عدد اليوم
إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
لم يكن يعلم السائق ( ر. خ ) أن ذكاءه الخارق سيقوده إلى المحاكمة والحبس 10 سنوات، في جريمة تهريب مواد مخدرة، بطريقة مبتكرة إلى خارج الدولة، قبل أن تعدل محكمة الاستئناف الحكم مؤخراً إلى الحبس 3 سنوات.
وتعود تفاصيل القضية، عندما أراد السائق أن يحقق حلم الثراء السريع، مستغلاً عمله كسائق على شاحنة، يتنقل بين الدول لنقل البضائع، ولديه معرفة تامة برجال الجمارك وآليات التفتيش، وفكر في استخدام طريقة مبتكرة وجديدة، لتهريب كمية من المواد المخدرة إلى خارج الدولة، دون أن يكتشفها رجال الجمارك، وهداه تفكيره إلى خلط المواد المخدرة بمياه الراديتير الاحتياطي، وبالتالي لن يشك رجال الجمارك فيه، ويتمكن من تحقيق حلم الثراء السريع.
وبالفعل قام السائق بتذويب مادة الكريستال المخدرة في المياه، وعبأ بها الراديتير، وشرع في السفر إلى خارج الدولة لتوصيل الشحنة إلى أحد الأشخاص، ولكنه لم يكن يعلم أن رجال مكافحة المخدرات، كانوا له بالمرصاد، بعد أن كشفت التحريات محاولة السائق تهريب المخدرات إلى خارج الدولة، وتم ضبطه أثناء توقف الشاحنة على الطريق الدولي، شارع الشيخ خليفة بن زايد، وبتفتيشها عثر بجوار الخزان الرئيسي على خزان احتياطي للمياه، بداخله كمية من مادة سائلة يشتبه فيها، كما عثر على عبوتين بلاستيكيتين مدون عليهما بترومين 5 ليترات، بداخلهما مادة سائلة يشتبه فيها، وبناء عليه، تم التحفظ على المضبوطات، وتحويلها إلى المختبر الجنائي الذي أثبت وجود المادة المخدرة، ومن ثم باشرت النيابة العامة التحقيق مع المتهم، قبل تحويله إلى محكمة جنايات الظفرة برئاسة المستشار عمرو يوسف، لتقضي بمعاقبة المتهم بالحبس 10 سنوات، والغرامة 100 ألف درهم. واستأنف المتهم الحكم أمام محكمة الاستئناف، برئاسة المستشار حسن إسماعيلي، ودفع محامي المتهم ببراءة المتهم، استناداً إلى عدم جدية التحريات، وبطلان إذن الضبط، وعدم ملكية السائق للشاحنة.
وبناء عليه، قضت محكمة الاستئناف بتخفيف العقوبة على المتهم بالحبس 3 سنوات، والغرامة 50 ألف درهم، ومصادرة المضبوطات، والإبعاد عن الدولة.
