الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

2030.. رؤية «النهضة الكبرى»

2030.. رؤية «النهضة الكبرى»
23 سبتمبر 2020 03:28

أحمد مراد (القاهرة)

تعيش المملكة العربية السعودية حالياً نهضة كبرى على مختلف الأصعدة والمستويات، سواء الاقتصادية أو العمرانية أو التعليمية، الأمر الذي يجعلها واحدة من أهم وأقوى الدول إقليمياً وعالمياً، بفضل التطورات الاستراتيجية التي تشهدها الآن عبر إصلاحات اقتصادية شاملة تعتمد على تنوع مصادر الدخل.
في الخامس والعشرين من أبريل 2016، أطلقت السعودية خريطة طريق نحو تنمية وطنية مستقبلية شاملة ومتكاملة تعرف بـ«رؤية 2030»، وتهدف إلى خفض اعتمادها على النفط وتنويع مصادر الدخل عبر حزمة من الإصلاحات الاقتصادية غير مسبوقة في تاريخ المملكة، ومن خلالها يسعى السعوديون إلى تحقيق الاستقرار المالي وتنويع مصادر الدخل، مع العلم أن معدلات الإيرادات غير النفطية ارتفعت في الفترة الأخيرة بنحو 15%.
وتتطلع السعودية إلى تحقيق العديد من الإنجازات في المستقبل من خلال رؤية 2030 التي تحظى بإشراف مباشر ومتابعة دائمة ومستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، الذي قال في كلمته خلال إطلاق الرؤية: «بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركاً لاقتصادنا ومورداً إضافياً لبلادنا».
وتعتمد رؤية 2030 على ثلاثة محاور، هي: المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح، وهذه المحاور تتكامل مع بعضها في سبيل تحقيق الأهداف.
وفي ديسمبر من العام 2016، أقرت السعودية برنامج التحول الوطني 2020، بوصفه أحد برامج «رؤية 2030»، وتعمل خطة التحول الوطني على توفير 450 ألف فرصة عمل للسعوديين، وزيادة مشاركة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65%، بما يوفر 40% من الإنفاق الحكومي، كما تعمل خطة التحول الوطني على توطين المكون المحلي بما قيمته 270 مليار ريال سعودي، وذلك لتعزيز القيمة المضافة للمحتوى المحلي.
ويرتكز برنامج التحول الوطني 2020 على 5 محاور رئيسة تتمثل في: رفع كفاءة الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي، وتصحيح أسعار الطاقة والمياه، وتنمية الإيرادات الحكومية الأخرى، وإعادة توجيه الدعم للمستحقين «برنامج حساب المواطن»، وتنمية الاقتصاد الوطني السعودي.
وفي سابقة تشهدها السعودية لأول مرة، بدأ الاتجاه في إقرار الميزانية العامة للدولة عبر دعم وتنمية الاقتصاد الوطني دون الاعتماد بشكل أساسي على النفط كمصدر وحيد للدخل القومي، وهو الأمر الذي يصنفه المراقبون ضمن أهم الإنجازات في تاريخ المملكة الاقتصادي.
وكان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أعلن عن أكبر ميزانية في تاريخ المملكة للعام 2019، بإنفاق تخطى مبلغ 1.1 تريليون ريال، وبإيرادات بلغت 975 مليار ريال، وكشفت أرقام الميزانية تراجع العجز بنسبة 4.6%.
كما تعمل المملكة على تحويل صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى صندوق سيادي بأصول تقدر قيمتها بتريليوني دولار إلى 2.5 تريليون دولار ليصبح بذلك أضخم الصناديق السيادية عالمياً.

إنجازات اقتصادية
أجمعت غالبية الوكالات الاقتصادية الإقليمية والعالمية على الطفرة الاقتصادية غير المسبوقة التي تشهدها السعودية حالياً التي تظهر في تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ ساهمت في تحقيقه الإجراءات والقرارات الإصلاحية التي اتخذتها المملكة على مدى السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي جعل مجموعة البنك الدولي تصنف السعودية من بين أفضل 20 بلداً إصلاحياً في العالم، والثانية من بين أفضل البلدان ذات الدخل المرتفع ودول مجموعة العشرين من حيث تنفيذ إصلاحات تحسين مناخ الأعمال.
وتعددت الإنجازات الاقتصادية التي حققتها السعودية في السنوات الأخيرة، ومنها خفض نسبة عجز الموازنة بنسبة %48، وارتفاع عدد الرخص الممنوحة للاستثمارات الأجنبية بنسبة %130، والتوجه إلى تطوير مدينة لصناعة السيارات بهدف جذب الاستثمارات وزيادة الصادرات وتوفير فرص العمل، وإصلاح أكثر من 4 ملايين متر مربع من شبكات الطرق.

منتجعات سياحية
أعلنت السعودية عن عدد كبير من المشروعات العملاقة التي تنفذها في إطار رؤية 2030، من أبرزها مشروع «نيوم» الذي أعلنه ولي العهد السعودي في 24 أكتوبر 2017، ويقام على أراض من السعودية والأردن ومصر، باستثمارات إجمالية تقدر بـ500 مليار دولار.
وفي أواخر يوليو 2017، أطلق ولي العهد السعودي في إطار رؤية 2030 مشروع البحر الأحمر الذي يتضمن إقامة منتجعات سياحية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، والممتدة على ساحل يتجاوز طوله 200 كيلومتر في البحر الأحمر، فضلاً عن مشروع آخر لإعادة تطوير الواجهة البحرية في وسط كورنيش مدينة جدة بهدف تحويلها إلى منطقة حيوية.
وفي 10 نوفمبر من العام 2018، دشن ولي العهد السعودي، مدينة الملك سلمان للطاقة المعروفة بـ«سبارك»، باستثمارات تقدر بنحو 1.6 مليار دولار، وعملت السعودية أيضاً على تطوير وتنمية قطاع البتروكيماويات في مدينة رأس الخير الصناعية، كما تأسست بعض المدن الصناعية الأخرى مثل مدينتي الجبيل وينبع.
ويأتي مشروع مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة من بين أهم المشروعات التي تنفذها المملكة حالياً، حيث تبلغ طاقته الاستيعابية أكثر من 8 ملايين مسافر سنوياً في مرحلته الأولى، ويجري العمل على رفعها لتصبح 18 مليون مسافر، ومخطط له أن يستوعب في المرحلة الثالثة أكثر من 40 مليون راكب سنوياً.
وكان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، قام بجولات ميدانية في أواخر العام 2016، زار خلالها مختلف مناطق المملكة، من أبرزها جولته في مدن المنطقة الشرقية التي استمرت نحو أسبوع، وخلالها دشن مشروعات سكنية وتعليمية وصحية وصناعية، ومشروعات طاقة، كما دشن عدداً من المشروعات الصناعية بقيمة استثمارات إجمالية تفوق 216 مليار ريال.
وفي نوفمبر من العام 2018، زار الملك سلمان بن عبدالعزيز، 5 مناطق، هي: القصيم وحائل وتبوك والجوف والحدود الشمالية، في جولتين متتاليتين، دشن وافتتح خلالهما عدداً من المشروعات التنموية والتعدينية والصناعية، بلغت نحو 1318 مشروعاً، بقيمة تجاوزت 141 مليار ريال، ومن أبرز هذه المشروعات مشروع «وعد الشمال»، الذي تقدر تكلفته الإجمالية بـ86 مليار ريال.

نهضة تعليمية
تبنت السعودية العديد من البرامج والخطط لتطوير التعليم وإحداث نهضة حقيقية في هذا القطاع الحيوي، وفي هذا الإطار جاء قرار خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، بدمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في وزارة واحدة باسم وزارة التعليم، وتخصيص برامج خاصة بالموهوبين من الطلاب والطالبات، وافتتاح مراكز خاصة لتطوير العلوم التقنية والهندسية في 32 مدرسة موزعة على مناطق المملكة، وإطلاق برنامج «وظيفتك وبعثتك» للابتعاث لأهم الجامعات العالمية، وتوفير وظائف للمبتعثين بعد عودتهم.
وجاءت ثمرة اهتمام المملكة بتطوير قطاع التعليم متمثلة في الحصول على 38 ميدالية ووساماً نتيجة للمشاركة في المسابقات الدولية والإقليمية، حيث أحرزها طلاب وطالبات التعليم العام، وزيادة نسبة إلحاق الأطفال في برامج رياض الأطفال لتصل إلى 18% من إجمالي المواليد.
كما أطلقت السعودية العديد من المبادرات النوعية لتطوير التعليم الجامعي مثل مشروع تنمية الإبداع والتميز الموجه لأعضاء هيئة التدريس، ودعم تشييد مراكز للتفوق العلمي والأبحاث بالجامعات، فضلاً عن مشاركة الجامعات في مساندة الجمعيات العلمية المختلفة، وتطوير مراكز البحث العلمي في الجامعات بسبل مختلفة مثل تطوير الحدائق العلمية والتقنية. كما دُشنت العديد من المبادرات لتنمية البحث العلمي كمبادرات مركز التميز، ومدونة التخطيط المتميز، فضلاً عن تنفيذ مشاريع جامعية جديدة ومنشآت تعليمية في المدينة الجامعية بالرياض بتكلفة تتعدى حاجز الـ3 مليارات ريال.

5 مشروعات
حرصت السعودية على مدى العقود الماضية على إنجاز العديد من مشروعات التوسعة للحرمين الشريفين لراحة المعتمرين والحجاج، وخلال السنوات الخمس الماضية شهدت مشاريع التوسعة زخماً ملحوظاً، حيث أشرف خادم الحرمين الشريفين بنفسه على مشاريع التوسعة ورفع الطاقة الاستيعابية في المطاف من خلال إطلاق 5 مشروعات خاصة بتوسعة المسجد الحرام في مرحلته الثالثة، والتي ضمت الساحات والأنفاق والمبنى الخاص بالخدمات. ويضاف إلى ذلك مشروع «قطار الحرمين»، الذي يمثل أحد أبرز وأهم الإنجازات التي تحققت في عهد الملك سلمان لا سيما أن القطار يقلل مسافة الرحلة للحجاج والمعتمرين من مكة إلى المدينة المنورة.

282 منتجـــــــاً سكنيــــــــــاً
في إطار اهتمام المملكة بتوفير حياة كريمة لجميع مواطنيها، نُفذت العديد من مشروعات الإسكان، منها توفير أكثر من 282 منتجاً سكنياً بما تحويه هذه المنتجات من وحدات سكنية وأراض وتمويل مدعوم لتعزيز وتطوير القطاع العقاري في مناطق المملكة المختلفة، فضلاً عن تنظيم سوق الإيجار وحفظ حقوق أطرافه أثناء عملية الإيجار عبر اعتماد برنامج «إيجار»، كما صدر قرار ضريبة الأراضي الخاملة، وما يترتب على ذلك من دعم لميزان العرض والطلب في هذا القطاع.
ويعد مشروع دار الهجرة واحداً من أهم المشروعات التي تم تدشينها في عهد الملك سلمان، وهو من أكبر المشروعات السكنية والفندقية والتجارية في السعودية، ويضم 20 برجاً إدارياً، و80 برجاً سكنياً، و80 فندقاً توفر 40 ألف غرفة للحجاج، إلى جانب مكاتب حكومية، وإدارية، وتجارية تستوعب 31 ألف موظف، ومستشفى يضم 400 سرير، ومحطة ترانزيت ضخمة.

طفرة صحية 
طفرة غير مسبوقة شهدها القطاع الصحي في السعودية خلال السنوات الماضية، حيث دُشنت مراكز صحية مختلفة كان منها 4 لقسطرة القلب، و7 للأورام، و3 للسمنة وأمراضها، و5 للعناية باضطرابات السلوك والنمو، فضلاً عن إطلاق 4 روبوتات جراحية متخصصة في العمليات الجراحية العامة، والمسالك البولية، وإنشاء مختبر الذكاء الاصطناعي للأبحاث التقنية الصحية، ورفع مستوى الخدمات الصحية التي يقدمها 600 مركز صحي بتطبيق نظام «وصفتي». ومن النجاحات الأخرى التي حققتها السعودية في المجال الطبي بدء العمل في أول صيدلية ذكية تعمل بواسطة الروبوت في مستشفى الملك فهد التخصصي في تبوك.

الزراعة
حققت السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، العديد من الإنجازات في قطاع الزراعة، منها زيادة عدد الأصناف المعروفة في مجال الاستزراع السمكي، واستقطاب شركات عالمية للدخول إلى هذا المجال، وزراعة ما يزيد على 600 ألف شجرة، وتسهيل الإجراءات والمعاملات، ورفع جودة الخدمات الزراعية عن طريق إطلاق منصة «زراعي» الإلكترونية، وخلق فرصة جديدة لتداول التمور يتم فيها التعريف بالتمور السعودية، والمتاجرة فيها عن طريق 25 متجراً إلكترونياً تجمعها منصة واحدة خُصصت لذلك.

سعودي سات
من المشروعات المهمة الأخرى التي تشهدها السعودية حالياً، مشروع مشترك لتصميم وبناء 5 فرقاطات حربية من نوع أفانتي 2200، وتشترك في تنفيذه الشركة السعودية للصناعات العسكرية والشركة الإسبانية نافانتيا للصناعات البحرية. وفي مجال المشروعات المرتبطة بالفضاء، أطلقت السعودية قمرين للتصوير عالي الدقة «سعودي سات 5أ» و«سعودي سات 5ب». وكانت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قد نجحت بالتقاط صور فضائية للقمر في إطار الرحلة العلمية المشتركة مع الصين.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©