عدد اليوم
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد مجموعة من الأطباء، أهمية اتباع نظام غذائي صحي خلال فترة عيد الفطر المبارك، تفادياً لحدوث أي أضرار أو مضاعفات صحية ناتجة عن مفاجأة الجسم بتغير سريع وقوي لنظامه الغذائي الذي اتبعه على مدار شهر كامل. وقالوا في تصريحات لـ «الاتحاد»: «من المهم التدرج في تعديل النظام الغذائي بعد رمضان، واتباع بعض الخطوات لتعديل النظام الغذائي الذي كان متبعاً أثناء الصيام، ليكون هذا التغيير بشكل صحي وآمن من دون التسبب بالمشاكل والتعب للجهاز الهضمي وأجهزة الجسم الأخرى مثل الضغط الشرياني والقلب». وأشاروا تحديداً إلى أصحاب الأمراض المزمنة من مرضى الضغط والسكري والقلب، لأن الأكل بشكل غير مسؤول في أول أيام العيد يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات من الممكن أن تؤدي إلى الذهاب للمستشفى للعلاج. وشددوا على أن أنماط الحياة الصحية تتطلب العودة التدريجية، مع الحرص على ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية باستمرار للحفاظ على صحة وكفاءة الأجهزة الحيوية واللياقة الصحية والبدنية.
متطلبات العيد
في البداية، قال الدكتور ضرار عبد الله، استشاري ورئيس قسم الباطنية بمستشفى برايم بدبي: «بعد شهر الصيام يتكيف الجسم مع هذا النظام الغذائي، ويمكن أن يؤدي الإفراط بالغذاء الغني بالملح والزيت وكميات كبيرة من السكريات والحلويات والكربوهيدرات خلال العيد إلى الانتفاخ وآلام البطن ومشاكل أخرى في الجهاز الهضمي».
وأشار إلى أنه في الصباح الباكر يفضل البدء بشرب كوبٍ من العصير الطازج أو الماء، بدلاً من البدء تناول الأطباق الغنية بالملح والزيت والسكريات والكربوهيدرات، بعد ذلك ينصح بشدة أن تفطر بمواد غذائية بسيطة وخفيفة.
ولفت إلى أن الأكل بكميات صغيره بشكل متكرر، بدلاً من أكل كمية كبيرة مرة واحدة، وبدلاً من تناول الحلويات التقليدية، افطر بالتمر أو الفواكه الكاملة والتي ستكون لطيفة على جهازك الهضمي مقارنة بالحلويات التقليدية.
ونبه عبدالله، إلى أن شرب كميات كبيرة من القهوة؛ يؤدي إلى كثير من المشاكل مثل آلام المعدة والحرقة وارتجاف اليدين وتسارع ضربات القلب وكذلك إلى ارتفاع الضغط عند مرضى الضغط.
العادات السيئة
من جهتها، أوضحت الدكتورة كارلا أبو فاضل اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي في المستشفى الأميركي دبي، أن من أبرز العادات السيئة بعد انتهاء شهر رمضان، الإفراط في تناول الطعام، ما قد يؤثر على جسم الإنسان ويؤدي إلى زيادة مفرطة في الوزن وارتباك في الجهاز الهضمي، خصوصاً بعدما نال الجسم قسطاً من الراحة من خلال الصيام في الشهر الكريم.
وأشارت إلى أن أنماط الحياة الصحية تتطلب العودة التدريجية، مع الحرص على ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية باستمرار للحفاظ على صحة وكفاءة الأجهزة الحيوية واللياقة الصحية والبدنية.
وذكرت أنه بعد الخروج من الصيام لابد من العودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية من خلال نظام غذائي صحي يشمل 3 وجبات يومية، لتفادي حدوث مشكلات في الهضم، خصوصاً في الأيام الأولى من الإفطار.
وأفادت أنه يبدأ الإنسان بتناول وجبات صغيرة ومتعددة وتجنب تناول كميات كبيرة من الطعام، حيث يكون الجهاز الهضمي عقب الصيام أقل تحملاً لكميات الطعام الكبيرة، بينما يكون قادراً على معالجة الوجبات الصغيرة التي يفصلها عن الأخرى ما بين 3 إلى 4 ساعات.
وذكرت أن من أهم النصائح لحياة صحية بعد الصيام هو ضرورة عدم الإفراط في تناول الأكلات الغنية بالدهون والزيوت، مع وجوب الإكثار من شرب المياه بحيث يتم تناول ما لا يقل عن 8 أكواب يومياً، وكذلك تجنب الأطعمة الممزوجة بالسكريات والاستعاضة عنها بسكريات الفواكه وعسل النحل الطبيعي، والإكثار من تناول الخضراوات والمكسرات لسهولة هضمها.
وأشارت أبو فاضل، إلى أن الإفراط في الطعام والشراب أثناء أيام العيد سيؤدي إلى مضاعفات وأعراض تشمل زيادة الوزن والإصابة بعسر الهضم والإمساك والتلبك المعوي والاختلال في مستويات الطاقة، والشعور بالمستمر بالخمول والشعور بعدم الارتياح.
واجبات العطلة
قالت الدكتورة إنجي إسكندر، اختصاصية طب الباطنية بالمستشفى الدولي الحديث بدبي:«يجب تناول أكل صحي بصفة عامة وبعد انتهاء فترة الصوم بصفة خاصة، وذلك عن طريق الإكثار من الخضار والفاكهة مع تقليل الدهون واللحوم والسكريات، وأيضاً طهي اللحوم والفراخ والسمك بطريقة صحية من دون إضافة كثير من الزيت والسمن
ونبهت إلى ضرورة الإنقاص من الوجبات السريعة المجهولة المكونات، ومحاولة أكل وجبات صغيره بدلاً من وجبة كبيرة، مع شرب الكثير من الماء والابتعاد عن المشروبات الغازية
والعصائر المحلاة، مشيرة إلى أهمية أكل وجبة عشاء خفيفة وليست قبل النوم مباشرة، يفضل قبل ساعتين.
وأكدت إسكندر، جدوى ممارسة الرياضة مثل المشي وشرب مياه كثيرة أثناء اليوم لتجنب الجفاف، لافتة إلى أنه بالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط والقلب، فينصح بمتابعة الطبيب لإرشادات المتابعة بعد رمضان، وبالنسبة لمرضى السكر يجب قياس السكر بصفة مستمرة، لاسيما عند الشعور بأي تعب أو إغماء.
تجنب الإسراف
قالت آية سرحال، اختصاصية التغذية: إن أصحاب الأمراض المزمنة يجب عليهم اتباع أنظمة غذائية صحية خلال أيام عيد الفطر المبارك، لتجنب حدوث مضاعفات ومشاكل صحية بعد صيام شهر كامل. وأشارت إلى أن مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى وغيرها يحتاجون إلى نظام حمية غذائية معينة تتناسب مع طبيعة مرضهم.
وذكرت أن مرضى السكري يجب أن يحرصوا خلال العيد على تنظيم وجباتهم وتجنب الإسراف في تناول الطعام والشراب، خصوصاً التي تحتوي على سكريات ونشويات بكميات كبيرة، إذ تشكل خطراً على مريض السكري، وزيادة شرب السوائل الخالية من السكر والكافيين. بينما بالنسبة لمرضى القلب والشرايين، فيجب البعد عن الأطعمة التي تحتوي على دهون غير صحية بكميات كبيرة لتقليل مستوى الكوليسترول في الدم وتقليل خطر الإصابة بمرض الشرايين التاجية، والإكثار من تناول الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية والغنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه والخضراوات والابتعاد عن الأطعمة فقيرة العناصر الغذائية أو المصنعة أو السريعة. وأشارت إلى أنه بالنسبة لمرضى ضغط الدم فيجب تجنب الأطعمة المحتوية على الملح والدهون مثل المكسرات والأسماك المالحة والمخللات واللحوم، وخفض الأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسب كبيرة من الملح، بينما مرضى السرطان فعليهم تجنب اللحوم المعالجة والمطبوخة باستخدام حرارة عالية والأطعمة المحفوظة واللحوم غير المطبوخة ومنتجات الألبان غير المبسترة. وقالت سرحان: «بشكل عام، ننصح مرضى الأمراض المزمنة والأشخاص العاديين بتقسيم وجباتهم إلى 5 أو 6 وجبات خفيفة خلال أيام العيد المبارك، وتجنب الملح والسكريات والدهون لتفادي عسر الهضم».
وأضافت: «مع الحرص على تناول 8 أكواب من الماء يومياً، وأكل الفواكه الطازجة والخضراوات الورقية للحفاظ على توازن السوائل في الجسم والمحافظة على كفاءة أداء أجهزة الجسم كالكلى والمسالك البولية والجهاز الهضمي».
