الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رمضان شهر القرآن وطريق إلى الجنة

رمضان شهر القرآن وطريق إلى الجنة
19 ابريل 2021 01:54

أبوظبي (الاتحاد) 

دعت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الصائمين إلى اغتنام شهر رمضان،  بقراءة القرآن، خير ما يتعبد به الصائمون في هذا الشهر الفضيل، مع تدبر معانيه؛ إذ يعيش المسلمون ذكرى مجيدة في رمضان، وهي نزول هذا القرآن العظيم، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، حيث ابتدأ نزول القرآن في رمضان، وتحديداً في ليلة القدر، (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
 وأوضحت عبر قنواتها المتنوعة ودروسها، أن القرآن أُنزِل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزَّة من السماء الدنيا في تلك الليلة، ثم نزل منجَّماً (مُفرَّقاً) على قلب النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في ثلاث وعشرين سنة، وهي مدة الرسالة. فإذا كان نزوله في رمضان فحري أن يكون له أكبر نصيب من العناية والاهتمام، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرض القرآن في رمضان على جبريل -عليه السلام-، فكان يدارسه القرآن.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ»  فكان -صلى الله عليه وسلم- يخص ليالي رمضان بمدارسته للقرآن، وهذا دليل على مكانة وأهمية قراءة القرآن في رمضان.
وقد أدرك الصالحون فضل ذلك، فإنهم كانوا إذا أقبل رمضان تركوا سائر الأعمال، وانقطعوا عن جميع الأشغال؛ بل حتى عن حلقات العلم، فكانوا يتوقفون عن التدريس والتعليم كالفقه والحديث وغيرها في شهر رمضان ليعتكفوا على قراءة القرآن وتدبره، فيأخذ القرآن جميع أوقاتهم، يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، حيث كان بعض السلف يختم القرآن في كل ثلاث ليال، فقد كان الإمام مالك عليه رحمة الله -إمام دار الهجرة- إذا جاء رمضان يترك مجالس العلم إلا مجالس القرآن، ويترك الكتب كلها، إلا كتاباً واحداً هو كتاب الله. فينقطع له بالتلاوة والتدبر. ويقول: إذا جاء رمضان فإنما هو تلاوة للقرآن. وكان الأسود بن يزيد النخعي يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين.
ومثله الإمام الشافعي، فإنه كان لا يفتر لسانه عن قراءة القرآن في شهر رمضان، فلا تراه إلا تالياً لكتاب الله، فالقرآن أنس العارفين، وروضة العابدين، فهذا هو حال العارفين بالله، يقومون ليلهم بالقرآن تلاوة وتهجداً، وبالنهار مناجاة وتعبداً، لتشرق النفوس بأنوار الوحي فتمتلئ القلوب بالإيمان والسكينة، والأرواح بالانشراح والطمأنينة.
ورمضان والقرآن يشتركان في الشفاعة للعبد يوم القيامة، يقول عليه الصلاة والسلام، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ»، قَالَ: «فَيُشَفَّعَانِ». ويقول عليه الصلاة والسلام: «اقْرَأوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» .
وقد رتب الله تعالى على تلاوته ثواباً كريماً وأجراً جزيلاً، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»  يعني: ثلاثة حروف تعتبر ثلاثين حسنة، وهذا أمر لا يدرك عدده إلا الله عز وجل، حيث يتضاعف الأجر والثواب في شهر رمضان.
فهنيئاً لكل امرئ يقرأ القرآن، وهنيئاً لكل بيتٍ يُقرأ فيه القرآن، وهنيئاً لكل من يستثمر أوقات رمضان بالتقرب إلى الله تعالى قراءة وعملاً وتدبراً. فحُق لرمضان أن يُعظم ويُستثمر، وحُق لشهرٍ مثل هذا أن يُقرأ فيه القرآن ويُتدبر، فرمضان جمع الخير من أطرافه، دعاؤه مسموع، وخيره مجموع، وعمله مرفوع، فيا فوز من أدرك رمضان فاستثمر منحه وهباته وعطاياه، فارتشف من أنوار فضله، واكتسى من حياض كرمه، فظفر بأرقى المقامات والرتب، ونال أرفع المنازل والقُرب.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©