الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حلول مبتكرة.. وخريطة للاستثمار الزراعي والغذائي

مبارك المنصوري
18 أكتوبر 2020 00:52

إبراهيم سليم (أبوظبي)

تكثف الجهات المعنية في الدولة جهودها لتوظيف التكنولوجيا الحديثة في القطاع الزراعي، وتطوير حلول مبتكرة لإنتاج الغذاء، بما يتسق مع استراتيجية الاستدامة وحماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية، إذ يعد قطاع الزراعة من القطاعات الحيوية التي تحقق الأمن الغذائي، والاكتفاء الذاتي منه.
وفي هذا الإطار، تتجه الدولة إلى التحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية، في إطار نهضة خضراء، تدعم بناء قطاع حديث ومتقدم ينتج محاصيل زراعية متميزة ومستدامة، حيث طورت وزارة التغير المناخي والبيئة، منظومة متكاملة من الإجراءات، خاصة بالإنتاج العضوي، متوائمة مع الممارسات العالمية.
في موازاة ذلك، شددت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية على عزمها لبناء نظام زراعي يحقق للإمارات الريادة والتقدم في هذا المجال الحيوي المهم، ويحقق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية.
وكشفت لـ«الاتحاد» عن خطط لفتح المزيد من فرص الاستثمار وتشجيع الشركات على إقامة مشاريع استثمارية ناجحة، تعزز التنمية الزراعية، وتضاعف من مساهمة قطاع الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.
بالمقابل، اتجه مزارعون إلى الاستفادة من هذه التوجهات في تعزيز وتعظيم عوائد إنتاج مزارعهم، عبر استخدام أحدث التقنيات الموفرة للمياه، وتقليل الاعتماد على العمالة، والزراعة داخل البيوت الشبكية، والحقول المكشوفة، واستخدام أجهزة للري أو التسميد الأوتوماتيكي، والاستفادة من مخلفات الأشجار كسماد عضوي.

أكد مبارك علي القصيلي المنصوري المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الزراعية بهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية على أن إمارة أبوظبي تكثف جهودها لتوظيف التكنولوجيا الحديثة في القطاع الزراعي، ودعم التحول من الزراعة التقليدية إلى العضوية.
وأشار إلى الدعم الكبير واللامحدود الذي تلقاه الزراعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كفيل بتحقيق كل ما هو غير مسبوق في هذا المجال من تقدم ونمو يحقق للإمارات الريادة والتقدم في هذا المجال الحيوي المهم بفضل الجهود البناءة.
وقال المنصوري: تولي الهيئة أهمية كبيرة لتشجيع المزارعين على تطبيق برنامج الزراعة العضوية، وهو نظام زراعي لإنتاج الغذاء يراعي المحافظة على البيئة والاهتمام بالظروف الاقتصادية ومتطلبات المجتمع، حيث تم منح 50 مزرعة شهادة الزراعة العضوية.
وأوضح أن نظام الزراعة العضوية يعتمد على إدارة الإنتاج الزراعي بطريقة تعزز سلامة النظام الإيكولوجي الزراعي، بما في ذلك التنوع البيولوجي، حيث تعتمد الزراعة العضوية على القدرة الطبيعية للتربة والنبات والحيوان، واستخدام المواد الطبيعية غير المصنعة كمدخلات في العمليات الزراعية لإنتاج غذاء ذي مواصفات جيدة وقيمة صحية عالية.
وعدّد منافع الزراعة العضوية، منوهاً بأنها تحدُّ من استعمال الإضافات الخارجية كالأسمدة والمبيدات الكيميائية المصنعة والهرمونات، وكذلك التغيرات الجينية باستخدام الهندسة الوراثية.
وشدد المنصوري على أن تعظيم عوائد القطاع الزراعي في إمارة أبوظبي يعد أولوية، وسط حرص شديد على دعم تسويق الإنتاج المحلي وتعزيز استدامة القطاع الزراعي، والمساهمة في زيادة الحصة السوقية للمنتجات المحلية عبر مزيد من منافذ البيع والعروض المتنوعة والمبادرات الخلاقة.
وفي هذا الصدد، عبر عن الاعتزاز بالشراكات مع القطاع الخاص، والإيمان بالدور المحوري للشركات الوطنية في تعزيز منظومة الأمن الغذائي، كاشفاً عن خطط لفتح المزيد من فرص الاستثمار وتشجيع الشركات على إقامة مشاريع استثمارية ناجحة، تعزز التنمية الزراعية، وتضاعف من مساهمة قطاع الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي.
وأوضح المنصوري بأن الهيئة تنفذ العديد من المشاريع البحثية والتدريبية لنشر المعرفة وبناء قدرات المزارعين بشأن أفضل الممارسات الزراعية الخاصة بنظام الزراعة المائية، وتطبيق أفضل التقنيات في هذا المجال لزيادة كفاءة استخدام المياه في الزراعة، وتعزيز استدامة القطاع، وتشجيع المزارعين على استخدام مصادر مياه غير تقليدية في الزراعة لتعزيز الاستدامة الزراعية، والحد من الاعتماد الكلي على المياه الجوفية غير المتجددة.
وقال إنه تم التوسع في استخدام المياه المعالجة ليشمل حوالي 4515 مزرعة في إمارة أبوظبي، إضافة إلى 143 مزرعة، تعتمد حالياً على هذه المياه بمنطقة النهضة، فيما تشجع الهيئة استخدام أنظمة الري الذكية.

خريطة الاستثمار الزراعي
ولفت المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الزراعية إلى إطلاق خريطة الاستثمار الزراعي والغذائي، تدعم منظومة الأمن الغذائي والبحث العلمي والتطبيقي في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية، وتساعد على زيادة دخل المزارعين والمربين في المناطق التي تقام فيها، منوهاً إلى أنه يجري تنفيذ هذه الخريطة بالشراكة مع الهيئات الحكومية ذات الصلة، وهي تركز على خلق قيمة مضافة لقطاع الزراعة وإنتاج الغذاء.
وقال: هدفنا جعل أبوظبي مركزاً علمياً رائداً للابتكار الزراعي في البيئات الصحراوية، إضافة إلى استدامة قطاع الزراعة وتنمية الثروة الحيوانية وتعزيز منظومة الأمن الحيوي.
وفي هذا الصدد، أوضح بأن الهيئة تقدم دعمها للمزارعين من خلال الإرشاد الزراعي (النباتي والحيواني) والذي يعد أحد أهم الخدمات التي تقدمها، حيث يتم من خلالها تقديم خدمات إرشادية متنوعة وحزمة من المشاريع التنموية للمزارعين عبر منظومة متكاملة من البرامج والخدمات الزراعية المختلفة.

«أبوظبي جاب»
قال مبارك علي القصيلي المنصوري: عززت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية اهتمامها بالقطاع الزراعي، بإطلاقها برنامج أبوظبي للممارسات الزراعية الجيدة «أبوظبي جاب»، النسخة المحلية من أجل تنمية قطاع الزراعة في إمارة أبوظبي، وضمان تطبيق الممارسات المستدامة والربحية، مع التركيز على سلامة المستهلك والمسؤولية المجتمعية وحماية البيئة، حيث وقعت الهيئة اتفاقية مع منظمة «جلوبال جاب» تمنحها حق تطبيق معايير الممارسات الزراعية الجيدة في مزارع إمارة أبوظبي، ومنح المزارع المشاركة في البرنامج شهادة الممارسات الزراعية الجيدة «أبوظبي جاب»، حيث تمثل الشهادة المحلية نموذجاً وطنياً يسهل على المزارعين تطبيق المعايير العالمية بتكلفة أقل وبطريقة تناسب طبيعة الزراعة في إمارة أبوظبي ومتطلبات الاستدامة الزراعية.
وأكد أن برنامج أبوظبي للممارسات الزراعية الجيدة هو نهج متكامل يتماشى مع أهداف الاستدامة الزراعية في إمارة أبوظبي، وعملت الهيئة على مساعدة أكثر من 300 مزرعة في إمارة أبوظبي على تطبيق معايير المنظمة والحصول على شهادة الممارسات الزراعية الجيدة «جلوبال جاب»، نصف هذه المزارع في منطقة الظفرة، حيث يوجد بها 144 مزرعة تطبق المعايير العالمية المعتمدة ضمن شهادة «جلوبال جاب»، بينما يوجد 90 مزرعة في العين، و66 مزرعة في منطقة أبوظبي حاصلة على شهادة «جلوبال جاب» العالمية.

«الإمـارات أولاً»
أشار مبارك علي القصيلي المنصوري إلى تنفيذ عدد من المبادرات لدعم المزارعين وتسويق إنتاجيتهم، مثل مبادرة «الإمارات أولاً»، حيث وقعت الهيئة اتفاقية لتوريد المنتجات الزراعية المحلية لمجموعة «اللولو هايبر ماركت»، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الهيئة لتعزيز مكانة المنتج المحلي، وتأكيد تنافسيته في السوق، ودعم استدامة قطاع الزراعة والأمن الغذائي، والترويج للمنتجات المحلية الزراعية والغذائية، ما يؤكد أهمية المنتج المحلي في تلبية احتياجات المستهلكين، وتعزيز تنافسيته في أسواق الدولة، حيث تعمل على تسويق منتجات العديد من المزارع، بالإضافة إلى المنتجات التي يتم توريدها من خلال الهيئة بموجب عقد توريد سنوي، والكثير من منتجات الشركات المحلية ومصانع المنتجات الغذائية الرائدة في الإمارات التي تسوق منتجاتها تحت اسم علامة لولو التجارية، والتي تتميز بجودتها العالية.
وأضاف: تقوم الهيئة بتوريد المنتجات الزراعية الواردة من مزارع أبوظبي، حسب توافرها خلال الموسم الزراعي إلى مجموعة اللولو التي تتولى تسويقها عبر منافذها الواسعة بالإمارات، وذلك مقابل سعر متفق عليه بين الطرفين، وترتبط الهيئة بعقود توريد مع عدد كبير من المزارع في إمارة أبوظبي، تتولى بموجبها تسويق منتجات هذه المزارع في السوق المحلي.

برنامج المساعدة المالية
 أشار مبارك علي القصيلي المنصوري إلى أنه تعزيزاً للقطاع، واستكمالاً للقرارات والأنظمة التشريعية التي أصدرها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، أصدرت الهيئة قراراً بشأن الأنشطة الزراعية بشقيها النباتي والحيواني في المزارع المستفيدة من برامج تعزيز الاستدامة الزراعية «برنامج المساعدة المالية».
وقال: حدد القرار شروط ممارسة الأنشطة الزراعية للإنتاج النباتي والحيواني، وأجاز الجمع بين ممارسة النشاطين بشرط أن يتم الالتزام بالشروط المنظمة لممارسة كل نشاط على حدة. كما أوضح القرار أهمية اشتراط الحصول على خطاب عدم ممانعة من الهيئة في حال الرغبة في ممارسة أي نشاط زراعي آخر غير مذكور في نص القرار.
وتابع: تؤكد الهيئة أن تنظيم ممارسة الأنشطة الزراعية بشقيها النباتي والحيواني، يساعد ويسهم في تعزيز التنمية الزراعية المستدامة، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية في إمارة أبوظبي، ما يؤدي إلى زيادة مساهمة المزارع المحلية في تعزيز منظومة الأمن الغذائي والحيوي، وتوفير منتجات زراعية آمنة وبجودة عالية، حيث إن تنظيم ممارسة الأنشطة الزراعية يضمن التزام المزارع بتطبيق شروط الأمن الحيوي ومتطلبات السلامة الغذائية وإنفاذ القوانين والتشريعات ذات الصلة في هذا الشأن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©