الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صحف عالمية: معاهدة السلام علامة فارقة في الشرق الأوسط

صحف عالمية: معاهدة السلام علامة فارقة في الشرق الأوسط
15 أغسطس 2020 02:04

شادي صلاح الدين، دينا محمود (لندن) 

أفردت العديد من الصحف، ووسائل الإعلام العالمية مساحات كبيرة للحديث عن معاهدة السلام التاريخية التي أبرمتها الإمارات مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة للبدء في علاقات كاملة بين البلدين في شتى المجالات، مشددة على أنه انتصار للدبلوماسية، وسيؤتي ثماره لعقود قادمة.
فمن جانبها وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية معاهدة السلام التاريخية «بالخطوة الدبلوماسية الكبيرة والمفاجئة»، لافتة إلى أنه إذا تم تنفيذ بنودها، فإن الاتفاقية ستجعل الإمارات ثالث دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل إلى جانب مصر، التي وقعت اتفاقية سلام في عام 1979، والأردن، الذي وقع معاهدة في عام 1994. كما أن معاهدة السلام التاريخية ستعيد ترتيب وتنشيط الجمود الطويل في المنطقة.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن حساسية وأهمية معاهدة السلام التاريخية جاء في نصه المباشر بوقف إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية، وهو إن تم يعتبر أقوى انتصار عربي في المفاوضات مع إسرائيل.
ومن جانبها، علقت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية على معاهدة السلام بأنه انتصار كبير للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو «أول نجاح دبلوماسي غير مشروط لإدارته».
وذكرت «أن معاهدة السلام التاريخية الإماراتية الإسرائيلية مختلفة. إنها إنجاز تاريخي حقيقي للولايات المتحدة بشكل لا لبس فيه»، مضيفة أنها تحقق الفائدة للجميع، حيث ستساهم في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط الكبير، ليس فقط من خلال وقف ضم إسرائيل الأراضي الفلسطينية إلى أجل غير مسمى، ولكن من خلال سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية ذات الفائدة المتبادلة، بجانب التعاون لمواجهة الأخطار المشتركة التي تواجه المنطقة. وقالت إنه حتى الأمم المتحدة لم تنجح في إبرام مثل هذا الاتفاق الذي وصفته بأنه «صانع السلام».
وأكدت أن معاهدة السلام التاريخية ستحصل على دعم إجماعي عبر الطيف السياسي الأميركي. كما أشار جو بايدن، المرشح الرئاسي المفترض للحزب الديمقراطي، في تعليقه على الإعلان، بأن الجهود المبذولة لدفع السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب كانت أولوية قصوى لإدارات الحزبين منذ عقود.
مجلة «ناشيونال ريفيو» الأميركية نصف الشهرية لم تفوت فرصة الحديث عن معاهدة السلام التاريخية، لتؤكد أنه يمثل «علامة فارقة» للسلام في الشرق الأوسط لم تحدث منذ 25 عاماً.
وتمنح معاهدة السلام التاريخية إسرائيل الأمل في إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع جميع جيرانها، ولا داعي لضم أراض، أو السيطرة على حدود أي شخص، أو حتى مواصلة «احتلالها» المناطق الفلسطينية، وفقاً للتقرير، الذي أضاف أن ترامب اتخذ خطوة كبيرة نحو هذا المستقبل، وبالتالي حقق انتصاراً من أجل السلام في الشرق الأوسط، سيؤتي ثماره لعقود قادمة، وخاصة بالنسبة للفلسطينيين الذين سيعيشون بحرية دون أي قلق داخل إسرائيل وخارجها.
صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قالت في تقرير تحت عنوان «ترامب كان محقاً..الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل إنجاز ضخم»، إن الإعلان المفاجئ يأتي تتويجاً لسنوات من الاتصالات وإنجازاً حققته الإمارات بإقناع إسرائيل بالتراجع عن خططها لضم الضفة الغربية.
أما صحيفة «جلوب أند ميل» الأكبر في كندا، فقد أكدت أن إعلان إسرائيل والإمارات عن إقامة العلاقات الدبلوماسية، وإقامة علاقة جديدة، هي خطوة تعيد تشكيل ترتيب سياسات الشرق الأوسط لمصلحة القضية الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن معاهدة السلام التاريخية، التي ساعد ترامب في التوسط فيها، تشمل موافقة إسرائيل على تعليق ضمها المزمع مناطق في الضفة الغربية المحتلة، وتوجه جهودهما إلى مواجهة الدول التي تمثل تهديداً مشتركاً للسلام والأمن في الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن تفيد معاهدة السلام التاريخية عدداً من الدول في آسيا، وفقاً لصحيفة «ذي اكونوميك تايمز» الهندية، التي أشارت إلى أن دبلوماسية الهند في غرب آسيا ستتلقى دفعة قوية بعد معاهدة السلام التاريخية بين إسرائيل والإمارات، حيث تتمتع دلهي بعلاقات وثيقة مع هاتين الدولتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهند، التي دافعت عن حل الدولتين، ستكون راضية عن نجاح الاتفاق في منع ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، وفقاً لمصادر مطلعة في المنطقة.
وفي الإطار نفسه لم يغب وصف «التاريخي» عن عناوين تغطيات وسائل الإعلام الأوروبية الكبرى لمعاهدة السلام التاريخية، مؤكدة أنها تفتح الباب أمام إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأكدت صحيفة «دَيلي تليجراف» البريطانية، أن معاهدة السلام التاريخية، التي أعلن عنها ترامب بعد اتصال هاتفي جمعه مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يُشكِّل «تحولاً دبلوماسياً هائلاً».
وأبرزت الصحيفة، تأكيد القادة الثلاثة في بيان مشترك، على أن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي «سيعزز السلام في الشرق الأوسط»، وأن من شأنه «إطلاق العنان للإمكانات العظيمة» الكامنة في هذه المنطقة.
كما أشارت إلى ما ترتب على معاهدة السلام التاريخية، من موافقة إسرائيل على وقف خطتها لضم أراض فلسطينية، وهي الخطة التي وصفتها الصحيفة البريطانية بـ «المثيرة للجدل».
وفي إشارة إلى حالة الارتياح العميق التي عمت العالم العربي، بعد الموافقة على وقف هذه الخطة، ذَكَّرت «دَيلي تليجراف» - التي توصف بالمقربة من حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا - بأن المساعي الإسرائيلية لضم هذه المناطق، كانت قد قوبلت بغضب عربي ودولي عارم، شمل حتى حلفاء أساسيين لإسرائيل، من بينهم المملكة المتحدة.
ومن جانبها، أكدت صحيفة «التايمز» أن الاتفاق على مباشرة العلاقات الثنائية بين الإمارات وإسرائيل، يُمثِّل «انفراجة كبيرة»، على صعيد الجهود الرامية لإنهاء الصراعات، وإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وأبرزت الصحيفة الدعم الإماراتي المستمر للقضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية والمتواصل حتى اليوم، مُشيرة في هذا الصدد إلى أن معاهدة السلام التاريخية «أسقطت» خطة الضم الإسرائيلية، التي رفضتها دولة الإمارات منذ اليوم الأول للإعلان عنها.
وقالت «التايمز» إن تلك المواقف الرافضة «تجعل من الصعوبة بمكان، أن يرى المرء كيف يمكن أن تمضي مثل هذه الخطة قدماً»، وهو ما بدا رداً واضحاً على الأصوات المُشككة في إمكانية الالتزام على المدى البعيد، بما ورد في الاتفاق، من تعهدٍ بوقف أي محاولات لاقتطاع مناطق رئيسة في الضفة، وبسط السيادة الإسرائيلية عليها. 
بدورها، أبرزت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أهمية معاهدة السلام التاريخية، وما حظيت به من ردود فعل مُرحبة من مختلف القوى الكبرى في العالم، مُشيرة في هذا السياق، إلى الثقل الذي تتمتع به دولة الإمارات على الساحتيْن الإقليمية والدولية.
وأشادت الصحيفة بـ «السياسة الخارجية الحازمة»، التي تتبعها الإمارات في الشرق الأوسط، ما جعلها «إحدى أقوى الدول وأكثرها نفوذاً في المنطقة». 
إبراز المكانة الرفيعة للإمارات في الشرق الأوسط، ورد كذلك من جانب صحيفة «الجارديان»، عبر تأكيدها أن صدى معاهدة السلام التاريخية وانعكاساته «ستتردد في شتى أنحاء هذه المنطقة».
وسلّطت الصحيفة - الأقرب إلى توجهات حزب العمال البريطاني المعارض - الضوء على تأكيدات يوسف مانع العتيبة سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة، على أن اتفاق مباشرة العلاقات الثنائية مع إسرائيل «أوقف وبشكل فوري عملية الضم، وما قد يترتب عليها من تصعيد عنيف، وأنه يُبقي على إمكانية تطبيق حل الدولتين، الذي أقرته جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي». 
وفي سياق استعراضها للترحيب الدولي الواسع الذي قوبلت به معاهدة السلام التاريخية، أشارت «الجارديان»، إلى وصفها من جانب المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة جو بايدن، بأنها «خطوة شجاعة ومُرحب بها».
في الإطار نفسه، أبرزت النسخة الإلكترونية من صحيفة «الإندبندنت» أهمية ما سيترتب على هذا «الإنجاز الدبلوماسي.. الذي يعزز فرص السلام في الشرق الأوسط»، من حماية لآفاق إقامة دولة فلسطينية مستقلة، في ضوء أنه أوقف خطط ضم أراضٍ في الضفة الغربية «يأمل الفلسطينيون في أن تشكل - بجانب القدس الشرقية وقطاع غزة - جزءاً من دولتهم المستقبلية».
وأشارت إلى الترحيب الذي لاقاه الإعلان عن معاهدة السلام التاريخية، من قبل شخصيات دولية مرموقة، مثل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وأطراف مهمة في الشرق الأوسط، في مقدمتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي اعتبر أن ما حدث يمثل خطوة تاريخية «تفتح آفاق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».

«سكاي نيوز» البريطانية: منعطف حاسم وإيجابي للفلسطينيين
اعتبرت شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية البريطانية، أن من شأن معاهدة السلام التاريخية التمهيد لحدوث «تغييرات جذرية في المنطقة». وأشارت إلى أنه ليس من قبيل المبالغة في ضوء ذلك، أن يُوصف هذا الاتفاق من جانب الرئيس الأميركي، بأنه يمثل «لحظة تاريخية بحق».
وأكدت الشبكة أن الإقدام على هذه الخطوة يُشكِّل «منعطفاً حاسماً على الطريق الطويل صوب إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط»، مشددة على أن ما تضمنه من وقفٍ لخطة الضم الإسرائيلية لمناطق في الضفة الغربية يمثل «أمراً إيجابياً بالنسبة للفلسطينيين».

«يورونيوز»: تعزيز مكانة الإمارات «منارة للتسامح»
أكدت شبكة «يورونيوز» الإخبارية إجماع «المعلقين السياسيين على أهمية معاهدة السلام التاريخية»، التي شددت على أنها تعزز النظرة لدولة الإمارات، باعتبارها «منارة التسامح في منطقة الشرق الأوسط».
وأولت الشبكة اهتمامها لتصريحات معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، التي أكد فيها أن الإمارات سعت في الأساس إلى «تفكيك قنبلة موقوتة كانت تهدد حل الدولتين»، في إشارة إلى خطة الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية.

«سي بي سي» الكندية: خطوة مهمة 
ركزت هيئة الإذاعة الكندية «سي بي سي» على أن معاهدة السلام التاريخية حققت انتصاراً رئيساً في السياسة الخارجية للرئيس الأميركي  ترامب، وعكس تغييراً في الشرق الأوسط إلى حد كبير.
وألقت الضوء على الاتفاقيات المتبادلة بشأن الرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والطاقة والسياحة والرعاية الصحية، بجانب التعاون أيضاً في مكافحة جائحة فيروس كورونا، مشيرة إلى ترحيب وزير الخارجية الكندي، فرانسوا-فيليب شامبين، بالاتفاق بين الطرفين. وقال شامبين: «يسعدنا أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت قرارها بتعليق ضم أجزاء من الضفة الغربية. بصفتها صديقاً وحليفاً لإسرائيل، وصديقاً للشعب الفلسطيني، تظل كندا ملتزمة بشدة بحل الدولتين، بما في ذلك إنشاء دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب بسلام وأمن مع إسرائيل، وبحلول شاملة، سلام عادل ودائم». كما أشاد راديو كندا الدولي بالحدث، ونقل عن توماس جونو، خبير الشرق الأوسط في جامعة أوتاوا، وصفه لمعاهدة السلام «بالصفقة المهمة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©