عدد اليوم
خليل عيلبوني
خليفة اليوسف، أحد الرواد الذين قدموا للوطن خدمات متفردة في وقت صعب قلّت فيه الإمكانيات، وندر فيه المتعلمون والقادرون على القيام بمهام الحكومة لخدمة الوطن والشعب، وهي خدمات وجهود مخلصة قادت مسيرتنا إلى ما وصلنا إليه من تقدم وازدهار.
يسجل التاريخ لخليفة اليوسف دوره السياسي البارز مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الاتجاه إلى توحيد الإمارات، وإقامة دولة الاتحاد رغم أنه رحل قبل أن يشهد ميلاد الدولة. كما كان له جهود كبيرة في تطوير اقتصاد الإمارات وتحويله من اقتصاد يعتمد على سلعة وحيدة هي النفط إلى اقتصاد يقوم على عدة أعمدة، وتتعدد فيه مصادر الدخل.
آل السويدي وآل بو مهير
وخليفة بن يوسف بن أحمد بن عبيد السويدي، هو شقيق المغفور له، بإذن الله تعالى، عمير بن يوسف، والمغفور لها، بإذن الله، عوشة بنت يوسف، وينتسب إلى آل السويدي من جهة الأب، أما من جهة الأم فينتسب إلى آل بو مهير، ووالدته مصيفة بنت محمد بن عبدالله بن مانع بن عيلان ابن فاضل المهيري ووالدها محمد من شيوخ قبيلة بو مهير، وابن خالة الشيخ مانع بن راشد المكتوم.
بدايات ومناصب
ولد خليفة اليوسف عام 1915 في أبوظبي، ولعدم وجود مدارس نظامية في ذلك الوقت حصل على أساسيات التعليم مما كان يوفره بعض الزائرين من رجال الدين والشعراء لأبوظبي، وهذا ما يفسر لنا كيف استطاع هذا الرجل أن يقوم بأعمال تحتاج إلى متعلمين يعرفون القراءة والكتابة للقيام بها.
وفي الخامسة والعشرين من عمره، وتحديداً في عام 1940، تولى منصب المستشار السياسي لحاكم أبوظبي ورئيس ديوان الحاكم وقتها، المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، واستمر في المنصب حتى عام 1966.
ولم يقتصر عمله على إدارة مكتب الحاكم، بل امتد نشاطه إلى تأسيس بنك أبوظبي الوطني في مارس 1968، وترؤس مجلس إدارة البنك كأول بنك وطني في إمارة أبوظبي، وفي مايو 1969 أصبح عضواً في مجلس أبوظبي للتخطيط الذي أقامه الشيخ زايد، رحمه الله. كما شغل منصب نائب رئيس المجلس البلدي لبلدية أبوظبي في أغسطس 1969، وفي سبتمبر 1969 أصبح عضواً في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي. وقبل أيام من وفاته، شغل منصب نائب رئيس ووكيل وزارة البلديات والزراعة في أبوظبي، ولم يستمر في ذلك المنصب إلا أياماً معدودة، حيث انتقل إلى جوار ربه في الثالث عشر من أغسطس 1971.
نجاح مشهود
وتولي المغفور له خليفة اليوسف هذه المناصب واستمراره فيها حتى يوم وفاته، يؤكد أنه كان مسلحاً بالعلم والذكاء الفطري والشخصية القيادية التي مكنته من النجاح المشهود له من الجميع في جميع تلك المهام والمسؤوليات التي حملها في عهد حاكمين كبيرين لإمارة أبوظبي هما الشيخ شخبوط والشيخ زايد، رحمهما الله.
وكان خليفة اليوسف في الوقت نفسه يدير الأعمال التجارية لوالده المرحوم يوسف بن أحمد بن عبيد السويدي، حيث كان أكبر إخوته، وكان لوالده مركب شحن يسمى (داو) أو (دار السلام) يقوم باستيراد الأرز والسكر وأنواع من المواد الاستهلاكية التي تحتاج إليها أبوظبي في ذلك الزمن الصعب من البحرين.
واتسعت تجارته وامتدت لتشمل وكالات حصرية لعدد من الشركات والمنتجات الغذائية والصناعية، ومنها شركة البترول البريطانية (BP)، وشركة فوكسهول موتورز، وعرفت شاحناته باسم (النشاله).
صفات مميزة
تمتع خليفة بن يوسف بصفات مميزة منذ الصغر، وعُرِف عنه الهدوء، والصبر كما كان يتمتع بروحٍ إيجابية مبادرة وكان رجل وطن عرف عنه الوفاء والنزاهة والإخلاص في العمل وكان يعرف بولائه للقيادة، وجميعها صفات أهلَّته لتولي العديد من المسؤوليات في عهدي الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
