الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أسرار مملكة النحل» يكشفها الحبسي

يمهور الحبسي يتفقد خلايا النحل (الاتحاد)
29 يناير 2021 00:55

هدى الطنيجي (رأس الخيمة)

بدأت قصته في جمع العسل منذ أكثر من 30 عاماً بعدد خلايا تتراوح من 5 و 20 خلية متفرقة في جبال وأشجار رأس الخيمة، إلى أن بلغت 1500 خلية تنتج الكميات المتفاوتة من العسل المحلي. قصة توجها المواطن يمهور راشد الحبسي (49 عاماً)، بأن أصبح يمتلك منشأة تجارية لبيع العسل بمختلف أنواعه منذ العام 1996.
يقول الحبسي: بدأت قصتي مع العسل «البري» منذ أكثر من 30 عاماً، حيث بدأت جنيه من مختلف المواقع مثل الجبال والأشجار، وبدأت بعدد قليل من الخلايا، 5 خلايا و10 و20 خلية.
وذكر أن كميات الإنتاج التي كان يجنيها تعتبر جيدة، إلا أنه واصل مسيرته بجد وطموح، ليمتلك 1500 خلية من «نحل التربية»، قبل أن يتراجع العدد ليصبح في الوقت الحالي 600 خلية نحل نظراً لأسباب عدة أثرت على هذا الجانب، كما أصبح يمتلك محلاً تجارياً يستعرض الأنواع المختلفة من العسل.
وقال الحبسي: إنه يعمل على استيراد النحل من جمهورية مصر العربية في شهر فبراير، والتي يتم استيرادها على دفعتين، حيث يخصص شهري مارس وأبريل للتحضير 
والتكاثر. ومن أهم الأنواع «الهجين» و«الكرنيولي»، وذلك على شكل طرد «براويز».
وذكر أن هناك أربعة مواسم لجني العسل، بدايتها مع عسل الغاف والغويف والعشب في شهر فبراير لغاية أبريل، والثاني من أبريل مع عسل السمر ولغاية يونيو، والموسم الثالث عسل القرم من شهر مايو لغاية يوليو، والرابع عسل السدر من 20 أكتوبر لغاية 20 نوفمبر.
وأشار إلى أنه مع نهاية تلك المواسم والاستعداد للمواسم الأخرى، يتم العمل على تنظيف العسل السابق المتبقي في الخلايا لتهيئتها للموسم الجديد، ليتم إنتاج العسل الخالص الخالي من بقايا الموسم السابق.
وذكر أن المواطنين يفضلون عسل السمر بكثرة وذلك للفوائد المتعددة، كونه يتميز بمذاق شهي ورائحة زكية والصحية، فهو مهدئ للأعصاب وعلاج للاحتقان والصدر والسمنة وغيرها، ويكون لون هذا النوع أحمر، ومع مرور الوقت يتحول إلى اللون الأسود.
وأضاف: بالنسبة لعسل السدر يأتي في بداية الموسم باللون الأصفر الفاتح ليتحول مع الوقت إلى الأحمر، أما عسل القرم فيأتي باللون الأصفر ومع الوقت يتبلور ليصبح قريباً من ملمس السكر؛ نتيجة لكثرة السكر الذي يحويه، وهو من أنواع العسل المفيدة لمرضى القولون، وعسل الغاف والغويف المائل إلى البني الفاتح والذي يتبلور هو الآخر.
وعن كميات الإنتاج التي تنتجها مناحل الحبسي يقول: تختلف بحسب غزارة الرحيق، مشيراً إلى أنه في السابق كانت كميات الإنتاج كثيرة مع قلة أعداد الخلايا، مقارنة بالوقت الحالي الذي تزداد أعداد الخلايا التي تنتج الكميات الأقل من العسل، والسبب في ذلك أنه في السابق كانت الرقعة الخضراء تحتل مساحات واسعة، أما اليوم فقد قلت نتيجة لعوامل عديدة، منها الزحف العمراني.
وذكر أن 600 خلية كانت في السابق تنتج ما يقارب 3000 كيلوغرام من العسل، أما اليوم فيصل الإنتاج إلى 1200 كيلو غرام، مشيراً إلى أن الأسعار تختلف بحسب الكمية والنوع، حيث يشهد عسل السمر ارتفاعاً في قيمة بيعه، نظراً إلى ندرته الناجمة عن قلة أشجار السمر، فضلاً عن تعرض البعض الآخر إلى الاحتطاب الجائر، حيث يصل سعر «الغرشة» إلى 500 درهم فما فوق، أما الأنواع الأخرى مثل عسل السدر فيأتي بسعر أقل، نظراً إلى وجود عسل السدر المستورد من خارج الدولة.
ودعا الحبسي إلى الاهتمام بزيادة الرقعة الزراعية، خاصة الأشجار المحلية النابعة من البيئة التي تتحمل الحرارة العالية وتتمكن من الاستمرار لفترات أطول، مقارنة بغيرها الواردة من الخارج والقادمة من بيئة مختلفة، حيث إن الأشجار المحلية لها العديد من الفوائد، منها أشجار السمر التي يتغذى الإنسان من عسلها ويعتبر علاجاً لبعض من الأمراض، فضلاً عن «البرم» وبعد تساقطه تأكل منه المواشي، وكذلك الحنبل 
والزهرة التي تعتبر علاجاً للحيوان والحطب هو أحد وسائل التدفئة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©