الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في «الخوانيج».. عيون إماراتية تتابع رحلة «الأمل»

فريق المحطة الأرضية يتابع رحلة مسبار الأمل عبر شاشات المراقبة العملاقة (من المصدر)
2 فبراير 2021 00:46

آمنة الكتبي (دبي)

مع بدء العد التنازلي للوصول إلى مدار المريخ، يبدأ «مسبار الأمل» في تخفيض سرعته، كما يتابع فريق المحطة الأرضية في منطقة الخوانيج مساره عبر شاشات المراقبة العملاقة التي تمتد على جدران الغرفة الضخمة، من أجل توجيهه والتواصل معه أثناء اقترابه من المريخ.
وبسبب المسافة بين الأرض والمريخ، فإن أي أمر يتم إرساله إلى المركبة الفضائية سيتأخر لمدة 11 دقيقة، وسيتم فقد الاتصال مؤقتاً للمسبار في رحلته إلى المريخ، ويطلق على تلك اللحظة اسم الاحتجاب، وهي فترة تعتيم، ستحدث عندما يحاول المسبار دخول المدار في 9 فبراير.
وسيعتمد المهندسون في المحطة الأرضية فقط على المناورات المبرمجة الموضوعة في المدار لإنجاز هذا العمل الجريء، حيث إن مرحلة دخول المسبار لمدار المريخ حساسة جداً، وسيتم تخفيض سرعة المسبار من 121 ألف كيلومتر في الساعة لتصبح 18 ألفاً، وبناءً عليه تبدأ عملية إعادة توجيه المسبار بشكل دقيق جداً لدخول آمنٍ في مداره، ومن ثم البدء بتشغيل نظام الدفع بشكل مستمر لمدة 30 دقيقة، وتُعد هذه المرحلة من أدق وأصعب أجزاء المهمة.
ويعد الجزء الأكثر خطورة هو التأكد من أن حرق الوقود يبدأ في الوقت المناسب بالضبط، بحيث يصل إلى الهدف الصحيح في المدار، ولن يتمكن الفريق من إرسال أي أوامر مباشرة، لكن يمكنهم مراقبة أداء الحرق.
وبدوره، أعد الفريق خطة لكل مرحلة في هذه المهمة لمواجهة مخاطرها وتحدياتها، ومعالجة أي مستجدات قد تؤثر على كفاءة عمل المسبار، كما وتم تخصيص فريق لإدارة المخاطر، مهمته رصد أي ملاحظات عن أداء عمل المسبار.
ويعتمد فريق المحطة الأرضية في التواصل مع شبكة الفضاء العميقة «DSN»، التابعة لوكالة ناسا، والتي توجد في 3 محطات حول العالم، في أميركا، وأستراليا، وإسبانيا، بهدف متابعة بيانات رحلة المسبار بشكل متواصل ودقيق.
وشبكة الفضاء العميقة «DSN» عبارة عن مجموعة من الهوائيات الراديوية العملاقة تدعم مهام المركبات الفضائية بين الكواكب، وتوفر بيانات مهمة تعتمد على القياسات الرادارية وعلم الفلك الراديوي، ما يؤدي إلى تحسين الفهم للنظام الشمسي والكون.
ويتم تشغيل هذه الشبكة بواسطة مختبر الدفع النفاث «JPL» التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، والذي يدير أيضاً العديد من مهام الفضاء الروبوتية بين الكواكب التابعة للوكالة، حيث تتكون شبكة الفضاء العميقة من 3 محطات مراقبة متباعدة عن بعضها بعضاً، وتكون تقريباً بموقع 120 درجة في خط الطول حول العالم، فيما تقع هذه المحطات في «جولدستون»، بالقرب من بارستو في كاليفورنيا، ومدينة مدريد الإسبانية، إضافة إلى مدينة «كانبرا» في أستراليا.
ويسمح الموقع الاستراتيجي لمواقع محطات المراقبة الأرضية بالاتصال المستمر بالمركبات الفضائية، أثناء دوران كوكب الأرض، وقبل أن تبتعد أي مركبة فضائية عن أحد مواقع شبكة الفضاء العميقة حول العالم، فإنه يمكن لموقع آخر التقاط الإشارة ومواصلة الاتصال بهذه المركبة، وذلك ضماناً للاتصال المتواصل معها.

اتصال مستمر
تعد هوائيات شبكة الفضاء العميقة، هي الرابط الذي لا غنى عنه خارج الأرض، حيث إنها توفر الاتصال المستمر والقوي بأجهزة المركبات الفضائية، وتتلقى الإشارات بما تحملها من معلومات علمية تساعدنا على فهم أفضل للكون ولكواكب نظامنا الشمسي.
وتوضح تلك المعلومات اسم المركبة الفضائية، والنطاق الذي توجد به، إضافة إلى زمن الإشارة ذهاباً وإياباً، واسم الهوائي، وارتفاع السمت، وسرعة الرياح، فضلاً عن وضع المركبة الفضائية، ومعلومات عن الإشارة المرسلة من وإلى المركبة، فيما يتم تحديث تلك البيانات كل 5 ثوانٍ.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©