عدد اليوم
منى الحمودي (أبوظبي)
تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، اُختتمت أمس في مركز أبوظبي للمعارض أعمال الدورة الخامسة عشرة من معرض الدفاع الدولي «آيدكس» ومعرض الدفاع والأمن البحري «نافدكس»2021، بحضور أكثر من 62 ألف زائر. وبلغت قيمة الصفقات النهائية المبرمة مع الشركات الخارجية والمحلية على مدار الأيام الخمسة للمعرضين 20.957 مليار درهم (نحو 5.7 مليار دولار) في حين بلغت قيمة صفقات اليوم الخامس والأخير 904.2 مليون درهم (نحو 246.2 مليون دولار) توزعت على 20 صفقة بواقع 15 صفقة محلية و5 صفقات عالمية. وقال معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي: لقد شهدنا هذا العام انعقاد دورة استثنائية من معرضي «آيدكس» و«نافدكس» والتي نجحت بترسيخ مكانتها كمنصة متكاملة استقطبت العالم رغم الظروف والتحديات التي فرضتها جائحة كوفيد – 19، حيث أثبتت الصناعات الدفاعية التي سلط المعرضان الضوء عليها أنها قاعدة الأساس لتعزيز مسيرة التطوير في قطاعات التكنولوجيا والابتكارات المتقدمة بمواكبتها لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف معاليه أن دعم القيادة الرشيدة اللامحدود وثقتها بقدرة أبنائها على تنظيم واستضافة العالم هنا في أبوظبي، كانت من أسباب النجاح الذي شهدناه خلال الأيام الخمسة الماضية. وقال: «نبدأ اليوم فصلاً جديداً من فصول الريادة، فالعام 2021، يقربنا من الاحتفال باليوبيل الذهبي لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، هذا الاتحاد الذي تمكن من بناء منظومته الدفاعية والتكنولوجية وتوظيفها في نشر رسالة الأمن والأمان والسلام بالمنطقة».
ولفت معاليه إلى أن الحدث شكل منعطفاً جديداً ينبئ بعودة نشاط قطاع سياحة الأعمال في الدولة، ومواصلة دعم قطاع الصناعات الدفاعية الوطني، وتعزيز تنافسية الإمارات بمنتجات وطنية تغطي احتياجات الدولة من جهة، وتصل إلى أسواق جديدة.
وثمّن معاليه جهود جميع الأطراف التي أسهمت في إنجاح هذا الحدث، من إعلاميين ومنظمين وشركاء استراتيجيين، واللجان التنظيمية إلى جانب خط الدفاع الأول.
وقال اللواء الركن طيار إسحاق صالح محمد البلوشي، الوكيل المساعد للصناعات وتطوير القدرات الدفاعية بوزارة الدفاع، ونائب رئيس اللجنة العليا «مرة أخرى أثبتت دولة الإمارات قدراتها ومكانتها التنافسية العالمية باستضافة وتنظيم فعاليات دولية واستراتيجية.
وأضاف «تقود دولة الإمارات مرحلة التعافي المستدام من جائحة كوفيدـ 19 حيث ارتأت قيادتها الرشيدة بعد الدراسات المستفيضة للمؤشرات باستضافة المعرض في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم باستراتيجية ومعايير مختلفة عن باقي الدورات السابقة للمعرض».
وأكد اللواء إسحاق البلوشي أن استضافة دولة الإمارات أكثر من 110 وفود دولية من صناع القرار والمستثمرين والخبراء في مشهد يبرهن على ثقتهم بدولة الإمارات وإدراكهم لأهمية هذا القطاع. حيث يعتبر آيدكس ونافدكس منصة عالمية لأحدث التقنيات الدفاعية والأمنية وبوابة عبور دولية نحو الشراكات الاستراتيجية ورسم المستقبل وتوقيع الصفقات الكبرى.
وأشار اللواء إلى أن الدورة الحالية للمعرض شهدت تسجيل أعلى قيمة صفقات للقوات المسلحة الإماراتية في تاريخ المعرض، حيث ستلعب دوراً محورياً لتصميم الخطط بعيدة المدى وتطبيق الاستراتيجيات الدفاعية والأمنية في المستقبل عبر تبني أفضل الحلول والممارسات لمواجهة الأزمات والتحديات المستقبلية في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
من جانبه قال حميد مطر الظاهري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض (أدنيك) ومجموعة الشركات التابعة لها: «شهدنا اليوم ختاماً لدورة كانت بشهادة جميع المشاركين والعارضين والزوار أحد أنجح الفعاليات العالمية التي تم تنظيمها خلال هذه المرحلة، حيث استطعنا من خلال تنظيم المعرضين تلبية وتجاوز تطلعات المشاركين والعارضين والزوار على حد سواء».
وكشف الظاهري عن استقطاب المعرضين حتى نهاية اليوم الأخير ما يزيد عن 62.445 زائراً من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يعكس الأهمية الكبرى التي يتمتع بها المعرضان على أجندة الفعاليات العالمية المتخصصة، وهو إنجاز يتجسد في القدرة على الترحيب بالعالم مجدداً.
وأشار إلى نتائج الاستبيانات التي تم إجراؤها حتى اليوم الرابع للمعرضين، حيث وصلت نسبة رضا الزوار والعارضين لآيدكس ونافدكس إلى 96% والتي تعد من أعلى النسب العالمية في قطاع صناعة المعارض والمؤتمرات، كما لقيت البروتوكولات الوقائية والإجراءات الاحترازية التي قامت بها شركة أبوظبي الوطنية للمعارض استحسان الزوار والعارضين ومن قبل المتخصصين في قطاع صناعة المعارض والمؤتمرات.
ولفت إلى أنه وفق استبيانات سعادة العملاء خلال الأيام الأربعة الأولى من المعرض أعرب 98% من المشاركين والزوار عن رضاهم على الإجراءات الوقائية والاحترازية للحفاظ على صحتهم وسلامتهم. وقال 99% من المشاركين إنهم يشعرون بالأمان في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وذلك لتطبيق حزمة من التدابير الاحترازية في المعرضين، وهو ما يعتبر تجربة ناجحة تسهم الدروس المستفادة منها في تحفيز قطاع صناعة المعارض والمؤتمرات المتخصصة على الصعيدين المحلي والدولي.
منتجات الحماية
سجلت منتجات الحماية حضوراً لافتاً في مختلف أروقة المعرض، حيث تنوعت المعروضات ما بين حواجز الحماية وخوذة الرأس والمقاعد وغيرها. ومن خلال تواجدها في معرض آيدكس استعرضت شركة «مين بلاست» أحدث المقاعد المخففة للصدمات، التي تعمل على تخفيف الطاقة القادمة من الانفجارات القوية. إذا تؤدي موجات الصدمة الناتجة عن انفجار لغم أرضي على دفع المركبة للأعلى بسرعة كبيرة مما يؤدي على حدوث إصابات ووفيات. فيما يعمل مقعد «كومفورت شيون سيت» على تخفيف القوة الناتجة من الانفجار وبالتالي تقليل مخاطر الإصابة.
فيها استعرضت شركة أخرى نظام الحاجز القابل للتحرك بإطارات خاصة، والذي يمكنه تدمير أي مركبة تحاول اختراقه في مختلف المواقع، وتصل درجة قوته إلى تدمير شاحنة تزيد عن 18 طناً. ويمكن استخدام الحاجز في حماية المباني المهمة، المواكب الرسمية، إلى جانب استخدامه في الاحتفالات الكبيرة. وعرضت مجموعة من الشركات أنواعاً مختلفة من خوذ الرأس بتقنيات مختلفة لحماية القوات في مختلف مواقعهم.
درون عملاق
استعرضت شركة «كونكس» الإماراتية أحد تقنياتها في مجال الذكاء الاصطناعي المطبق على أحدث الصناعات الدفاعية، ويأتي الدرون العملاق الذي تمتلكه الشركة بإمكانية التحكم به عن طريق الهاتف المحمول، واستقبال جميع المعلومات واكتشاف المخاطر واعتراضها عن طريق الهاتف.
ويعتبر درون «فايندر» حلاً يعمل بالطاقة للكشف عن الألغام ومسحها ورسم الخرائط بالكامل، مما يضمن سلامة الأفراد والمواكب العسكرية وذلك باستخدامه الذكاء الاصطناعي الذي يدمج عدة تقنيات لتقديم رؤية غير مسبوقة في تحديد الهوية والتخطيط لللحركة وتحويلها لبيانات على الهاتف المحمول.
كما استعرضت الشركة نظام «إيبود» وهو شكل جديد من أشكال جمع بيانات الأشخاص في المواقع الشاسعة والتي يتواجد فيها عدد كبير من الأشخاص في نفس الوقت، وذلك عن طريق تركيب كاميرات خاصة تمتلك أنظمة قادرة على التكيف مع البيذة من خلال تمكين جمع البيانات القابلة للتخصيص، ويمكنها التعامل مع الخوارزميات وتقديم رؤية ثنائية الأبعاد والتقاط صور ثلاثية الأبعاد ورباعية الأبعاد.
روبوت الهندسة المتغيرة
شاركت شركة «أوناف» الإسبانية من خلال استعراض حلولها الروبوتية المتقدمة للعمليات الشرطية والعسكرية عالية الخطورة مثل تعطيل المتفجرات والذخيرة التنظيمية، أو الأنشطة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. ويعتبر الروبوت «أوناف نيو» أبرز الروبوتات المعروضة، والذي يتميز بهندسته المتغيرة، حيث يمكن زيادة عرضه أو تقليلها بسرعة أثناء المهمة للتكيف مع أي موقف يتم التعامل معه. وتمكن هذه التقنية الاستثنائية النظام من العمل في المساحات الضيقة مثل ممرات الطائرات أو الحافلات أو مترو الأنفاق والأنفاق تحت الأرض، كما يعمل بشكل جيد للغاية على الأراضي الوعرة والمساحات المفتوحة على حد سواء. ويعتبر روبوت «أوناف نيو»، روبوت التخلص من المتفجرات الوحيد في العالم ذا الهندسة المتغيرة، مما يسمح بضبط عرضه أثناء المهمة ليناسب أي بيئة في أي وقت وفي أي موقف. ويعد الروبوت الذي تم تطويره وتصنيعه بنظام متعدد الاستخدامات الأمثل لتلبية احتياجات الأمن والقوات المسلحة، إذ إنه قادر على العمل في سيناريوهات مختلفة، وعلى الأخص في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وقال بابلو فاسكيز، المدير العام لشركة «أوناف»: «بفخر.. تمت إضافة الهندسة المشاركة في هذا المشروع إلى 17 عاماً من الخبرة في مجال الروبوتات لإلغاء تنشيط المتفجرات، وتمنحنا الميزة والمعرفة لدمج التقنيات الفريدة في القطاع، لذلك يمكننا أن نقول حقًا إنه نظراً لتعدد استخداماته، فإن الروبوت يدمج عدة روبوتات في واحد». وأضاف «يعد نظام الهندسة المتغيرة أحد أبرز الابتكارات التي يستخدمها الروبوت لزيادة أو تقليل عرضه بسرعة وعن بُعد، مما يسمح له بالعمل في سيناريوهات مختلفة في نفس المهمة، يتم استكمالها أيضاً من خلال تقنية التثبيت الذاتي للمنصة، والتي تحافظ دائمًا على وضع أفقي بالنسبة إلى الأرض ولا تتأثر بالسلالم أو المنحدرات أو التضاريس غير المستوية». يتم تعزيز قدرات الروبوت من خلال التحكم به عن بُعد.
