الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أحمد علي البلوشي لـ «الاتحاد»: تنسيق كـامل لتعزيز العمل العربي

أحمد علي البلوشي لـ «الاتحاد»: تنسيق كـامل لتعزيز العمل العربي
11 ابريل 2021 06:24

أبوظبي (الاتحاد)

أكد أحمد علي البلوشي، سفير الدولة لدى المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، أن العلاقات الإماراتية الأردنية متجذرة، وقد أرسى دعائمها القوية الآباء الحكام المؤسسون، وسار على نهجهم الحكام المخلصون، وحظيت هذه العلاقات ومنذ التأسيس برعاية ودعم على المستويات كافة، الرسمية والشعبية. 
وقال في حوار مع «الاتحاد»: «إن العلاقة الراسخة التي تربط البلدين بنيت على أسس من التعاون والاحترام المتبادل، والتطابق في كثير من الرؤى والمواقف، فالأردن كان من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع دولة الإمارات، وأسهم بفاعلية في نهضتها حتى قبل التأسيس، وفي وضع اللبنات الأولى في مسيرة التنمية من خلال إمكانات أبنائه البشرية في شتى المجالات، وفي المقابل، كان لدولة الإمارات شرف المساهمة في مسيرة التنمية والازدهار في المملكة، عبر العديد من المبادرات والمشاريع والاستثمارات».
وأضاف: «المملكة الأردنية بالنسبة للإمارات شريك أساسي، إذ إن البلدين يعتبران صوت الاعتدال في الملفات والقضايا كافة، وهناك إيمان صادق بوحدة المصير، وانسجام وتوافق في الرؤى والمواقف بين البلدين الشقيقين في القضايا العربية والإقليمية والدولية كافة، حيث يعمل البلدان معاً على إيجاد الحلول بالطرق الدبلوماسية والسلمية، ولذلك نجد أن التنسيق كامل بين قيادتي البلدين بهدف تعزيز العمل العربي المشترك».
وتابع: «حرصت الدولتان منذ تأسيس العلاقات بينهما، على تبادل الخبرات في المجالات كافة، خاصة في النواحي: التعليمية والتربوية والصحية والعسكرية والاقتصادية والقضائية، وتبادل الكفاءات المؤهلة والمدربة، هذا بالإضافة إلى نقل التجربة الإماراتية في مجال الحكومة الإلكترونية للأردن، لا سيما المبادرة التي أقرها مجلس الوزراء في دولة الإمارات بالتعاون مع الحكومة الأردنية لدعم مشروع الحوكمة والحكومة الذكية ورفدها بالقيادات المدربة لتنفيذ المشروع، فضلاً عن تبادل الدراسات العلمية والبحثية والخبرات في مختلف المجالات».
وأشار إلى أنه يوجد تعاون كبير بين البلدين في مجال مكافحة «كوفيد-19» من خلال الاستفادة من الخبرات الطبية، وفي هذا الإطار، قدمت دولة الإمارات إلى الأردن شحنات تحوي أكثر من 40 طناً من المستلزمات والمعدات الطبية التي تتضمن أجهزة تنفس وأجهزة فحص، كما افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني في محافظة العقبة والمخصص لاستقبال المصابين بـ «كوفيد-19»، وهو مزود بأحدث التجهيزات الطبية وأجهزة التنفس الصناعي، ويضم 216 سريراً منها 56 للعناية الحثيثة.

التعاون الاقتصادي
وحول التعاون الاقتصادي، أشار البلوشي إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين متميزة ومتنامية، وقطعت مراحل متقدمة وصولاً للشراكة، وفي إطار التعافي من تداعيات الجائحة، يبذل الجانبان جهوداً حثيثة لتعزيز وتنمية الاستثمارات وزيادة حجم التبادل التجاري، ونتطلع خلال المرحلة المقبلة إلى تكثيف اللقاءات وزيادة التعاون والتنسيق بين المسؤولين في البلدين وبين ممثلي القطاع الخاص، بهدف تعزيز التعاون في المجالات الصحية، والأمن الغذائي، والاقتصاد الرقمي، والتعليم، وغيرها من القطاعات الاقتصادية الحيوية.
ولفت إلى أنه، وضمن الجهود الرامية لتحقيق الشراكة الاقتصادية، يتطلع البلدان إلى عقد اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة في أقرب فرصة، بحيث يتم خلالها مناقشة المواضيع والفرص الاقتصادية المتاحة، وتذليل الصعوبات والمستجدات التي فرضتها الجائحة، إضافة إلى تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين الشقيقين.
وبين أن البلدين تمكنا من تعزيز حجم التبادل التجاري في السنوات الأخيرة، بفضل حرصهما على توقيع الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، خاصة اتفاقية منطقة التجارة الحرة، واتفاقية منع الازدواج الضريبي، وتشجيع وحماية الاستثمارات التي أسهمت بشكل كبير في تنمية العلاقات التجارية والاستثمارية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن متوسط حجم التبادل التجاري السنوي يبلغ نحو 1.5 مليار دولار أميركي.
وأشار إلى أن أهم السلع المتبادلة بين البلدين، تتمثل في منتجات الصناعات الغذائية، والصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية والحيوانات الحية والمنتجات المعدنية ومنتجات الصناعات الكيميائية، كما تم إنشاء شراكات بين القطاع الخاص في البلدين في مجال الصناعات الغذائية، ومن أبرزها استثمارات شركة ماجد الفطيم لبيع وتسويق المواد الغذائية في الأردن، ومؤخراً في ظل الجائحة عقدت شراكة بين أبوظبي القابضة وشركة نبيل للصناعات الغذائية.
ولفت إلى أنه تم التعاون بين البلدين خلال السنوات السابقة في تنظيم التجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي من خلال عقد سلسلة اجتماعات ولقاءات وورش العمل بين الجانبين في هذا المجال، وتوقيع مذكرة تفاهم بين البلدين لتطوير أداء الجهاز الحكومي الأردني وتحسين الخدمات، إضافة إلى إطلاق مبادرة تأهيل مليون مبرمج أردني بدعم من مؤسسة دبي للمستقبل.
وأكد البلوشي، أن دولة الإمارات حرصت على التعاون مع الحكومة الأردنية في مجال التطوير المؤسسي والإداري لدى المؤسسات الأردنية بهدف تسهيل إجراءات المعاملات الإدارية والمالية، إضافة إلى مساهمة الدولة في تمويل إصدار البطاقة الذكية، ومن جهة ثانية استفادت الدولة من الكوادر الأردنية المؤهلة التي تختص في مجال تكنولوجيا المعلومات وبرامج الحاسوب. 

الدور الإنساني
وحول الدور الإنساني والخيري، أشار البلوشي إلى أن الدور الإنساني والخيري الذي تقوم به دولة الإمارات في مختلف دول العالم يعد ركناً أساسياً في سياسة الدولة الخارجية، وواجباً أخلاقياً تجاه الأشقاء والإنسانية جمعاء، وفي المملكة الأردنية الهاشمية، وبحكم العلاقات الثنائية الاستراتيجية، فإن دولة الإمارات تُعد الأبرز على الساحة الأردنية في إطار الدعم الإنساني. فمنذ بداية الأزمة السورية، وبناءً على توجيهات قيادة الدولة الحكيمة، كانت الجهود الإماراتية الفعالة لإغاثة الأشقاء اللاجئين السوريين للتخفيف عن الأردن ولدعم خطة الاستجابة لديهم.
وأضاف: «نفذت المؤسسات والهيئات والجمعيات الخيرية الإماراتية في الأردن مشاريع وبرامج إغاثية متنوعة تجاه اللاجئين بالتنسيق والتعاون البناء مع الأجهزة والمؤسسات الأردنية الرسمية والأهلية. كما جرى توجيه الدعم لمخيمات اللاجئين في: الزعتري والأزرق، إلى جانب مشاريع إغاثية أخرى للاجئين السوريين في مراكز تجمعهم في مختلف المناطق، حيث يعتبر المخيم الإماراتي الأردني في منطقة مريجيب الفهود (شرق الأردن) نموذجياً ومتميزاً، تتوافر فيه وسائل العيش الكريم والرفاهية والأمن للأخوة اللاجئين، حيث حصل المخيم على عدد من الشهادات العالمية»، منوهاً إلى أنه لا يقتصر دور فريق الإغاثة الإماراتي على الإيواء بل يتعداه ليشمل الخدمات التعليمية والصحية والإغاثية والترفيهية. 
ولفت سفير الدولة لدى المملكة الأردنية الهاشمية، إلى أنه في ظل جائحة كورونا، قامت إدارة المخيم بالعديد من المشاريع والمبادرات، مثل تنظيم حملات توعية للاجئين حول إجراءات الوقاية من الفيروس، بالتعاون مع وزارة الصحة الأردنية، كما تواصل إدارة المخيم إجراء الفحوص المخبرية، وكذلك توزيع وسائل الوقاية والتعقيم، كما تم تخصيص خط إنتاج لحياكة الكمامات عبر مشغل «أمنا فاطمة» لتحقيق الاكتفاء الذاتي للاجئين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©