الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

غداً.. الإمارات تحتفي بـ«اليوم العالمي للأخوة الإنسانية»

غداً.. الإمارات تحتفي بـ«اليوم العالمي للأخوة الإنسانية»
3 فبراير 2021 00:50

إبراهيم سليم (أبوظبي)

تحتفي دولة الإمارات والعالم، غداً الخميس، باليوم العالمي للأخوة الإنسانية لأول مرة في تاريخها، تأكيداً لدور وريادة دولة الإمارات التي بنيت منذ نشأتها على يد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، على الإخاء الإنساني والمحبة بين البشر، وسارت على نهجه قيادتنا الرشيدة، كما ينتظر العالم إعلان الفائز بجائزة زايد للأخوة الإنسانية، والتي تقدر قيمتها بمليون دولار.
ويأتي هذا اليوم استجابة لدعوة من الإمارات لنشر مبادئ المحبة والسلام في جميع أنحاء العالم، إذ احتضنت الإمارات في مثل هذا اليوم الرابع من فبراير 2019 برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لقاءً تاريخياً لأكبر زعيمين دينيين في العالم، قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في أبوظبي عاصمة السلام والتسامح، وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، في حضور أكبر تجمع لأصحاب الديانات السماوية والفلسفات الروحية، والتي لاقت ترحيباً واستجابة عالمية.

استقرار الأوطان
ويشير الدكتور محمود منصور عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، والمشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إلى أنه في ظل الصراعات والاختلافات التي تهدد أمن الإنسان وحياته، يحتاج العالم الآن إلى من يجمع شمله، ويوحد صفه، ويبرز نقاط الالتقاء، والقواسم المشتركة بين أفراد البشرية، بقطع النظر عن الاختلافات العِرقية، أو اللغوية، أو الدينية، ومن هنا جاءت وثيقة الأخوة الإنسانية ملبيةً لحاجات الشعوب، ومتطلبات الإنسان، في مرحلة صعبة من تاريخ الإنسانية، يعاني فيها العالم من نزاعاتٍ وحروبٍ، وأوبئة كادت أن تعصف بحياة الإنسان، واستقرار الأوطان.
وثمن منصور دور الإمارات وحكمة قادتها، واتخاذها موقع الريادة في هذا المجال في وقت كان العالم في أمس الحاجة إلى مثل هذه الدعوات، وإلى من يأخذ بيده للخروج من النفق المظلم إلى فضاء الإنسانية، مع صدق النوايا وقوة العزيمة والإرادة، والإيمان بالمبادئ التي حثت عليها الأديان السماوية، وتصدت الإمارات على النحو الذي شهدناه وشهده العالم في 4 فبراير 2019، ورعت توقيع الوثيقة.
وأوضح أن تلك الوثيقة التي وقّعها بمدادٍ من نور، قطبان كبيران، ورمزان لهما ثقلهما الديني والإنساني، على أرض المحبة والسلام، دولة الإمارات العربية المتحدة، في يوم تاريخي مشهود، عكست فيه تلك الوثيقة مدى السمو الأخلاقي، الذي يكتسب قوته وأصالته من تعاليم الأديان، والذي يطالب الإنسان أن يعيش إلى جوار أخيه الإنسان في سلامٍ ووئام، وتلاقٍ واحترام، على أيِّ أرضٍ وتحت كل سماء.
وقال: لا شكَّ أنه كان لعقد هذه الوثيقة الإنسانية عظيم الأثر في تراجع حدة التطرف، وتقويض دعوى الإرهاب، بل والحدّ من ظاهرة الإسلاموفوبيا، تلك الظواهر الهدامة، والدعاوى المغرضة التي عانت منها المجتمعات الشرقية والغربية على حدٍّ سواء، ولعل السبب الرئيس في تراجع هذه الظواهر هو ما أرسته تلك الوثيقة من ضرورة الحوار، وأنه رغم اختلاف الأديان والأعراق واللغات إلا أن هناك ما يجمعنا، ونلتقي فيه ومن خلاله، ومن ثمَّ بذل كلُّ من فضيلة الإمام الأكبر، والبابا فرنسيس جهوداً عظيمة في ترسيخ قيمة الحوار، وجعلها منهجاً بين المختلفين، إيماناً منهما بأن الحوار البنَّاء، وإعلاء قيمة الإنسان من حيث هو إنسان، كلاهما يبني جسوراً من الترابط، وطرقاً من التآلف، تقضي على كل عصبية، وتقوض كل دعاوى الهدم، وتبين للجميع أن إعمار الكون مسؤولية الجميع، وأن توفير البيئة الآمنة واجب الإنسان تجاه أخيه الإنسان.
وأكد منصور أن مما لا شكَّ فيه أن وثيقة الأخوة الإنسانية بمبادئها النبيلة، وأهدافها العظيمة، قد أثَّرت تأثيراً كبيراً على نطاق عالمي، ولا أدلَّ على ذلك من اتخاذ الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع، يعلن يوم الرابع من فبراير بوصفه «اليوم العالمي للأخوة الإنسانية» وفي هذا دليلٌ قاطعٌ وبرهان ساطع، على أن الوثيقة قد بدأت تؤتي ثمارها اليانعة، وتسير في خطوات ثابتة واثقة نحو هدفها المنشود، مما يؤذن -إن شاء الله تعالى- بانقشاع دعاوى التفرق واتساع دائرة الاختلاف، ليحلَّ مكانها دعائم الاتحاد، وأواصر التقارب والود والرحمة، سائلين الله -تعالى- أن يعيش العالم في سلام، وأن يعم الأمان أرجاء الدنيا.

الأمم المتحدة
وفي 21 ديسمبر 2020 أعلنت الجمعية العام للأمم المتحدة اعتماد 4 فبراير يوماً دولياً للأخوة الإنسانية، لإحياء ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، وذلك بعد أن قدمت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية مقترحاً بذلك إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وتبنته دولة الإمارات ومصر والسعودية والبحرين ودول أخرى. وتقدمت هذه الدول بالمشروع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي وافقت عليه بإجماع أعضائها.

جائزة زايد للأخوة الإنسانية
تم الإعلان عن إطلاق جائزة زايد للأخوة الإنسانية، واستوحيت الجائزة من توقيع قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر «وثيقة الأخوة الإنسانية» عام 2019. وتستمدّ الجائزة اسمها من الإرث الإنساني للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة الإمارات «طيب الله ثراه»، والذي كرس حياته لإعلاء قيم الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي. 
إذ تحتفي جائزة زايد للأخوة الإنسانية بإرث وقيم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حيث تكرم الأشخاص والمؤسسات الذين يجسدون بأعمالهم قيم التعايش والإخاء التي سعى دائماً لترسيخها ونشرها.
وتُمنح من قبل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وتقدم مكافأة مالية قدرها مليون دولار. 
وجاء تأسيس الجائزة احتفاءً باللقاء التاريخي في فبراير 2019 في أبوظبي الذي جمع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حيث وقعا على وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، وكانا أول الفائزين الشرفيين بها.
ومنحت الجائزة شرفياً فور الإعلان عن تأسيسها إلى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، عرفاناً لجهودهما في إعداد «وثيقة الأخوة الإنسانية»، وتكرّم الجائزة الأفراد والمؤسسات والأشخاص الملتزمين بهذه المبادئ.
وتم فتح باب قبول الترشيحات يوم 19 أكتوبر 2020، واستمر تلقي الترشيحات حتى تاريخ 1 ديسمبر 2020، على أن يتم الإعلان عن الفائز في يوم 4 فبراير 2021.
وعقب الإعلان عن جائزة زايد للأخوة الإنسانية، وفتح باب قبول الترشيحات للدورة الثانية، زار أعضاء لجنة التحكيم قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية باعتباره راعياً للجنة العليا للأخوة الإنسانية.
وحينما التقى قداسة البابا فرنسيس بأعضاء لجنة التحكيم أعرب عن سعادته، وأشار بأن على اللجنة الاضطلاع بدورها الكبير في خدمة رسالتها، وأكد على تمتع لجنة التحكيم بحياديتها الكاملة واستقلالها في أداء رسالتها، وطالبهم بترشيح شخصيات تستطيع أن تكمل مسيرتها الإنسانية بعد فوزها بالجائزة، باعتبار أن غاية الجائزة تجمع بين تكريم الفائز وتحفيزه على الاستمرار والمواصلة في خدمة البشرية، وختم حديثه لأعضاء التحكيم قائلاً: لقد اقتسمت الخبز مع أخي الإمام الطيب، وأريد منكم مع لجنة الوثيقة أن تساعدوا البشرية على اقتسام الخبز، وأنا سوف أصلي من أجلكم، وأرجو أن تصلوا من أجلي.
وتتكون لجنة التحكيم من خمسة حكام أعضاء، إضافة إلى الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، لتشكل هيئة مستقلة ومحايدة تم تعيينها من اللجنة العليا للأخوة الإنسانية لتقييم واختيار الفائز أو الفائزين بالجائزة. وتضم لجنة التحكيم في عضويتها كلاً من: معالي كاثرين سامبا بانزا الرئيسة السابقة لجمهورية أفريقيا الوسطى، ومعالي محمد يوسف كالا النائب السابق لرئيس جمهورية إندونيسيا، ومعالي ميكائيل جان الحاكم العام الـ27 لكندا، الكاردينال دومينيك مامبيرتي رئيس المحكمة العليا للفاتيكان، والسيد أداما ديانغ المستشار الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، والمستشار محمد عبدالسلام الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، وهي لجنة دوليَّة تأسست عام 2019، تهدف إلى تحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية، وتنفيذ المبادئ الواردة فيها على الصعيد العالمي، وتتكون اللجنة من مجموعة من الخبراء والقادة في مجال الحوار بين الأديان والمعتقدات والأخوة الإنسانية، ينتمون لبيئات دينية وثقافية متعددة.

قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة
أعربت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها عن بالغ قلقها من الأعمال التي تدعو إلى الكراهية الدينية، وتؤدي إلى تقويض روح التسامح واحترام التنوع، لا سيما في وقت الأزمة الناجمة عن مرض فيروس كورونا.
وأقرت الجمعية العامة بالمساهمة القيمة التي يقدمها الأشخاص من جميع الأديان والتي يمكن أن يقدمها الحوار بين جميع المجموعات الدينية في زيادة الوعي بالقيم المشتركة بين جميع البشر، كما شددت على أهمية التوعية بمختلف الثقافات والأديان، وأهمية التعليم في تعزيز التسامح.
وأشادت بجميع المبادرات وجهود الزعماء الدينيين الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، مشيرةً إلى اللقاء الذي جمع بين البابا فرنسيس، والإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، والذي أسفر عن توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
ودعا اللجنة جميع الدول الأعضاء ومؤسسات الأمم المتحدة المعنية والمنظمات الدولية الأخرى والمجتمع المدني إلى الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، كما دعت إلى مواصلة تعزيز ثقافة السلام للمساعدة في إحلال السلام وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك بسبل منها حشد المجتمع الدولي لتعزيز السلام والتسامح والاندماج والتضامن.
علماً بأن الدولة تحتضن كنائس ومعابد عدة تتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية، ولدى الدولة مبادرات دولية عدة ترسخ الأمن والسلم العالمي، وتحقق العيش الكريم للجميع، بحسب الموقع الرسمي لحكومة الإمارات، ومن الأمثلة العملية لروح التسامح التي تتمتع بها الدولة، توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإطلاق اسم مريم أم عيسى «عليهما السلام» على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة المشرف، وذلك ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات والتي حثنا عليها ديننا الحنيف والقواسم المشتركة بين الأديان السماوية، والذي يقع بجواره عدد من الكنائس للطوائف المسيحية كافة.

الأخوة الإنسانية
في الرابع من فبراير 2019، وقع فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، في أبوظبي، وثيقة الأخوة الإنسانية، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وسعى القائمون على الوثيقة إلى أن تكون بمثابة دستورٍ للتقارب وتحقيق السلام والأخوة بين جميع البشر باختلاف أديانهم وألوانهم وأعراقهم، ودليلٍ للأجيال القادمة يقودهم إلى عيش ثقافة الاحترام المتبادل. ونصت الوثيقة على عدة مبادئ سامية أهمها: أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو للتمسك بقيم السلام، وأن الحرية حق لكل إنسان، وأن العدل القائم على الرحمة هو السبيل إلى حياة كريمة، كما نصت على أن الحوار ونشر ثقافة التسامح من شأنهما احتواء كثير من المشكلات، وأن الإرهاب ليس نتاجاً للدين وإن رفع الإرهابيون لافتاته، كما دعت الوثيقة لحماية حقوق المرأة والطفل والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين. 

اللجنة العليا 
حرص رعاة الوثيقة على تطبيق مبادئها لتتحول من نصوص نظرية ودعوات إلى واقع يعيشه الناس ويؤثر في حياتهم، لذلك تم تأسيس اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، لتتولى مهمة تنفيذ المبادئ الإنسانية السامية التي نادت بها الوثيقة.
تأسست اللجنة العليا للأخوة الإنسانية في 19 أغسطس 2019، وضمت ممثلين عن الأزهر والفاتيكان ودولة الإمارات، بصفتهم الأطراف الراعية للوثيقة، لتنفيذ الرؤى المشتركة، وبلورة المبادرات والأفكار الداعية إلى التسامح والتعاون والعيش المشترك، وتحويل الوثيقة إلى حراك عالمي تسهم فيه جميع المؤسسات والهيئات الدينية والدولية، ويقود إلى نهضة حقيقية في مجالات الحوار والسلام والتعايش والمواطنة والأخوة الإنسانية.
وأتاح قرار تشكيل اللجنة لأعضائها ضم أعضاء جدد بالاتفاق بينهم وفقاً لما يحقق أهداف اللجنة وغايات الوثيقة.

الاعتماد الدولي
في 11 سبتمبر 2019 عقدت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية اجتماعها الأول في الفاتيكان، وقررت في اجتماعها طرح مشروع اعتماد 4 فبراير، ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، يوماً دولياً للأخوة الإنسانية، وفي 4 ديسمبر 2019 التقت اللجنة، الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، وقدم له المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، رسالة مشتركة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب،، وقداسة البابا فرنسيس، يدعوان فيها الأمم المتحدة لاعتماد اليوم العالمي للأخوة الإنسانية.
وتبنت دولة الإمارات العربية المتحدة دعم مقترح اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وتقدمت مع جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودول أخرى، بمشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي وافقت في 21 ديسمبر 2020 بإجماع أعضائها على اعتماد 4 فبراير كيوم عالمي للأخوة الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©