الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خلال الحلقة الأولى من برنامج «مسبار الأمل» على «قناة الإمارات».. الإمارات نموذج ملهم للمنطقة في قطاع الفضاء

خلال الحلقة الأولى من برنامج «مسبار الأمل» على «قناة الإمارات».. الإمارات نموذج ملهم للمنطقة في قطاع الفضاء
19 أغسطس 2020 01:26

ناصر الجابري (أبوظبي)

انطلقت أمس، أولى حلقات برنامج «مسبار الأمل» على قناة الإمارات، وذلك ضمن جهود شركة «أبوظبي للإعلام» وتغطياتها المستمرة لمسار المسبار في رحلته التاريخية إلى كوكب المريخ، وضمن الخطة الإعلامية للشركة التي تسلط الضوء على برنامج الإمارات الفضائي ومنجزاته ومستجداته وأبرز المشاريع والمهام الفضائية التي تستهدف تعزيز الوعي المجتمعي بعلوم الفضاء والآثار العلمية لمشاريع الدولة الفضائية. 
يبث البرنامج أسبوعياً كل ثلاثاء في تمام الساعة السابعة مساء، وهو من تقديم الزميلة أميرة محمد، حيث يستضيف نخبة من قيادات قطاع الفضاء الوطني، إضافة إلى مجموعة من الخبراء والمتخصصين من المسؤولين في وكالات الفضاء الدولية ومراكز البحث العلمية، بهدف استعراض الجوانب العلمية لمسبار الأمل وتقديم صورة عامة عن أبرز الاستخدامات والتطبيقات الفضائية والتطور المستمر الذي حظي به قطاع الفضاء خلال العقود الماضية. 
ويتضمن البرنامج خلال حلقاته الأسبوعية، مجموعة من التقارير العلمية التي تتناول خصوصية كوكب المريخ وسماته الرئيسة، إضافة إلى تقارير متنوعة تقدم المعرفة العامة حول القمر وكواكب المجموعة الشمسية والفلك، كما يقدم تقارير لرصد الآراء العامة حول عدد من الموضوعات العلمية الفضائية التي تواكب الاهتمام المجتمعي المتزايد بعلوم الفضاء، خاصة مع منجزات دولة الإمارات المتواصلة ضمن القطاع خلال السنوات الماضية، إضافة إلى فقرات عبر تقنية الواقع الافتراضي لرحلات افتراضية فضائية تحاكي الرحلات الفضائية المستقبلية.
وأكدت مجموعة من القيادات الفضائية والخبراء خلال الحلقة الأولى من البرنامج، أن دولة الإمارات استطاعت أن تشكل نموذجاً إقليمياً ملهماً للمنطقة في قطاع الفضاء، عبر النجاحات المتوالية لبرنامج الإمارات الفضائي، ووجود النظرة المتكاملة التي تستهدف تحقيق أكبر قدر من الاستفادة الفضائية، خاصة مع الكوادر الشابة التي تمتلك الخبرة والوعي التام بأهمية دور الفضاء في ترسيخ مكانة الدولة استراتيجياً في البحث العلمي، وإيجاد الحلول للتحديات الأرضية.
وقال الدكتور محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، إن دولة الإمارات تمتلك القطاع الفضائي الأكبر في المنطقة، بوجود حجم استثمارات يصل إلى 22 مليار درهم، إضافة إلى امتلاك الدولة لـ10 أقمار اصطناعية، ووجود 7 أقمار أخرى تحت التصنيع حالياً، كما يصل عدد العاملين في القطاع إلى 3000 شخص، وتقدم 50 شركة مختلفة الخدمات الفضائية، وهي أرقام تؤكد أن دولة الإمارات تدخل جسر المستقبل من خلال الفضاء. 
وأشار الأحبابي إلى أن الفضاء يعد بوابة للعلوم، باعتبار أن الأنشطة والبرامج الفضائية تتطلب تعليماً نوعياً وكوادر قادرة على التفاعل والتعامل مع مختلف التحديات، خاصة أن الفضاء يعد محركاً للاقتصاد المبني على المعرفة، كما يستخدم لأجل إلهام وتشجيع الطلبة للالتحاق بالتخصصات العلمية، حيث نشاهد إقبالاً متزايداً على الالتحاق بالتخصصات العلمية وتفاعلاً واسعاً مع زيارات هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، رائدي الفضاء الإماراتيين خلال زيارتهما للمدارس. 
ولفت إلى أن الركيزة الرئيسة لمشاريع الاستكشاف الفضائي تتمثل في المعرفة والعنصر البشري، حيث يمثل الكادر البشري أساساً للتعليم والتدريب والإلهام، وهو ما سعت إليه دولة الإمارات من خلال مشروع مسبار الأمل الذي يستهدف إلهام الشباب العرب نحو العلوم والتقنيات، باعتباره أول مهمة استكشافية في الشرق الأوسط، موضحاً أن المشروع سيفتح المجال، ويوسع المدارك وسيعزز من الحراك العلمي العربي لاستكشاف الكواكب. 
وبين الأحبابي، أن دولة الإمارات استفادت كثيراً خلال رحلة العمل على مسبار الأمل، حيث تم اكتساب الخبرات والمعارف والتقنيات التي لا تشترى بالمال، خاصة بنجاح 200 مهندس إماراتي ضمن المسبار، والذين أصبح لديهم اليوم ثقة عالية ومعرفة وعلم بالمهمات الفضائية، وهو ما سيشجعهم على مواصلة المشاريع الفضائية، ضمن خطة الإمارات طويلة الأمد التي تعد خطة واقعية وتستمر لـ100 عام. 
وشدد مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن دولة الإمارات ملتزمة بجهودها الداعمة للتعاون العربي الفضائي، حيث تعمل المجموعة العربية للتعاون الفضائي على مواصلة الجهود الهادفة لبدء إجراءات تصنيع أول قمر اصطناعي عربي، كما تم خلال الفترة الماضية تلقي 37 ألف طلب من الشباب العرب ضمن برنامج نوابغ الفضاء العرب، وجميعها جهود تستهدف نقل المعرفة واكتساب الخبرات وتبادل القدرات، نحو ترسيخ مفهوم التكاملية بين دول المنطقة. 

فوائد علمية
 أشار الدكتور مهدي البنا عالم ومتخصص في مجال الكواكب في وكالة الفضاء الأميركية ناسا، إلى وجود العديد من الفوائد العلمية للمهام الفضائية، حيث شهد كوكب الأرض العديد من التغيرات خلال السنوات الماضية، لذلك من المهم تعزيز المعرفة العلمية عن الأرض، عبر الاستفادة من التأثيرات المناخية التي وقعت على المريخ، وإجراء دراسات المقارنة العميقة حول العديد من الظواهر التي حدثت، وهو الأمر الذي يسهم في تعزيز المعرفة العلمية حول الأرض. 
ولفت إلى أن دراسة الكواكب الأخرى تساعدنا ضمن دراسات المستقبل البشري، كما تسهم في فهم العوامل الخاصة بالغلاف الجوي والطبقات المتعددة، كما تشجع للوصول للريادة العالمية في مجال أبحاث الفضاء، لما لها من تأثير على كيفية ذهاب رواد الفضاء إلى الكواكب مستقبلاً والتحولات البيئية التي تحدث.
ومن ناحيته أكد البروفيسور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في الأمم المتحدة، أن مسبار الأمل يتميز بوجود قدرته على الدراسة اللحظية اليومية للتغيرات المناخية، وهو الأمر الذي لا يتوفر في المهام الاستكشافية الأخرى لكوكب المريخ، لافتاً إلى أن المسبار عند وصوله سيكون المسبار السابع الذي يصل إلى مدار كوكب المريخ. 
وأشار النهري إلى أن مسبار الأمل مزود بأجهزة علمية في الاستشعار ولديه 3 أنظمة رئيسة، تشمل كاميرا استكشاف رقمية مزدوجة متحركة تتعامل مع الأطياف المتعددة ولها قدرة كبيرة للتعرف على العمق البصري، كما توجد كاميرا ثانية ستعمل على دراسة درجات الحرارة والغبار وتوزيعه في الغلاف الجوي، إضافة إلى مقياس طيفي للأشعة فوق البنفسجية، سيعمل على دراسة العلاقة بين الأكسجين والهيدروجين. 
ومن ناحيته استعرض الدكتور برشانت ريدي ماربو، أستاذ مشارك في جامعة خليفة ومدير مختبر الياه سات للفضاء، الاختلافات الرئيسة بين مفهوم القمر الاصطناعي والمسبار، حيث يختلف المسبار عن القمر الاصطناعي، ضمن طريقة تكوين المسبار، والذي يتسم بأنه أكثر قوة على التحمل للضغط والحرارة، نظراً للمسافات الطويلة التي يقطعها المسبار خلال رحلات الاستكشاف الفضائي، والتي تزيد عن رحلات الأقمار الاصطناعية نحو مدارها المطلوب. 
ومن جهته استعرض البروفيسور جورج حلو، المدير التنفيذي لمركز التحليل والمعالجة بالأشعة الحمراء في وكالة ناسا، ظاهرة التوهج الأخضر، لافتاً إلى أنها من الظواهر التي يتم دراستها في العالم الفيزيائي، حيث يتم دراسة نوعية المواد التي تؤدي للتوهج ومستويات تفاعلها مع الأشعة فوق البنفسجية، باعتبارها من الظواهر المهمة لمعرفة المكونات والعناصر الموجودة في كوكب المريخ.

سمات المسبار
قال المهندس محمد عودة مدير مركز الفلك الدولي: يبعد مسبار الأمل عن الأرض نحو 9 ملايين كيلومتر، كما تصل سرعة ابتعاده عن كوكبنا 12 ألف كيلومتر في الساعة الواحدة، بينما تصل سرعة المسبار إلى نحو 121 ألف كيلومتر في الساعة، حيث إن وجود الفارق بين سرعة الابتعاد وسرعة المسبار، يعود إلى سرعة الأرض، والتي تتحرك بمقدار 100 ألف كيلومتر في الساعة. 
وأشار إلى أن نجاح التوجيه الأول لمسبار الأمل أمس الأول، يمثل خطوة مهمة ضمن 7 توجيهات سيتم تنفيذها خلال رحلة المسبار، موضحاً أن التشريعات والقوانين الدولية الفضائية لا تجيز إرسال مركبة فضائية مباشرة إلى الكوكب، بل يجب في البداية تجريبها والتأكد من صحة العمل، ومن ثم القيام بتوجيهها لعدة مرات خلال رحلتها، وذلك لحماية الكوكب من التلوث في حال عدم سير المركبة الفضائية أو السيطرة عليها بشكل جيد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©