الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء: حرمان «الإخوان» من ملاذات آمنة ضـرورة

مشاركون في الندوة (من المصدر)
7 ديسمبر 2020 01:38

 أبوظبي (الاتحاد)

نظم «مركز تريندز للبحوث والاستشارات»، ندوة «عن بُعد» تحت عنوان «رحلة الإخوان المسلمين العالمية: من أستاذية العالم إلى البحث عن ملاذات آمنة»، شارك فيها نخبة من الخبراء في حركات الإسلام السياسي، لمناقشة وضع جماعة الإخوان المسلمين في هذه المرحلة، بعد ما تعرضت له الجماعة من ضربات شديدة في العديد من الدول العربية والأوروبية.
 ودعا المشاركون إلى حرمان الجماعة الإرهابية من الحصول على أي ملاذات آمنة، وتجفيف المنابع المالية لها، وتفكيك ادعائها بأنها حركة ديمقراطية.
في بداية فعاليات الندوة، أعرب الدكتور محمد عبدالله العلي، مدير عام «مركز تريندز للبحوث والاستشارات»، في كلمته الترحيبية، التي ألقتها نيابة عنه نورة الحبسي الباحثة في المركز، عن شكره للمشاركين في فعاليات هذه الندوة، التي تُعد الرابعة ضمن فعاليات «منتدى الإسلام السياسي السنوي الأول»، الذي دشنه المركز مؤخراً، ويركز على مناقشة الأبعاد كافة المرتبطة بالمشروع الفكري والسياسي لجماعة الإخوان المسلمين. 
وأدار فعاليات الندوة الدكتور فيكتور جيرفيس الباحث في «مركز تريندز للبحوث والاستشارات»، الذي أشار إلى أهمية هذه الندوة في تسليط الضوء على جانب مهم في رحلة جماعة الإخوان المسلمين، والذي يتمثل في بحث الجماعة الآن عن ملاذات آمنة لها، في محاولة للتكيّف مع ما تعرضت له في هذه المرحلة من مواجهات أفقدتها الكثير من عناصر قوتها.
في البداية، أشار الدكتور أشرف سعد العيسوي، باحث وخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية في «مركز تريندز للبحوث والاستشارات»، في ورقته بعنوان «العلاقات بين الأطر التنظيمية والمنطلقات الأيديولوجية لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي»، إلى مجموعة من الحقائق الرئيسية عن الجماعة الإرهابية، موضحاً طبيعة العلاقة بين الأطر التنظيمية والمرتكزات الأيديولوجية لها.
وأشار العيسوي إلى أن أدوات التغلغل الإخواني في المجتمعات الغربية تتمثل في تأسيس ما يُشبه «الغيتوهات أو المجتمعات المغلقة» الخاصة بجماعة الإخوان والجاليات المسلمة بوجه عام، والسيطرة على العديد من المراكز الثقافية والجمعيات الخيرية في الدول الغربية، وتوظيف الأذرع الإعلامية المختلفة في رسم صورة مثالية للجماعة، وتعزيز التواصل مع الدول الغربية الفاعلة، وخاصة الولايات المتحدة. 
عقب ذلك، عرضت الدكتورة جوسلين سيزاري، رئيسة الأكاديمية الأوروبية للأديان، أستاذة مادة الدين والسياسة، جامعة برمنغهام، الولايات المتحدة الأميركية، ورقة بعنوان «الهواجس الغربية المتنامية بشأن الإسلام السياسي ومستقبل تنظيم الإخوان المسلمين»، ذكرت فيها أن مخاوف الدول الغربية من جماعات الإسلام السياسي، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، تنبع من مهاجمة هذه الجماعات لمبدأ العلمانية الذي يمثل فلسفة الحكم الرئيسية في هذه البلدان ويؤكد ضرورة الفصل التام بين الدين والدولة. وبرغم أن هذه الجماعات تحاول أن تبدو وكأنها لا تدعو إلى تغيير هذا المبدأ في الدول الغربية، فإن رفضها لتطبيقه في الدول العربية والإسلامية يكشف ازدواجيتها ويثير قلق الدول الغربية. وختمت الدكتورة سيزاري مؤكدة أن جماعة الإخوان في الوقت الحالي هي جماعة اجتماعية أكثر منها سياسية.
 من جانبه، ذكر أمجد طه، صحفي بريطاني-عربي ومحلل سياسي، مؤلف كتاب «خدعة الربيع العربي»، المملكة المتحدة، في ورقة بعنوان «تطور الدور العالمي للإخوان المسلمين: من الدعم إلى التعبئة»، أنه لا يرى اختلافاً بين التوجهات النازية في تحقيق السيطرة على الدول وما تفعله جماعة الإخوان، التي تستخدم الأصولية والتطرف للوصول إلى السلطة، وعندما تحقق هذا الهدف، فإنها تقضي على أي معارضة، كما حدث مع مرسي في مصر.
من جهته، أشار ليم دوفي، باحث ومتحدث ومستشار في شؤون التطرف ومكافحة الإرهاب، بالمملكة المتحدة، في ورقة بعنوان «المسار العالمي للإخوان المسلمين.. التهديدات والمخاطر» إلى استقرار العديد من عناصر الإخوان منذ الستينيات في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، ورأى أن تأثير أفكار سيد قطب المتطرفة داخل الجماعة يشكّل مصدر قلق كبير للمجتمعات والحكومات في الغرب. كما أشار إلى وجود جماعات كثيرة ليست تابعة لـ «الإخوان»، لكنها متأثرة بشكل كبير بأفكارها، وهو ما يشكّل مصدر قلق آخر للعالم الغربي.
وتطرق الدكتور إيلان بيرمان، النائب الأول لرئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركي، الولايات المتحدة، في ورقته التي عرضها بعنوان «العلاقات بين أنشطة الإخوان المسلمين في العالم.. نموذج الولايات المتحدة وأوروبا»، إلى وضع الجماعة في المرحلة الحالية.
وقال الكولونيل (متقاعد) الدكتور إران ليرمان، نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إسرائيل. في ورقته التي عرضها بعنوان «حقيقة التنظيم الدولي للإخوان. بين الأيديولوجيا والمشروع السياسي»، إننا نواجه مشكلة مزدوجة نابعة من نجاح جماعة الإخوان في تسويق نفسها في الغرب كحركة مرت بمرحلة تحول ديمقراطي، ومن ثم لا بد من أن نقوم بتفكيك هذا الادعاء. 
واختتم الكولونيل ليرمان حديثه بالإشارة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحدى الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط من خلال دعمه تيار الإسلام السياسي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن مواجهة هذا التحدي، تتطلب تحقيق نوع من التنسيق أو المواءمة بين دول المنطقة ودول أوروبا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©