الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«المسبار» يجري اتصالاته بالمحطة الأرضية

فريق المحطة الأرضية يتابع رحلة المسبار (من المصدر)
12 يناير 2021 00:19

أمنه الكتبي (دبي) 

يعمل فريق المحطة الأرضية كخلية نحل بعد بدء العد التنازلي لدخول مسبار الأمل إلى مدار المريخ. وفي هذه المرحلة، سيركز الفريق على إدخال مسبار الأمل في مدار التقاط حول المريخ بشكل آمن، ومن أجل إتمام هذه المهمة بنجاح سيتم حرق نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات «مسبار الأمل» لإبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط، وستستمر عملية حرق الوقود باستخدام محركات الدفع العكسي (دلتا في) لمدة 30 دقيقة لتقليل سرعة المسبار.
ويجري استقبال إشارات الاتصال مع المحطة الأرضية في الخوانيج بدبي من خلال ثلاثة مراكز اتصال حول العالم، تمثل ما يسمى «شبكة مراقبة الفضاء العميق»، وتتبع هذه الشبكة العالمية وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، ومزودة بهوائيات ضخمة تتكون من ثلاثة مراكز اتصال موزعة حول العالم، بحيث يفصل بين كل مركز عن الآخر مسافة 120 درجة على قُطر الكرة الأرضية، ويقع المركز الأول في غولدستون بصحراء موهافي بولاية كاليفورنيا الأميركية، بينما يوجد المركز الثاني قرب مدينة مدريد في إسبانيا، ويقع المركز الثالث على أطراف مدينة كانبرا في أستراليا.
كما يسهم التوزيع الجغرافي للمراكز في الاتصال المباشر والمستمر مع المركبات الفضائية البعيدة، في الوقت الذي تدور فيه الأرض حول محورها، ومن ثم يتم توجيه البيانات عبر الشبكة إلى مركز عمليات المهمة، كما تتميز المراكز الثلاثة بكونها تقع في مناطق شبه جبلية، تحيط بها الجبال من كل أطرافها، وذلك في محاولة لتقليل تداخل موجات الراديو الأخرى القادمة من الجوالات والبث الإذاعي وغيرهما.
 ويسمح التوزيع الجغرافي لمواقع محطات المراقبة الأرضية الثلاث بالاتصال المستمر بالمركبات الفضائية أثناء دوران كوكب الأرض، بحيث يتنقل الاتصال بين هذه المحطات قبل أن تبتعد أي مركبة فضائية عن أحد مواقع شبكة الفضاء العميقة حول العالم، بما يضمن استمرار التقاط الإشارات الصادرة عن المركبة ومواصلة الاتصال بها.
كما يعمل فريق المحطة الأرضية على التأكد من صحة الخطط التي يتم إرسالها إلى فريق إرسال الأوامر، وذلك لضمان تواصل جيد مع مسبار الأمل واستقبال وإرسال البيانات والمعلومات بشكل منتظم، وسيتم إعادة فحص واختبار جميع الأجهزة الفرعية الموجودة على متنه قبل الانتقال إلى المرحلة العلمية كما تم في مرحلة العمليات المبكرة، وبمجرد اكتمال عمليات الدخول إلى مدار المريخ، سيكون أول اتصال مع المسبار مع المحطة الأرضية عبر شبكة الاتصالات في إسبانيا.
وتتمثل المرحلة التالية في رحلة مسبار الأمل، في الانتقال من مدار الالتقاط إلى مدار علمي مناسب حتى يتمكن من أداء مهامه العلمية المخطط لها، ويكون المدار العلمي بيضاوي الشكل وتصل مدة الدورة الواحدة حول الكوكب فيه إلى 40 ساعة، وفيه سيكون «مسبار الأمل» على ارتفاع 1000 كيلومتر فوق سطح المريخ وعلى بعد 49.380 كيلومتراً منه.
وسيقوم مسبار الأمل، بالتقاط الصورة الأولى للمريخ عبر أجهزته العلمية، خلال وجوده في مدار الالتقاط. ويتم بعد ذلك جدولة الاتصال اليومي مع المحطة الأرضية حتى يتمكن فريق المشروع من إجراء عمليات تحميل سلسلة الأوامر وبيانات العمليات المختلفة. ومن ثم تبدأ المرحلة العلمية وسيتخذ «مسبار الأمل» مداراً بيضاوياً حول المريخ على ارتفاع يتراوح بين 20.000 إلى 43.000 كيلومتر، يستغرق فيه المسبار 55 ساعة لإتمام دورة كاملة حول المريخ. وُيعد المدار الذي اختاره فريق الإمارات لاستكشاف المريخ مبتكراً للغاية وفريداً من نوعه وسيسمح لمسبار الأمل بإمداد المجتمع العلمي بأول صورة متكاملة عن الغلاف الجوي لكوكب المريخ وطقسه على مدار 24 ساعة في اليوم وطوال أيام الأسبوع.

مرتان أسبوعياً
الاتصال بين «مسبار الأمل» والمحطة الأرضية مرتان كل أسبوع، وتتراوح مدة الاتصال الواحد بين 6 و8 ساعات، وتمتد هذه المرحلة لعامين من المخطط ، حيث يلتقط المسبار خلالهما مجموعة كبيرة من البيانات العلمية عن الغلاف الجوي للمريخ وديناميكياته، وسيتم توفير هذه البيانات العلمية إلى المجتمع العلمي عبر مركز البيانات العلمية التابع لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©