السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

4 مشاريع ضخمة ضمن «أجندة الفضاء الإماراتية»

الكوادر الوطنية تواصل العمل لتحقيق مزيد من المنجزات في قطاع الفضاء (من المصدر)
11 فبراير 2021 01:34

ناصر الجابري (أبوظبي) 

تدخل دولة الإمارات، بعد وصول مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ، لمرحلة جديدة من العمل ضمن 4 مشاريع ضخمة في برنامج الإمارات الفضائي، وذلك وفقاً للرؤى والخطط والاستراتيجيات التي تستهدف استدامة قطاع الفضاء الوطني، ومواصلة الأنشطة الفضائية للدولة، والاستمرار في الوصول إلى محطات فضائية جديدة تتواكب مع تطلعات الدولة. 
ووفقاً لخطط قطاع الفضاء الوطني، فإن عام «2023» سيشهد إطلاق القمر الاصطناعي «MBZ-SAT»، والذي يحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي يعد ثاني قمر اصطناعي إماراتي، يتم تطويره وبناؤه بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد قمر «خليفة سات»، حيث سيكون القمر الاصطناعي المدني الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح.
وسيتم تزويد القمر الاصطناعي بنظام مؤتمَت لترتيب الصور على مدار الساعة، يضمن له توفير صور تحاكي بجودتها أعلى معايير الدقة لصور الأقمار الاصطناعية المخصصة للاستخدامات التجارية في العالم، وسيعزز المشروع من الشراكات الإماراتية في مجالات الفضاء بين القطاعين الحكومي الخاص، حيث سيسهم القمر الاصطناعي في تلبية الطلب التجاري المتزايد على الأقمار الاصطناعية، التي توفر صوراً ذات دقة عالية، تتيح مشاهدة التفاصيل ضمن مساحة أقل من متر مربع واحد، وهي إحدى أكثر الميزات تطوراً في الفضاء.
ويبلغ وزن القمر الاصطناعي نحو 700 كيلوجرام، ويتسم بقدرة عالية على تحسين دقة التقاط الصور بأكثر من الضعف، مقارنة مع الأقمار التي تم إطلاقها سابقاً، بالإضافة إلى زيادة سرعة نقل وتحميل البيانات بمقدار ثلاثة أضعاف عن الإمكانات المتاحة حالياً، كما يساعد نظام جدولة ومعالجة الصور المؤتمت بالكامل في القمر على إنتاج صور تفوق كمية الصور التي يتم إنتاجها حالياً بعشرة أضعاف. 
ومن جهته، تتواصل مهام استكشاف الفضاء الخارجي لدولة الإمارات، من خلال «المستكشف راشد»، وهو مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر، والذي سوف يتم تصميم المستكشف وبنائه بجهود إماراتية 100%، لتكون دولة الإمارات بذلك رابع دولة في العالم تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية، وأول دولة عربية تقوم بمهمة فضائية لاستكشاف سطح القمر، من خلال مستكشف سيطوره فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين. 
وتشمل الأهداف العلمية للمستكشف، إجراء اختبارات لدراسة جوانب مختلفة من سطح القمر، بما في ذلك التربة القمرية، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، والغلاف الكهروضوئي القمري، وقياسات البلازما والإلكترونيات الضوئية وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر، إضافة إلى تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف ودراسة مواقع جديدة لأول مرة على سطح القمر، بالإضافة إلى دراسة وتحليل الغبار على سطح القمر.
وسيهبط المستكشف في منطقة لم يختبرها أي من مهمات استكشاف القمر السابقة، حيث سيعمل بالاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية، وسيضم 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر، كما سيتضمن نظاماً لتعزيز كفاءة التصاق عجلات المستكشف بسطح القمر، وتسهيل عملية تخطي الحواجز الطبيعية، وهيكلاً متيناً لحماية الأجهزة والمحركات من تغير درجات الحرارة. وتتضمن الأهداف المقبلة ضمن مشروع الإمارات الفضائي، إطلاق أول قمر اصطناعي عربي «813»، والمتوقع خلال عام 2024، والذي يعد أول مشروع للمجموعة العربية للتعاون الفضائي، والتي ترأسها دولة الإمارات، حيث سيتم اختيار المهندسين والعلماء المشاركين ضمن مختلف الدول العربية، للعمل ضمن المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات للعمل على تصميم وتطوير وتصنيع القمر الاصطناعي.
وسيساعد المشروع من الناحية العلمية ضمن عدة مجالات تشمل رسم الخرائط البيئية، ورصد وأرشفة الظواهر والموارد الطبيعية ديناميكيات الغطاء الأرضي، وحالة المحاصيل ونوعية المياه الداخلية وانتشارها وتآكل الأرض وتلوث التربة مقابل المناخ وحالة مواقع التعدين، إضافة إلى الاستكشاف الجيولوجي والكشف عن المعادن والأتربة النادرة والمعادن الأساسية وتحديد ومراقبة مواقع التعدين والحفر الحالية والمستقبلية لاحتياطيات الغاز الطبيعي والنفط.
ومن ناحيته، تواصل دولة الإمارات مشاريعها الاستراتيجية ضمن محور إطلاق الأقمار الاصطناعية المصغرة من قبل عدد من جامعات الدولة، حيث يشهد شهر فبراير الجاري إطلاق القمر الاصطناعي المصغر «ظبي سات»، كما يشهد الربع الثالث من العام الجاري إطلاق القمر الملاحي من المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، إضافة إلى أن العام الجاري سيشهد إطلاق القمر «الشارقة سات 1»، والقمر «ضوء سات 1»، إضافة إلى مشاريع أخرى لأقمار اصطناعية ستعزز من القدرات والكفاءات المتخصصة في علوم الفضاء. 
وتساهم الأقمار الاصطناعية المصغرة في إعداد جيل جديد من الباحثين والمهندسين القادرين على الانخراط في مشاريع دولة الإمارات المستقبلية بقطاع الفضاء، كما تمنحهم فرصة واقعية للعمل في مشاريع تحاكي بيئة العمل ضمن المشاريع الضخمة، كما أنها تمثل فرصة لتبادل المعرفة ونقل الخبرات والاستفادة من المعارف والعلوم الفضائية خلال التجربة، إضافة إلى دورها في تعزيز دور الجامعات باعتبارها الرافد الأول للباحثين والعلماء المشاركين في المشاريع المستقبلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©