السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نهيان بن مبارك يفتتح المهرجان الوطني للتسامح والتعايش

نهيان بن مبارك يفتتح المهرجان الوطني للتسامح
9 نوفمبر 2020 18:14

افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، الدورة الرابعة من المهرجان الوطني للتسامح والتعايش، كأول دورة افتراضية عن بُعد تنظمها وزارة التسامح والتعايش تحت شعار «على نهج زايد.... تسامح تعايش أمل عمل» ويستمر حتى 16 من نوفمبر الجاري.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن انطلاق الدورة الرابعة من المهرجان، تحت شعار «على نهج زايد»، يأتي تعبيراً عن الفخر والاعتزاز بالدور الأساسي في مسيرة الدولة للقائد والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يؤكد دائماً على أن الصفاء بين البشر والتعارف والحوار والعمل المشترك بينهم هو الطريق الأكيد لتحقيق السلام والاستقرار والرخاء في المجتمع والعالم.
وأضاف معاليه أن الجميع يتذكر بكل الفضل والعرفان الإنجازات الخالدة للشيخ زايد، وهي الإنجازات التي حققت وتحقق الخير والرخاء لأبناء الدولة ولكل من يعيشون على أرضها الطيبة، معبراً عن اعتزازه بما تركه زايد في أبنائه وشعبه من حرصٍ كبير على تعميق قيم المحبة والسلام والتسامح، حتى أصبحت دولة الإمارات في طليعة دول العالم أجمع كواحة للتعايش والوفاق وموطن للأمن والأمان والتقدم والنماء.
انطلقت الفعاليات بـ«منتدى زايد.. كرمز عالمي للتسامح الإنساني»، بمشاركة معالي زكي نسيبة وزير دولة، ومعالي 
د. أمل القبيسي، ومعالي عبد العزيز الغرير، وتركي الدخيل سفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة، وأداره الدكتور سليمان الجاسم.
وقال معالي الشيخ نهيان، في كلمته الافتتاحية، إنه في إطار الاعتزاز الوطني بالإرث الخالد لمؤسس الدولة، فإن وزارة التسامح والتعايش تقوم بتنظيم هذا المهرجان السنوي ليكون مهرجاناً وطنياً يجسد ما تقوم به دولة الإمارات من أدوار متعددة في خدمة المجتمع والإنسان في المنطقة والعالم، وما تتسم به مسيرتها الظافرة من سلام وتآلف ووئام بين جميع أبنائها والمقيمين فيها.
وقال معاليه: إن هذا المهرجان يعبر عن أن التسامح والتعايش هو جزء أصيل في حياة الفرد والمجتمع في هذا الوطن العزيز، كما أنه مهرجان وطني يركز في فعالياته على المكانة المحورية للدين الحنيف باعتباره منبعاً لا ينضب للقيم والمبادئ التي تحقق السلام والعدل والحرية والحياة الكريمة للفرد والرخاء للمجتمع، مضيفاً أنه مهرجان وطني يعتز بالهوية الوطنية وبما تحظى به الدولة من قيادة حكيمة وشعبٍ واعٍ ونظامٍ قوي وتشريعات رشيدة ومؤسسات فاعلة وتراث خالد وأمن واستقرار متين، كما أنه يحتفي في الوقت نفسه بالعلاقات المهمة في مسيرة الدولة بين الفنون والابتكار والإبداع من جانب والتسامح والتعايش من جانب آخر.
وأوضح معاليه أن المهرجان الوطني للتسامح والتعايش يتوافق تماماً مع ما تؤكد عليه لجنة الاستعداد للخمسين من أن القيم والمبادئ الإنسانية في مجتمع الإمارات، والتي هي عنصر مهم في الاستعداد للمستقبل وضمان قدرة الدولة على مواجهة كل التحديات، كما أنه يمثل في جوهره رسالة سلام ومحبة من الإمارات إلى العالم، ويؤكد على أن المجتمع المتسامح هو مجتمع ناجح يسهم سكانه بحماسة وكفاءة في كافة التطورات الإيجابية في العالم، مؤكدا أن المهرجان يعبر عن اعتزازنا الكبير بمؤسس الدولة، وتأكيدنا القوي على أننا في الإمارات حريصون على أن نكون على قدر التوقعات والطموحات التي تمثلت في قيادته التاريخية لهذا الوطن العزيز.
وعبر معاليه عن الفخر بما تعيشه الإمارات من تلاحم قوي بين الشعب وقادته، ومن التزام قوي لدى قادة الدولة بمكانة التسامح في حاضر ومستقبل الإمارات، رافعاً أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
ولفت معاليه إلى الجهود الكبيرة التي بذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في سبيل إصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية التي تمثل بالنسبة لوزارة التسامح والتعايش وللمهرجان دليلاً مهما للعمل مع الجميع من أجل نبذ التطرف والتشدد وتحقيق السلام والتعايش والتقدم في كافة ربوع العالم.
وقال معاليه: إن الدورة الرابعة للمهرجان حريصة على أن تكون كافة أنشطتها من أجل نشر قيم التسامح والتعايش والأخوة، تعبيراً عن الثقة والأمل في مستقبل الوطن والعالم ونحن نواجه فيروس كورونا الذي يتطلب التعاون والتكاتف بين الجميع، بل ومد يد العون والمساندة لدعم الجميع في سبيل تحقيق النجاح المرتقب.
من جانبه، قال معالي الدكتور زكي نسيبة وزير دولة: إن شعار «على نهج زايد» الذي اتخذه المهرجان الوطني للتسامح والتعايش شعاراً له، إنما ينطلق بنا إلى سيرة الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي رسخ مبادئ السلام والاحترام والتسامح والصداقة مع دول وشعوب العالم وجعل الإمارات واحة جميلة للتعايش والتسامح، كما أنه طيب الله ثراه، اهتم بفتح الأبواب على كافة الثقافات والحضارات مع اهتمامه بالحفاظ على أصولنا وموروثنا وعاداتنا وقيمنا. فكان زايد يؤمن إيماناً عميقاً بقيمة التسامح، ويؤكد دائماً على أن الإسلام دين محبة وتعاون وتآلف، وكان يقول و- هنا أقتبس- «إن أهم نصيحة أوجهها لأبنائي هي البعد عن التكبر وإيماني بأن الكبير والعظيم لا يصغره ولا يضعفه أن يتواضع ويتسامح مع الناس، لأن التسامح بين البشر يؤدي إلى التراحم، والإنسان يجب أن يكون رحيماً ومسالماً مع أخيه الإنسان».
وأضاف معاليه أن للتسامح والتعايش قيمة عظيمة تقرب بين الشعوب وتجعلهم أقرب إلى التعاون والتعارف. ومن أجل ذلك، دعت إليه كافة الأديان، مؤكداً أنه بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة أصبحت الإمارات مركزاً حضارياً وثقافياً ومثالاً عالمياً يحتذى به في الثقافة والتعاش والتسامح والأمن والأمان.
وأشار معاليه إلى أن العالم يعيش حالياً ظروفاً استثنائية جراء جائحة كوفيد - 19، إلا أن مواطني الإمارات ومن يعيشون على أرضها أثبتوا للعالم أنهم متكاتفون ومتحابون ومتسامحون، فمشاهد المتطوعين من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان، وما يتمتعون به من شغف وإنسانية للمساعدة في كافة المجالات أبهرت العالم، وبرهنت على أن الإمارات ستظل دائماً وطن المحبة والتعايش والسلام.
من جانبها، أكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي أن نهج المغفور له الشيخ زايد في التسامح مبني على قيمة احترام الآخرين، احترام الاختلاف، احترام التكامل الذي يسهم به الاختلاف واحترام المرأة ودورها الذي كان محورياً في رؤية الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
وأضافت أن العصر الذهبي للمرأة بدأ مع الشيخ زايد، وهي رؤية استشفها من والدته رحمة الله عليها، الشيخة سلامة بنت بطي والتي زرعت فيه القيم التي تبني عليها دولة الإمارات اليوم نهضتها ومنها احترام المرأة كأداة أساسية في تنمية المجتمع واحترام دور الجميع في بناء المجتمعات، ليس المرأة فحسب، ولكن الشباب والأطفال وجميع أفراد المجتمع من كافة أنحاء الإمارات ومن خارجها. وبهذا، أرسى زايد قواعد وأسس التسامح المجتمعي.
وأضافت معاليها أنه عند الحديث عن دور الشيخ زايد في تمكين المرأة، لا بد أن يقترن ذلك بالحديث عن دور رفيقة دربه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» التي كان لها الدور الأكبر في تطبيق رؤية الشيخ زايد بشأن المرأة وتحويلها إلى سياسات وبرامج عمل على أرض الواقع. فمسيرة تمكين المرأة ما كان لها أن تحقق ما حققته من إنجازات، لولا جهود سموها ودعمها المستمر ومتابعتها الشخصية لملف المرأة والطفل والأسرة. وبدورنا، كبنات الإمارات، ندين بكل الفضل والوفاء والعرفان للوالد المؤسس، ونتقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان لأمنا الغالية «أم الإمارات» على دعمهما وعطائهما اللامحدود للمرأة.
وأوضحت معاليها أن عام 2021 «عام الخمسين» يمهد لعهد جديد من السلام في المنطقة، بني على أساس مفاهيم التسامح والتعايش التي تمثل ركائز أساسية في قبول الآخرين واحترام معتقداتهم والبحث عن السبل التي يمكن بها تحسين مستقبل العالم، مؤكدة أن التسامح والتعايش جزء أساسي من منظومة مكافحة أسس التطرف ومكافحة خطاب الكراهية الذي بدأ يشعل اليوم أواره في مختلف مناطق العالم، وآن لدول في العالم أن تنظر لقوانين مثل قانون مكافحة التمييز ضد الأديان كجزء أساسي من جهود مكافحة التطرف، وآن لها أن تنظر إلى التسامح، ليس كنبتة برية تنمو لوحدها في البراري، ولكن كبذرة تحتاج إلى رعاية ودعم مستمرين. وعليه، فإن حوكمة التسامح تكتسب أهمية إضافية، وتجربة الإمارات تستحق أن ينظر لها العالم ويحتذي بها.
وأشارت إلى أن السياج القيمي والأخلاقي والديني والمجتمعي قد حصن مجتمع الإمارات من التأثر بأي فكر متطرف، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من هوية شعب الإمارات والبنية المؤسسية لدولة الاتحاد، مؤكدة أننا ننظر إلى التسامح والتعايش في الخمسين عاماً القادمة، ونراه مثل عشق الشيخ زايد لتشجير الصحراء أساساً ليعم السلام والتعاون في المنطقة بأسرها، وأساساً لإسقاط الكراهية والتطرف وأساساً لبناء مستقبل أكبر وأفضل. هذا هو نهج زايد الذي عاش فينا الخمسين عاماً الماضية، وسيعيش فينا الخمسين القادمة وما بعدها بإذن الله.
ومن جانبه، تحدث معالي عبد العزيز الغرير قائلاً: إن ما تعيشه الإمارات حالياً من تسامح وتعايش وسلام، ما هو إلا ثمرة لما بذله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من جهود مباركة وما غرسه في نفوس أبنائه وكافة المقيمين على أرض الإمارات من قيم ومبادئ إنسانية راسخة قامت على التسامح وقبول الآخر واحترام الاختلاف والانفتاح على الحضارات والثقافات والأديان. فهذا المجتمع الذي بدأ معتمداً على الاقتصاد والتجارة مع العالم كله، فانفتح مبكراً على ثقافات مختلفة وأديان مختلفة وحضارات مختلفة وقيم مختلفة، وجاء الشيخ زايد ليحول ذلك التنوع إلى قيمة إيجابية، وتفتح الإمارات أبوابها وقلوبها للجميع ليتعاون الجميع وفق مجموعة قيمة متكاملة تنطلق من التسامح والعيش المشترك واحترام الاختلافات وتفعيل المشتركات، حتى أصبحت نموذجاً عالمياً في التسامح.
وأضاف الغرير أن الشيخ زايد آمن بمد جسور التفاهم والتواصل مع الجميع على قاعدة أن التسامح الإنساني ينطلق من احترام الاختلاف وتقبل الآخر، فأقام المجتمع الإماراتي على أعمق معاني التسامح، حتى صارت الإمارات بغرس زايد ورعاية قيادتنا الرشيدة موطناً للتسامح والسعادة والسلام.
ومن جانبه، قال سعادة تركي الدخيل سفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة، في كلمته، إن التسامح في عالمنا اليوم أصبح ضرورياً لإنقاذ مستقبل الإنسان ومستقبل الأجيال القادمة، بل إنه تحول إلى شرط أساسي لاستمرار الجنس البشري. وهذا ما رآه الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مبكراً فاجتهد كثيراً لغرسه في النفوس ودعمه لدى المجتمع من حوله، بل والوصول به إلى العالم، فكان رحمه الله ممن حول الاختلاف من معناه السلبي إلى الإيجابية، بأن رآه تنوعاً يمكن الاستفادة منه. فجعل من المجتمع الإماراتي مجتمعاً متصالحاً يقبل بالتنوع ويرحب به، بل ويجعله جزءاً من تطوره وثقافته. وهكذا، شكلت الإمارات نموذجاً فريداً في التسامح لأنها استطاعت مبكراً جداً، بفضل الشيخ زايد وأبنائه من بعده، أن تتعامل بشكل إيجابي ومتميز مع إشكالية الهوية وقبول الآخر وعلاقتها بالهوية وخشية ذوبانها في القادم المختلف، فأصبحت نموذجاً يذكر العالم بنموذج الأندلس.
وأضاف أن مبادرة وزارة التسامح والتعايش، بتعزيز قيم التعايش والتسامح في المجتمع والعالم، إنما تنطلق من أرضية راسخة أسسها زايد ودعمها ورعاها أبناؤه من بعده، وهذا ما يضمن لها النجاح، مؤكداً أن القبول الشعبي والمجتمعي لهذه المبادرة يؤكد على أهميتها ونجاحها، معبراً عن اعتزازه بالمشاركة في هذه الاحتفالية الكبيرة التي تحتفي بزايد الذي هو رمز عالمي نفتخر به في كل ما يتعلق بالتسامح والتعايش واحترام الإنسان.

المصدر: وام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©