الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

1.5 مليون مستفيد من المساعدات الإماراتية حول العالم

1.5 مليون مستفيد من المساعدات الإماراتية حول العالم
10 نوفمبر 2020 01:36

أبوظبي (الاتحاد)

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن دولة الإمارات قدمت مساعدات طبية وعاجلة إلى 118 دولة، استفاد منها أكثر من 1.5 مليون شخص من العاملين في الصف الأمامي لمواجهة فيروس كوفيد- 19، ضمن مشاركتها بشكل فعال في الجهود الدولية لمكافحة الأزمة.
جاء ذلك خلال افتتاح ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السابع، والذي انطلقت فعالياته أمس، بتنظيم مركز الإمارات للسياسات، ويعقد افتراضياً على مدى 3 أيام، ويتضمن 8 جلسات، بمشاركة أكثر من 20 خبيراً استراتيجياً وباحثاً وصانع سياسات من مختلف أنحاء العالم. 
وقال معالي الدكتور أنور قرقاش: إن القيادة الإماراتية اتخذت الخطوات المناسبة في الوقت المناسب لمواجهة وباء كورونا، بحيث تضمن الحماية الصحية، وفي الوقت نفسه تخفف من الآثار السلبية للجائحة على الاقتصاد، مشيراً إلى أن دولة الإمارات لم تنظر أبداً في الاعتبارات السياسية عند تقديم مساعداتها الإنسانية، ومن هذا المنطلق لم تتردد في مد العون إلى إيران عندما احتاجت إليها.

الاستعداد للمستقبل
وأضاف معاليه: إن دولة الإمارات مع اقتراب الذكرى الخمسين لتأسيسها تواصل الابتكار وفتح آفاق جديدة والاستعداد للمستقبل، فأهم التطورات التكنولوجية والسياسية التي شهدناها عربياً خلال هذا العام جرت كلها في دولة الإمارات، ابتداءً من إطلاق مسبار الأمل الإماراتي في رحلته إلى المريخ، ومروراً بكون الإمارات أول دولة عربية تبدأ بتشغيل محطة للطاقة النووية السلمية، ووصولاً إلى إبرام اتفاق إبراهيم مع إسرائيل.
وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات متمسكة بالتزامها بالتعددية ومكافحة التطرف واحترام السيادة الوطنية والحل السلمي للنزاعات والحكم الرشيد والتنمية المستدامة، مضيفاً أن الدولة بصفتها مرشحة لشغل العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي خلال الفترة 2022-2023، تنوي استغلال هذه الفرصة للمساهمة في تعزيز الثقة في النظام المتعدد الأطراف، واستخدام مقاربة منضبطة متجذرة في ميثاق الأمم المتحدة.

إيران وتركيا
وحول الشؤون الإقليمية، قال معاليه: إن إيران وتركيا زادتا من استخدام التدخل الخارجي كأداة لتحقيق مشاريعهما التوسعية في المنطقة، ففيما يستمر تدفق الأسلحة الإيرانية إلى اليمن وتستمر إيران بدعم الميليشيات لزعزعة الاستقرار في دول عربية مختلفة، تقوم تركيا بدعم الجماعات الإسلامية المسلحة في ليبيا وزيادة خطر استغلال المليشيات المتطرفة والمرتزقة للفراغ الأمني الموجود في البلاد. وشدد معاليه أن دولة الإمارات لا يمكن أن تقبل السياسات الإيرانية والتركية المزعزعة للاستقرار، لكنها أيضاً لا تسعى إلى المواجهة، وأن دولة الإمارات تعمل دائماً مع أصدقائها وحلفائها لتشجيع الحوار البناء والدبلوماسية الإيجابية.

الحل السلمي 
وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات ملتزمة بالسعي لتحقيق الحل السلمي للأزمات، وأنها في اليمن ستواصل دعم التحالف العربي، وستسعى إلى وقف شامل لإطلاق النار يمهد الطريق نحو حل سياسي دائم، وفي ليبيا رحبت الدولة باتفاق وقف إطلاق النار الدائم، وإطلاق الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين، وهي تدعم جهود البعثة الأممية في ليبيا.
ولفت معاليه إلى أن دولة الإمارات تنظر بقلق شديد إلى أعمال العنف البشعة التي شهدتها بعض المدن الأوروبية مؤخراً، مؤكداً أن الحركات المتطرفة العابرة للحدود لا تمثل الإسلام بأي وجه من الوجوه، ودعا إلى ضرورة التمييز بين استخدام الإسلام كأداة سياسية وبين الإسلام كدين عالمي.
وأوضح معاليه أنه فيما يتعلق بمعاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، فإن الاتفاق الإبراهيمي مع إسرائيل كان قراراً سيادياً وطنياً، ولم يكن موجهاً ضد أي دولة أخرى، وهو قرار يعزز التسامح والانفتاح والرغبة في خَفْض الاستقطاب في المنطقة، وقد بُني على رغبة صادقة في تحقيق تحوُّل استراتيجي، ورؤية عملية، وتطلب الكثير من الشجاعة من قيادتنا لأن الحفاظ على الوضع الراهن لم يعد الخيار الأفضل.

معاهدة السلام 
وأضاف معاليه: إن معاهدة السلام الإماراتية-الإسرائيلية لا تُقلل بأي طريقة كانت من اهتمام الإمارات بالقضية الفلسطينية، ومن دعمها للشعب الفلسطيني. وأن الإمارات ترى أنه لا بد من تحقيق السلام الشامل والعادل، لكنها تدرك أيضاً أن الفلسطينيين والإسرائيليين هم من يجب عليهم أن يقرروا صيغة هذا السلام، والإمارات مستعدة لدعم السلام بأي طريقة كانت.

العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية 
هنأ الدكتور أنور قرقاش الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن على فوزه بالانتخابات الأخيرة، مضيفاً أن الإمارات تتطلع إلى التعاون معه لتعميق العلاقات بين البلدين، وهي علاقة مبنية على الصداقة والمصالح والقيم المشتركة، وتتخطى الأحزاب والإدارات المختلفة، مضيفاً أن التفاعل مع الولايات المتحدة الأميركية وقيادتها يظل أمراً لا غنى عنه في الشرق الأوسط، وأن الاتفاق الإبراهيمي للسلام يعكس إجماعاً بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أميركا على دعم هذا الاتفاق الذي يسرت إدارة ترامب تحقيقه ودعمهُ أيضاً الرئيس المنتخب جو بايدن.

  • ابتسام الكتبي
    ابتسام الكتبي

ملامح مستقبلية
قالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة المركز، في الكلمة الافتتاحية بالملتقى، إن عام 2020 كشف النقاب عن خطوط صدع وصدامات جديدة، وفي الوقت نفسه أماط اللثام عن إمكانات عالمية وإقليمية جديدة، مضيفةً أن جائحة «كوفيد-19»، وانتخابات الرئاسة الأميركية، والتوقيع على معاهدة السلام الإماراتية-الإسرائيلية أدت إلى خلق ديناميات جديدة سيكون لها الدور الحاسم في تحديد ملامح مستقبل النظامين العالمي والإقليمي.
وذكرت الكتبي أن تراجع النظام العالمي أحادي القطبية أدى إلى عودة التنافس بين القوى الكبرى ضمن سياقات ومعطيات جديدة، في حين أن المؤسسات العالمية عانت من التردد في اتخاذ القرار، وانعدام الرؤية للصورة الكبرى. 
وأضافت أن الانتخابات الأميركية الأخيرة أكدت أن العالم لا يزال مرتبطاً بالتحولات داخل الولايات المتحدة، ولئن كشفت هذه الانتخابات عن حالة الاستقطاب الحاد والانقسامات الأيديولوجية والإثنية في المجتمع الأميركي، فإن التحدي يبقى في قدرة القيادة الجديدة على تجديد القوة الأميركية. ولفتت الكتبي النظر إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة مطالبة بأن تتعاطى مع الأمن الإقليمي وكل أزمات المنطقة المزمنة برؤية تستوعب إشكالات الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط خلال آخر عقدين.
وأشارت الكتبي إلى أن دولة الإمارات أدركت أن عليها أن تتخذ قراراً شجاعاً مبنياً على عقلانية سياسية لتجاوز الجمود الذي تمر به كل صراعات المنطقة المزمنة، وعليه قررت تقديم نموذج جديد لإمكانية بناء جسور بين قوى المنطقة بمنظور جديد، فكانت معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل، لافتة إلى أن اتفاقيات إبراهيم ومعاهدة السلام الإماراتية-الإسرائيلية مثّلت أدلة على أن المرونة والحيوية عنصران مهمان للاستجابة للتحديات، وأن التغلب على هذه التحديات وإيجاد حلول للصراعات المستحكمة في دول الشرق الأوسط تتطلب رؤيةً إبداعية وشجاعةً سياسية وأخلاقية، تعمل على بناء السلام والاستقرار والازدهار والأمل لشعوب المنطقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©