الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

منى المري تؤكد أهمية استعداد الإعلام العربي لما بعد «كورونا»

منى المري متحدثة خلال المنتدى بمشاركة نخبة من القيادات الإعلامية العربية (وام)
19 مارس 2021 00:57

دبي (وام) 

أكدت منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أدركت في وقت مبكر أهمية التحول إلى البيئة الرقمية، ما دفع حكومتها لتبنّي استراتيجية متكاملة الأركان لترجمة رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة لإنجاز هذا التحوّل ضمن أطر زمنية وأهداف محددة، وبما يشمل مختلف قطاعات العمل، ومن بينها القطاع الإعلامي الذي بادرت من خلاله مؤسساتنا الوطنية إلى تبني الحلول التي تعينها على الإبقاء على حدودها التنافسية في البيئة الرقمية الجديدة التي جلبتها الثورة الصناعية الرابعة، والتي ما لبثت أن شهدت تعجيلاً هائلاً بمساراتها مع اندلاع أحد أصعب التحديات التي واجهها العالم في تاريخه الحديث، والمتمثل في أزمة جائحة «كوفيد-19». 
جاء ذلك خلال مشاركة منى المرّي في منتدى «الإعلام العربي في ظل وبعد جائحة كورونا» الذي نظمته عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي، أمس، مؤسسة دار «البلاد» للصحافة والنشر والتوزيع في مملكة البحرين الشقيقة، بمشاركة نخبة من القيادات الإعلامية العربية، وفي مقدمتهم معالي علي بن محمد الرميحي، وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين، ومعالي أسامة هيكل، وزير شؤون الإعلام في جمهورية مصر العربية، ونبيل الحمر، مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام، والإعلامي المصري الكبير عماد الدين أديب، ولفيف من الكُتَّاب والإعلاميين ومسؤولي المؤسسات الإعلامية والقطاعات الحكومية المعنية، وأعضاء السلك الأكاديمي في العالم العربي. 
وأكدت المري أن استعداد الإمارات مكنها من التعامل بكفاءة كبيرة مع تداعيات جائحة «كوفيد-19» التي أوجدت تغييرات عميقة في المجتمع الإنساني، حتى إننا نسمع الآن عبارة «الاستعداد لعالم ما بعد كوفيد-19»، وقالت: إن من أهم التأثيرات التي أحدثتها الجائحة أنها أسهمت في تسريع انتقال العالم إلى البيئة الرقمية بصورة غير متوقعة. 
وتطرقت منى المري إلى المتغيرات العديدة التي تسببت فيها الجائحة على أسلوب العمل والتواصل مع العالم بشكل عام وليس فقط على صعيد قطاع الإعلام، حيث يمكن اليوم حضور المؤتمرات والتنقل بين أكثر من لقاء وندوة واجتماع في دول عدة في يوم واحد دون تكبّد مشقة السفر، حيث اختصرت التكنولوجيا عنصري الزمان والمكان، وأن ما كان من المتوقع أن يحدث في العالم خلال عشر سنوات نراه اليوم يتحقق أمامنا، كما نجد أن العالم انتقل بسرعة إلى نموذج التعليم عن بُعد، فيما لجأت أغلب قطاعات الأعمال إلى نظام العمل المرن عن بُعد أيضاً، وربما يبقى هذا النموذج قائماً حتى عقب انتهاء الأزمة حول العالم. 
وضربت المري مثالاً بقطاع التجارة الإلكترونية والشراء عبر الإنترنت الذي حقق قفزات ضخمة، مستشهدة بنتائج موقع «أمازون» الذي تمكن من مضاعفة أعماله بنسبة 567% خلال العام 2020 مقارنة بالعام 2019، وزاد صافي أرباحه بنسبة 84% بإجمالي 386 مليار دولار، فيما تشير الإحصاءات إلى أن الجائحة سرّعت تبني حلول الدفع الإلكتروني والعمليات البنكية عبر الإنترنت حول العالم بمعدل 3 إلى 10 سنوات. 
وقالت: «لقاؤنا اليوم عبر هذه الشاشات دليل على هذا التحول السريع من الأنماط التقليدية إلى البيئة الرقمية، بينما كان تنظيم نادي دبي للصحافة «منتدى الإعلام العربي» العام الماضي عن بُعد دليلاً آخر على هذا التحول الذي سرعته الجائحة، وبينما تراوح الحضور الفعلي للمنتدى سنوياً بين 2000 إلى 3000 مشارك، تابع جلسات المنتدى في نسخته الإلكترونية الأولى في 2020 أكثر من 10 آلاف متابع من مختلف أنحاء العالم عبر المنصة الإلكترونية للمنتدى الذي راعينا فيه تقليص زمن الجلسات وتركيز محتواها». وأشارت إلى أن المؤسسات الإعلامية غير المدعومة من الحكومات ستواجه تحديات حقيقية إذا لم تبادر إلى التعجيل بالتحول الرقمي، وهو الخيار الذي بات حتمياً، لاسيما بعد التداعيات الكبيرة التي صاحبت الجائحة، وقالت إنه في الماضي القريب، كان الخبر يستغرق 24 ساعة ليصل إلى الناس عبر الصحف المطبوعة، وربما كان الأمر أسرع قليلاً بالنسبة للتلفزيون والإذاعة، إلا أن التقنيات الرقمية أصبحت تضع اليوم ملايين المتابعين على الهواء مباشرة من موقع الحدث بالصوت والصورة، وأصبح كل إنسان، يملك هاتفاً ذكياً، مصدراً للمعلومة والخبر والصورة. 
وأضافت: «رغم الإيجابيات الكبيرة التي جلبتها البيئة الرقمية إلى الإعلام إلا أنها شكلت تحديات كبيرة أمام الإعلام العربي والعالمي، إذ أضحى الفضاء الرقمي بيئة خصبة لانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، بينما يحتفظ الإعلام التقليدي بحده التنافسي المتمثل في القدرة على الفرز والتدقيق في المحتوى والتأكد من مصداقية المعلومة والخبر قبل تداولهما وبثهما إلى الناس.. أما ما نتلقاه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فلابد أن نفكر فيه عشرات المرات ونتحقق منه من أكثر من مصدر قبل أن نقبله ونسلم بصدقيته». 
واختتمت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي كلمتها بالتأكيد على أهمية استعداد الإعلام العربي للتعامل مع عالم ما بعد كوفيد-19، وهو العالم الذي ستكون للتكنولوجيا الكلمة العليا والأكثر تأثيراً في تشكيل ملامح قطاعاته المختلفة، بما في ذلك قطاع الإعلام.
وقال معالي علي الرميحي، وزير شؤون الإعلام البحريني: لدينا الكثير الذي يمكننا أن نفخر به، في الوقت الذي يواجه فيه الإعلام الغربي اليوم اتهامات كثيرة بعدم المصداقية والترويج لأخبار «مُفبركة» دون التحقق من مصادرها ومدى صدقيتها.
وأكد أن على الإعلام العربي مواكبة التطور العالمي السريع، وتبني الخيارات والحلول الرقمية التي تعينه على التفوق والتميز في تقديم رسالة نافعة للمجتمع ترقى إلى مستوى توقعاته. 
وخلال كلمته، أعرب معالي أسامة هيكل، وزير شؤون الإعلام في مصر، عن قناعته بأن الأوضاع في العالم لن تعود إلى ما كانت عليه قبل أزمة كورونا، على المنظور القريب، في حين ستبقى التأثيرات التي خلّفتها الأزمة قائمة في العديد من أطرها، مشيراً إلى أن السباق العالمي المحموم لإنتاج اللقاحات قد يخدم في التخفيف من تأثيرات الأزمة، ولكنه لن يعيد الحياة إلى سابق عهدها. 
وقال هيكل: إن الأجيال الجديدة أصبحت اليوم أكثر ميلاً وارتباطاً بالبيئة الرقمية، مشيراً إلى أن الشباب دون سن الأربعين يشكلون حوالي 65% من تعداد السكان في مصر، وهو جمهور ضخم يلجأ في أغلب الأحيان إلى الوسائل الرقمية للحصول على الخبر والمعلومة، ما يضع الإعلام التقليدي أمام تحد حقيقي، لاسيما الصحافة الورقية التي ضاعفت أزمة كوفيد-19 من حدة الأزمة التي تواجهها. 
وخلال كلمته أمام المنتدى الافتراضي، استعرض الإعلامي عماد الدين أديب مجموعة من الإحصاءات التي تطرق من خلالها إلى الوضع الإعلامي في المنطقة والعالم في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد وتأثيراته على هذا القطاع بكافة مكوناته، وكذلك التحديات التي يواجهها الإعلام والتي يعود بعضها إلى ما قبل أزمة كوفيد-19. 
وأجمع المشاركون على أن التحول إلى البيئة الرقمية بات حقيقة واقعة وساهمت في تثبيتها جائحة غيرت المعايير وبدلت الأسس وأوجدت عالماً مغايراً للعالم الذي عهدناه قبل عام واحد من اليوم، وأن من يتخلف من المؤسسات الإعلامية العربية عن اللحاق بهذا التحول سيتكبد خسائر كبيرة تخرجه من مضمار المنافسة، بل تؤثر على مصير وجوده على الساحة الإعلامية بشكل عام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©