الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"موهبتنا" هل حدّت جائحة «كورونا» من الإبداع؟

"موهبتنا" هل حدّت جائحة «كورونا» من الإبداع؟
7 فبراير 2021 00:42

إبراهيم سليم (أبوظبي)

 ألقت جائحة «كوفيد - 19»، بظلالها على العالم، فكان التأثير سلباً على القطاعات كافة، وأبرزها «التعليم»، إذ وجد الطلبة أنفسهم أمام تحدٍّ جديد من نوعه يتمثل بالتعلم عن بُعد، وهذا ما لم يألفه الجميع، وما انطبق بدوره على أكثر من 400 مواطن موهوب، ضمن برنامج «موهبتنا»، أحد مبادرات «صندوق الوطن»، حيث استطاع الصندوق تقديم الرعاية لـ 355 منهم، والتغلب على تسلط تأثيرات «كورونا»، وإرشاد وتعريف 60 طالباً بعملية التقديم على الجامعات، وتقديم منح وبعثات دراسية لـ 15 من الطلبة الموهوبين، ولكن كيف تأثرت عملية دعم تطوير الموهوبين مع الجائحة، وهل توقف المدارس واقتصار التعلم عن بُعد غير من مفهوم دعم الموهوبين على مستوى الدولة، وما خيارات صندوق الوطن للتعامل وتحديات مستقبلية مشابهة؟
عدد من الطلبة أشاروا إلى الفائدة الكبيرة التي عادت عليهم بعد خضوعهم للبرنامج «موهبتنا»، حيث قالت الطالبة اليازية القمزي من مدرسة حمدان بن زايد: «أود أن أشكر دولتنا الحبيبة التي تسعى دائماً من أجل تطوير مهارات الطلاب والطالبات الموهوبين، حيث قامت بإعداد البرامج المتخصصة لمساعدة الطلاب الموهوبين، ومن أبرز هذه البرامج هو برنامج موهبتنا».

وتابعت: «برنامج موهبتنا ساعدني على تطوير مهاراتي (الاجتماعية والخطابة العامة) بشكلٍ كبير فقمت بالتعرف على العديد من الأشخاص وتطوير شخصيتي، وبفضل ذلك استطعت أن أقدم الحفل الصيني بمدرستنا، وتعلمت كذلك الكثير من برنامج موهبتنا فتعلمت كيفية بناء الطائرات وتعلمت علم الفلك، وأيضاً عن الدماغ الحسي». 
وأفادت بأن ميزة البرنامج أنه «يوفر للطالب في كل دورة اختيار المادة التي يريد، بأن تتعرف عليها، وتكون مدة البرنامج أسبوعين.. من وجهة نظري أنا سعيدة بأن تم اختياري من ضمن الطلبة الذين سيشاركون فالبرنامج، وأنصح كل أسرة لديها طفلٌ أو طالب موهوب بأن تدعمه وتسجله في برنامج موهبتنا لأن هذا البرنامج سيساعده بشكل كبير».

مسابقات
وقالت الطالبة مها فاضل، (في الصف العاشر المتقدم حالياً): «اشتركت في العديد من المسابقات وفزت بالمركز الأول فيها، كمسابقة كأس التفوق، أجبت على سؤال الفوز وفزت بالمركز الأول مع فريقي في مسابقة (MakeIt) في مدينة مصدر، حيث كنت المسؤولة عن الهندسة والبناء والتصميم. وكذلك بفضل الله ثم الوالدين أنا متفوقة دراسياً، ولي شغف في الكثير من الأشياء، الروبوتات، البرمجة، الفضاء واستكشافه، الأعمال الخيرية والرسم أيضاً، كما أود نشر قصصي بصفتي أصغر إماراتية تنشر قصصاً كرتونية مرسومة ومكتوبة باللغة الإنجليزية».
وتابعت: «لديّ طموح بأن ألتحق في ناسا في ريعان شبابي لأكون أصغر رائدة فضاء إماراتية، كما أريد أن أساعد الناس وأكون سفيرة نوايا حسنة»، مؤكدة أن «صندوق الوطن (موهبتنا) سيساعدني في تحقيق أحلامي». 
فيما قالت الطالبة مها فاضل: «إن اختياري ضمن برنامج موهبتنا لفت نظري للكثير من الأشياء، وزاد من معرفتي. وهذا البرنامج هو من أكثر الأشياء التي أستفيد منها، وأيضاً من أكثر التجارب الممتعة التي استمتعت بها في حياتي، حيث وفر لي فرصاً كثيرة، وما زلت في بداية الدرب فقط، وأفادنا البرنامج كثيراً عندما اشتركنا في أكاديمية خان الذي قدمت لنا دورات ممتازة في الاقتصاد الجزئي واكتشاف الكون، حيث تعمقت أكثر في المريخ ومهمات الوصول إليه، ولن أنسى تجربة محاكاة هبوط مركبة الفضاء على المريخ، وبفضل الله تمكنت من إتمام هبوط ثقيل بنجاح، أما في دورة الاقتصاد الجزئي فتعلمت أشياء لم أكن أعرف أنها موجودة أصلاً، وتعلمت أيضاً قوانين الميزانية والتجارة في الاقتصاد، ونلت شهادتي تفوق في كلتا المادتين».

دورات
 وتابعت: «مكننا البرنامج من الالتحاق بدورات من جامعة جونز هوبكنز الأميركية، واخترت مجال التشفير فأنا أعشق تكنولوجيا المعلومات، وتعلمت التشفير بشغف على يد معلم أميركي متخصص في هذا المجال، وكان يجيب عن جميع أسئلتي، ويتعجب في معظم الأحيان على شدة تعلقي بالمادة، وكيف أنني لا أستسلم بل أظل أحاول أن أفك الشيفرة، فككت كل الشيفرات وأنجزت جميع الأعمال، سواء كنت بمفردي أم مع مجموعة ما، أتقنت أربع طرق للتشفير، وصرت أكتب رسائل مشفرة باحتراف، وحصلت على شهادة الدورة، بالإضافة إلى مرتبة الشرف من الجامعة لشغفي الكبير. أحب أن أتدرب أكثر في أوقات فراغي أيضاً، وأنا موقنة بأنني سأستفيد كثيراً من الأشياء القادمة، فهناك المزيد من المفاجآت بانتظاري، فهذا البرنامج سيكون أكثر ما يفيدني في دربي نحو هدفي في المستقبل بإذن الله».
من جانبه، قال الطالب حمودة الظاهري: استفدت كثيراً من البرامج العلمية التي وفرها برنامج «موهبتنا»، وهو برنامج يتضمن الكثير من التحدي، سواءً بينك وبين نفسك أو مع الطلاب المنضمين للبرنامج، وعرفني على الكثير من المهارات التي لم أعرفها من قبل وكان الأساتذة مهتمين للغاية بما نقوم به من عمل، ويقدمون الدعم لنا في كل ما نحتاج إليه لإنجاز هذه المشاريع، وهذا البرنامج أنصح فيه كل من لديه بذرة موهبة الانضمام إليه وسيدركون بأنفسهم مدى انعكاسه عليهم.
من جانبها، قالت خلود الشرفا إنها استفادت من «موهبتي».. و«لكوني شغوفة بالمعرفة، فكرت في أن أبتكر لكي أنفع وطني والبشر عامة، أخذت على عاتقي بأن أبدأ بالبحث عن مكان يسهل لي هذا الدرب، والتحقت ببرنامج (موهبتي) تقريباً من سنتين. ودرست معهم حتى سهلوا لي طريقة البحث، ومن هنا بدأت في المشاريع، من بينها حجز تذاكر السينما مع العلم بأن هذا المشروع متوافر، لكني زدت عليه بعض الخصائص غير المتاحة، وعملت مع زملائي في موقع طبي يوضح جميع تخصصات الطب مع الأمراض التي لا توجد لها علاج. بالإضافة إلى ذلك، ذكرنا أسماء أفضل الجامعات الطبية في جميع دول العالم وتفاصيل الدراسة، كما أن هناك مشروعاً قيد البحث عن تحويل الضباب إلى طاقة».

مهارات
من جانبه، قال الموهوب مايد علي عبدالله المزروعي: «من خلال تجربتي كطالب في برنامج موهبتنا، فقد ساعدني الالتحاق بالبرنامج على اكتساب العديد من المهارات التي بإمكانها تمهيد طريقي مستقبلاً في الدراسة الجامعية، وذلك من خلال توفير البيئة الخصبة لي لاختيار التخصصات المناسبة والتدريب عليها وأخذ جرعة كافية من المعلومات في مختلف التخصصات خلال الفترة الصيفية، ما ساهم كثيراً في تطوير شخصيتي وأكسبني المعرفة والخبرة الكافية للدراسة الجامعية مستقبلاً وأطمح بالاستمرار في البرنامج، وذلك لتطوير نفسي واستغلال الفرصة التي حظيت بها».
بدوره، قال الموهوب الطالب راشد محمد راشد الحفيتي من أبوظبي: «في البداية، أحب أن أشكر صندوق الوطن على إتاحة الفرصة لي للمشاركة في هذا البرنامج، وذلك لصقل وتنمية المواهب الوطنية، واكتشاف ورعاية الطلاب الموهوبين، والتي تتماشى مع مبادرة ورؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة التي تضع الاستثمار في الكفاءات والمواهب المواطنة لإعداد جيل جديد من القادة في المستقبل».
وتابع: «في بداية مشاركتي مع صندوق الوطن، التحقت بالعديد من الدورات الصيفية، مثال علم الطيران وفيزياء الهندسة ودورات الربيع التي كان لها الأثر الكبير في تطوير مهارتي، وأما تجربة التعلم عن بُعد فكانت تجربة أكثر من رائعة، وكان باستطاعتي أن أقوم بها وأنا في البيت، بالإضافة إلى ذلك أحب ممارسة رياضة الغولف منذ صغري، حيث إنني شاركت في العديد من المعسكرات الصيفية الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى العديد من البطولات المحلية، والتي ساعدت على صقل موهبتي الرياضية، وجعلتني من ضمن صفوف اللاعبين المتميزين».

موهوبون
وأكد صندوق الوطن، أن البرنامج يسعى إلى اكتشاف 2000 طفل موهوب ورعاية 500 منهم، ووضع 60% منهم في أفضل الجامعات في جميع أنحاء العالم، لافتاً إلى إعداد منظومة لرعاية الموهوبين ذهنياً تتكون من برامج إثرائية لتطوير المهارات والمعرفة، وتقديم برامج متخصصة ومعترف بها عالمياً في مجالات العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة، وهناك برنامج الربيع متعدد التخصصات، وبرنامج الصيف المتقدم - بالتعاون مع جامعة جونز هوبكنز.
وأوضح لـ «الاتحاد»، أن البرنامج يقدم للطلبة الموهوبين الإرشاد والتدريب، واكتشاف الشغف والميول، والإرشاد الأكاديمي، والتدريب والتوجيه المهني، ويمنح الطلبة فرص متقدمة، منها فرصة المشاركة في برامج صندوق الوطن، مثل: منصة باحث، المبتكر الإماراتي، وغيرهم، وربط الطلبة بموجهين مؤثرين، وتوفير فرص التدريب.
وبين أن برنامج «موهبتنا» من مبادرات صندوق الوطن، وهي مبادرة مجتمعية لمجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين تهدف لتحقيق التنمية المستدامة والحياة الكريمة والمستقبل المشرق لجميع أبناء الوطن، ومهمتها تمكين مواطني دولة الإمارات ومجتمعها من المساهمة في تقدم الوطن، من خلال إتاحة الفرص لهم للنمو والتطور بأقصى طاقاتهم وإمكاناتهم.
وأكد أن أهداف البرنامج تتمثل في اكتشاف الطلاب الإماراتيين الموهوبين ذوي القدرة العقلية العالية، وإثراء التعليم المسرع والمتكيف، وكذلك التعليم المستمر، والتعليم المتعدد، والتخصصات والتجريبي، والابتكار والإبداع والتفكير المستقبلي، مع توفير التدريب والتوجيه المهني الفعال، الإرشاد الأكاديمي والتقديم للجامعات، ودعم التحاق الطلاب في أفضل الجامعات في العالم، والتدريب على طرق رفع الصحة العامة «الجسدية والشخصية والنفسية والاجتماعية»، والتمسك بالقيم الإماراتية.
وأشار إلى أن أبناء الوطن الموهوبين هم قادة المستقبل الذين سيقودون مسيرة التنمية في الخمسين عاماً المقبلة متسلحين بالعلم والمعرفة وبهويتهم الإماراتية في ظل قيادتنا الرشيدة. 

مهارات
أوضح الصندوق أن «برامج موهبتنا 2020» شهدت تطوير يتناسب مع تطور مهارات الموهوبين، ففي ربيع 2020 بلغ عدد الطلاب 131 موهوباً، ضمن مساق استكشاف الكون «من إعداد وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) ومساق الاقتصاد الجزئي خلال الفترة من 14 - 19 مارس 2020، قبل انتشار جائحة كورونا، ولم تثنِ الجائحة البرنامج عن تنفيذ خطط البرنامج، إذ تم تنفيذ برنامج الإثرائي الصيفي، (عن بُعد) خلال شهر يوليو الماضي، وبلغ عدد الطلاب 355 موهوباً، وفي مساقات مكثفة في مجال STEM يحتوي على حصص تفاعلية عن بُعد ومشاريع ومناقشات».
وذكر أنه تم اختيار مساق مكثف لـ 30 موهوباً على مستوى جامعي لنخبة طلاب صف 11 في مجال STEM يحتوي على حصص تفاعلية عن بُعد ومشاريع ومناقشات، أما في يوليو 2020 فقد تم تقديم الإرشاد الأكاديمي لإجمالي 60 موهوباً من الطلاب، حيث تم توفير برنامج تدريبي لعملية التقديم على الجامعات لطلاب صف 10 و11 يتضمن إرشادهم في اختيار التخصص المناسب واختيار أفضل الجامعات، وتدريب على امتحان SAT وعلى إنهاء متطلبات التقديم، وضم الشركاء الحكوميين والأكاديميين كلاً من جامعة جونز هوبكنز ووزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة وجامعة خليفة وجامعة عجمان وStanford University وجامعة نيويورك أبوظبي.

355 موهوباًً
كشف الصندوق عن أن برامج موهبتنا لموسم 2018 - 2020 تمكنت من جذب نحو 355 موهوباً من مختلف إمارات الدولة، ففي صيف 2018، التحق 50 موهوباً، بـ 4 مساقات أو مجالات تخصصية متقدمة في التشفير وعلوم الطيران والرياضيات التطبيقية والتصميم الهندسي، ومع نهاية البرنامج شهد التحصيل الأكاديمي ارتفاع متوسط درجات الطلاب من 7% إلى 68% خلال أسبوعين في اختبارات متقدمة، كما ضم تحدي المؤسسات 50 من الطلبة الموهوبين، ضمن مساقات تطبيق مهاراتهم العلمية على مشاريع حقيقية لإيجاد حلول لتحديات تواجه الشركات، وفي ربيع 2019، زاد عدد الطلاب إلى 100 موهوب، وضمن المساقات 4 مواد مكثفة متقدمة لكل طالب وهي الذكاء الاصطناعي والرياضيات والروبوتات وريادة الأعمال، وحقق التحصيل الأكاديمي98% زيادة في نسبة رضى الطلاب عن جودة المساقات في البرنامج، وفي صيف 2019 زاد عدد الطلاب إلى 200 موهوب، ضمن مساقات بلغت 8 دورات متخصصة في مجالات المياه والطاقة، وعلوم الطيران، وحل المشكلات المتقدمة، والتصميم الهندسي، والتشفير والطب الحيوي، وعلم الفلك، وعند قياس مستوى التحصيل الأكاديمي، ارتفع متوسط درجات الطلاب من - 21% إلى - 66% خلال أسبوعين.
وقال: إن البرنامج في صيف 2019 تمكن من ابتعاث 5 طلاب إلى الولايات المتحدة لمشاركة في برنامج الدراسات التمهيدية الصيفية لجامعة ستانفورد، إذ شارك الطلاب في مجموعة من الدورات التدريبية وورش العمل ومشاريع واشتملت المحاضرات على: الذكاء الاصطناعي، والقيادة الفعالة، وتكسير الكود، وريادة الأعمال.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©