الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العالم يترقب وصول مسبار الأمل إلى مدار المريخ غداً

العالم يترقب وصول مسبار الأمل إلى مدار المريخ غداً
8 فبراير 2021 01:08

آمنة الكتبي (دبي) 

يترقب العالم غداً لحظات وصول مسبار الأمل إلى مدار المريخ، قاطعاً مسافة 493.5 مليون كم، ليحقق إنجازاً تاريخياً تتوج به رحلة امتدت لـ50 عاماً من التأسيس والبناء والتمكين والإنجازات المتراكمة منذ إعلان الاتحاد. 
ويبدأ غداً مسبار الأمل مرحلة الدخول إلى مدار المريخ، وهي من أهم مراحل المهمة الإماراتية لاستكشاف الكوكب الأحمر مع انتهاء مرحلة الملاحة في الفضاء، حيث سيركز فريق المهمة على إدخال مسبار الأمل في مدار التقاط حول المريخ بشكل آمن. 
وتُعد مرحلة الدخول إلى مدار المريخ والتي تستغرق 27 دقيقة قبل وصول المسبار بنجاح إلى مداره المحدد حول الكوكب الأحمر من أصعب وأخطر مراحل المهمة، خصوصاً أن التحكم بالمسبار سيكون تلقائياً من دون أي تدخل من المحطة الأرضية، حيث سيعمل المسبار طوال هذا الوقت بشكل ذاتي.
ولسرعة إنجاز المهمة الوطنية، جرى تقسيم فريق عمل المشروع إلى 6 فرق عمل فرعية هي: فريق إدارة المشروع والفريق العلمي وفريق تطوير المسبار والأجهزة العلمية وفريق التحكم بالمسبار وفريق البرامج التعليمية، ومن أجل إتمام هذه المهمة بنجاح سيتم حرق نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات المسبار لإبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط. 
وتستمر عملية حرق الوقود باستخدام محركات الدفع العكسي «دلتا في» لمدة 30 دقيقة لتقليل سرعة المسبار من 121.000 كم/‏‏ساعة إلى 18.000 كم/‏‏ساعة، ونظراً لكونها عملية دقيقة، فقد تم تصميم المسبار لهذه المرحلة بحيث يتم تشغيله بشكل مستقل. 
وتشهد هذه المرحلة إعادة فحص واختبار جميع الأجهزة الفرعية الموجودة على متن المسبار قبل الانتقال إلى المرحلة العلمية كما تم في مرحلة العمليات المبكرة. 
وبمجرد اكتمال عمليات الدخول إلى مدار المريخ، سيكون أول اتصال للمسبار مع المحطة الأرضية عبر شبكة الاتصالات في إسبانيا. 
وتعقب مرحلة الدخول إلى مدار المريخ مرحلة الانتقال من مدار الالتقاط إلى مدار علمي مناسب حتى يتمكن من أداء مهامه العلمية المخطط لها، ويكون المدار العلمي بيضاوي الشكل وتصل مدة الدورة الواحدة حول الكوكب فيه إلى 40 ساعة، وفيه سيكون «مسبار الأمل» على ارتفاع 1000 كيلومتر فوق سطح المريخ وعلى بعد 49.380 كيلومتر منه. 

  • فريق عمل المسبار (من المصدر)
    فريق عمل المسبار (من المصدر)

وسيقوم مسبار الأمل، بالتقاط الصورة الأولى للمريخ عبر أجهزته العلمية، خلال وجوده في مدار الالتقاط، ويتم بعد ذلك جدولة الاتصال اليومي مع المحطة الأرضية حتى يتمكن فريق المهمة من إجراء عمليات تحميل سلسلة الأوامر وبيانات العمليات المختلفة. 
وسيتخذ «مسبار الأمل» في المرحلة العلمية مداراً بيضاوياً حول المريخ على ارتفاع يتراوح بين 20.000 إلى 43.000 كيلومتر، يستغرق فيه المسبار 55 ساعة لإتمام دورة كاملة حول المريخ.  ويعد المدار الذي اختاره فريق الإمارات لاستكشاف المريخ مبتكراً للغاية وفريداً من نوعه، وسيسمح لمسبار الأمل بإمداد المجتمع العلمي بأول صورة متكاملة عن الغلاف الجوي لكوكب المريخ وطقسه على مدار 24 ساعة في اليوم وطوال أيام الأسبوع. 
وسيقتصر عدد مرات اتصال «مسبار الأمل» مع المحطة الأرضية على مرتين فقط في الأسبوع، وتتراوح مدة الاتصال الواحد بين 6 إلى 8 ساعات، وتمتد هذه المرحلة لعامين من المخطط أن يلتقط المسبار خلالهما مجموعة كبيرة من البيانات العلمية عن الغلاف الجوي للمريخ وديناميكيته. 
وسيتم توفير هذه البيانات العلمية إلى المجتمع العلمي عبر مركز البيانات العلمية التابع لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ. 
وتبلغ أهداف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ 7 أهداف استراتيجية ملهمة تدور حول المعرفة البشرية والقدرات الإماراتية والتعاون الدولي، بجانب البيانات التي سيجمعها والنتائج العلمية التي سيحققها، بما يعزز المعرفة في مجال علوم الفضاء لخدمة الإنسانية.
وتتمثل الأهداف الاستراتيجية، بجانب الأهداف العلمية للمشروع في تحسين جودة الحياة على الأرض من خلال تحقيق اكتشافات جديدة، إضافة إلى تشجيع التعاون الدولي فيما يتعلق باستكشاف كوكب المريخ، فضلاً عن تعزيز ريادة دولة الإمارات عالمياً في مجال أبحاث الفضاء. 
كما يستهدف المشروع رفع مستوى الكفاءات الإماراتية في مجال استكشاف الكواكب الأخرى، إضافة إلى ترسيخ مكانة الإمارات منارة للتقدم في المنطقة، فضلاً عن إلهام الأجيال العربية الناشئة، وتشجيعهم على دراسة علوم الفضاء.
 ويستخدم المسبار في مهمته 3 أجهزة علمية صممت خصيصاً لتساعده في تحقيق أهداف مهمته، ومن المستهدف أن تساعد هذه القياسات والبيانات، بالإضافة إلى مراقبة الطبقات العليا من الغلاف الجوي في فهم أسباب صعود الطاقة وجزئيات الأكسجين والهيدروجين إلى طبقات الغلاف الجوي، ومن ثم فهم كيفية هروبها من جاذبية المريخ.

المهندسات الإماراتيات
يضم مسبار الأمل مزيجاً فريداً من الأجهزة العلمية المتطورة التي صممت خصيصاً لهذه المهمة، والقدرة على التنقل بين طبقات الغلاف الجوي للمريخ، وتغطيته على مدار اليوم وباختلاف المكان وتغير المواسم، وهو ما سيتيح إلقاء نظرة طالما كنا في أمسِّ الحاجة إليها على أجواء الكوكب المجاور. بلغت نسبة المهندسات الإماراتيات في مشروع «مسبار الأمل» 34%، يعملن في الجوانب المختلفة للمشروع، إضافة إلى أن نسبتهن في الفريق العلمي للمشروع تمثل أكثر من 80% في مركز محمد بن راشد للفضاء.

برمجيات مسبار الأمل 
قام فريق مسبار الأمل بتطوير برمجيات خاصة بالمشروع، تمكن المهندسين من تحويل المعلومات التي سيتم الحصول عليها من المسبار إلى بيانات علمية مفهومة، حيث سبق ذلك إجراء محاكاة للنموذج الهندسي، تم تطويرها مع بدء تصميم المسبار، ثم جرى تحديث البرمجيات مع كل مرحلة بالتصميم، كي تتلاءم مع كل مرحلة بالمشروع.

«ناسا»
يتابع فريق المحطة الأرضية رحلة مسبار الأمل، بالتعاون مع الشبكة العالمية لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وهي مزودة بهوائيات ضخمة تتكون من 3 مراكز اتصال موزعة حول العالم، تتوزع في غولدستون بصحراء موهافي بولاية كاليفورنيا الأميركية ومدينة مدريد في إسبانيا ومدينة كانبرا في أستراليا، كما اختار مشروع مسبار الأمل شبكة «ناسا» لمراقبة الفضاء العميق التي تعتبر الأفضل للتحكم في المسبار عن بُعد، ويدار هذا النظام من قبل مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة «ناسا»، والذي يقع في باسادينا - كاليفورنيا، وهو مسؤول عن جدولة اتصالات المحطة الأرضية بالمسبار، وإرسال الأوامر إليه.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©