السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رقائق إلكترونية للكشف عن الأمراض بجسم الإنسان

سامر مدانات
13 أكتوبر 2020 00:34

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) 

يعكف قسم الهندسة الحيوية بجامعة نيويورك أبوظبي على إجراء أبحاث ودراسات لتطوير شريحة ذكية يزود المرضى بها، لمعرفة تطورات الحالة الصحية للإنسان، والتي تقوم بتزويد الطواقم الطبية بحالة الجسم وقراءة الإشارات الحيوية، فضلاً عن تطوير أدوات لاكتشاف مسببات الأمراض. 
وقال الدكتور سامر مدانات، عميد كلية الهندسة بجامعة نيويورك أبوظبي: «إن باحثين بقسم الهندسة الطبية الحيوية بالجامعة يعملون على تطوير هذه الشرائح الدقيقة والذكية، والتي يمكن أن يتم زرعها في جسم الإنسان لقراءة وظائفه، وإعطاء تقارير عن الحالة الصحية عن المرضى، الأمر الذي يحدث ثورة علمية في مجال الطب». 
وأضاف لـ «الاتحاد»: حالياً، يتم تطوير العديد من الأساليب والطرق المستقبلية في مختبرات الأبحاث حول العالم، ومن المتوقع أن تحدث ثورة في طريقة علاج المرضى وبطرق تشخيصية للأمراض، تتضمن بعض هذه التقنيات تطوير رقائق حيوية مصغرة لتحل مكان المختبرات التقليدية للكشف عن الأمراض، والرقائق الإلكترونية يمكن دمجها مع جسم الإنسان لقراءة الإشارات الحيوية من أعضاء الجسم، وتطوير أدوات متخصصة لاستكشاف مسببات الأمراض مثل السرطان والسكرى، وأيضاً تقنيات الهندسة المناعية والخلايا الجذعية. 
وأوضح أن الباحثين في الجامعة يعملون منذ أربع سنوات في تطوير الرقائق الإلكترونية، ويحتاجون لمدة أربع سنوات أخرى تقريباً لتصبح جاهزة للتطبيق، ونحن الآن في منتصف الطريق، مؤكداً أن هذه الرقائق ستحدث تطوراً كبيراً في مجال الرعاية الصحية. 
وأشار إلى أن «الهندسة الطبية الحيوية تستخدم علوم الهندسة بجميع فروعها، فضلاً عن العديد من العلوم الأساسية الأخرى مثل الفيزياء والرياضيات والكيمياء، وذلك من أجل تطوير علوم الأحياء والطب لحل مشكلات عدة مرتبطه بهذه العلوم»، مشيراً إلى أن هدف الهندسة الطبية الحيوية هو ربط علوم الأحياء والطب بالتقنيات الحديثة من أجل خدمة البشرية.

الهندسة الطبية الحيوية 
لفت الدكتور سامر مدانات إلى أن بعض فروع الهندسة الطبية الحيوية تختص بتطوير وتصنيع الأجهزة الطبية، وبعض الفروع الأخرى تهتم بدراسة هندسة جسم الإنسان لتوفير أعضاء بديلة، أو لإعادة برمجة بعض الخلايا لأهداف إكلينيكية، كبرمجة الخلايا الجذعية لمحاربة بعض الأمراض. 
وعن إسهامات الهندسة الحيوية في مكافحة وباء «كوفيد - 19»، قال الدكتور مدانات: «لدينا بعض المشاريع المتعلقة بالفيروس، وتركز بشكل أساسي على تطوير تقنيات وأجهزة جديدة يمكنها اكتشاف وجود الفيروس داخل عينات الدم واللعاب ومسحة الأنف، وينصب تركيزنا حالياً على تطوير أجهزة رخيصة وسهلة الاستخدام وسريعة في إعطاء النتائج». وأضاف: إن بعض الأجهزة تهدف إلى الكشف عن وجود الفيروس نفسه، بينما يحاول البعض الآخر الكشف عن استجابة مناعة جسم المريض للفيروس، وفي المستقبل القريب قد نهدف إلى الجمع بين الجهازين في جهاز واحد، كي يمكن اكتشاف وجود الفيروس نفسه، بالإضافة إلى أي استجابة مناعية من الجسم إن وجدت»، مشيراً إلى أن الباحثين في جامعة نيويورك أبوظبي يركزون جهودهم على تطوير أقنعة جديدة للوجه، باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تطوير دواسات قدم لفتح الأبواب من دون استخدام اليدين. وأكد أن هناك بالطبع إسهامات للهندسة الطبية الحيوية في مكافحة (كوفيد - 19)، مثل أجهزة التنفس الاصطناعي، أحد منتجات الهندسة الطبية التي ازداد الحديث عنها مؤخراً في أثناء الجائحة، كما شهدنا تطوير هذه الأجهزة وبأسعار معقولة، فضلاً عن التقنيات الحديثة والتي يتم تطويرها، مثل أجهزة الكشف عن الفيروس من الدم واللعاب والأنف، والتي تضمن نتائج دقيقة وسريعة في الوقت ذاته». 
وأشار إلى أن «جهود الهندسة الحيوية تتضمن أيضاً تطوير أقنعة أكثر فعالية لمنع انتشار الفيروس، بالإضافة إلى تدابير جديدة للوقاية من انتشار الوباء، ويحاول باحثون عدة حول العالم لتطوير تقنيات جديدة، لفهم أساسيات الفيروس وكيف يسبب العدوى، وبالتالي فهم كيف يتفاعل مع جسم المريض، مما قد يمكننا في المستقبل من تطوير وسائل اللقاحات التي تمنع الفيروس من غزو الأنسجة البشرية». 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©