الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جاريد كوشنر: لولا الإمارات لضمت إسرائيل أراضي فلسطينية

جاريد كوشنر: لولا الإمارات لضمت إسرائيل أراضي فلسطينية
18 أغسطس 2020 01:00

وائل بدران (أبوظبي)

أكد جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل هي «تطور تاريخي». باعتبارها أول اتفاقية سلام في المنطقة منذ 26 عاماً، معرباً عن اعتقاده بأنها تمنح كثيراً من الناس في الشرق الأوسط التفاؤل بأنهم لن يظلوا متجمدين في الماضي. 
ولفت كوشنر، في مؤتمر صحفي عبر الهاتف حضرته «الاتحاد»، إلى أن إسرائيل كانت ستمضي قدماً في ضم الأراضي، وتفرض سيادتها على مناطق في الضفة الغربية، مضيفاً: «إن معاهدة السلام التي أبرمتها الإمارات مع إسرائيل أدت إلى توقف ذلك، بما يمنح الشعب الفلسطيني أملاً في أن هناك فرصة للتسوية من خلال الجلوس على مائدة المفاوضات». 
وسلط الضوء على الإمكانات الكبيرة لدى كل من الإمارات وإسرائيل في مجالات الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد، لافتاً إلى أن الإسرائيليين لديهم اهتمام كبير بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، بينما يوجد اهتمام كبير لدى المسلمين بإمكانية زيارة المسجد الأقصى، والذي أكدت إسرائيل أنه سيبقى تحت رعاية عاهل الأردن، بينما سيظل مفتوحاً أمام جميع المسلمين. 
وأوضح أن إسرائيل عرضت على الفلسطينيين تبادل الأراضي والكرة الآن في ملعب الفلسطينيين، داعياً إياهم إلى الجلوس على مائدة المفاوضات، وخصوصاً أن الرئيس ترامب يحظى بثقة كثيرين من الشركاء في المنطقة. 
ولفت إلى أن هناك الآن فرصة سانحة للمفاوضات، والرئيس ترامب مستعد لخوضها في أي وقت من أجل التوصل إلى حل للصراع، مؤكداً أنه يعتقد أنه سيكون هناك مزيد من العلاقات بين دول المنطقة وإسرائيل، وأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية سيتم حلها على أساس رؤية السلام. 
وأوضح أن هناك ضماناً لوقف إسرائيل عمليات ضم الأراضي، إذ تعهدت بأنها لن تمضي فيه قدماً من دون الموافقة الأميركية، لافتاً إلى أن التركيز الآن على تطبيق اتفاقية السلام الجديدة مع الإمارات، وتوسيع العلاقات إلى تحالفات جديدة. وتابع: «نؤمن بأن إسرائيل ستلتزم باتفاقها». 
وأوضح أن القيادة الأميركية حاولت جمع الناس حول المصالح والفرص المشتركة، وأيضاً في مواجهة التهديدات المشتركة، آملاً في أن يؤدي هذا التقدم إلى المضي قدماً في المنطقة. 
وقال كوشنر: «إن المنطقة تعج بعدم الاستقرار سواء بسبب الحرب الأهلية في سوريا والفوضى في العراق وليبيا»، وهو ما يشكل تهديداً مشتركاً للجميع. 
ولفت إلى أن الإدارة الأميركية الحالية وضعت منذ البداية نصب عينيها مواجهة التحديات في الشرق الأوسط، لاسيما محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، ومواجهة التطرف وتمويل الإرهاب، إضافة إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو ما شهد جهوداً كبيرة خلال الشهور الماضية. 
وسلّط كوشنر الضوء على المؤتمر الاقتصادي الذي عقد العام الماضي في البحرين، حيث تم طرح رؤية أمام الشعب الفلسطيني وخطة اقتصادية مفصلة بقيمة 50 مليار دولار من أجل جعل حياة الفلسطينيين أفضل، ولاسيما أنها تضاعف إجمالي ناتجهم المحلي، وتوفر ملايين فرص العمل، وتقلل الفقر بنسبة 50 في المئة، ولكن الفلسطينيين قاطعوا هذه ذلك المؤتمر، وكل ما تمخض عنه.
وتابع: «تم طرح رؤية للسلام في يناير الماضي، تضمنت حل الدولتين، وأول خريطة يوافق عليها أحد الطرفين من أجل التفاوض على السلام»، موضحاً أن ذلك التطور الكبير غيّر وجهة نظر الكثيرين في المنطقة بشأن جدية إسرائيل في حل الصراع المستمر منذ وقت طويل، وأظهر أنه حان الوقت للمضي قدماً. 
ونوه كوشنر بأنه خلال المئة عام الماضية، استغل المتطرفون تهديد الأقصى من أجل غرس بذور الانقسام والتطرف، ولكن كلما أمكن للمسلمين القدوم والصلاة في المسجد الأقصى بحرية وسلام كلما أدرك العالم أن المسجد ليس مهدداً، وهو ما يقلل التوتر الموجود بين العالم الإسلامي وإسرائيل. 
وأكد أنه لا ضغوط على أي دولة عربية لإقامة علاقات مع إسرائيل، فالدول تفعل ما في مصلحتها، داعياً في الوقت ذاته دول المنطقة إلى أن تحذو حذو الإمارات، ولاسيما أن ذلك في مصلحة المنطقة من وجهة نظر اقتصادية. وقال: «لا نمارس ضغوطاً؛ لأن العلاقات التي تنشأ تحت الضغط لا تستمر».
وتابع كوشنر، وهو صهر الرئيس الأميركي: «إن الشعب الفلسطيني سيدرك أن حياته ستكون أفضل إذا وجدت رغبة لوضع حد لهذا الصراع».
وحذر من أن مصداقية القيادة الفلسطينية بلغت أدنى مستوياتها في الوقت الراهن، قائلاً: «لا تستطيع مساعدتهم إذا لم يريدوا أن يساعدوا أنفسهم». وأضاف: «بغض النظر عن المقترحات التي تُطرح عليها، فإن لديها الرد ذاته دائماً بالرفض»، مشيراً إلى أن عدم المضي قدماً سيعرقل طموحات الشباب في المنطقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©