الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

برنامج الفضاء الوطني .. الاستثمار في الإنسان

أحمد علي مراد
12 ابريل 2021 01:37

أ.د . أحمد علي مراد*

ونحن نحتفل بعامنا الخمسين بإنجازاتنا العظيمة التي حققناها؛ يأتي الإعلان عن نتائج الدورة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء لتؤكد الإمارات أن الاستثمار بالعنصر البشري الإماراتي حجر الزاوية لنجاح أي برنامج أو مبادرة تنموية؛ حيث يهدف هذا البرنامج الوطني إلى تأهيل رواد فضاء إماراتيين لإرسالهم في مهمات علمية مستقبلية مختلفة. وسينضم كل من نورا المطروشي ومحمد الملا  لرائدي الفضاء  هزاع المنصوري وسلطان النيادي ليكونا ضمن رواد الفضاء وتكون نورا المطروشي أول رائدة فضاء عربية. إنجاز استثماري وعلمي آخر ليعزز من مكانة الإمارات في دعم العلوم والتكنولوجيا ورفد قطاع الفضاء الحيوي بالكوادر المواطنة المؤهلة والمسلحة بالمهارات العلمية البحثية. واستقبل  أبناء وشباب الإمارات هذا التحدي الكبير المصاحب لهذا التخصص الدقيق بعزيمة لتحقيق الطموحات الوطنية؛ حيث وصل عدد المتقدمين للدورة الثانية من برنامج رواد الفضاء إلى 4305  متقدمين؛ والذي يؤكد إيمان الشباب الإماراتي بهذا المشروع الاستراتيجي والذي سيعزز مكانة الإمارات العلمية في الفضاء، من خلال الدراسات والبحوث التي تقدمها هذه المشروعات بنتائج تخدم البشرية وتسهم في تطوير العلوم ودفع وتيرة التطور والتنمية.  وتؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم برمته الريادة والتميز في مشروع الفضاء، والذي خصصت له الموارد المالية والممكنات ليكون الأفضل عالمياً من خلال الاستثمار في الإنسان  الذي قاد ومازال يقود هذا المشروع التكنولوجي المهم. نؤكد اليوم أن الإمارات العربية المتحدة؛ بإرثها التاريخي ومتانة اقتصادها وسقف طموحها اللامحدود؛ هي المكان الأنسب والخصب لحضارة علمية جديدة نستعيد  فيه أمجادنا العربية التليدة. إن جهود الإمارات  في علم الفضاء واضحة من خلال وجود البنية التحتية الصلبة واللازمة.
 ويعتبر إنشاء وكالة الإمارات للفضاء عام 2014 من الأساسيات المهمة في مشروع تكنولوجيا الفضاء. ثم تم تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2015 كذراع علمية للمشاريع الفضائية العلمية.  كما أطلقت  وكالة الإمارات للفضاء «الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء 2030»،  والتي تهدف إلى تعزيز مساهمة القطاع الفضائي في الاقتصاد الوطني، ودعم الاقتصاد المعرفي المستدام.  واعتمدت الدولة  «الخطة الوطنية لتعزيز الاستثمار الفضائي» التي ستلعب الدور المحوري كمركز إقليمي ودولي في صناعات الفضاء، تحقيقاً لـ «مئوية الإمارات 2071» بأن تصبح الدولة من أفضل دول العالم في مختلف المجالات البيئية والاقتصادية والاجتماعية. ووضعت الدولة التشريعات والقوانين والسياسات المرنة والاستثمارات الضخمة لتمكين هذا القطاع المهم؛ حيث يعد قطاع الفضاء الإماراتي الأكبر في المنطقة، حيث يصل حجم الاستثمارات إلى أكثر من 22 مليار درهم، ويدعم قطاع الفضاء برامج أكاديمية عالية الجودة تهدف إلى بناء جيل من الشباب الإماراتي المتمكن والمتسلح بالمهارات العلمية المطلوبة ليسهموا في تنفيذ المشاريع المرتبطة بهذا القطاع وتحقيق الرؤى والتطلعات.    وقد توجت جهود الدولة في مجال الفضاء بإطلاق مسبار الأمل في فبراير 2021 في مهمة إماراتية عربية لاستكشاف الكوكب الأحمر ليسهم الشباب الإماراتي في دعم العلوم وخدمة البشرية. وتستمر الإنجازات الفضائية وتثبت دولة الإمارات للعالم قدرة الشباب في تحقيق الطموحات الاستراتيجية؛ فاستطاعت القيادة الرشيدة في  الإمارات تطويع المستحيل  لحياة سعيدة وكريمة للشعب ورفاهية ورخاء في شتى مجالات الحياة. إن إنجازاً واكتشافاً آخر  من رواد الفضاء الإماراتيين سيجعل من الإمارات الرقم الصعب في علم الفضاء، وفي تسخير الشباب من خلال طاقاتهم الخلاقة ليسهموا في التقدم العلمي والذي يخدم التنمية الاقتصادية التي تشهدها الدولة. 

*باحث أكاديمي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©