الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أشادوا بدور الدولة في إعلاء القيم والكرامة الإنسانية.. رجال دين: اعتماد 4 فبراير يوماً عالمياً تكريمٌ لريادة الإمارات

أشادوا بدور الدولة في إعلاء القيم والكرامة الإنسانية.. رجال دين: اعتماد 4 فبراير يوماً عالمياً تكريمٌ لريادة الإمارات
4 فبراير 2021 01:40

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

أكد عدد من رجال الدين أن اليوم العالمي للأخوة الإنسانية يعد تقديراً وتكريماً لإسهامات دولة الإمارات العربية المتحدة، ودورها الريادي في السعي للسلام وإعلاء القيم والكرامة الإنسانية، وأن الإمارات معروف عنها عالمياً أنها تعمل لخير البشرية، ونبذ كل ما يتعلق بالعنصرية، وتجلى ذلك في بناء الجسور بين الثقافات، والذي يتضح من خلال ما تقدمه من تيسيرات لكافة المقيمين على أرضها، واحتضانها ودعمها للوثيقة التي وقعها كل من الإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

خير البشرية
قال الأب إيلي الهاشم، كاهن الجالية العربية والفرنسية في كاتدرائية القديس يوسف في أبوظبي، «تعد الكاتدرائية في أبوظبي كرسي المطران المسؤول عن رعايا الكنيسة في الإمارات وعُمان واليمن»، إن الوصول إلى إقرار يوم 4 فبراير يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، نتيجة طبيعية لما توصلت إليه وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي جاءت في وقت عانى فيه العالم من التطرف والإرهاب، وأصبح يبحث عن نقطة مضيئة في آخر النفق حتى جاءت هذه الوثيقة، لتلبي حاجة العالم. 
وأضاف أنه دائماً في وقت الأزمات، يتم البحث عن مخرج يريح البشرية، ولذا فإن الوثيقة جاءت في وقت كان العالم في أمس الحاجة إليها، ولاقت التجاوب والتأييد لها عالمياً، وكان من الضروري قطف الثمار التي نتجت عن هذه الوثيقة، ومنها إقرار الأمم المتحدة بالإجماع يوم 4 فبراير يوم الأخوة الإنسانية.
وقال: إن هناك مبادرات في العالم داعمة لما حدث خاصة بعد وضع الركائز، إذ توفرت الإرادة الطيبة، والتي كانت موجودة في اللقاء وواضحة في الوثيقة، مؤكداً أن الإمارات معروف عنها عالمياً أنها تعمل لخير البشرية، ونبذ كل ما يتعلق بالعنصرية، وبناء الجسور بين الثقافات، والذي يتضح من خلال ما تقدمه من تيسيرات لكافة المقيمين على أرضها.
وتابع أن هذا يتضح جلياً؛ إذ قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بوضع الأسس والنظم التي تكفل تمازج المجتمع إنسانياً، وتم بناء ذلك من خلال تفعيل القوانين، وشجعت العمل التعبدي وإيجاد حلول لجميع المشكلات، والعمل الذي قامت به دولة الإمارات في أزمة كورونا، يتفوق على أكثر دول العالم تقدماً، وضربت أروع الأمثلة، حيث اعتنت بكافة المقيمين ولم تدخر جهداً في العناية بصحة مواطنيها والمقيمين على أرضها، ووفرت اللقاح مجاناً، وقدمت مساعداتها لمختلف دول العالم.
وقال: إن حكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تتجلى في ما نراه اليوم، وجاءت معززة لإدارة الملف بشكل جيد، ودعوته لنتجنب كل أشكال العنف والتعصب، وأن يسود الحب والاحترام المتبادل بين كافة الناس دون نظر إلى لون أو عقيدة أو جنس، وقد أثبتت حكمته فعالية على المستوى الإقليمي والعالمي، والصعود بالإمارات إلى مستوى إعلاء كرامة الإنسان.

عائلة واحدة
وقال يوجيش برابهو، رئيس المركز الاجتماعي والثقافي الهندي في أبوظبي، أتمنى للجميع يوماً سعيداً بمناسبة اليوم العالمي للأخوة الإنسانية. وبهذه المناسبة، لا يسعني سوى أن أتذكر مؤسس هذه الأمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع الأساس لتعايش الأخوة الإنسانية في سلام ووئام. هذه الرؤية هي التي يتبناها الحكام الحاليون للأمة ويمضون قدماً في تحقيقها.
وأضاف: هناك مقولة شهيرة تعني أن العالم كله عبارة عن عائلة واحدة. لقد عشت هذا الإحساس في الإمارات العربية المتحدة خلال الـ35 عاماً الماضية. ففي هذا البلد، يعيش أناس من دول ولغات وديانات مختلفة في سلام ووئام. ونحن في مركزنا، نحتفل معاً بالأعياد الدينية المختلفة وكذلك الأعياد الوطنية. 
وقال: «لقد أعطت حكومة الإمارات العربية المتحدة الأولوية لصحة وسلامة الجميع على قدم المساواة». وهذا ما شهدناه بشكل خاص خلال فترة الجائحة. إننا نشعر بالفخر والامتياز لكوننا مقيمين في هذه الأمة الرائعة. فدولة الإمارات العربية المتحدة هي نموذج يجب أن يحتذي به العالم في الوحدة وتعزيز التعايش والتسامح. شكراً لكم حكومة وقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة.

الأخوة الإنسانية
من جانبه قال بوجيا براهمافيهاري سوامي، زعيم ديني ومتحدث دولي باسم BAPS هندو ماندير - أبوظبي: بإعلان الرابع من فبراير اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، تحتفل الأمم المتحدة، ليس بيوم ولا بعام، بل بتاريخ البشرية. فنحن نزدهر بهذا الوئام وبدونه نفنى. فبدون الأخوة الإنسانية ليس لنا مستقبل. هذا هو ما نحتاج إليه في الوقت الحالي. وعليه، تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتمهيد الطريق.
وقال: إن الإمارات دولة تضم العديد من الأمم والثقافات والأديان. هنا في دولة الإمارات، نجد أن الانسجام والأخوة ليست مجرد كلمات جميلة، بل أفعال نشطة تُرى يومياً في العمل. 
وأضاف: من خلال تشييد المعبد الهندوسي الذي تقوم منظمة «بي إيه بي إس» ببنائه، وهو أول معبد حجري تقليدي في الشرق الأوسط والمدعوم بسخاء، فإننا نشهد أن هذا الانسجام ليس مجرد انسجام سطحي، بل هو روح هذه الأمة الرائعة.

سلام ووئام
من جانبه قال يهودا سارنا، الحاخام الأكبر للمجلس اليهودي في الإمارات: أنا هنا أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، وأودّ أن أهنئ الإمارات العربية المتحدة على تقديم مقترح في الأمم المتحدة لإعلان 4 فبراير يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، وهو التاريخ الذي يوافق ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، مشيراً إلى أن الإمارات العربية المتحدة حقاً بلاد تضم أكثر من 200 جنسية (تعيش) في سلام ووئام، وهو عدد يفوق في الواقع ما هو موجود في الأمم المتحدة. وبالتالي، فإن الإمارات العربية المتحدة تمثل حقاً قدوة ونموذجاً لكل البلدان بخصوص كيفية تحقيق التسامح والإخاء والمحبة والود.

التعايش الحضاري 
من جانبه قال سوريندر سينج قندهاري، رئيس معبد السيخ جورو ناناك دربار في دبي: تشرفت بحضور حفل التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية والتي من خلالها تمت دعوة الناس في جميع أنحاء العالم إلى الاتحاد لتحقيق الوئام بين الأديان ونشر رسالة السلام الأوسع.
وأضاف: أود أن أهنئ حكومة دولة الإمارات وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» الذي سار على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي بدأ هذا البرنامج، كما أثمن جهود القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تسير نحو إحلال السلام والازدهار في هذه المنطقة. 
وقال: «لقد تعاونت دولة الإمارات لتكون في طليعة الدول لتمكين التعايش المتناغم بين جميع المقيمين من جميع الثقافات، ودفع المجتمع التقدمي إلى قيمة التسامح. وقد تجلى هذا الالتزام لمجتمع «السيخ» عندما منح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أرضاً مجانية لبناء أحدث معبد للسيخ في العالم، معبد «جورو ناناك دربار» في مدينة دبي».
وأضاف: من المعروف أن الإمارات هي مكان محبوب من الجميع. وهي موطن للناس من جميع الجنسيات الذين يعيشون في وئام وتعايش سلمي ويتمتعون بثمار العيش الكريم. علاوة على ذلك، فإن الإمارات العربية المتحدة هي مكان يمكنك فيه ممارسة دينك وثقافتك الخاصة علانية بكل فخر، وفي هذا نتعلم احترام بعضنا البعض، كما أن الإمارات بلد يؤخذ فيه احترام هوية الآخرين على محمل الجد. إنها الدولة الوحيدة في العالم التي لديها وزارة للتسامح والتعايش ووزيرها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وهو منارة للتضامن وتعزيز الأخوة الإنسانية بصفته وزيراً للتسامح والتعايش، واستلهاماً لدور الإمارات أشارككم كتابي الأخير «منارة التسامح» الذي تم إطلاقه مؤخراً في سبتمبر 2020.

الإخاء والتسامح
ومن جانبه، قال إشعياء هارون المتحدث باسم الكنيسة المصرية للأقباط الأرثوذكس: يعد 4 فبراير ليس مجرد يوم نحتفل به لأن الأمم المتحدة حددت ذلك بناء على طلب دولة الإمارات وعضدته دول العالم.. لأنه يوم مسار طويل مضت فيه دولة الإمارات من قبل التأسيس؛ لأنها ثقافة أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أظهر ثقافة الإخاء والتسامح فعلاً وقولاً وعملاً ورثه أنجاله بالمحبة والإخاء، ونحن كنيسة مصرية لها نصف قرن نمارس شعائرنا وعبادتنا بكل حرية، وفي كل وقت، وكل المناسبات نمارسها بكل حرية وفرح منذ عام 1974 وقبل ذلك كنا نصلي في إحدى الكنائس، وفي أكتوبر 1978 جاء أول كاهن لرعاية الكنيسة.. وقيادة الصلوات.. وفي 1984 أصبحت لنا كنيسة خاصة داخل المجمع.. وفي 2007 تم افتتاح الكاتدرائية، وطوال هذه السنوات تمتعنا بأداء عباداتنا بكل حرية.
وأضاف: لما تم افتتاح الكاتدرائية بين مجمع الكنائس وفي الأعياد حرص الشيوخ والمواطنون على مشاركتنا.. وتم توفير كافة الاحتياجات، وتواصل الاهتمام حتى في جائحة كورونا، حيث تم توفير مستشفى ميداني لإعطاء اللقاح مجاناً مع فريق طبي، وتمت دعوة القساوسة والرهبان بالكنائس الأخرى والأشخاص العاديين.
وأكد أن الإخاء الإنساني تجلى في الإمارات و4 فبراير ليس يوماً فقط ويمر، بل هو كل السنة ولمسته طوال 45 سنة قضيتها بالإمارات ورزقت بأبنائي، وعادوا بعد أن أنهو تعليمهم ليعيشوا فيها، حيث تجلى التسامح على أرضها 
وقال إشعياء: إن كان لنا طلب من الله بمناسبة هذا اليوم، ونحن على ثقة أن يقبل دعاءنا، أن يحفظ الإمارات كمنارة للتسامح والمحبة والأخوة، وأن يحفظ قادتها الكرام وشعبها الطيب المتسامح، ويحفظ كل المقيمين على أرضها لتظل دوماً منارة للتسامح والمحبة والأخوة.

الأب بيشوي: روح نقية
وقال الأب بيشوي فخري راعي كاتدرائية القديس أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس في أبوظبي: ما أن يأتي علينا يوم الرابع من شهر فبراير من كل عام، حتى ينعم العالم بنسيم المحبة الإنسانية، ذلك النسيم الذي انتشر بإلهام تلك الروح النقية روح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليشرق اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، وسيظل هذا اليوم مدى التاريخ شهادة أمام العالم على قيادة دولة الإمارات للسلام العالمي وإلهاماً عميقاً لكل دعاة التعايش في كل بقاع الأرض، في هذا اليوم نرفع قلوبنا وأعيننا إلى الله القدير للصلاة من أجل سلام الإنسانية، ومن أجل بناء الأجيال الجديدة على صحيح الدين، ومن أجل أن يرفع الله هذه الجائحة الكائنة الآن، وأن يحل بسلامه في كل أقطار المسكونة، ومن أجل أن يزداد تضامن البشر لعبور هذه الأيام بكل نجاح وأمان وبركة.

مفتي الهند: الوثيقة دحرت التطرف والإرهاب
أكد فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد مفتي الهند والرئيس التنفيذي لمنتدى الشيخ زايد العالمي للسلام، أن الإمارات صنعت حدثاً إنسانياً عالمياً، وهذا اليوم تاريخي وستخلد ذكراه للأجيال المقبلة بأن من صنع هذا اليوم هي دولة الإمارات، وأن الوثيقة دحرت كل أشكال التطرف والإرهاب وأثبتت أن الأديان غير مسؤولة عن تطرف أو إرهاب البعض.
وأشار إلى أن العالم اختار طريق السلام والخير، ولن يسمح للكراهية والعنف أن تسيطر.. مثمناً الدور البالغ الذي قام ويقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، راعي السلام والإنسانية الذي يسير على خطى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أعلى من الكرامة الإنسانية وغرس شجرة المحبة لكل البشر في أبنائه شعب الإمارات.
وأكد فضيلته أن الوثيقة أسهمت إلى حد كبير في الحد من التطرف والإرهاب والإسلاموفوبيا، وغيرت المفاهيم لدى جموع الناس من المؤمنين وعززت القبول بالآخر وأن الاختلاف من سنن الكون.. وأرست قواعد الإخاء الإنساني وقيمة الإنسان الذي كرمه المولى عز وجل على سائر المخلوقات.. وهنيئاً للإمارات، أرض زايد الخير، تحقيق هذا الإنجاز الذي يضاف إلى قائمة منجزاتها.

جمال فودة: قانون ودستور لحماية الأديان
نوَّه فضيلة الشيخ جمال فودة إمام مسجد النور بنيوزيلندا، إلى المذبحة التي ارتكبت في المسجد هناك وراح ضحيتها الكثير من الضحايا، مشدداً على أن الإرهاب لا دين له، وأن كل المتعصبين والمتشددين هم بعيدون كل البعد عن تعاليم الأديان، فالأديان جاءت بالرحمة والسلام والمحبة والتسامح وقبول الآخر، آملاً أن تكون وثيقة الأخوة الإنسانية بمثابة قانون ودستور لحماية الأديان، ويتم تفعيلها بكل أنحاء العالم.

نظير عيّاد: العالم يحتاج «الأخوة الإنسانية»
بدايةً، أكد د. نظير عيّاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بمصر حاجة العالم أجمع إلى وثيقة الأخوة الإنسانية، فهي من الأهمية بمكان، لأنها تتعلق بالأديان وقدسيتها وموقفها، خصوصاً أن الأديان تدور محاورها بشكل عام حول علاقة الإنسان بخالقه وعلاقة الإنسان بنفسه وعلاقته ببني جنسه وعلاقته ببقية المخلوقات، وهو أمر لا شك أنه مهم، لأن هذه العلاقات متى ضبطت بضوابط دينية واقترنت بنتائج إيجابية في الدنيا والآخرة، كان ذلك أدعى للإقدام عليها والتمسك بها والعمل لأجلها.
وأضاف أن «وثيقة الأخوة الإنسانية» خرجت إلى النور في وقت عصيب تحتاج إليها الإنسانيّة فيه، فقد غاب الضمير الإنساني عند بعض الناس في علاج المشكلات وحلها، عندما ظن أن القوة العسكرية واستهداف النفوس وإزهاق الأرواح هي السبيل الأمثل في علاج المشكلات وحلها، وتناسى أنّ النفس البشرية معصومة بأمر الله تعالى مهما كان جنسها أو لونها أو دينها طالما كانت مسالمة بريئة، وتجاهل كذلك ثقافة الحوار البناء وضرورة التعايش السلمي وتأثيرهما في الاستقرار المجتمعي والدّولي، حيث تأتي هذه الوثيقة -أيضاً- ضمن جهود مباركة يقوم بها الأزهر الشريف في تجديد الخطاب الديني، والتأكيد على أن الأديان ليست هي السبب الرئيس للنزاعات والحروب والصراعات التي عاشها العالم، وما زال يعيشها حتى الآن كما يدعي بعضهم، وإنما ترجع أسباب هذه النزاعات والحروب إلى غياب الضمير الإنساني، وإقصاء الأخلاق الدينية، واستدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية التي تؤله الإنسان، وتضع القيم المادية الدنيوية موضع المبادئ العليا.

القس يوسف فرج الله: انتصار على العنف 
أكد القس يوسف فرج الله، قسيس الكنيسة الإنجيلية العربية وعضو مجلس الكنائس في العين: «أن الاحتفاء بيوم الأخوة الإنسانية في 4 فبراير من كل عام هو انتصار على العنف والتطرف، وهو أيضاً تأكيد ونجاح عالمي جديد لجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة»، وقال: إن أصحاب الفضيلة والقداسة أوصوا بضرورة الحوار بين المؤمنين وبحماية دور العبادة وبرفض الإرهاب، بالاعتراف بحقوق المرأة والأطفال والمسنين والضعفاء وأصحاب الاحتياجات الخاصة، ونصلي من أجل أن يتبنى العالم  هذه الوثيقة -وهي دعوة للمصالحة والتآخي بين المؤمنين بالله جميعاً- بعد أن قبلتها الأمم المتحدة،  لتكون منهجه ودستوره في سنة 2021 وما بعدها، وأدعو الله تعالى أن يرشدنا جميعاً إلى تبني هذه المبادئ السامية والدعوة لها.

نهلة الصعيدي: الأزهر يطبق ويعلم بنود الوثيقة لطلابه
ثمنت الدكتورة نهلة الصعيدي أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف، والمشرف على مركز تطوير الطلاب الوافدين في الأزهر، دور الإمارات في نشر قيم التسامح واحتضان وثيقة الأخوة الإنسانية واللجنة العليا للوثيقة، الوثيقة التي دعت إلى التوحد والتحالف للقضاء على الإرهاب بكل توجهاته ومذاهبه ومدارسه والتصدي له وأن يتحمل المسؤولية كاملة.
وقالت: إن الإمارات لها جهود كبيرة واضحة وملموسة في نشر قيم التسامح والتعايش، وتحقيق مبادئ الأخوة الإنسانية وبفضل هذه الجهود أصبحت منارة للسلام والتسامح والعيش المشرك، يؤكد هذا الترجمة العملية لوثيقة الأخوة الإنسانية وأهدافها، حيث أعلنت بناء «بيت العائلة الإبراهيمية» ليجسد حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في دولة الإمارات، ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات، والتسامح الديني والتعايش المشترك ونشر قيم السلام.
وأشارت إلى أن الوثيقة جاءت إعلاناً عالمياً لبراءة الأديان مما تتهم به مما يتعارض مع مبادئها ويسيء إليها، جاءت تؤكد على أن ترويع الآمنين وقتل الأبرياء والاعتداء على الأعراض والأموال وانتهاك المقدسات الدينية هي جرائم ضد الإنسانية تدينها الشرائع السماوية شكلاً وموضوعاً.
وأضافت: نحن اليوم في أشد الحاجة للالتفاف حول وثيقة الأخوة الإنسانية لتصحيح هذه الأوضاع وإعادتها إلى وضعها الصحيح في تراثنا المنقول والمعقول، فقد تبنت الوثيقة منهج الحوار مع المخالف، وركزت على أهمية الحوار والتفاهم باعتباره مبدأ إسلامياً عاماً ومنهج تعامل مع المخالف.
وأفادت د. نهله الصعيدي بأن الأزهر يطبق ويعلم بنود الوثيقة للطلبة الوافدين من خلال جملة من المشاريع والبرامج، فقد حرص مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بنشر وتطبيق بنود الوثيقة من خلال تطوير المناهج الخاصة بمعاهد البعوث، وكانت هناك سلسلة «التحفة الأزهرية لتعليم اللغة العربية» للناطقين بغيرها، وجاءت وثيقة الأخوة الإنسانية في المستوى الخامس منها.

الأنبا إرميا: رسالة سلام
أكد الأنبا إرميا، مدير المركز الثقافي القبطي الأرثوذوكسي في جمهورية مصر العربية: أن الوثيقة في المقام الأول، هي رسالة سلام ومحبة تؤكد أن العالم يشترك في معانٍ إنسانية واحدة، لافتاً إلى أن جميع البشر في العالم هم أعضاء أسرة واحدة حتى لو تنوعوا فيما بينهم، وأن هذه الوثيقة ممتلئة بالتعاليم الدينية التي استقت مبادئها من الكتب السماوية، مضيفاً أن التعاون بين البشر الذي تنادي به الوثيقة في هذا الوقت هو أمر في غاية الأهمية، وأن التعارف من أهم أهدافها التي تنشد نشر الرحمة والمودة بين البشر، وهذا ما ارتكزت عليه الوثيقة دائماً في طياتها ونصوصها.

محمد المحرصاوي: «الصلاة من أجل الإنسانية»
أشار الدكتور محمد المحرصاوي عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، إلى أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية كانت لها إسهامات كثيرة تهدف من خلالها إلى نشر مبادئ «وثيقة الأخوة الإنسانية»، والتي كان منها مبادرة «الصلاة من أجل الإنسانية» للتضرع إلى الله -سبحانه وتعالى- ليرفع عن الإنسانية جمعاء ما حل بها من وباء وبلاء، موضحاً أن اللجنة كانت لها مقترحات عديدة ومنها رصد جائزة للأفراد والمؤسسات التي ساهمت في نشر مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، كما كللت هذه المجهودات العظيمة التي بذلتها اللجنة باعتماد الأمم المتحدة يوم 4 فبراير يوماً عالمياً «للأخوة الإنسانية».

البخاري: الإمارات أيقظت العالم من جديد
أكد فضيلة الشيخ السيد إبراهيم الخليل البخاري رئيس جامعة معدن الثقافة الإسلامية وأمين عام جماعة مسلمي كيرالا بالهند، أن وثيقة الأخوة الإنسانية أيقظت العالم من جديد بضرورة أن تكون هناك مواجهة لكل أعداء الحياة بمختلف مسمياتهم، وبذل المجهود الجاد من أجل تحقيق السلام العالمي والتعايش المشترك في مواجهة أفكار التطرف والإرهاب والطائفية.
وقال فضيلته: إن دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت من خلال إطلاق هذه الوثيقة أن تلعب دورها على فكرة التقارب بين أصحاب الديانات الأخرى ليس على أرض الإمارات فقط، وإنما بين كل من يختلف دينياً وثقافياً، في كل ناحية من أنحاء المعمورة، فهي لعبت ولا تزال تلعب دوراً فاعلاً في مكافحة الإرهاب والتطرف، وبالنسبة إلينا، نحن مواطني الهند والتي يفوق عدد سكانها المليار نسمة مع تنوعها الاجتماعي والثقافي والعرقي، فإن هذه الوثيقة لها أهمية قصوى في تقريب المسافات بين مختلف الشعوب والأعراق والطوائف وتحقيق «الوحدة في التعدد» وهو شعارها الأهم المتداول بين الألسن والذي رفعه القادة الحكماء، الذين بذلوا أرواحهم ونفائسهم كفاحاً لتحرير أراضيهم من أيادي القوى الأجنبية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©