الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيئة أبوظبي» تتعقب 36 سلحفاة خضراء لمناطق التعشيش في عُمان

«بيئة أبوظبي» تتعقب 36 سلحفاة خضراء لمناطق التعشيش في عُمان
26 يناير 2021 11:32

هالة الخياط ( أبوظبي)

نجحت هيئة البيئة في أبوظبي بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة، بوضع أجهزة تتبع على 36 سلحفاة خضراء التي لا تعشش في مياه الإمارة، لتعقبها إلى مناطق التعشيش.
وكشف تعقب السلاحف عن مسار رحلتها التعشيش في سلطنة عُمان، ومن ثم عودتها إلى موطنها في الجزيرة. 
وأطلقت الهيئة على سلحفاتين منها اسم قيمتين من قيم الشيخ زايد – طيب الله ثراه - «الحكمة» و«الاحترام»، حيث عبرتا أكثر من 10.000 كم، من مياه إمارة أبوظبي، مروراً بدولتين (باكستان وإيران) قبل الوصول إلى سلطنة عُمان للتعشيش، ومن ثم العودة إلى بوطينة. 
ومنذ عام 2005، بدأت الهيئة مع شركائها بإنقاذ السلاحف البحرية وإعادة تأهيلها، حيث تم إنقاذ أكثر من 700 سلحفاة في مياه إمارة أبوظبي وإعادتها إلى البحر.
ويعد تواجد السلاحف مؤشراً كبيراً يعكس حالة البيئة البحرية. ولهذا، تقوم هيئة البيئة وشركاؤها بدراسة ومراقبة هذه الأنواع المهددة بالانقراض منذ عام 1999. وقد ساعدت المعلومات التي تم جمعها منذ ذلك الوقت في تحديد المناطق الهامة لتغذية هذه السلاحف بهدف حمايتها والحفاظ عليها
ولتسليط الضوء على التحديات التي تواجه السلاحف البحرية، قدمت هيئة البيئة في أبوظبي، صباح اليوم، في سينما فوكس بياس مول، العرض الأول لفيلمها الوثائقي الجديد «الحياة الفطرية في أبوظبي: سلاحف الظفرة»، الذي يستعرض جهود فريقها المتخصص في دراسة السلاحف في الخليج العربي، والذي يعتبر أعلى بحار العالم في مستويات درجات الحرارة، والمعروف أيضاً باسم مختبر تغير المناخ العالمي.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي: «على الرغم من كونه تحدياً، حيث تم تصوير بعض الأجزاء خلال ذروة فصل الصيف، إلا أن فيلم «الحياة الفطرية في أبوظبي: سلاحف الظفرة»، كان تجربة لا تُنسى للغاية. فمن خلال هذا الفيلم نقدم للجمهور نماذج من الجهود البحثية التي يقوم بها فريقنا حول السلاحف الموجودة في مياه أبوظبي». 
وأضافت أن البيانات التي تم جمعها خلال مرحلة إعداد الفيلم ستساهم في دفع جهودنا إلى الأمام، لا سيما في الحفاظ على هذه الأنواع المهددة بالانقراض - والتي تأتي ضمن أحد أهم الأولويات التي تسعى الهيئة جاهدة لتحقيقها، والتي تأتي ضمن الاستراتيجية المتكاملة التي وضعتها للحفاظ على التنوع البيولوجي وإدارته بشكل مستدام، من خلال وضع برامج الحماية والمحافظة على الأنواع البرية والبحرية المهددة بالانقراض وإدارة المحميات الطبيعية والحفاظ على البيئات الطبيعية.
وأشادت الظاهري بفريق الهيئة المتمرس والمتخصص بحماية البيئة، وهو ما أهل الهيئة لتكون قادرة على الكشف عن السلاحف البحرية التي تحتضنها إمارة أبوظبي في بيئتها الطبيعية من وقت وضع البيض، إلى وقت الفقس، وكيف تبدأ صغار السلاحف رحلتها من على الشاطئ لأول مرة، إلى حين تصبح سلاحف بالغة.
وسلط الفيلم الوثائقي الضوء على بعض أبرز التهديدات الرئيسية التي تواجه السلاحف البحرية، بما في ذلك آثار التغير المناخي، والمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، ومعدات الصيد المهجورة، والتي تؤكد على أهمية تغيير سلوكنا والعمل معاً كمجتمع واحد لحمايتها ولمنح سلاحفنا فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة في المستقبل. ويشمل ذلك الحد من كمية البلاستيك المستخدم لمرة واحدة، والحد من النفايات التي تدخل إلى بيئتنا البحرية، والتي يمكن أن تسبب الضرر للسلاحف.
وتعتبر أبوظبي موطناً لنوعين من سبعة أنواع من السلاحف الموجودة على كوكب الأرض- وكلاهما مهدد بالانقراض- وهما سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء. ويواصل فريق عمل الهيئة جهود حماية السلاحف البحرية منذ تأسيسه قبل 25 عاماً في إطار جهود الهيئة للحفاظ على التنوع البيولوجي والأنواع المهددة بالانقراض في إمارة أبوظبي.
وتحتضن مياه أبوظبي البحرية ما يقدر بنحو 5500 سلحفاة بحرية، بما في ذلك 1500 سلحفاة منقار الصقر، والتي تعشش في الجزر البحرية الواقعة في مياه منطقة الظفرة، و3500 سلحفاة خضراء تتغذى على الأعشاب البحرية في مياه أبوظبي، وبشكل أساسي في محمية مروح للمحيط الحيوي. 
وتشير جهود المراقبة التي تقوم بها الهيئة، إلى أن هناك أكثر من 150 عشاً سنوياً لسلحفاة منقار الصقر في الجزر والساحل الرئيسي للإمارة، وأغلب الأعشاش تتواجد في المحميات البحرية الستة التي تشكل جزءاً من شبكة زايد للمحميات الطبيعية، والتي تضم 19 محمية برية وبحرية.
ويشار إلى أن تصوير الفيلم الوثائقي استغرق حوالي عامين، وغطى موسمين لتعشيش السلاحف، حيث يأخذ المشاهدين في رحلة مدهشة وممتعة توثق جهود فريق الهيئة لمراقبة سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء. ولأن سلاحف منقار الصقر غالباً ما تعشش في الجزر البحرية، يتجه فريق الهيئة إليها خلال موسم التعشيش بين شهري مارس ويونيو، حيث يقوم الفريق بوضع العلامات على أعشاشها بمجرد أن تعشش السلاحف أثناء الليل. وبعد ستة أسابيع، عندما يحين موعد فقس البيض بين شهري يونيو وأغسطس، يقوم الفريق بمراقبة ومتابعة حجم ووزن الفراخ، وإن لزم يساعدها في رحلتها من الشاطئ إلى البحر. وبمجرد انتهاء موسم التعشيش، يعود الفريق بعدها إلى الجزر ليحسب عدد البيض الذي فقس في كل عش.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©