الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«خليفة الطبية» تستأنف زراعة الكلى

«خليفة الطبية» تستأنف زراعة الكلى
29 سبتمبر 2020 01:36

منى الحمودي (أبوظبي) 

استأنفت مدينة الشيخ خليفة الطبية، عمليات زراعة الكلى ضمن اتباع أعلى الاشتراطات للإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، حرصاً على سلامة وصحة المرضى من هم بحاجة لزراعة الكلى والمتبرعين.
وتفصيلاً، نجح الفريق الطبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، في إجراء 11 عملية زراعة كلى ناجحة وخالية من أي مضاعفات لمرضى تقل أعمارهم عن 30 عاماً، والذين كانوا ينتظرون وقتاً أطول لإجراء عملية زرع الكلية.
وأوضح الدكتور محمد يحيى الصيعري، استشاري أمراض الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، بأنه تم استئناف عمليات برنامج زراعة الكلى في «خليفة الطبية، بعد اجتياز المراحل الصعبة لجائحة كوفيد-19، وذلك باتباع أفضل المُمارسات العالمية للوقاية من الإصابة بالفيروس للمتبرع والمتلقي. 
وأشار إلى أنه تم بنجاح زراعة الكلى لأول ثلاثة مرضى، خلال أول أسبوع لاستئناف العمليات، منها عملية لمريض من الجنسية الإماراتية تبرعت له والدته، وآخر من الجنسية البريطانية تبرعت له أخته بكلية، والمريض الثالث من الجنسية الباكستانية والذي تلقى كلية من متبرع متوفى، موضحاً أن جميع المرضى خرجوا جميعاً من المستشفى بنتائج طبية ممتازة، واستعادوا الوظائف الحيوية للكلى.
ولفت الدكتور محمد الصيعري، بأن مركز زراعة الكلى، وضع بعين الاعتبار في عملية زرع الكلى للمرضى الشباب الذين لا يعانون من حالات طبية مرضية أخرى مثل مرض السكري، والذين لديهم غرفهم الخاصة وحمامهم لممارسة الحجر الصحي المناسب قبل وبعد الزرع، كما حرص المركز عند استئناف عمليات الزراعة على اتباع جميع الاحترازات والممارسات للمرضى والمتبرعين قبل البدء بالعملية، منها الحجر الصحي لكل من المتبرع والمتلقي لمدة 14 يوماً في المنزل، وفحص المتبرع والمتلقي كلاهما قبل 7 أيام من الجراحة، وفحصهما ثانية بعد يومين للتأكد من خلوهما من كوفيد-19. 
ونوه بأن برنامج زراعة الكلى، حرص على اختيار المرضى المناسبين للزراعة خلال هذه الفترة الحرجة، وتم تجنب المرضى الذين لديهم نسبة خطورة عالية لمضاعفات كوفيد-19 مثل مرضى السكري وكبار السن والأمراض المزمنة، حيث تم اختيار المرضى من فئة الشباب والأصغر سناً والذين يعانون من الفشل الكلوي الدائم دون أي مضاعفات أخرى.
وقال الدكتور محمد الصيعري: «بعد زراعة الكلى، يخضع المرضى لنظام مثبطات مناعة ثقيل، مما قد يعرضهم لخطر العدوى التي تهدد الحياة مثل كوفيد19، لذا يجب أن نكون حذرين للغاية فيما يتعلق بمن يجب أن تُجرى له عملية الزرع خلال هذا الوباء، وأن نوازن بين مخاطر الإصابة بكوفيد-19 لصالح زراعة الكلى».
وذكر أن زيادة عدد عمليات زراعة الكلى بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير، نتيجة لتطور مستوى الخدمات الصحية في إماراة أبوظبي، وأن مركز زراعة الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية الذي تم إنشاؤه عام 2008، يعتبر الأكبر في دولة الإمارات من حيث عدد عمليات زراعة الكلى، ونجح في إجراء ما يزيد عن 316 عملية منها 298 عملية من متبرعين أحياء، و18 عملية من متبرعين متوفين. وكشف عن خطط مركز زراعة الكلى في «خليفة الطبية» لتقديم خدمات جديدة خلال الفترة القادمة، منها نقل الكلى التبادلي من غير الأقارب، وخدمة زراعة الكلى من مرضى دون تطابق فئة الدم.

معجزة
يرى المريض الباكستاني عبدالرحمن هاشماني «22عاماً»، والذي تلقى زراعة للكلية مؤخراً، بأن الأمر معجزة بالنسبة له ولعائلته، خصوصاً وأنه لم يكن يمتلك الكثير من الخيارات، ولم يكن لديه متبرع، حيث تم رفض تبرع والدته وأخيه، إلى أن تلقى مكالمة تفيد بوجود عضو من متبرع متوف. 
وقال: «كنت سعيداً جداً، لأنه نادراً ما يحدث أن تتلقى مكالمة في غضون ستة أشهر، وقائمة الانتظار عادة ما تكون ثلاث سنوات أو أربع سنوات».
وذكر عبدالرحمن بداية معاناته بالإصابة أثناء عمله في وردية مدتها 12 ساعة، شعر بألم في ساقه، وأظهرت الفحوص أن كليتيه لا تعملان بشكل كافٍ، وخضع على الفور لغسيل الكلى.
وأضاف: كان الأمر مروعاً، تناولت المنشطات في البداية لإنعاش كليتي، وكانت لدي آثار جانبية مروعة، مثل تساقط الشعر وتورم في وجهي، وكان علي أن أحلق رأسي ولم تنجح الأدوية، وقيل له إنه بحاجة إلى عملية زرع كلى، ولكن ليس لديه متبرع مناسب، لذلك تم وضعه في القائمة.
وتابع: «كنت محظوظاً لأنني تلقيت مكالمة في غضون ستة أشهر، حينما عثروا على كلى من متوف تتطابق معي، وأقدم شكري لأهل المتوفى لما قدموه من خير وإحسان».
من جانبه، عبر المريض البريطاني «لوك»، عن شكره للفريق الطبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، والذي قدم رعاية طبية فائقة أثناء عملية زراعة الكلى له.
وأشار إلى أن الجائحة تسببت في الحيلولة دون ذهابه لإجراء زراعة الكلي في بلده، ونصحه جميع من حوله بإجراء العملية في «خليفة الطبية»، دون تردد، لما تتمتع به المستشفى من سمعة عالية في هذا النوع من العمليات.

تضحية أم 
في قصة عنوانها «حنان الأم وتضحيتها»، لم تتوان «أم خليفة»، بأن تكون أول من يقوم بفحص التطابق للتبرع بالكلى لفلذة كبدها «خليفة»، من دون تردد وغير آبهة لأي أصوات من حولها لثنيها عن الأمر، وأصرت أن تكون هي المتبرع.
وتفصيلاً، قال خليفة علي البلوشي «23 عاماً»: كنت أعاني منذ الصغر من الكلى بسبب مشكلة في المثانة، وفي عمر التسع سنوات، أوضح الأطباء بأن الوظائف الحيوية لأحد الكليتين لا تؤدي دورها تماماً، ويجب المحافظة على الأخرى، بسبب تراجع السموم للكلى. وأضاف: «بدأت علاجات مختلفة، إلا أنني وجدت نفسي أعاني من الكلى بداية العام الجاري».
وتابع: تم تحويلي لمدينة الشيخ خليفة الطبية، وأصرت والدتي أن تكون أول من يخضع للفحوص للتبرع بكليتها في حالة تطابق الأنسجة لضمان نجاح العملية بشكل تام، وكانت مطابقة على الرغم من توسلي لها لثنيها عن الأمر، حتى لا تتحمل أية آلام بسببي». ولفت بأنه تلقى شرحاً كاملاً هو ووالدته عن عملية زراعة الكلى، وكان الأطباء حريصين على البدء بعملية زراعة الكلى لتجنب الغسيل الكلوي، إلا أن جائحة كورونا حالت دون إجرائه العملية، ودخل أحد المستشفيات في الدولة بسبب التدهور في وظائف الكلى، والبدء بالغسيل الكلوي ثلاث مرات أسبوعياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©