الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شبكة من المحميات الطبيعية والأراضي الرطبة قريباً

شبكة من المحميات الطبيعية والأراضي الرطبة قريباً
7 يناير 2021 00:57

شروق عوض (دبي)

قالت حمدة الأصلي، مدير إدارة التنوع البيولوجي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، إنّ الوزارة تعكف على وضع خمس خطط للمحافظة على التنوع البيولوجي والنظم الطبيعية خلال العام الجاري 2021، الأولى وضع شبكة من المحميات الطبيعية والأراضي الرطبة تتم إدارتها بشكل متصل وفعال ومتكامل وربطها بين المناطق الهامة بالتنوع البيولوجي وخدمات النظام البيئي على مستوى الدولة، والثانية إجراء مسح وتقييم وطني شامل للتنوع البيولوجي لحصر وتحديد الأنواع والموائل والنظم البيئية المهمة في الدولة وخاصة في المحميات، والثالثة إنشاء مناطق محمية جديدة مهمة للتنوع البيولوجي، والرابعة تعزيز فعالية إدارة المحميات الطبيعية والأراضي الرطبة الحالية لتحسين نظام الحفاظ على الموائل والأنواع، والخامسة العمل، بالتعاون مع السلطات المختصة، على تحديد المواقع ذات الأهمية العالمية لإدراجها ضمن قوائم «رامسار»، بما يساهم في ريادة الدولة في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي.

  • حمدة الاصلي
    حمدة الاصلي

وقالت الأصلي في تصريحات لـ «الاتحاد»، إنّ إجمالي مساحة الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية «رامسار» على مستوى الدولة والموزعة على 10 مواقع، بلغت (391.65) كيلومتر مربع في عام 2020، حيث تصدر موقع محمية «بوالسياييف» في أبوظبي المرتبة الأولى من ناحية المساحة بواقع (145.04) كيلومتر مربع، وتلاه موقع محمية «وادي الوريعة» في الفجيرة من ناحية المساحة بواقع (127.00) كيلومتراً مربعاً، ثمّ موقع محمية «جزيرة صير بونعير» في الشارقة بواقع (49.64) كيلومتراً مربعاً، ومحمية «حتا الجبلية» في دبي بواقع (21.00) كيلومتراً مربعاً، و«محمية جبل علي البحرية» في دبي بواقع (20.02) كيلومتر مربع، ومحمية «أشجار القرم» في مدينة كلباء بالشارقة بواقع (14.94) كيلومتراً مربعاً ومروراً بـمحمية «رأس الخور للحياة الفطرية» في دبي بواقع (6.20) كيلومتر مربع، ومحمية «الوثبة» في أبوظبي بواقع (5.00) كيلومتر مربع، ومحمية «الزوراء» في عجمان بواقع (1.95) كيلومتر مربع، وانتهاءً بمحمية «واسط» في الشارقة بواقع (0.86) كيلومتر مربع.
وحول أسباب تركيز الدولة على هذه المواقع دون غيرها من المحميات؟ قالت الأصلي: «تتميز الأراضي الرطبة عن غيرها بتوفير العديد من الفوائد والاستخدامات، منها إعادة تغذية المياه الجوفية وتوفير إمدادات المياه العذبة وتوفر الاستقرار للسواحل والشواطئ من خلال الحماية من العواصف والفيضانات، وتعتبر هذه الأراضي الرطبة موائل للطيور المهاجرة وللأحياء البرية البحرية الأخرى، وتشكل مصدراً للمنتجات الزراعية والأخشاب ومواد البناء الأخرى، وتوفر استقراراً للظروف المناخية المحلية، من حيث هطول الأمطار ودرجة الحرارة، بالإضافة ارتباطها بالتراث الثقافي في العديد من البلدان، ويمكنها تعزيز السياحة البيئية فيها».

وأكدت أن خير دليل على تركيّز الدولة على هذه الأراضي، يتمثل في إطلاقها لمشروع «الكربون الأزرق» في عام 2015 والذي أقرَّ بأهمية النظم البيئية له مثل (أشجار المانغروف والمستنقعات المالحة والأعشاب البحرية) التي تحبس وتخزن كميات كبيرة من الكربون مقارنة بالنظم البيئية الأرضية، علماً أنّ الإمارات تقع في واحدة من أكثر المناطق القاحلة في العالم، إلا أنّ النظام البيئي للأراضي الرطبة فيها من أكثر النظم البيئية تميزاً وتنوعاً في شبه الجزيرة العربية، بما تحتوي من المستنقعات ومسطحات المد والجزر الشاسعة وطبقات المياه الجوفية العذبة وأشجار المانغروف والشعاب المرجانية.

مؤشرات دولية
حول أسباب تصدر دولة الإمارات عام 2020 المركز الأول عربياً و42 عالمياً في تقرير مؤشر الأداء البيئي؟ لفتت إلى أنّ تصدر الدولة يأتي انعكاساً لجهودها الكبيرة وتأثيرها في المؤشرات الدولية لا سيما المؤشرات الفرعية للأداء البيئي، حيوية النظام البيئي المتعلق بخدمات النظم البيئية ومؤشر المحميات، حيث حققت الإمارات الهدف الدولي المتعلق بالمحميات الطبيعية بواقع 17% محميات برية و10% محميات بحرية، إضافة إلى جهودها في إعادة تأهيل المناطق المتضررة، من خلال استزراع الأشجار والمحافظة على الغطاء النباتي الطبيعي.
وحول أسباب الاعتراف الدولي «رامسار» بالأراضي الرطبة في دولة الإمارات؟ أشارت إلى أنّ تلك الأراضي تعتبر واحدة من أغنى النظم البيئية الطبيعية إنتاجية، سواء من حيث إسهامها في توفير الخدمات والموارد الأساسية، أو من حيث أهميتها في حفظ التنوع البيولوجي والتخفيف من تغيّر المناخ، وقد تجلى الاعتراف الدولي بأهمية دور تلك الأراضي لاكتسابها مكانة وطنية ودولية جديدة تمَّ الاعتراف بها نتيجة الجهود المبذولة في مجال حماية البيئة بشكل عام والمحافظة على الأراضي الرطبة، وضمان استدامة تنوعها البيولوجي ومواردها الطبيعية، علاوة على النجاحات التي تحققت في مجال المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض مثل اليمامة، السلحفاة الأوروبية، البومة الصغيرة، النسر ذي الوجه المتدلي، صقر الغروب، طير الرفراف المطوق وغيرها، وبرامج إكثار وإعادة تأهيل حيوانات المها والنمر والطهر العربي وطيور الحبارى والسلاحف البحرية وإطلاق الصقور وغيرها الكثير.

وأكدت الأصلي أن الدولة ومنذ انضمامها إلى الاتفاقية الدولية «رامسار» بشأن الأراضي الرطبة في عام 2007، تلعب دوراً رائداً في مجال حماية هذه المناطق ذات الأهمية الدولية وإدراجها على لائحة الاتفاقية، حيث استطاعت ضمن مساعيها طيلة السنوات الماضية في هذا المجال، إدراج تلك المواقع العشرة ذات الأهمية العالمية المذكورة أعلاه، الأمر الذي يؤكد تنوع البيئة فيها ما بين السبخات ومسطحات المد والجزر الشاسعة، وتعكس جميع هذه المواقع التنوع والغنى بالموارد الطبيعية للدولة والمعايير الدولية التي تحظى بها.
وشددت حمدة الأصلي، مدير إدارة التنوع البيولوجي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، على حرص واستمرار الدولة بمختلف جهاتها ومؤسساتها الحكومية والخاصة على حماية البيئة، والعمل على تحقيق استدامة مواردها الطبيعية، بما يساهم في تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 وتوجيهات قيادتها الرشيدة، وخير دليل على ذلك وجود 49 منطقة محمية في الإمارات، تشكل 15.5% من إجمالي مساحة الدولة، منها 10 مواقع تنضوي تحت مواقع «رامسار».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©