الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حمدان المزروعي: الإمارات سلام للعالم

حمدان المزروعي: الإمارات سلام للعالم
15 أغسطس 2020 02:04

أبوظبي (الاتحاد)

قال الدكتور حمدان المزروعي، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد الخامس أبوظبي، إن الإمارات وفلسطين تاريخ عميق وممتد من الدعم السياسي، والمساعدات الإنسانية، والدفاع عن الحقوق في المحافل الدولية، منوهاً إلى أن هذه العلاقات تتجاوز جذورها وعمرها أعمارنا، فقد كان الشيخ زايد، باني دولة الإمارات، طيب الله ثراه، هو من قاد الدولة منذ نشأتها إلى رعاية اتفاقيات السلام، وتحالفات الخير والاستقرار والوئام، وكانت فلسطين حاضرة دائماً في قلبه وروحه، كما تدل على ذلك كثير من الوقائع والمشاهد.
واستذكر حينما تعرضت كنيسة القيامة ببيت لحم بفلسطين، مهد السيد المسيح عليه السلام للاعتداء، حيث أصدر، رحمه الله، أوامره السامية وتوجيهاته العاجلة بترميمها، وإعادتها إلى أحسن مما كانت عليه، وفي الوقت نفسه، أمر بترميم مسجد عمر أيضاً بجانبها.
وتابع: «هؤلاء قيادتنا الرشيدة من بعده سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نراهم يجددون فينا مواقفه الفذة، ويشقون دروباً جديدة للسلام، وكان من أهمها ما أطلقه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من اتفاقية تاريخية، نصت بنودها على خير عظيم، ففيها تعظيم قبلة المسلمين الأولى، وخدمة قضاياهم، وتمكينهم من زيارة المسجد الأقصى وأداء عبادتهم وشعائرهم فيه، وفيها ما ينصر أهل فلسطين ويساعدهم، ويهيئ الأجواء لتلاقي الأخوة الإنسانية في مهد رسالاتها، وفي أرض تعاهد على زيارتها أنبياء الله ورسله عليهم السلام، يزورونها بعد أن حرموا من زيارة المسجد الأقصى عقوداً طويلة، وهذه منقبة عظيمة من المناقب التي ذخرها الله تعالى، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء».
وأوضح أن هذا القرار يحمل في طياته عظمة القيادة الاستثنائية التي يتحلى بها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وما يحمله هذا الرجل من هم تجسيد القيم الإنسانية، ودفاعه عن نهج التسامح والتعايش، واحترامه للمقدسات الدينية لجميع الأديان، ويعكس بكل جلاء قيم دولة الإمارات التي هي دولة الأفعال والمشاريع الناطقة، والشيم الأصيلة، والقيم النافعة، فلا تحمل الشعارات الزائفة، ولا تدعو للعواطف الهائجة، فهي التي قد استقبلت مئات الآلاف من الفلسطينيين على أراضيها، وأكرمتهم، ولم تدخر وسعاً في توفير العيش الرغيد لهم، ووقفت دائماً بجانب قضيتهم، وتاريخها في هذا الباب ناطقٌ صادقٌ مصدَّقٌ، لا تساوم على مبادئها فيه، ولا تقبل أن يزايد عليها أحد ممن جعل القضايا المصيرية مطايا للمزايدات والمتاجرة والمكاسب الآنية.
وقال: «إن هذا القرار الشجاع المدروس بدقة، والمختار بعناية، قد جاء في وقت مناسب، وليس من قبيل الصدفة أن يأتي بعد احتفاء العالم بيوم الشباب العالمي، إذ يؤرق شباب منطقتنا في هذه العقود الأخيرة، قضايا جانبية تولدت لديهم جراء استغلال قضية فلسطين للإرهاب وأهله، فكم أزهقت من أرواح شبابنا بسببها، وكم فقدوا من الاستقرار، وكانوا ضحية انتشار العنف والإرهاب، وللعاقل أن يتساءل: أوليس من حق شباب فلسطين والمنطقة أن ينعموا بالسلام، ويتذوقوا الرخاء، ويخدموا أوطانهم، ويساهموا في مشاريع التعليم والصحة والاقتصاد والتنمية؟! ألا يفتح لهم هذا الاتفاق بارقة أمل نحو غد يتلاقى فيه الشباب على ما ينفع أوطانهم ويكون سبباً في تنميتها، بلى». ونوه إلى أنه من واجبنا الشرعي والوطني والاجتماعي في ظل هذه القرارات الحكيمة لبلادنا: ضرورة السمع والطاعة لولاة أمورنا، ونوقن يقيناً لا شك فيه ولا مرية، أن قراراتهم قرارات صادقة، تحقق مصالحنا الدينية والسياسية والاقتصادية، كيف وقد عودنا حكامنا الكرام أنهم لا يقدمون على أمر إلا كان النجاح حليفه، والخير والصلاح رفيقه، وما وصلت إليه دولة الإمارات في سلم التقدم والتطور هو خير شاهد على ذلك، وما مسبار الأمل ومفاعل براكة السلمي عنا ببعيد. وتابع: «فاليوم ليس مناسبة للجدل والاستماع لترهات المغرضين والمخذلين، فنحن على بينة من أمرنا، ونصطف بكلمة واحدة خلف قيادتنا، وفي ثقة كاملة بتوجهات دولتنا ورجالها، فليس أهم من هذا القرار إلا الإجماع الوطني حوله الذي يثلج صدور المحبين والمنتمين لهذا الوطن وقضيته، وهذا مما يدل على نجاح هذا القرار وانتظاره، وها هم الخبراء ورؤساء الدول والحكومات، وكبار السياسيين في العالم يباركون هذه الخطوة ويشيدون بأهميتها، ويقدرون دور الإمارات العالمي في قيادة مسيرة السلام وإرخاء سدوله في جميع أطراف العالم».
واختتم بالقول: «إن الإنسانية قد تعبت من الحروب والكراهية والعنف، وقد عاشت أجيال عدة في هذا الحال، وولدت في أحضانه وتعكرت في نظرتها بهجة الحياة، إذ لم تذق في أوقاتها طعم الأمان والاستقرار، أوليس من حق الأجيال اللاحقة أن تعيش حياة الكرامة والهناء والازدهار! أوليس من حقها أن نمد يد العون لها في تحقيق هذا المقصد! كيف لا وقد وجهنا الله لذلك وحضنا عليه، فقال تعالى: (... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرّ والتقوى...) صدق الله العظيم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©