الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وكيل الأزهر: الإمارات تطبق السنة وتجرّم ازدراء الأديان

محمد الضويني
7 مايو 2021 03:01

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

أكد الأستاذ الدكتور محمد عبدالرحمن محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف - وعضو هيئة كبار العلماء في مصر، من ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» على الجهود المباركة من دولة الإمارات في المحافظة على السنة النبوية، بل وفي حث الناس على احترامها والقيام بتطبيقها، جاء ذلك خلال محاضرة ضمن برنامج العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، الذي تنظمه الشؤون الإسلامية والأوقاف افتراضياً هذا العام.
ودلل فضيلته على ذلك بتجريم دولة الإمارات، لازدراء الأديان وتجريم كل من يأتي أي فعل من الأفعال التي فيها مساس بالذات الإلهية أو الطعن فيها أو المساس بها أو الإساءة لأي دين من الأديان أو إلى أي شريعة من الشرائع، كذلك التعدي على أي من الكتب السماوية أو التطاول على أحد من الأنبياء وكان ذلك في القانون رقم 2 لسنة 2015، حتى تحافظ الدولة على قيمها وعلى دينها وعلى تقاليدها في نفوس شعبها وفي نفوس من يأتون إلى تلك الدولة، حيث لا يجدون أمامهم إلا واجب الالتزام بالقيم والتقاليد الأصيلة والمتأصلة والمتجذرة في الشعب وفي دولة الإمارات.
وأشار فضيلته إلى أن النموذج الفريد من نوعه للقائد المسلم المتأسي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان نموذجاً ومثلاً في جوده وكرمه وحسن قيامه بالرعية مدركاً معنى المسؤولية كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله «ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، فضلاً عن إسعاد شعبه وإغداق الخير على الشعوب، مغيثاً للملهوف قاضياً لحاجة المحتاج، فتجد أثره في دولة الإمارات، وتجد أثره الطيب في كل الدول المحيطة حتى أحبته الشعوب فضلاً عن شعب دولة الإمارات، فاستحق أن يلقب بصدق «زايد الخير، زايد العطاء، زايد الجود» رحمه الله وطيب ثراه وأعلى درجته وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وبارك في ذريته وشيوخ  الإمارات وحكامها وأيدهم بالحق وأيد الحق بهم، وحقق لهم السعادة في الدارين، معرباً عن سعادته في مشاركته في برنامج ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله». 

مكانتها في الإسلام
وألقى الضويني في محاضرته بعنوان «سنتي»، الضوء على السنة وعلى مكانتها في الإسلام، وبيان أبرز خصائصها، وأثر العمل بها في تقويم سلوكيات الأفراد وازدهار المجتمعات، وبين فضيلته أن السنة النبوية كما قال العلماء: هي كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلْقية أو خُلقية، كما أكد العلماء أن السنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد القرآن الكريم، فهي أحد قسمي الوحي، فالوحي إما متلو وإما غير متلو، فالسنة هي القسم غير المتلو من الوحي، وواضح من تعريف العلماء بالسنة النبوية، أنها تتنوع إلى ثلاثة أنواع، سنة قولية، وسنة فعلية، وسنة تقريرية.

«السنة القولية»
وقال فضيلته: «أما السنة القولية، فهي كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول وهي أكثر السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمثلتها كثيرة، منها: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح مسلم: «فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه»، أيضاً حديث من قال حين يصبح «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض والسماء وهو السميع العليم» ثلاث مرات لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي وإن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح والأمثلة غير ذلك كثيرة.

«السنة الفعلية»
أيضاً النوع الثاني، هو السنة الفعلية وهي كل ما ثبت عن  صلى الله عليه وسلم من أفعال رواها صحابة رسول صلى الله عليه وسلم حيث رأوه يفعلها وأمثلتها كثيرة منها: صلاة رسول  صلى الله عليه وسلم والذي علم صحابته رضوان الله عليهم أن يتبعوه فيها فقال: صلوا كما رأيتموني أصلي، فهذا الحديث قول ولكنه دلّ على أن فعل رسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة ينبغي أن يحتذى من صحابة رسول  صلى الله عليه وسلم وينبغي أن يتأسوا به فيه.
وأيضاً من أمثلتها حديث «رأيت رسول الله  صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء»، هذا حديث وارد في صحيح البخاري، فهو يبين أن صحابة رسول  صلى الله عليه وسلم كانوا يرونه يفعل الفعل في شأن العبادة فيتأسون به.

«السنة التقريرية»
وقال وكيل الأزهر: «أما القسم الثالث من سنة رسول الله  صلى الله عليه وسلم، فهو السنة التقريرية، وأمثلتها كثيرة، والسنة التقريرية هي كل ما فعله الصحابة رضوان الله تعالى عليهم سواء كان في حضرة النبي  صلى الله عليه وسلم أو كان في غيبته وعلمه وسكت ولم ينكره، أو أقرّه صراحة وأمثلة السنة التقريرية كثيرة، منها: ما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم بعد غزوة الأحزاب قال لأصحابه ألا لا يصلين أحد الظهر إلا في بني قريظة، فاختلف صحابة رسول  صلى الله عليه وسلم، هل مفهوم ذلك أنهم لا يصلون الظهر إلا في بني قريظة بالفعل أم أن المفهوم أن يعجلوا بالتحرك والانتقال إلى بني قريظة، وأنه إذا ما لحقتهم الصلاة، فعليهم أن يصلوا مباشرة حتى ولو كانوا في الطريق، هنا اختلف صحابة رسول الله  صلى الله عليه وسلم فتخوف ناسٌ فوات الوقت فصلوا قبل أن يصِلوا إلى بني قريظة، وقال آخرون لا نصلي إلا حيث أمرنا رسول  الله صلى الله عليه وسلم، وإن فاتنا الوقت، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لما علم بذلك ما عنّف واحداً من الفريقين، فكان ذلك إقراراً من رسول  صلى الله عليه وسلم بشرعية الاختلاف في فهم ما يحتمل الاختلاف من النصوص الشرعية.

محبة الله
قال الضويني: إن هذه السنة حري بنا أن نحفظها وأن نقوم على تعليمها وأن نحرص على التثبت منها حتى يكون هناك تأسٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد أن يكون هناك تطبيق لتلك السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نسعد بها في الدنيا والآخرة كما صح في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أطاعني دخل الجنة».
وأوضح فضيلته أن المسلم حينما يلتزم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلتزم بالعمل بها تلحق به محبة الله تبارك وتعالى يفوز بشفاعة النبي صلى الله عيله وسلم يوم القيامة، تتحقق له السعادة والطمأنينة في نفسه، بل وفي نفوس الأفراد، لأنه رضي الله عنه وإذا رضي الله عن العبد فإنه يرضيه ويرضي عنه الناس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©