الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. دبلوماسية هادئة

الإمارات.. دبلوماسية هادئة
16 سبتمبر 2020 03:15

القاهرة (الاتحاد)

أكد خبراء ودبلوماسيون على الدور الإماراتي الواضح في دعم السلام والأمن والاستقرار في كثير من الدول، مشددين على أن الدبلوماسية النشطة والهادئة، التي تنتهجها دولة الإمارات أصبحت مرساة للتسويات السياسية في مسارح النزاعات الإقليمية المختلفة، وداعمة لتحقيق النمو الاقتصادي فيها. 
ونجحت الإمارات، على مدار الفترة الماضية، في دعم عمليات السلام في دول عدة، عبر مشاركتها الفعالة في توقيع اتفاق السلام في السودان بين الأطراف المتنازعة، والوساطة في اتفاق السلام بين دولتي إريتريا وإثيوبيا، بعد عقود طويلة من النزاع. 
وقال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الإفريقية: «من الملاحظ أن السياسة الخارجية لدولة الإمارات أصبحت أكثر عمقاً وانخراطاً في القضايا الإقليمية والدولية، موضحاً أن الدبلوماسية الإماراتية تتسم بالحكمة والنشاط، وهو ما ظهرت نتائجه بوضوح في توقيع اتفاق السلام بين الأطراف المختلفة في السودان». 
وأوضح لـ«الاتحاد»، أن دورها أيضاً امتد إلى الوساطة في السلام بين دولتي إثيوبيا وإريتريا، بعد عقود طويلة من العداء وصراع استعصى حله على كثيرين قبل الإمارات، لافتاً إلى أنها تسعى في نشر التسويات السياسية للأزمات في العالم، سواء كان بشكل مباشر، أو التنسيق مع أطراف إقليمية أخرى. 
وأشار الحفني إلى أن هذا من منطلق حرص الإمارات على إرساء مبدأ حل الصراعات سياسياً، ودعم الاستقرار والأمن في مختلف الدول التي تشهد نزاعات، وتركيزها في سبيل النمو وتحقيق طفرات اقتصادية تنعكس إيجاباً على الأوضاع المعيشية للمواطنين، الذين يعانون الأمرين بفعل النزاعات، سواء كانت دولية أو قبلية، أو بفعل التنظيمات الإرهابية مثل «داعش». 
ولم تقتصر الجهود الدبلوماسية الإماراتية على منطقة الشرق الأوسط، حيث طرحت كثيراً من المبادرات لتهدئة التوتر بين الهند وباكستان، على خلفية أزمة إقليم كشمير المتنازع عليه، في ما أكد خبراء وجود تعاون وثيق مع الدول في شتى المجالات، وهو ما يعزز قوة الوساطة الإماراتية.
وقالت أسمهان إسماعيل إبراهيم، الباحثة السودانية في العلاقات الدولية:«إن الإمارات عملت على دعم السلام في السودان، وقدمت مساعدات مالية وغذائية وإنسانية»، مشددة على أنها وعدت أيضاً بدعم السودان مالياً وسياسياً، خلال الفترة المقبلة، للمساعدة في استقراره وتحقيق التنمية الاقتصادية. 
وأوضحت لـ«الاتحاد»، أن للإمارات دوراً قوياً داعماً للسودان في مؤتمرات أصدقاء السودان، التي انعقدت في عدة دول لمساعدة السودان وفك عزلته العالمية، خصوصاً أنه يمر بمنعطف خطير وتدهور اقتصادي غير مسبوق، ما بين تدهور عملة وطنية، وتضخم جامح، ونسبة بطالة عالية، وضعف الاستثمارات الخارجية، وديون خارجية لا تقل عن 60 مليار دولار.
وأشارت الباحثة في العلاقات الدولية، إلى أن الإمارات داعم أساسي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان، من المساعدات الطبية لمكافحة كورونا، إلى الإغاثة الإنسانية من الفيضانات، مؤكدة أن العلاقات السودانية الإماراتية استراتيجية ومتميزة.
وشددت على أن الدعم الإماراتي لم يتوقف على السودان، وإنما توسطت لإنهاء الصراع الإثيوبي الإريتري، والذي راح ضحيته أكثر من 80 ألف شخص، مشيرة إلى أن الإمارات رعت مفاوضات لعام كامل بين الدولتين، كما شجعت على تحقيق السلام، بتقديم المساعدات الاقتصادية، وهو ما ساعد استقرار الدولتين، واستقرار القارة الأفريقية ككل. 
وعززت الإمارات أيضاً حضورها الإقليمي والدولي الوازن، وأسهمت مواقفها السياسية الحكيمة ومبادراتها الدبلوماسية في دفع الجهود الدولية لمواجهة التطرف والإرهاب، وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
واعتبر السفير حسين الهريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن الدبلوماسية الإماراتية عملت خلال السنوات الأخيرة على تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في عدة دول، منها السودان وإثيوبيا وإريتريا، بالإضافة إلى المساعدات التي تقدمها لدول أخرى، مراعاة لاحتياجاتها المالية والاقتصادية، في جنوب السودان وسوريا وليبيا. 
وشدد لـ«الاتحاد»، على أن السياسية الخارجية الإماراتية في الآونة الأخيرة دخلت مرحلة جديدة، عملت فيها على دعم جهود السلام والمشاركة الدولية فيما يحدث من أزمات وقضايا. 
وأوضح الدبلوماسي المصري أن الوساطة الإماراتية في عمليات إحلال السلام، سواء في دول أفريقيا أو البلقان وأيضاً باكستان والهند، تأتي ضمن العلاقات الثنائية القوية، وهدفها دعم الأمن والاستقرار في هذه الدول عبر التسويات السياسية، بعيداً عن الحروب والصراعات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©