الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سفير الدولة لدى السلطنة لـ«الاتحاد»: علاقاتنا مع عُمان في أفضل مستوياتها

سفير الدولة لدى السلطنة لـ«الاتحاد»: علاقاتنا مع عُمان في أفضل مستوياتها
18 نوفمبر 2020 02:36

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) 

أكد محمد سلطان السويدي سفير الدولة لدى سلطنة عُمان أن العلاقات الثنائية بين البلدين وصلت إلى مستويات استراتيجية متقدمة بفضل عزم وتخطيط القيادة الرشيدة في البلدين، حيث شهدت تعاونا وتنسيقا على جميع المستويات، مشيرا إلى أن أبرز أوجه التعاون تجسدت في إنشاء اللجنة العليا الإماراتية - العُمانية المشتركة فضلا عن الزيارات المتبادلة والوفود الرسمية من الجانبين. 
وقال السويدي في حوار لـ «الاتحاد» بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لليوم الوطني لسلطنة عُمان: «في البداية أتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عُمان «حفظه الله ورعاه»، بمناسبة حلول ذكرى اليوم الوطني الخمسين، والذي يصادف اليوم الثامن عشر من نوفمبر، حيث تمضي السلطنة نحو مزيد من التنمية والتطور بثقة وعزم، بفضل الجهود المستمرة من قبل قيادته الرشيدة».
وأضاف: «العلاقات بين البلدين في أفضل مستوياتها بفضل الله أولا، ثم بعزم وتخطيط القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين، حيث نمت العلاقات الثنائية لتصل إلى مستويات استراتيجية متقدمة من التعاون والتنسيق على كافة المستويات، والشاهد على ذلك هو إنشاء اللجنة العليا الإماراتية العُمانية المشتركة، وكذلك الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين، والوفود الرسمية المختلفة بين الجانبين، والتي تعمل بكل إخلاص من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات إلى آفاق أرحب في كافة المجالات، وهو أمر انعكس إيجاباً على العلاقات بين البلدين، ولا سيما في دفع مسيرة تنمية العلاقات في القطاع الاقتصادي، وهذا ما ظهر بوضوح من خلال أرقام التجارة البينية والتعاون الاستثماري بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان».

روابط تاريخية
وأشار السفير السويدي إلى أن الدولتين تعملان بكل جهد على استغلال الروابط التاريخية الممتدة لتنمية أواصر العلاقات بما يعود بالنفع على الشعبين، وكما يعلم الجميع فإن البلدين يرتبطان بعلاقات مميزة واستثنائية، يدعمها حرص قيادة البلدين على توطيدها وتنميتها، ومن هنا فإننا في سفارة دولة الإمارات في مسقط نعمل بكل إخلاص على ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة إلى أفعال على أرض الواقع، فنحن على تواصل دائم ومستمر مع أشقائنا في سلطنة عُمان، للتشاور بشأن تنمية العلاقات المشتركة، والعمل على تذليل العقبات التي قد تعرقل تلك المسيرة المباركة، وهو أمر نتج عنه الكثير من القرارات، التي تعد انعكاساً مهماً لجهود المسؤولين الإماراتيين والعمانيين، على جميع الأصعدة، ولا سيما السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وبمشيئة الله سوف تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الجهود لضمان استمرار تطوير العلاقات بين البلدين».

الاجتماعات المشتركة
ولفت إلى أنه يوجد تشاور دائم بشأن قضايا المنطقة، وتُظهر نتائج الاجتماعات المشتركة لقيادة ومسؤولي البلدين تقارباً كبيراً في الرؤى والتصورات ووجهات النظر، ومن هنا فإن الدولتين تنسقان الكثير من المواقف بشأن قضايا المنطقة، بما يحفظ أمن وسلامة الشعوب العربية الشقيقة، ويحسن مجمل الأوضاع فيها، وكذلك لضمان استقرار الدول والحفاظ على سيادتها وأمنها الوطني من التدخلات الخارجية، وهو أمر التزمت فيه الدولتان بالعمل ضمن إطار القانون الدولي، ولا يخالف أو يتعارض مع سياسات وتوجهات المنظمات الإقليمية والدولية، سواء كان ذلك من خلال مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو جامعة الدول العربية، وصولاً إلى منظمة الأمم المتحدة.

العلاقات التجارية
وتحدث سفير الدولة لدى سلطنة عُمان عن التبادل التجاري، قائلا: «بحسب البيانات الرسمية، فإن التبادل التجاري بين البلدين شهد نمواً بمقدار 10% خلال 2019، ليصل إلى أكثر من 36 مليار درهم، والعمل جار على رفع تلك النسب والأرقام في المستقبل بما يتناسب مع مستوى العلاقات الوطيدة، ورؤى قيادة البلدين.
وأضاف: «عملت قيادة البلدين باستمرار على تشكيل رؤى وتصورات عملية بشأن مستقبل العلاقات المشتركة، بما ينعكس إيجابيا على النواحي الاقتصادية والاستثمارية، وبطبيعة الحال سيكون له أيضاً تأثير إيجابي مباشر على شعبي البلدين الشقيقين وفي كافة المجالات، وقد بذلت وزارة الخارجية والتعاون الدولي جهوداً عظيمة في تسهيل عملية التواصل بين مسؤولي البلدين المعنيين بالنواحي الاقتصادية والتجارية».
وأشار إلى أن سفارة دولة الإمارات في مسقط «تحرص على التواصل الدائم مع المسؤولين العُمانيين لنقل وجهات النظر وتبادل التصورات بشأن العمل على تطوير هذه العلاقات وتذليل العقبات أمامها».

نمو الاستثمارات
وأوضح السفير السويدي بأن الاستثمارات الإماراتية في السلطنة في تطور مستمر، وقد وصلت إلى 9 مليارات درهم خلال 2019 بنمو بلغ 11%، وتعمل كل من دولة الإمارات وسلطنة عُمان على رفع النسب والأرقام الحالية، وتعد الاستثمارات الإماراتية غير النفطية في المركز الأول على قائمة تلك الاستثمارات على المستويين الخليجي والعربي، كما تشغل دولة الإمارات المركز الثاني عالميا بالنسبة للاستثمارات الخارجية للسلطنة.
وأفاد بأنه فيما يتعلق بالشركات الإماراتية أو الإماراتية - العمانية المشتركة في السلطنة، فقد وصل عددها إلى 2800 شركة، باستثمارات في العديد من القطاعات الصناعية والسياحية والصحية والتعليمية.

العلاقات بين الشعبين
ولفت السفير السويدي إلى أن ما يجمع البلدين من علاقات تاريخية راسخة، ومصالح استراتيجية جعلت لليوم الوطني العُماني أهمية عظيمة وخاصة لدى قيادة وشعب دولة الإمارات، وعليه فإن السفارة تهتم بصورة كبيرة بالمشاركة بالاحتفال بهذا اليوم من خلال التواصل مع المسؤولين العُمانيين لتهنئتهم، كما شاركت السفارة من قبل في أكثر من فاعلية بهذه المناسبة العزيزة، من خلال مؤسسات أهلية عُمانية وإماراتية، لكن المشاركة في الفعاليات المرتبطة باليوم الوطني العُماني في هذا العام مرهون بما تحدده الجهات المختصة، نظراً للظرف الاستثنائي الحالي والذي فرضته جائحة (كوفيد-19)، ولكن على أي حال فنحن نشارك وجدانياً في تلك المناسبة العزيزة على قلب كل إماراتي.

التقارب الثقافي
وأكد أن البعثة الدبلوماسية لدولة الإمارات في سلطنة عُمان تحرص على تأكيد ما بين شعبي البلدين من موروث ثقافي مشترك عبر العديد من المظاهر والأنشطة، من أهمها التواصل مع المسؤولين العُمانيين المعنيين بالنواحي الثقافية والفكرية، لتطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين البلدين، وقد فرضت جائحة (كوفيد-19) واقعاً جديداً على الجميع، وقد برزت الحاجة لآليات تواصل جديدة، ومن هنا فإن البعثة أعدت العديد من التصورات بشأن تجاوز حالة الإغلاق الحالية، عبر رفد الجهات الإماراتية وما يماثلها من جهات عُمانية، بالتصورات المتعلقة بالفعاليات الثقافية التي تجمع البلدين، مثل ما يتعلق بالفنون التقليدية والأزياء والمسرح والأطعمة الشعبية، ونواحي أخرى مثل الحركة الكشفية في البلدين والاهتمامات البيئية، وغيرها من مجالات الاهتمام المشترك.

أواصر المحبة
واختتم السفير السويدي حديثه قائلا: »إن العديد من أواصر المحبة ووحدة التصورات والأهداف، والعادات والتقاليد، تجمع بين البلدين والشعبين وتقوم على روابط الدم والنسب والتاريخ المشترك، لذا فهناك حركة تنقل مستمرة عبر الحدود بين البلدين تبلغ عشرات الآلاف من المسافرين، حيث يعد مواطنو دولة الإمارات الأكثر زيارة للسلطنة على مدار العام، وتتنوع أسباب الزيارة من مواطن لآخر، سواء كانت للسياحة أو للتزاور العائلي أو لأسباب تجارية، وبحسب البيانات والتصريحات الرسمية العمانية فإن عدد زوار السلطنة من الإماراتيين، في النصف الأول من 2019، وصل إلى أكثر من 355 ألفاً، مشيرا إلى أنه كما تعد الإمارات من أهم الروافد السياحية للسلطنة، ولاسيما قبل جائحة (كوفيد- 19)، حيث يأتي الإماراتيون في المرتبة الأولى بالنسبة للسياح الذين يزورون السلطنة ضمن موسم خريف صلالة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©