الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كاتبة أميركية: مغامرات تركيا تهدد الشرق الأوسط

كاتبة أميركية: مغامرات تركيا تهدد الشرق الأوسط
26 سبتمبر 2020 00:20

شادي صلاح الدين (لندن)

تسببت سياسات حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا في زيادة غضب شعوب منطقة الشرق الأوسط بشكل عام تجاه أنقرة، التي أعادت للذاكرة السياسات التوسعية الإمبريالة للحكم العثماني، الذي يحاول رجب طيب أردوغان إحياءه مرة أخرى، وفقاً للكاتبة السياسية باتريشيا كارام، التي قالت إنه يجب ردع المغامرات الإردوغانية في المنطقة لأنها لا تهدد الدول المحيطة بتركيا فقط ولكن جميع دول الشرق الأوسط وشرق المتوسط.
وأوضحت الكاتبة في مقال عبر موقع «ذي هيل» الأمريكي أن رجب طيب أردوغان استخدم تصدير المسلسلات التلفزيونية التي تصور المجتمع المسلم المثالي كوسيلة للترويج لحزبه وسياساته في السنوات الماضية، وخاصة في الوقت الذي ارتفعت فيه صناعة الترفيه، والتي اجتذبت ملايين المشاهدين العرب.
ومنذ ذلك الحين، تم استبدال هذا النموذج بشكل مطرد بقوة عسكرية تركية في ما لا يقل عن ثلاث عمليات توغل في سوريا منذ عام 2016، ومعضلة عسكرية كبرى في ليبيا لا تلوح نهاية لها في الأفق، حتى مع تطور محادثات السلام.
وأوضحت الكاتبة أن أردوغان لجأ إلى استخدام القوة العسكرية مؤخراً أكثر من الدبلوماسية، مشيرةً إلى أنه في العام الماضي، احتلت تركيا شمال شرق سوريا، وزادت من وجودها العسكري في العراق، وتدخلت بشدة في الحرب الأهلية في ليبيا، وأقامت قواعد في قطر والصومال، وتفاوضت على السيطرة المؤقتة على جزيرة «سواكن» في السودان.
وأضافت «إن الوضع في سوريا لايزال مضطرباً، والدافع وراء أنقرة هو الرغبة في إحباط التطلعات القومية الكردية للحكم الذاتي والقلق بشأن تحدي الأمن القومي الذي يمثله حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي المرتبط بحزب العمال الكردستاني، كما يوجد تصعيد عسكري يلوح في الأفق».
وترتبط سياسة تركيا تجاه ليبيا، القائمة على دعم حكومة الوفاق الوطني، ارتباطاً وثيقاً بإنشاء منطقة اقتصادية خالصة من الساحل الجنوبي للبحر المتوسط ​​التركي إلى الساحل الشمالي الشرقي لليبيا.
ووقعت أنقرة واستخدمت اتفاقية مثيرة للجدل مع طرابلس ترسم حدوداً بحرية مشتركة في شرق البحر المتوسط ​​«منطقة تطالب بها اليونان» لإجراء أنشطة استكشاف الغاز في المياه المتنازع عليها.
وقد أدى ذلك إلى تصعيد التوترات مع إسرائيل واليونان وقبرص ودول أوروبية أخرى.
في المقابل، ساعدت أنقرة حكومة الوفاق الوطني الصديقة لـ«الإخوان» من خلال إرسال أسلحة ومرتزقة سوريين. لكن تدخل تركيا في ليبيا ينطوي على مقامرة كبيرة، ليس فقط بسبب الوضع غير المتوقع على الأرض.
إن الحكومة التي تدعمها لا تسيطر حتى على الأرض المجاورة للمنطقة التي حددتها الصفقة البحرية.
وإذا خسرت حكومة الوفاق الوطني الحرب، فستفقد أنقرة الوصول إلى حقول الغاز المرغوبة.
وقد تكون طموحاتها مكلفة بشكل خاص في ضوء الاستقالة الوشيكة لرئيس الوزراء فايز السراج على الرغم من جولة جديدة من المفاوضات الشهر المقبل في جنيف.
في غضون ذلك، تتزايد التوترات مع كل من الولايات المتحدة وروسيا بشأن تورط تركيا في شمال سوريا.
إن المعضلة التي تواجه أنقرة أن أطماعها في ليبيا قد تتحول إلى مشروع غير مكتمل يؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية.
وقالت الكاتبة إن أردوغان يستغل غياب الولايات المتحدة عن الساحة الإقليمية في سوريا وليبيا والعراق، مستدركةً أن الجمهور في الشرق الأوسط الذي وقع تحت تأثير المسلسلات التركية قد لا يتقبل مؤامرات تركيا التوسعية، حيث يتذكرون أوقات أسوأ في ظل الحكم العثماني، محذرة من أنه إذا تُركت مغامرات تركيا دون رادع، فإنها ستعرض للخطر ليس حدودها المباشرة فحسب، بل الشرق الأوسط بأكمله وشرق البحر المتوسط.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©