار الصورة النمطية التي كرستها الدراما في الماضي، وصار للأرشيفي مكانته المرموقة، لا سيما إذا كان قادراً على التطوير الذاتي، والتحسين في مكان العمل، وإلى جانب ذلك كله فإن الأرشيف الوطني شرع أبوابه لتقديم الاستشارات الفنية في مجال الأرشفة والتوثيق، ويمد يد المساعدة إلى كل من يطلب ذلك منه».
ولفت إلى أن الأرشيف في العصر الحاضر لم يعد بحال من الأحوال مجرد رفوف تتراكم عليها السجلات والأوراق، فما الفائدة من أوراق مهمة نلملمها ولا نستطيع الوصول إليها عند الحاجة؟!، ولم تعد الوثائق مجرد تلك الأوراق التي تملؤها الكتابة الباهتة والمذيلة بالتواقيع والممهورة بالأختام الملونة، إن ذلك كله إلى جانب الصور الفوتوغرافية والوسائط المتعددة وغيره ينبغي حفظه مع الاهتمام الكبير والمستمر بالأرشفة الإلكترونية لما تحققه من فوائد جليلة في إطالة عمر الوثيقة، وسرعة الوصول إليها، والتقليص من مستودعات الحفظ، ولذلك كله فإنني واثق من أن التخصص في مجال الأرشفة سيلاقي اهتمام الجهات الرسمية التي تحرص على حفظ تاريخها وتاريخ وطنها».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©