الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إطلاق أول منصـة إلكترونية وطنية

إطلاق أول منصـة إلكترونية وطنية
20 سبتمبر 2020 00:59

أبوظبي ( الاتحاد)

شهد الأسبوع الماضي إطلاق أول منصة إلكترونية وطنية لرصد جودة الهواء في دولة الإمارات، لتمثل مرجعاً رسمياً ومركزياً لحالة جودة الهواء في الدولة، كما تضمن سهولة وصول المعلومات الخاصة بجودة الهواء لجميع أفراد المجتمع، بالإضافة إلى الاستفادة من هذه المعلومات من قبل قطاعات متعددة، منها القطاعان الصحي والأكاديمي.
وتمكن المنصة المختصين والأكاديميين من دراسة مجموعة من العوامل كالبيئة الصحراوية والتقدم الصناعي والكثافة السكانية، وغيرها من العوامل التي تؤثر على جودة الهواء، حيث تستعرض المنصة حالة جودة الهواء في الدولة بشكل يومي من خلال المعلومات الواردة من 31 محطة قياس موزعة في مختلف الإمارات، ما سيساعد في فهم أفضل للتأثيرات في جودة الهواء والمساهمة بالحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين بشكل خاص، وبيئتنا الوطنية بشكل عام.
وتستعرض المنصة حالة جودة الهواء في الدولة بشكل آني عن طريق مؤشر جودة الهواء، وهو تمثيل مبسط للبيانات لتحديد مدى جودة الهواء في كل محطة في جميع أنحاء الإمارات، حيث تستند الحسابات لمؤشر جودة الهواء (AQI) على قياسات خمسة ملوثات رئيسة، هي: ثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، وأول أكسيد الكربون (CO)، والأوزون الأرضي (O3)، والجسيمات بقطر أقل من 10ميكرون (PM10)، وثاني أكسيد الكبريت (SO2). 
مؤشر جودة الهواء من 0 إلى 500 درجة، وتمثل الدرجة 500 أعلى قيمة، أي هواء أكثر تلوثاً، وكلما نقصت القيمة دلت على هواء أكثر نقاءً، كما يعرف بأنه مؤشر يومي يعرض نوعية الهواء في دولة الإمارات، حيث يتم رصد جودة الهواء عن طريق محطات ذات جودة عالية، وتغطي تلك المحطات مختلف مناطق الدولة السكنية والصناعية والريفية، إضافةً إلى المناطق القريبة من الطرق الرئيسة.
وفي هذا الإطار، توضح المهندسة شيخة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية في هيئة البيئة أبوظبي، أنه بشكل عام تقع مستويات تركيز معظم الملوثات الناتجة من الأنشطة البشرية ضمن الحدود الوطنية مثل أول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، باستثناء الملوثين اللذين يتجاوزان الحدود بشكل متكرر هما الأوزون الأرضي والجسيمات العالقة في الهواء بحجميهما 10 مايكرون و2.5 مايكرون. 
وتقول «خلال الفترة الماضية استجابت الهيئة لهذه القضية من خلال إجراء دراسات بحثية وعلمية لفهم مصادرهما، ومعرفة مدى قدرة الملوثين على التنقل عبر الحدود من مصادر انبعاثهما إلى الإمارة، وتدابير التخفيف المحتملة والأدوار والمسؤوليات القطاعية المطلوبة، فضلاً عن المصادر والقطاعات ذات الصلة المطلوب مشاركتها لأداء دورها في تدابير التخفيف، وذلك لمساعدة أبوظبي على تحقيق الهدف النهائي الموضوع للمؤشر الوطني لجودة الهواء في الأجندة الوطنية 2021».
وفي مجال حماية الهواء من التلوث والتقليل من آثار التغير المناخي، تقوم الهيئة ضمن البرنامج الشامل لجودة الهواء ببناء فهم قوي وشامل عن نوعية الهواء المحيط ومستويات الضوضاء بهدف تعزيز الأُطر القانونية والتنظيمية المناسبة، وإنشاء آليات تنسيق فعالة مع أصحاب المصلحة الرئيسين لمواءمة السياسات والخطط المشتركة لتحسين جودة الهواء ومستويات الضوضاء في إمارة أبوظبي. 
وتشير الحوسني إلى أن الهيئة تقوم على مدار الساعة بمراقبة جودة الهواء المحيط، وذلك من خلال شبكة مكونة من 20 محطة منتشرة في الإمارة، تتولى رصد ملوثات الهواء الرئيسة التي تؤثر على صحة الإنسان والمنصوص عليها في القوانين والتشريعات الاتحادية كل دقيقة وعرض نتائجها بشكل مبسط للجمهور.
كما تقوم الهيئة بتنفيذ عدة مشاريع ومبادرات، منها مبادرة الربط الإلكتروني لشبكات العديد من الجهات المحلية والاتحادية لمراقبة جودة الهواء مع نظام المراقبة التابع لها، وربط نظام المراقبة المستمرة لانبعاث الملوثات من مداخن المنشآت الصناعية بنظام المراقبة للهيئة، إضافة إلى دعم تنفيذ برنامج الطاقة النووية وبرنامج الطاقة المتجددة وبرنامج إدارة الطلب على المياه والكهرباء، والبرنامج البيئي لقطاع النفط والغاز، وغيرها من البرامج والمشاريع التي تتعاون فيها الهيئة مع الجهات المعنية في الإمارة. 
أما في الجانب التشريعي والرقابي، فإن الهيئة تعمل على تطوير الأدوات التشريعية الهادفة لتقليل انبعاثات ملوثات الهواء من مصادرها، ويقوم كادر متخصص من الهيئة بالإشراف والتأكد من عدم تجاوز الحدود القصوى للملوثات المنبعثة من المصادر الثابتة. وفي مجال التغير المناخي، تعمل هيئة البيئة وبالتعاون مع جميع الجهات المحلية على مشاركة المجتمع الدولي في التقليل من انبعاثات غازات الدفيئة، وذلك عن طريق تقليل الطلب على الطاقة وإحلال مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة كبديل عن الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى رفع الوعي البيئي للجيل القادم من خلال التركيز على طلبة المدارس والجامعات، وذلك من خلال برامج التوعية التي تم اعتمادها من قبل برامج الأمم المتحدة.

فلنكن بمستوى المسؤولية
تؤكد سوبارنا ماثور، مدير مكتب التواصل المجتمعي في جامعة نيويورك أبوظبي، أن علاقة الهواء النقي بصحة الإنسان أمر بديهي لا خلاف فيه، ونعلم جميعاً أن خياراتنا التي تساهم في تفاقم التلوث البيئي تنعكس علينا حتماً بشكل أو بآخر. ولا تزال مكافحة تلوث الهواء تحدياً يتطلب تضافر الجهود على كل المستويات، من السياسات والقرارات الحكومية والاتفاقيات الدولية، وأيضاً على مستوى القرارات الفردية لتحقيق الأهداف المتكاملة وتوحيد الجهود. 
وتقول «يمكنك اتخاذ خطوات عدة للمشاركة بشكل فاعل تجاه حماية البيئة من خلال تثقيف الأطفال، وأفراد العائلة، وزملاء العمل حول العلاقة بين عاداتنا اليومية وجودة الهواء وصحتنا، فلكل منا دور يلعبه في المحافظة على هذه الموارد الحيوية. ولا تقتصر جهودنا على استخدام أجهزة تنقية الهواء في المنازل، بل علينا أن نفكر على المدى البعيد وتعديل سلوكنا اليومي للوصول إلى حلول مستدامة والعناية بالبيئة للأجيال القادمة». وتؤكد أهمية الحد من الانبعاثات الكربونية، حيث ترتبط جودة الهواء بالتغير المناخي، فالكثير من مسببات تلوث الهواء هي أيضاً من مصادر انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. ولقد شهدنا في الفترة الأخيرة تغيراً ملحوظاً في جودة الهواء تزامناً مع إجراءات العزل المنزلي التي فرضها علينا انتشار وباء كورونا المستجد «كوفيد-19». ومع عودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها، فإننا نرصد تدني جودة الهواء وازدياد مؤشرات التلوث، ونرى في هذه اللحظة، فرصة ثمينة لإعادة النظر في طبيعة حياتنا اليومية، وتغيير بعض من نشاطاتنا بهدف التقليل من الأضرار التي تسببها.  وترى ماثور أن عالمنا هو عبارة عن مجموعة من الأنظمة البيئية المترابطة والمتكاملة التي تشكل شبكة تعتمد على التوازن الدقيق. وكلما أخذنا شيئاً منها أو أضفناه، فإن لعملنا هذا آثاراً وأصداء لا ندركها. وتشكل الطبيعة مصدراً للإلهام والراحة النفسية وتجديد الطاقة، فلنكن بمستوى المسؤولية المطلوب لنحاسب أنفسنا بصراحة: ما هو الأثر الذي خلفته؟ أيمكنني التخفيف من الأضرار التي تسببها حياتي اليومية أو استخدام وسائل نقل بيئية؟ أيمكنني استثمار أموالي ووقتي في نشاطات إيجابية وتفادي السلبية منها؟ إن المساهمة في جهود المحافظة على البيئة ودعمها يعود بالفائدة على الجميع، فكل ما يحافظ على البيئة هو مفيد لصحتك وصحة من تحب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©