الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أمهات في مواجهة «كوفيد- 19»

أمهات في مواجهة «كوفيد- 19»
21 مارس 2021 00:42

لمياء الهرمودي (الشارقة)

لا نغفل الدور الفاعل الذي يقوم به الأطباء في مواجهة التحديات الصحية التي تحيط بالمجتمع، وإسهامهم ذا الأثر البالغ في نشر الوعي الطبي بين أفراده. ولا نغفل تلك التي وقفت في الصفوف الأولى في خط الدفاع الأول في أوج أزمة الوباء، هي من الذين أمسكوا اللجام وواجهوا أصعب الظروف في الحرب ضد «كوفيد-19» حفاظاً على أبنائهم وذويهم في المجتمع. ففي يوم الأم يقف الجميع، وفاءً وإجلالاً وتقديراً لتلك الأم المخلصة والوفية.
الأم الطبيبة والممرضة التي سخرت إمكاناتها وعلمها وخبرتها وجندتها للمحافظة على صحة المرضى والمصابين، والعناية بهم، ورعايتهم وفق أعلى المعايير، بدعم القيادة الرشيدة التي حفظت للمرأة الأم دورها الجليل في الذود عن الوطن في ظروف الوباء الذي اجتاح العالم.
تقول الدكتورة المقيمة جيهان بنعون، تعمل طبيبة في جراحة الأطفال والخدج بمستشفى الجامعة بالشارقة: «إنه من حسن حظي وجودي مع أبنائي خلال فترة انتشار الوباء في الإمارات، فكوني أماً وطبيبة، فأنا أصل إلى عملي وأنا مطمئنة البال بأن أبنائي في أمان، ففي ظروف الجائحة، أصبحت ساعات العمل من خلال الجهد المبذول مضاعفة، سواء جسدياً أو نفسياً، حيث إن حاجة المرضى لنا أصبحت ملحة أكثر، وواجبنا يحتم علينا أن نكون عوناً ودرعاً لهم، نرى فزع الأهالي على فلذات أكبادهم بسبب الوباء، ولا بد لنا أن نكون بجانبهم، ونقوم بدورنا على أكمل وجه».
وأضافت: «كأم وطبيبة، فإن أطفالي وأبنائي يدركون طبيعة عملي وسبب غيابي بسبب الجائحة، وهم فخورون بما أقوم به من عمل، إلا أن ذلك لا يمنع من تواصلي المستمر معهم، إذ إن الوباء تسبب في وجودهم بالمنزل بصورة شبه دائمة، لذلك فالمسؤوليات أصبحت أكثر، ومضاعفة بصورة أكبر، لكن في هذه الدولة، فإن الأمور دائماً تشعر بأنها أفضل، فالجميع هنا يحترم القوانين، ويتبع الإجراءات الاحترازية والوقائية، وإذا ما تمت المقارنة بالبلدان الأخرى، نرى الفرق واضحاً وجلياً للعيان، فرسالة شكر وتقدير لحكومة وشعب الإمارات، ولكل من وقف في صفوف الدفاع الأولى، وتحية خاصة مني للأمهات، فهن مصدر الأمان الأول في كل أسرة».
وأكدت عائشة أحمد، مسؤولة التمريض بمستشفى الجامعة بالشارقة، أن التمريض من أكثر المهن احتياجاً في المجتمع، خصوصاً في ظل جائحة «كوفيد- 19»، وقالت: «إنه من الفخر لي كممرضة أن أكون ضمن الصفوف الأمامية الأولى لمكافحة الجائحة، وأن أخدم مجتمعي، وأرد ولو جزءاً بسيطاً مما قدمته لنا حكومتنا الفاضلة، أما بالنسبة لكوني أماً وممرضة في الوقت نفسه، ففي البداية واجهت القليل من الصعوبات لكونه أول طفل لي، لكن بمساعدة من حولي من فريق العمل، استطعت أن أوازن بين وظيفتي كممرضة وواجباتي كأم».
وأكدت الدكتورة مي الجوخي، طبيبة طوارئ، أنّ للأم العاملة في القطاع الطبي شأناً آخر، فعلى عاتقها تقع الموازنة بين دورها الطبي الآنف الذكر وبين مسؤولياتها المنزلية. فهي توزّع اهتماماتها بين التفاني في رعاية مرضاها والوقوف على احتياجاتهم، متخذةً كلّ التدابير الصحية من أجل توفير أعلى معايير الجودة بما ينعكس على بيئة العمل والمنزل على حدٍّ سواء.
وقالت: «بعد انقضاء ساعات العمل المضنية بكل ما تحمله من معاناة المرضى، والتفاعل معهم خصوصاً في ظل جائحة «كوفيد- 19» التي نعانيها، تعود الأم الطبيبة لتحتضن أسرتها وترعى شؤونها، صغيرها وكبيرها، وتولي تعليمهم وصحتهم أقصى عناية وأفضل رعاية، وتوليهم اهتماماً لا يقلُّ كمّاً ولا نوعاً عمّا تبذله في مكان عملها».
وأضافت الجوخي: «كما هو متعارفٌ عليه، فإنّ أقسام الطوارئ بطبيعتها من اختلاف أوقات العمل وكم المرضى ونوعيتهم وضرورة توفير التداخل الطبي العاجل، وما رافقه من خطورة العدوى بحالات كوفيد 19، قد أضاف عبء العزلة عن الأسرة حمايةً لهم وتلبيةً لضرورات العمل، الأمر الذي لا يمكن تجاهل أثره النفسي على الأم الطبيبة. ومن هذا المنبر الإعلامي المتميز أودُّ أنَّ أوجّه كلمة شكر لكل القطاع الطبي في دولتنا الحبيبة، متمثلاً في كوادره الإدارية والتنفيذية لما يولونه من اهتمام، بل وزد على ذلك الأيادي البيضاء للحكومة الرشيدة في تقدير الجهود، وتثمين كل ما من شأنه خدمة مجتمع دولة الإمارات».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©