الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

معلمون: «التعلم عن بُعد» يطور الأداء

الاستعداد للانتقال إلى عصر جديد من العمل (الاتحاد)
5 أكتوبر 2020 02:03

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) 

أكد معلمون أن التعلم عن بُعد من أهم التطورات، التي كانت ستأتي يوماً ما، إلا أن جائحة فيروس كوفيد - 19 عجلت بهذا النوع من التعليم، مشيرين إلى أنهم قاموا بتطوير أدائهم، من خلال الخبرات التي حصلوا عليها في الفصل الدراسي الأخير من العام الماضي، حيث يقدمون الآن الدروس عن طريق فيديوهات مصورة لشرح الدروس، ويتيحون للطلاب مشاهدتها في أي وقت، فضلاً عن استخدام أساليب شرح المعلومات عن طريق «الإنفوجرافيك»، ورصد الأخطاء والتعلم منها وإشراك الطلاب في مسؤولية التعلم عن بعد. ورصدت «الاتحاد»، مسيرة العمل اليومي لأساتذة في مراحل دراسية مختلفة، للتعرف على ما قاموا به من تطوير أدائهم وفق المعايير المنصوص عليها من الجهات المعنية بالتعليم في الدولة، بغية تقديم أكبر فائدة ممكنة للطلاب في مراحلهم الدراسية. 
وتقول غاديا محمد علي البدوي، أستاذة رئيسية بقسم العلوم الصحية بمدرسة التكنولوجيا التطبيقية في العين: «في أواخر أغسطس 2020، تابعنا عن كثب حالات الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، حيث كانت تتقلب صعوداً وهبوطاً، بدأنا في التخطيط لكيفية نقل التعليم في الدولة إلى مستوى أعلى من النجاح، وبصفتنا معلمين نقوم بالتدريس عن بُعد، لم نتمكن من مشاهدة استفسارات طلابنا، لذلك كان من الضروري إنشاء قنوات اتصال أسهل لهم مباشرة في جلسة للمحادثة، مما يتيح لهم فرصة كتابة استفساراتهم من خلال التقدم في الفصل».
وتضيف: «مع العلم أننا لم نعد قادرين على تحفيز وتسهيل رحلة استفسارهم مباشرة، إلا أن منصة التعلم الذكية الجديدة الخاصة بنا، سمحت للطالب بالتفكير في تقدم تعلمه، ومشاركة رأيه بالإبهام لأعلى /‏ لأسفل، والتعليق على استفساراتهم لنا لمتابعة إنجازهم التعليمي، والاستجابة لفضولهم واستفساراتهم».
وتشير إلى أنه يتم تسجيل جميع جلسات التعلم، التي يتم إجراؤها عبر الفرق «تيمز» بشكل يومي، لتوفير الدعم السهل للطلاب الذين لم يتمكنوا من حضور الجلسة لأسباب فنية أو لأسباب أخرى، يتم بعد ذلك بث الجلسات المسجلة في منصة البث التابعة لثانوية التكنولوجيا التطبيقية، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة من قبل جميع طلابنا. 

فيديوهات للطلاب
وقال محمد عثمان فاروق، أستاذ الأحياء بمدرسة التقنية التطبيقية: «إن التغيير هو العنصر الأساسي للابتكار في القرن الحادي والعشرين، لأنه وضع الجميع في إطار زمني جديد مليء بالتحديات، وأظهر المعلمون تكيفاً مع هذه المتغيرات، وابتكروا أفضل الطرق الممكنة لإعداد الطلاب والمجتمع للمستقبل». 
وأضاف: «لم يعد التعلم عن بعد طريقة تقليدية للتدريس، لأن المعلمين استخدموا أحدث المنهجيات لتحويل مجموعاتهم البسيطة من الطلاب إلى مجتمع الدارسين عبر التعليم التفاعلي، حيث إننا نعلم طلابنا أن يكونوا منفتحين على المعرفة، ويمكنهم الوصول إلى المعلومات الدراسية في بيوتهم، واستجابة للتحديات التي طفقت في أوقات جائحة كوفيد - 19، بصفتي مدرساً تتضمن أفضل ممارساتي، إنشاء مقاطع فيديو وعروض تقديمية باستخدام الإنفوجرافيك حتى تكون سهلة على الطلاب، وإشراك الطلاب أنفسهم في الدراسة وتحميلهم المسؤولية، وتولي زمام القيادة في أوقات الدروس». وقال: «إن الطلاب لا يتفاعلون معنا بشكل مباشر، لذا فإنني أبذل قصارى جهدي حتى أتمكن من الإجابة على جميع استفسارات الطلاب، من خلال تطوير بيئة التعلم القائم على الاستفسار، حيث إن ذلك يمنح الطلاب فرصة للتعلم من تجاربهم العمرية، مشيراً إلى أنه جعل فيديوهاته التوضيحية متاحة للطلاب على اليوتيوب، لتمكين الطلاب من مراجعتها بعد الدروس عن بعد». 

رصد الأخطاء 
وقالت كريستن فيثر، أستاذة الأحياء بمدرسة التكنولوجيا التطبيقية في العين: «إذا وصفنا التحول من التعليم التقليدي المبني على التفاعل المباشر بين الأساتذة والطلاب وجهاً لوجه إلى التعلم عن بعد، أمراً سهلاً فإن ذلك يكون منافياً للواقع، على الرغم من قضاء أيام كثيرة من العمل على كيفية تطبيق العديد من الأنشطة التفاعلية، وكذلك كيفية جذب انتباه الطلاب عبر الإنترنت، والحفاظ على هذا كان دائماً على رأس أولوياتنا». 
وتضيف أن تسبب الإنترنت في موجة جديدة من التفكير، وزاد من ثقتنا وابتكاراتنا كمعلمين وطلاب، وأدي تطبيق العديد من منصات التدريس، إلى تعزيز التعاون بين المعلمين أنفسهم وكذلك سهل الإنترنت للمعلم الوقوف مع الطلاب، والاستعداد للانتقال إلى عصر جديد من العمل التي يعتمد على التكنولوجيا. 
وتشير فيثر، إلى أن أحد الجوانب الرئيسة للتعلم عبر الإنترنت حتى الآن، يتمثل في خبرات التعلم الفردية لكل طالب، ولم تعد مشكلات جذب الانتباه الفصل بأكمله تستحوذ مهمة المدرس، بل أصبح عليه التركيز الكامل بإنجاز وإكمال المناهج قبل أوقات الاختبارات المحددة، وقد أدى ذلك إلى تحمل العديد من الطلاب مسؤولية في التعلم. 

تميز
وتلفت فيثر إلى أن برنامج «تيمز» أتاح للطلاب والمعلمين جودة المحاضرات الافتراضية، بالإضافة إلى فعالية تقديم المحتوى بطريقة منظمة ومباشرة باستخدام منصات جوجل وآبل، ومن المهم أيضاً أن نتذكر بناء علاقة مع طلابنا ومراقبتهم في أثناء الدراسة، باستخدام نقاط تفتيش غير معلنة ورؤية نتائج في الوقت الفعلي. 
وتوضح، أن التدريس عبر الإنترنت أكثر صعوبة، حيث يسهل التعرف على التفاعل في الفصل الدراسي العادي، ولكن بالتدريب عبر الإنترنت والتشجيع المستمر من الإدارة والزملاء المعلمين، كان ذلك عقبة مؤقتة، مشيرة إلى أن تطور التعليم على أساس مستمر، ونحن كمعلمين نحتاج إلى أن نكون مستعدين لمواجهة هذا الأمر دون خوف، وضرورة التعلم من الأخطاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©