الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

يوسف العتيبة لـ«الاتحاد»: شعرت بالفخر لإعلان 4 فبراير يوماً للأخوّة الإنسانية

يوسف العتيبة لـ«الاتحاد»: شعرت بالفخر لإعلان 4 فبراير يوماً للأخوّة الإنسانية
5 فبراير 2021 01:18

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

أكد معالي يوسف العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية، أن كل الخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات تؤكد التزامها بالسير قدماً في طريق تشجيع حوار الثقافات والأديان، مشيراً إلى أن تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار إعلان الرابع من شهر فبراير يوماً عالمياً للأخوّة الإنسانية، أمر يدعو للفخر في الوقت الذي تساعد فيه الإمارات لتوسيع نطاق هذا التوجه حتى توجت بتخصيص يوم للأخوّة الإنسانية الذي يحتفي به العالم بأسره.
وقال معالي العتيبة في حوار لـ «الاتحاد»: «شعرت بالفخر عندما رأيت الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى القرار الذي قُدم برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة والداعي لإعلان اليوم الرابع من شهر فبراير يوماً عالمياً للأخوّة الإنسانية. وهذا اليوم يصادف التاريخ الذي زار فيه قداسة البابا فرنسيس دولة الإمارات في العام 2019 للتوقيع على وثيقة الأخوّة الإنسانية، وهي وثيقة شكلت بياناً قوياً يدعو إلى التجانس والتفاهم بين الأديان».
وأضاف: «تأتي هذه الخطوة في إطار جهود متواصلة ظلت تبذلها دولة الإمارات من أجل تشجيع الاندماج والتسامح بين الشعوب. لقد آمنت القيادات الحكيمة في الإمارات، حتى قبل تأسيس الدولة، بأن التنوع مصدر قوة للمجتمع. وكما نعلم، فإن دولة الإمارات تستضيف اليوم نسيجاً بشرياً متنوع العناصر يشمل أكثر من 200 جنسية يمارسون شعائرهم الدينية المتباينة جنباً إلى جنب في سلام ووئام.
وأشار معاليه إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة شرعت دولة الإمارات، وهي تستلهم دعوة وثيقة الأخوّة الإنسانية للتعايش السلمي في بناء «البيت الإبراهيمي» في أبوظبي، والذي يضم مسجداً وكنيسة وكنيساً. وفي العام المنصرم أقدمت دولة الإمارات على إنشاء العلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، كما سنقوم باستضافة أكثر من 190 دولة مشاركة في معرض «إكسبو» في دبي أواخر العام الجاري.
ولفت معالي العتيبة إلى أن كل هذه الخطوات تعزز التزام دولة الإمارات بالسير قدماً في طريق تشجيع حوار الثقافات والأديان، وقال «إنني مسرور وأنا أرى مساهمات بلدي الخيرة، وهي تساعد في توسيع نطاق هذا التوجه حتى توجت بتخصيص يوم للأخوّة الإنسانية سيحتفي به العالم بأسره».

احتفاء عالمي
وعن انطباع الدبلوماسيين بعد اعتماد يوم الرابع من فبراير يوماً للأخوّة الإنسانية، قال معاليه: «إن حقيقة تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بتخصيص يوم للأخوة الإنسانية يبين أن دعوتنا للتعايش السلمي تحظى بقبول وترحاب في كل أرجاء العالم. لن أتحدث بالإنابة عن الدبلوماسيين الآخرين، لكنني شخصياً شعرت بغبطة واعتزاز عندما رأيت الدعم الواسع لهذه المبادرة بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وسيكون هذا اليوم عنواناً للاحتفاء بكل ما يجمعنا أفراداً وشعوباً».

رؤية مستقبلية
وعن مستقبل نشر التعايش والسلام عالمياً، أوضح معالي العتيبة، قائلاً: «لدى دولة الإمارات رؤية مستقبلية تدعم الإسلام المعتدل، وتمكين المرأة، وتحتفي بالتنوع وتشجع الابتكار وترحب بالتواصل بين المجتمعات على مستوى العالم. هذه القيم متجذرة في مكونات المجتمع الإماراتي منذ تأسيس الدولة في العام 1971م. ومن خلال عملها كنموذج إيجابي يحتذى به في المنطقة وأبعد من ذلك، تأمل دولة الإمارات في رؤية العالم يوماً ما، وقد أضحى أكثر أمناً وترابطاً. إن تخصيص اليوم العالمي للأخوة الإنسانية يعد علامة مشجعة على أن الكثير من الدول تشاطرنا التزامنا بتحقيق تلك الرؤية.
وأكد معاليه أن «وثيقة الأخوّة الإنسانية للسلام العالمي والتعايش السلمي» التي وقع عليها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية تدعو الناس في كافة أرجاء العالم لإعادة اكتشاف القيم النبيلة التي تسهم في تحقيق مستقبل أكثر أمناً للجميع، مع ضرورة الالتزام بتلك القيم والمبادئ، كما تدعو الوثيقة أصحاب النوايا الحسنة من أتباع كافة الديانات والمعتقدات والثقافات ليأخذوا على عواتقهم أمر العناية بهدف تحقيق السلام في كل بقاع العالم.
وأشار إلى أن الاحتفاء باليوم العالمي للأخوة الإنسانية سيتيح فرصة لإلقاء الضوء على المبادئ المنصوص عليها في وثيقة الأخوة الإنسانية والعناية بالالتزام بالقيم التي تحملها. وتشعر دولة الإمارات بالرضا كونها عضواً في اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وهي لجنة عالمية الطابع تعمل باجتهاد لتحقيق الاندماج بين مجتمعات العالم على نحو مستمر، ومن الأمثلة البارزة على ذلك البيت الإبراهيمي في أبوظبي الذي يقف شاهداً على متانة التعايش بين الأديان.

مواجهة التحديات
وأضاف السفير العتيبة: أنه «على الرغم من كثرة الأصوات التي تدعو للتعايش السلمي، ثمة حقيقة مؤلمة تتمثل في وجود عناصر عديدة تحمل نظرة سلبية ظلامية مفعمة بالكراهية وتسعى لإشاعة الفُرقة والانعزالية بين المجتمعات البشرية على مستوى العالم، ولكن رغم ما يشكله التطرف والتعصب وعدم التسامح من تحديات، فإن هذه القوى ذات النظرة السلبية لا تزيدنا إلا عزماً على دعم عُرَى الأخوة الإنسانية.
وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات تسعى بإخلاص لدعم التفسير والتطبيق المعتدل للدين الإسلامي الحنيف، والتصدي للتفسيرات المتطرفة للدين والوقوف في وجه أي خطاب ديني يقود إلى التطرف. وتسير دولة الإمارات على هذا الطريق باتباع نهج صارم، فهي تستضيف مركز «صواب»، وهو عبارة عن مبادرة مشتركة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، حيث يعكف علماؤنا وخبراؤنا في المركز على مكافحة الدعاية التي تدعو للتطرف وخطاب الإرهاب على شبكة الإنترنت. كذلك تستضيف دولة الإمارات مركز «هداية»، وهو مركز أبحاث وفكر عالمي يوفر للمجتمعات والحكومات على مستوى العالم الوسائل اللازمة لتعزيز قدراتهم على مكافحة التطرف، وقطع الطريق على جهود استقطاب الإرهابيين وتجنيدهم.
وأوضح السفير العتيبة، قائلاً: «إنه فضلاً عن مكافحة التطرف تعمل دولة الإمارات على توسيع نطاق الاندماج بين المجتمعات، فالاتفاق الإبراهيمي الذي تمخض عنه تطبيع العلاقات بين الدولة وإسرائيل في العام الماضي سيؤدي إلى تسريع وتيرة النمو الاقتصادي والابتكارات، وتوسيع الفرص أمام الشباب مع كسر حاجز العزلة وإزالة الأضرار التي شابت علاقات الطرفين لزمن طويل. كل هذه المساعي ستساعد المنطقة على تجاوز إرث العداوة والانتقال لواقع مفعم بالأمل يسوده السلام والازدهار في كل مناحي الحياة».

طريق جديد نحو المستقبل 
لفت معالي يوسف العتيبة إلى أنه عندما يسود الاحترام والتفاهم بين الناس، تضعف نوازع الصراع بينهم وتعلو مكانة المنافع المتبادلة، فيصبح السلم أمراً واقعاً، وفي سبيل تحقيق تلك الغاية تعمل دولة الإمارات على شق طريق جديد نحو المستقبل بهدف تسريع عجلة النمو الاقتصادي والابتكار مع توسيع الفرص أمام شبابنا، والمساعدة في دفع المنطقة نحو نطاق آمن بتجاوز إرث العداوة والصراع.
واختتم معاليه برسالة في مناسبة يوم الأخوة الإنسانية، قائلاً: «إن أول يوم عالمي للأخوة الإنسانية جاء في فترة زمنية مهمة من تاريخنا، حيث نواجه جميعاً جائحة (كورونا)، بغض النظر عن الإله الذي نعبده وعن المكان الذي نسكن فيه. في هذا اليوم، أتمنى أن نفكر ملياً في حقيقة أن ما يجمعنا من صفات وقيم وتطلعات أكثر مما ندركه، وأن السبيل الوحيد للقضاء على هذه الأزمة الصحية التي عمت العالم هو العمل مع بعضنا بعضاً. وأملي أن تسود هذه الروح التضامنية وتساعدنا ليس فقط في التغلب على الصعاب التي تعترضنا، بل أن تترجم كذلك إلى التزام بالأخوّة الإنسانية بين البشر يبقى صامداً على مر الزمان».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©