الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الكويت.. رمز التسامح

الكويت.. رمز التسامح
30 سبتمبر 2020 02:01

أحمد مراد (القاهرة) 

جسد المغفور له، الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، منذ توليه الحكم في 29 يناير عام 2006، تجربة مشرفة وصورة حية للتسامح والتعايش المشترك في ظل سيادة القانون ومبادئ العدل والمساواة.وفي خطابه الأول الذي ألقاه في أعقاب أداء اليمين الدستورية، شدد على سعيه إلى سيادة مبادئ الإخاء والمحبة والتعايش المشترك والتسامح، وتمتع جميع المواطنين بالمساواة في الحقوق والواجبات، مع ضمان حرية الرأي والتعبير، وممارسة الطقوس الدينية.
وفي السنوات الأولى لتوليه الحكم، توالت تأكيدات الشيخ صباح الأحمد في مناسبات مختلفة على أهمیة اللحمة الوطنیة بین أبناء الشعب الكویتي، مشدداً أن أمن الكویت وتكاتف شعبها، ووحدتهم الوطنیة هي الأساس الراسخ والمبدأ الثابت.
وتبنى، طيب الله ثراه، لغة التسامح والتعايش المشترك في جميع خطاباته ولقاءاته بفئات الشعب الكويتي، كان آخرها خطابه للشعب الكويتي في نوفمبر من العام 2019 الذي دعا فيه الكويتيين إلى الانتباه لمصلحة الوطن وصیانة أمنه واستقراره، والوقوف صفاً واحداً في وجه من یحاول العبث بأمنه وشق وحدته الوطنیة، معرباً عن ثقته التامة بأن أهل الكویت مدركون لخطورة المرحلة التي تعیشها المنطقة العربية، وما تقتضیه من وعي ویقظة وحرص على وحدة الصف والكلمة، وتجسید المسؤولیة الوطنیة.
أدرك الكويتيون أهمية رسائل المغفور له الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، الداعية إلى التكاتف والوحدة، والابتعاد عن خطابات الكراهية والفرقة، وتعاملوا معها بإيجابية، الأمر الذي زاد من حجم التقارب بينهم في إطار من مبادئ التسامح والتعايش المشترك.وتجلت مبادئ التسامح التي تبناها، طيب الله ثراه، بوضوح في تعامله مع حادث تفجير مسجد الإمام الصادق بالكويت في 26 يونيو 2015، الذي أسفر عن سقوط 27 مواطناً، حيث حضر إلى موقع الحادث بعد دقائق معدودة من وقوعه، وصدرت أوامر أميرية بنقل ثمانية من جثامين الضحايا للدفن في مقبرة وادي السلام بالنجف الأشرف عبر طائرة حكومية. 
وأُقيم العزاء في مسجد الدولة الكبير، وكان ،طيب الله ثراه، على رأس الحاضرين لتأدية واجب العزاء، إلى جانب ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء، والوزراء، وأعضاء مجلس الأمة.
وفي سبتمبر 2018، أكد موقع (OPENCANADA.ORG) الكندي المستقل أن الكويت في ظل حكم الشيخ صباح الأحمد تتخذ عدة إجراءات ووسائل قانونية لحماية الأقليات الدينية، مثل قانون الوحدة الوطنية الذي يحظر إثارة الفتنة الطائفية، وتجريم أي محتوى يشكل إساءة للمجموعات والطوائف الدينية، حيث ينص القانون على غرامات تتراوح ما بين 10 آلاف و200 ألف دينار كويتي، وعقوبة قد تصل إلى السجن سبع سنوات.

قوانين الحرية الدينية
ومنذ اللحظات الأولى لتوليه مقاليد الحكم، حرص المغفور له الشيخ صباح الأحمد على تعزيز ثقافة التسامح والتعايش بصورة مستمرة للارتقاء بالمجتمع، حيث صدرت في عهده عشرات القوانين التي تكفل الحقوق والواجبات العامة لجميع المواطنين دون أي تمييز بينهم على أساس الجنس أو الأصل، أو الدين أو المذهب.
وساهمت قوانين الحرية الدينية التي صدرت في عهد الشيخ صباح الأحمد في قطع أشواط ملموسة في مسألة تعزيز التسامح، والتحقيق الفعلي لمواد الدستور الكويتي الذي يكفل حرية المعتقد، وحرية القيام بشعائر الأديان على ألا يخل ذلك بالنظام العام أو ينافي الآداب، الأمر الذي جعل الكويت «منارة تسامح».


زيارة تاريخية
في 23 أبريل من العام 2017، استقبل المغفور له الشيخ صباح الأحمد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في أول زيارة من نوعها تشهدها الكويت، تلبية لدعوة رسمية من أمير الكويت.
وخلال الزيارة أكد، طيب الله ثراه، أهمية اتباع نهج التحاور والتفاهم بين جميع الأديان والثقافات لتعزيز مبادئ التسامح والتعايش بين شعوب العالم، تحقيقاً لنشر ثقافة المحبة والإخاء.
وخاطب قداسة البابا تواضروس، خلال الزيارة التاريخية، شعب كاتدرائية مارمرقس للأقباط الأرثوذكس بمنطقة حولي الكويتية قائلاً: «لقد أحببت الكويت، وعندما قابلت صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وأهلها الطيبين أحببت الكويت أكثر».
وفي بيان رسمي، أكدت الكنيسة القبطية أن الكويت في عهد الشيخ صباح الأحمد باتت من أهم الدول الرائدة في منهجها التسامحي بين الأديان، وبرعاية من الشيخ صباح الأحمد يتمتع الجميع في الكويت بالحرية الكاملة في ممارسة الحقوق الدينية وتأدية الشعائر.

مسيحيو الكويت
في عهد الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، بات جميع سكان الكويت من المواطنين والمقيمين، من مختلف الأديان والطوائف، يمارسون طقوسهم الدينية وفق القوانين المتبعة في الكويت، دون أي شكل من أشكال التمييز، في ظل حرصه، طيب الله ثراه، على إعلاء قيم التسامح والعدل والمساواة.
وهو الأمر الذي يؤكده القس عمانويل غريب، راعي الكنيسة الوطنية الإنجيلية التي تقع في قلب العاصمة الكويتية، أن المسيحيين في الكويت جزء من النسيج الاجتماعي الكويتي، مشيراً إلى أن هناك 290 كويتياً مسيحياً، حسب آخر إحصائية للهيئة العامة للمعلومات المدنية، ينتمون لأسر هاجرت إلى الكويت من دول مختلفة مثل جنوب شرق تركيا والعراق.
وقال عمانويل: «الكنيسة الإنجيلية بالكويت أقيمت في عام 1931، واليوم يبلغ عدد الكنائس بالكويت 8 أو 9 كنائس.
ولفت إلى أن الكويت قدمت صورة زاهية، بتعايشها واحتضانها الطوائف المسيحية والتزامها بحرية المعتقد والأديان الذي تعمل به وفقاً لما جاء في مواد الدستور.
وفي ديسمبر 2019، اعتبر مطران الكرسي الأورشليمي والكويت والشرق الأدنى الأنبا أنطونيوس، الكويت موطن التسامح والتعايش السلمي بين الأديان. وخلال زيارته الرعوية الدورية للكويت، تزامناً مع الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيد، أكد أن جميع الطوائف المقيمة في الكويت تتمتع بمساحة كبيرة في حرية العقيدة، وممارسة شعائرها الدينية التي كفلها الدستور والقانون.

دعوات مستمرة
دعوات الشيخ صباح الأحمد إلى نشر قيم التسامح والتآلف لم تنقطع طوال السنوات التي تولى فيها الحكم، كان آخرها خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية التي عقدت بتونس في مارس 2019، بعدما أدان الاعتداء الإرهابي الذي طال الأبرياء في نيوزيلندا.
وفي مايو 2019، خاطب شعبه قائلاً:«يجب حماية استقرار وأمن بلادنا عبر التعاون، ونشر ثقافة التسامح والسلام، رافضاً دعوات الكراهية التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي.

إعلان الكويت
في مايو 2015، وبرعاية خاصة من الشيخ صباح الأحمد، صدر ما يسمى بـ«إعلان الكويت» ضمن فعاليات الدورة الـ 42 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، تحت شعار «دورة الرؤية المشتركة لتعزيز قيم التسامح ونبذ الإرهاب»، وأكد إعلان الكويت أن فكرة الانفتاح والتسامح بين الشعوب ضرورة إنسانية بالمقام الأول، تحض عليها الأديان السماوية.

التسامح نحو المرأة
جانب آخر من التسامح تعيشه الكويت في عهد الشيخ صباح الأحمد، يتمثل في تعزيز دور المرأة السياسي باعتبارها شريكاً أساسياً في مختلف مناحي الحياة، حيث زادت نسبة تمثيل المرأة في مجلس الأمة، فقد انتخب الشعب الكويتي، لأول مرة ضمن نوابه الخمسين، أربع نساء فزن بمقاعد نيابية عن ثلاث دوائر انتخابية، وذلك في الانتخابات التشريعية التي أجريت في العام 2009.
وفي أبريل 2006، مارست المرأة الكويتية حقها السياسي في الانتخابات التكميلية للمجلس البلدي، سواء بالترشح أو التصويت، وفي يونيو من نفس العام وافق مجلس الوزراء على تعيين امرأتين من بين 6 شخصيات لعضوية المجلس البلدي، لأول مرة في تاريخ الكويت.

بابا الفاتيكان
في يناير الماضي، أشاد بابا الفاتيكان، على هامش اللقاء السنوي برؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الفاتيكان، بجهود أمير الكويت في حل النزاعات ودوره الإنساني لصالح تحقيق الاستقرار والسلام، وثمّن دوره الريادي في دعم قيم الحوار البناء والعيش المشترك والتعاون في العلاقات الدولية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©