الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسبار الأمل يقطع مسافة 215 مليون كيلومتر

مسبار الأمل يقطع مسافة 215 مليون كيلومتر
8 أكتوبر 2020 00:37

آمنة الكتبي (دبي) 

كشف المهندس عمران شرف مدير مشروع مسبار الأمل: أن المسبار قطع مسافة 215 مليون كيلومتر والمتبقي 264 مليون كيلومتر، مشيراً إلى أن الأجهزة العلمية الخاصة بالمسبار يتم اختبارها حالياً وكل المؤشرات تؤكد حالتها الممتازة والمرحلة الحالية لمسبار الأمل هي مرحلة ما قبل الوصول للمريخ. جاء ذلك أمس خلال الإحاطة الإعلامية التي نظمها مركز محمد بن راشد للفضاء. 
وقال شرف: إن المخاطر مستمرة حتى يصل المسبار إلى مدار المريخ، وذلك بسبب اختلاف التضاريس وتعرض المسبار للأشعة الكونية، كما تعد عملية تباطؤ سرعة القمر لدخول مدار المريخ ضمن المخاطر الكبيرة، موضحاً أن مسبار الأمل التقط مجموعة صور، وذلك ضمن مهامه وخلال تشغيل الأجهزة العلمية، مؤكداً أنه تم الانتهاء من مرحلة الإطلاق والعمليات الأولى بالإضافة إلى عمليات توجيه المسبار الأولى، والتي كانت بتاريخ 11 أغسطس وعمليات توجيه المسبار الثانية بتاريخ 28 أغسطس، مبيناً أن يتم الاتصال بمسبار الأمل حالياً بمعدل مرة إلى مرتين أسبوعياً للتأكد من صحة ومعايرة كافة الأجهزة واستقبال البيانات وإرسالها وكل المؤشرات تؤكد فعالية أداء الأجهزة الخاصة بالمسبار.  

أكد المهندس عمران شرف أنه خلال أول أسابيع الإطلاق، كان فريق العمل يتصل بشكل متواصل مع المسبار، ولكن حالياً يتم الاتصال به 3 أو 4 مرات بالأسبوع، مضيفاً أن المسبار يمر بمراحل وتضاريس بيئية مختلفة عن كوكب الأرض، وهو في طريقه الصحيح، مبيناً أن المسبار يسير وفق للخطة التي تم وضعها مسبقاً، ومن المنتظر أن يصل إلى وجهته كما تم برمجته ودراسته مسبقاً. وأكد شرف أن فريق مسبار الأمل يضم فريق المحطة العلمية وفريق الإطلاق بالإضافة إلى فريق التخطيط الاستراتيجي والفريق العلمي وفريق تطوير المسبار، وإدارة المشروع، وضمان الجودة والسلامة، بالإضافة إلى فريق العمليات.

في المسار الصحيح
قال سهيل الظفري نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء، مسبار الأمل: إن المسبار في مساره الصحيح نحو الكوكب الأحمر، وبوصوله للكوكب سيؤدي مهمته العلمية لإثراء المجتمع العلمي العالمي بمعلومات وبيانات علمية جديدة.
وأضاف: هناك عاملان يحددان تاريخ وصول المسبار إلى المريخ، أولهما تصميم المدار إذ يلعب دوراً في سرعة المسبار، ثانياً العمليات التي تتم خلال الرحلة، والتي قد تقلل أو تزيد من سرعة المسبار، مضيفاً أن فرق العمل المشرفة على المسبار تتابع باستمرار رحلته نحو الكوكب الأحمر.
وقال إن المسبار كما خضع في الأرض لاختبارات ومتابعة دورية فهو الآن يخضع لنفس المراقبة وهو في الفضاء لضمان وصوله لوجهته بنجاح كما تم التخطيط له، موضحاً أن المسبار صنع بتقنيات مستحدثة يمكنها التكيف مع أي ظروف وأنظمة ستعمل بشكل مدروس عند دخوله مدار المريخ.
وأضاف: حاولنا محاكاة كافة التحديات التي يمكن للمهمة أن تمر بها، وعملنا طوال السنوات الماضية على التحقق من مختلف السيناريوهات، كما قمنا بتصميم أول جهاز ملاحة للفضاء العميق على مستوى المنطقة، وابتكرنا طريقة جديدة لتحديد موقع المسبار تختلف عن نظم التموضع الجغرافي GPS، وبدأنا استخدام موجات إرسال الراديو بالاتجاهين، كما استخدمنا تقنية الموجات الصوتية المرتدة لمعرفة سرعة المسبار.  وتابع: يعطي هذا المدار أفضلية لمسبار الأمل عن أي مركبة فضائية أخرى، حيث لم يكن لأي من المهمات السابقة إلى المريخ مدار مشابه، حيث كانت لها مدارات لا تسمح لها سوى بدراسة الغلاف الجوي للمريخ في وقت واحد خلال اليوم.

6 مراحل 
وقال المهندس زكريا الشامسي نائب مدير المشروع مسؤول إدارة العمليات والتحكم بالمسبار: 6 مراحل تتضمنها مهمة المسبار تشمل الأولى مرحلة الإطلاق وتبدأ عند إتمام الإعداد النهائي للمركبة الفضائية وإجراءات تخفيض الطاقة الدافعة للمركبة وتنتهي بعد إتمام الاتصال الأول مع المسبار، وتأتي المرحلة الثانية وهي العمليات المبكرة وتبدأ عند انتهاء مرحلة الإطلاق وتستمر لمدة 45 يوماً وتنتهي بعد تقييم أداء أجهزة المسبار في الفضاء ويكون اتصال متواصل مع المسبار من المحطة الأرضية.
وأضاف: ومن ثم مرحلة الرحلة إلى المريخ وتبدأ فيها العمليات الاعتيادية لمتابعة المسبار وتمتد حتى دخوله مجال المريخ ويتم فيها الاتصال مع المسبار مرتين إلى 3 مرات، ومن ثم تأتي مرحلة الدخول لمدار المريخ وتنتهي حين يتأكد فريق الملاحة من دخول المسبار إلى مدار الالتقاط. وقال: ومن ثم تأتي مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي وتتم فيها عدة مناورات للانتقال إلى المدار الأخير، وأخيراً مرحلة الدخول إلى المدار العلمي وتستمر لمدة عام مريخي كامل (687 يوماً) ويتم خلالها التقاط البيانات العلمية المخطط لها.
وأكد الشامسي، أن المسبار يمر بمراحل متعددة حتى وصوله لوجهته المحددة، قائلاً إن أهم مرحلة له وأصعبها تتمثل في مرحلة دخوله لمدار كوكب المريخ وتأقلمه مع جاذبية المريخ، حيث سيقوم فريق العمل بتخفيض سرعته للدخول بنجاح لمدار الكوكب الأحمر، لإتمام مهمته وأهدافه على أكمل وجه.

الاتصال مع القمر
وأكد المهندس محمود الناصر، رئيس تطوير برمجيات العمليات الفضائية في المحطة الأرضية لمشروع مسبار الأمل: أن هناك شاشات متعددة في المحطة الأرضية ولها وظائف متعددة منها متابعة أنظمة الملاحة والأنظمة الحرارية وعملية البرمجيات ولحظة الاتصال مع المسبار وأهم المعلومات وقت الاتصال مع القمر والتأكد من الخطط الموضوعة. 
وأَضاف: مهامي تتمثل في قيادة تطوير برمجيات المحطة الأرضية، بما في ذلك التصميم والتطوير والاختبارات، كما عملت على تطوير البنية التحتية لمركز العمليات والتأكد من جاهزيتها، إضافة إلى التعامل مع مسافات فضائية بعيدة جداً تجعل الاتصال بالمسبار عملية دقيقة أصعب مما هي عليه ضمن الأقمار الاصطناعية العادية التي تتواجد في مدار كوكب الأرض.

النموذج الهندسي
وقال محمد ناصر العمادي مهندس دمج وتجميع القمر الاصطناعي في مركز محمد بن راشد للفضاء وقائد فريق النموذج الهندسي لمسبار الأمل: يتمثل دوري في تنفيذ اختبارات الأنظمة والأجهزة في مسبار الأمل ودمجها، مشيراً إلى أن النموذج الهندسي لمسبار الأمل تم تصنيعه في مركز محمد بن راشد للفضاء وهو عبارة عن قمر اصطناعي مصغر شبيه لمسبار الأمل ويحاكي بيئة الفضاء، ونقوم بتنفيذ اختبارات الأولية والأجهزة العلمية وأجهزة المحاكاة، وكان له دور كبير في رسم خط سير مسبار الأمل ودراسة المخاطر وإجراء التجارب على الأجهزة العلمية.

أنظمة مضمونة
قال المهندس محسن العوضي، مهندس أنظمة المسبار ومدير المخاطر في مشروع مسبار الأمل لـ«الاتحاد»: تم اختيار أنظمة مضمونة لضمان نجاح مهمة مسبار الأمل، وتم اختيار شركة «ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة» نظراً لأدائها المتميّز وسمعتها الحسنة في أوساط تكنولوجيا الفضاء حول العالم وسجلها الحافل بواحد من أعلى نسب نجاح إطلاق مركبات فضائية وأقمار اصطناعية عالمياً، ومنذ إطلاق برنامج ياباني لتطوير صواريخ الفضاء اعتمدت اليابان على «ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة» في مختلف جوانب التصنيع حتى إطلاق الأقمار الاصطناعية. وسبق لدولة الإمارات الاستعانة بها في إطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات». وأشار العوضي إلى أن مرحلة دخول المسبار لمداره هي ثاني أخطر مرحلة وقد تم تدريب فرق المهمة وفق سيناريوهات تم اعتمادها سلفاً على كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف والتحديات وتم مراجعة فعالية الخطط كثيراً خلال الفترة الماضية. وبين أن دوره يتمثل في التخطيط المسبق والتنسيق مع 3 أقسام في المشروع، منها قسم تصميم المسبار وغرفة التحكم والعمليات وقسم صاروخ الإطلاق، مؤكداً مدى استعداد فريق العمل لشهر فبراير وعملية دخول المسبار إلى مدار المريخ، موضحاً أنه تم الاستعداد مسبقاً لهذه المرحلة وتم وضع جميع الاحتمالات وسيعمل الفريق على مدار 24 ساعة، لافتاً إلى أن الفريق سينقسم إلى فريقين يتكون كل منهما من ثلاثة مهندسين، بحيث يتناوب الفريقان على متابعة المسبار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©