السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المتطوعون.. مصابيح مضيئة في زمن «كورونا»

المتطوعون.. مصابيح مضيئة في زمن «كورونا»
13 فبراير 2021 00:13

بدرية الكسار (أبوظبي)

يثبتون دائماً بأفعالهم وهمتهم العالية أن التطوع ليس عملاً خيّراً فقط، بل حياة يتعلمون منها ومن تجاربها المختلفة إعلاء شأن العمل التطوعي في خدمة مجتمعهم غايتهم الأولى التي يحرصون على تحقيقها من أجل مساعدة المحتاجين والمرضى، وكذلك لرد الجميل لوطن أعطاهم الكثير في شتى مناحي حياتهم.
هم سواعد إماراتية من الشباب والفتيات الذين شكلوا نماذج مضيئة في العطاء والتفاني وصنع الخير عبر عملهم التطوعي في مختلف المواقع والأوقات، حيث التحقوا ببرامج تطوعية تحت مظلة جهات مثل هيئة الهلال الأحمر، وغيرها.

عبر «الاتحاد».. تحدث عدد من المتطوعين الإماراتيين عن تجاربهم مع التطوع للحد من تداعيات وآثار الجائحة على المجتمع الإماراتي، ومحاولة مساعدة المرضى والمصابين بـ«كورونا» في المستشفيات وأماكن الحجر الصحي. 
ويقول محمد عبدالله سلطان: التحقت بإدارة المتطوعين في هيئة الهلال الأحمر للمساندة في التصدي لجائحة «كوفيد- 19»، حيث كنت ضمن مجموعة من المتطوعين الذين قدموا الدعم والمساندة للمحجورين في المدينة الإنسانية والفنادق، والأماكن الأخرى المخصصة للحجر الصحي، وذلك عبر توفير احتياجات المصابين وتوصيلها إلى مواقع إقامتهم، أو بتقديم الدعم النفسي لهم.
وأضاف: «سنكون دائماً في الميدان لخدمة وطننا حتى آخر نفس، وشاركت أيضاً في حملة بيروت وغيرها، وتعلمت من التطوع الكثير، وأضع دائماً الجانب الإنساني في المقدمة، خصوصاً للأشخاص الموجودين في الحجر الصحي، فهم بحاجة للدعم المعنوي والنفسي دائماً»، مشيراً إلى أن فرق العمل من المتطوعين والمؤسسات تقوم بجهود جبارة ومتواصلة لتقديم الأفضل لهم، وعلى أهبة الاستعداد في كل الأوقات.

الشعور بالانتماء
أما المتطوعة أسماء علي عبدالله محمد المرزوقي، فهي طالبة تمريض في السنة الجامعية الرابعة، والتحقت بالتطوع في يوليو 2020 للمشاركة في الحد من تداعيات وآثار جائحة «كوفيد- 19»، تقول أسماء: «أرى أن التطوع خدمة إنسانية، ويسعدني كثيراً أن أكون متطوعة في خدمة مجتمعي، في البداية تطوعت في مراكز المسح الوطني، ثم انضممت إلى فرق تطوعية أخرى للدعم في تنفيذ الإجراءات الاحترازية»، كما شاركت في تنظيم عدة فعاليات أخرى منها: «اليوم العالمي للطفل» و«اليوم الوطني»، مؤكدة أن «التطوع يُنمي شعور الانتماء إلى المجتمع ويُكسب مهارات وخبرة في العمل وتكوين علاقات جيدة».
وأشارت إلى أهمية التدريب في العمل التطوعي لتطوير القدرات والمهارات، موضحة أنها التحقت بدورات في الإسعافات الأولية ودورة مدرب الحياة، وغيرها.

خدمة وطني
من جانبها، قالت منيرة يوسف الحوسني، «موظفة»: التحقت بالمجال التطوعي في العام 2019، وبدايتي كانت مع بطولة الألعاب الأولمبية، إلى جانب أنشطة تطوعية وفعاليات متنوعة أخرى. وتقول منيرة: «حبي للتطوع وخدمة وطني الغالي ورد الجميل للوطن وحبي لخدمة العباد والبلاد هو الدافع الرئيسي في هذا المجال، وتشرفت بخدمة المحجورين في المدينة الإنسانية وتلبية احتياجاتهم وإحساسهم بأنهم بين عائلاتهم». وتضيف: «تعلمت من التطوع روح الوطنية والإنسانية والعمل بروح الفريق والصبر والأخلاق والكلمة الطيبة التي تكون الحافز للناس الذين تتم مساعدتهم، وأفتخر بأني بنت زايد وبنت الإمارات التي تخدم العالم أجمع ولله الحمد».

تلبية الاحتياجات
وتقول عائشة ناصر الصويدر «موظفة»: التحقت بالعمل التطوعي انطلاقاً من رغبتي في تقديم الخدمات الإنسانية والمساهمة في رد جميل الوطن وتلبية نداء الواجب، مضيفة: «قدمت الدعم اللازم وعملت على تلبية احتياجات المتواجدين في المدينة الإنسانية من خلال التواصل «عن بُعد» في توفير الاحتياجات والمستلزمات الضرورية، وأيضاً تقديم الدعم النفسي والإيجابي من خلال التواصل اليومي معهم عبر الهاتف والرد على استفساراتهم وتحويلهم مباشرة للطبيب إذا استدعى الأمر.

أمانة سامية
وأكدت وفاء عبدالله محمد البشر، «موظفة» في «القطاع الطبي»، أنها التحقت بالتطوع لإيمانها بأنه عطاء ومحبة وخدمة للإنسانية وخدمة للوطن، وقالت وفاء: «إن التطوع لفعل الخير هو من أفضل الأعمال كما أوصى بذلك ديننا الحنيف، وكما تدعو قيادتنا الحكيمة، فالمتطوع يحمل أمانة سامية من أجل الإمارات التي قدمت الكثير، وأن أفضل الطرق لإبهاج النفس هي محاولة إدخال البهجة في قلب غيرك».
وأضافت: أن دور المتطوع كبير، حيث يقوم بنشر ثقافة التطوع وتلبية نداء الإنسانية بعيداً عن الطائفية والعنصرية والمذهبية وغيرها، والتفكير فقط في الجانب الإنساني من العمل الذي يقدمه، حيث إن العمل التطوعي يرقي بصاحبه، ويجعله يرقى بنفسه وبمجتمعه ودينه من خلال الخدمات الجليلة التي يقدمها من خلال المبادرات وتنظيم الفعاليات، والالتحاق بالمخيمات التدريبية من أجل العمل في أرض الميدان واكتساب المهارات والخبرات».
وتابعت وفاء التي بدأت نشاطها التطوعي في العام 2015، وشاركت في العديد من الفعاليات بمناطق مختلفة من الدولة: «أعتبر التطوع هو نهج وأسلوب حياه بالنسبة لي وهو سبب من أسباب السعادة، حيث إن المتطوع يعطي وقته للتطوع لخدمة الوطن والمجتمع ورد الجميل ولو بالقليل، ولأنه لا قيمة للعطاء من دون مشاعر..من هنا نضع بصمة وأثراً جميلاً في النفوس من خلال كلمات المتطوع وأخلاقه وابتسامته».

رد الجميل
وتشير موزة مصبح المزروعي إلى أنها التحقت بالعمل التطوعي منذ نحو 6 أشهر، مؤكدة أهمية التطوع في رد الجميل للوطن، ولافتة إلى أنها تعلمت الكثير من عملها، خصوصاً أنها كانت من المساهمين في دعم المصابين والمحجورين خلال جائحة «كورونا»، وعملت في مركز أبوظبي الوطني للمعارض في إدخال بيانات المتقدمين للحصول على اللقاح والتوعية وتشجيع الجمهور بهذا الشأن، مؤكدة أن عملها أكسبها الكثير من المهارات، إلى جانب إحساسها بالراحة والسعادة.

عمل الخير
وقال حيدر خلاوي، متطوع ويعمل موظفاً في شرطة أبوظبي: «شاركت في بداية الجائحة في عمليات توزيع الكمامات والمعقمات في محطات الوقود وتنبيه الزوار بأخذ الإجراءات الاحترازية، بالإضافة إلى توزيع كمامات وقفازات ومعقمات على الفئات العمالية والأسر المتعففة، ثم عملت في خيم الفحص وعدد من الأنشطة الأخرى». وأضاف: انتقلنا لخيم الفحص، ثم إلى المساجد لتنبيه المصلين وترتيبهم والعمل على دخولهم وخروجهم بشكل منظم، مؤكداً أن عمل الخير لا يمكن أن ينقطع ما دام الإنسان على قيد الحياة، ولديه مقولة يرددها دائماً، مفادها: «إن الإنسان يعيش الحياة مرة واحدة، ولذلك إذا كان هناك أي مجال لعمل الخير، فلا بد أن يقدمه الآن».

متطوعون في رأس الخيمة: خدمة للوطن والإنسانية
مريم بوخطامين (رأس الخيمة) 

أكد متطوعو رأس الخيمة المشاركون في التصدي لجائحة فيروس كورونا كوفيدـ 19، أن السبب الرئيسي وراء مشاركتهم الدائمة في الأعمال المجتمعية خدمة الوطن، والمساهمة في القضاء على الجائحة وتقديم خدمة إنسانية، موضحين أن التطوع في خدمة الوطن فرصة كبيرة تعكس ثقة القيادة في قدرات الشباب الإماراتي، فضلاً عن أنها فرصة كبيرة لتعزيز دورهم مجتمعياً وحمايته من أي أخطار أو أوبئة، عبر الاعتماد على أفكارهم المبتكرة خلال المرحلة المقبلة، وإيجاد حلول لأي تحديات.
وقال عبدالله الرئيسي قائد فريق الشباب للتطوع: إن العمل التطوعي في الدولة له وزنه الاجتماعي، ويحمل في طياته نتائج إيجابية تخدم المجتمع والفرد، مشيراً إلى أن هناك شباباً من مختلف الفئات السنية يشاركون منذ بداية الجائحة في كافة المجالات وبشكل احترازي للحفاظ على السلامة العامة، والمساهمة في القضاء على الجائحة التي اجتاحت العالم بشكل عام.
وأضاف الرئيسي أن مفهوم التطوع في دولة الإمارات يشكل اهتماماً ملحوظاً على مستوى القيادة وعلى مختلف المستويات الحكومية والأهلية في الدولة، وتؤكد على ثقافة العمل التطوعي وتحمل المسؤولية والمساهمة في صناعة المستقبل، مشيراً إلى أن الفريق التطوعي في رأس الخيمة شارك في العديد من الأعمال التطوعية في نقاط عدة، مثل الخيم الطبية وعمليات التعقيم خلال فترة الحظر وفي المطار، والتأكد من خلو المسافرين من فيروس كورونا المستجد عبر دعم فرق عملية المسح الحراري، ومنع دخول المطار من غير المسافرين وموظفي مطار رأس الخيمة الدولي، ناهيك عن عملية التنظيم في أخذ اللقاحات وأخذ المسحات الطبية.
وأكد الرئيسي أن التطوع في خدمة وطننا، عطاء وبناء لمجتمعنا، مفسراً أن التطوع في نظر المتطوعين يعني التكافل، والتعاون، والمشاركة، والعطاء، والثقة، والتضحية، والإيثار.
وأجمع متطوعو رأس الخيمة في مختلف المجالات أن مسألة المشاركة في عملية التطوع تسهم في خلقهم أشخاص وشباب ناضجين نفسياً وأخلاقياً واجتماعياً، ويحفزهم على الانخراط مع المجتمع وأخذ تجارب حية في الأعمال الإنسانية، ناهيك عن الاستفادة من طاقاتهم الشبابية في خدمة المجتمع والإنسانية بشكل مختلف.
المتطوع نبيل عبدالله فسر التطوع أنه ممارسة تتطلب ثقافة ووعياً بما يقدم لنا وللآخرين، لأن التطوع هو منا ولأجلنا وفرصة لرد جميل الإمارات، أما المتطوعة ميرة علي يوسف فأكدت أن التطوع شيء جميل يشعرنا بالسعادة، ويجعلنا مثقفين ويقربنا من الناس، ويعزز بداخلنا الثقة بالنفس والإحساس بالأهمية في المجتمع والدور الفعال الذي نقوم به من دون مردود مادي، بل مردود معنوي، له لذته الخاصة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©